السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كنت أقلب دفاتري القديمة، فوجدت هذه القصيدة التي نشرتها من قبل في أحد المنتديات... أرجو أن تعجبكم
ملحمة بغداد
تَبكِي لِبغدادَ أم تَبكِي على نَجَفِ =وهَل يَعودُ بدمعٍ سَالفُ الشَّرفِ
وكيفَ يصبرُ عن ذا الدَّمعِ مُقلةُ مَنْ =قَد باتَ يخلطُ بينَ الأهلِ والجِيَفِ
أذاكَ مُلقىً أَخِي أم كان ذاك أبِي =وَلستُ أعرِفُ طرْفا فيهِ مِن طَرَفِ
فَحَرِّكِ اليَدَ أَدْنِ الأُذْنَ قد رَحلُوا =وليس تُرجعُ رُوحًا كفُّ مُرْتَجِفِ
يا سائرًا في بلاد الرافدينِ ألا =تُحَدِّث العُرْبَ عن رُوحٍ بها دَنفِ
وَاسْألْ خَلِيجًا ونيلاً عَن بلادِهما =وعَن كِرامٍ بِها فِي المِالِ والتَّرَفِ
عن أهْلِ مصرٍ وأهلِ الشامِ في رَغَدٍ =وَأرضُكُمْ أَهلُهَا يَهْوُونَ من جُرُفِ
ما زاد جُلُّهُمو إلا صِيَاحَهُمُو =هَزُّوا رُؤُوسَهُمُو في غايةِ الأَسَفِ
ونَدَّدُوا بِفِعالٍ غَيرِ مُنْصِفَةٍ =وَآذَنُوا بِعَذَابٍ غَيرِ مُنْكَشِفِ
فسِرْ ببَغْدَادَ فِي يَأسٍ وفي فَرَقٍ =وَاسْألْ عنِ الآلِ والأصحابِ في نَجَفِ
وعنْ ليالٍ ببغدادٍ وما فعلت =بها قذائفُ أهلِ الظلمِ والجَنَفِ
وعن كريمٍ يُسَامُ الخَسفَ في نَفَرٍ =يُهانُ في دارِهِ يَجثو عَلَى الرَّضَفِ
وعن مُخَدَّرَةٍ في ظلمة بَقِيَتْ =تَرْنُو إلى غَسَقٍ مِن فرجَةِ السُّجُفِ
وعن رَضيعٍ وأمٍّ في فراشِهما =يُفَرَّقانِ وقد ضَمَّتْهُ فِي رَهَفِ
وعن صغارٍ ضِعَافٍ مَا بِهِم خَطَرٌ =في طُرْقِ بَغْدادَ بينَ الخوفِ والتَّلَفِ
يَا مُسلمِي الشرقِ والغربِ الذين رأَوْا =من التَّكبُّرِ والطغيانِ والصَّلَفِ
إلى متَى نَتْركُ الأعْداءَ في بلد=وقد أُدِينَتْ بِذنبٍ غَيرِ مُقْتَرَفِ
كفى اختلافا وآراءً مُفَرِّقَةً =عودوا إلى الحق نَهجِ السَّادةِ السَّلَفِ
تَّوحَدُوا بِرِبَاطٍ حَزمُهُ سُنَنٌ =من النَّبِيِّ ودينٍ غيرِ مُنْحَرِفِ
دمٌ يُسالُ بُقدسٍ والعراقِ كَذَا = يَنَالُ مِن دَمِنَا ذَا كلُّ مُرتَشِفِ
المفضلات