معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    5
    آخر نشاط
    08-12-2006
    على الساعة
    04:31 AM

    معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزا الله خيرا كل من ساهم فى الاجابة على سؤالى وقد لاحظت من خلال مراسلتي مع شخص نصرانى انهم لايعلمون معجزات خاتم النبيين وامام المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويقولون ها هى معجزات عيسى فاين معجزات محمد وللا سف فان كثيرا من المسلمين ايضا لايعلمون ان معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصلت عند بعض العلماء الى الف معجزة ولذا فقد رأيت انه لا يوجد مفر من حصر معجزات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

    **دعا صلى الله عليه وسلم عليه فاختلج لسانه

    عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كان فلان يجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء اختلج (ردد الكلام على هيئة المستهتر) بوجهه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كن كذلك، فلم يزل يختلج حتى مات.
    أخرجه البيهقي في الدلائل.

    **ابن عباس حبر الأمة بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلاء فوضع له وضوءًا، فلما خرج قال: من صنع هذا؟ قالوا: ابن عباس، قال: اللهم فقهه في الدين. صحيح، أخرجه البخاري في الوضوء، ورواه مسلم.
    وعنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي ثم قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. صحيح، أخرجه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح، ورواه البيهقي في الدلائل.
    وقد استجاب الله لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الدعوة في ابن عمه؛ فكان إمامًا يُهتدى بهداه، ويُقتدى بسناه في علوم الشريعة، ولا سيما في علم التأويل وهو التفسير؛ فإنه انتهت إليه علوم الصحابة قبله، وما كان عقله من كلام ابن عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما عاشره أحد منا، وكان يقول: نعم ترجان القرآن ابن عباس. رواه الحاكم في المستدرك.


    ** دعا له فطال عمره وهو شاب


    ثبت أنه صلى الله عليه وسلم دعا للسائب بن يزيد ومسح بيده على رأسه، فطال عمره حتى بلغ أربعًا وتسعين سنة، وهو تم تام القامة معتدل، ولم يشب منه موضع أصابت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومُتِّع بحواسه قواه.
    صحيح: أخرجه البخاري كتاب المناقب، ومسلم في الفضائل.
    هذا وقد تأخرت وفاة ابن عباس عن وفاة عبد الله بن مسعود ببضع وثلاثين سنة، فما ظنك بما حصله بعده في هذه المدة؟!. وقيل: خطب الناس ابن عباس في عشية عرفة، ففسر لهم سورة البقرة تفسيرًا لو سمعه الروم والترك والديلم لأسلموا. _ رضي الله عنه وأرضاه _

    **زاد أولاده عن المائة وزاد عمره عن المائة وزاد ماله عن المائة ألف بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

    إنه أنس بن مالك رضي الله عنه.. يحدثنا عن ذلك فيقول: جاءت أم سليم، وهي أم أنس، رضي الله عنهما، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزرتني بخمارها وردَّتني ببعضه، فقالت: يا رسول الله هذا أُنيس أتيتك به يخدمك فادع الله له، قال: اللهم أكثر ماله وولده. صحيح: أخرجه البخاري في الدعوات. وفي لفظ: اللهم أكثر ماله وولده وأطِل عمره واغفر له.
    قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو المائة. قال: وحدثتني ابنتي أُمَيْنة أنه قد دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة: تسعة وعشرين ومائة.
    وروى الترمذي وغيره أن أنس بن مالك رضي الله عنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ودعا له، وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجيء منها ريح المسك. حسن: أخرجه الترمذي في المناقب، وقال: حديث حسن.
    وفي رواية قال: دفنت من صلبي مائة واثنتين، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة، وأرجو الرابعة فولده إذن يزيدون على المائة، وأما عمره فقد مات وعمره مائة عام وقيل: عش ومائة، وكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين على الراجح، وأما ماله فقد كانت السحابة تمطر في أول أرضه ولا تمطر في آخرها لعظم مساحة أرضه.

    **دعاؤه لعبد الرحمن بن عوف

    عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك. رواه البخاري. قال عبد الرحمن: فلقد رأيتني ولو رفعت حجرًا لرجوت أن أصيب تحته ذهبًا أو فضة. أخرجه ابن سعد والبيهقي.
    وفتح الله له أبواب الرزق، ومن عليه ببركات من السماء والأرض، وكان حين قدم المدينة فقيرًا لا يملك شيئًا، فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه، فقال سعد لعبد الرحمن: إن لي زوجتين فاختر أجملهما أطلقها ثم تعتد ثم تتزوجها، وإن لي من المال كذا وكذا فخذ منه ما شئت. فقال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، بارك الله لك في زوجتيك ومالك، ثم قال: دلوني على السوق. أخرجه البخاري.
    فصار يتعاطى التجارة، وفي أقرب زمن رزقه الله مالاً كثيرًا ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم، حتى أنه لما توفي بالمدينة سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين، حُفِر الذهب من تركته بالفئوس، حنى جُرِحت الأيدي من كثرة العمل، وأخذت كل زوجة من زوجاته الأربع ربع الثمن ثمانين ألفًا. وقيل: إن نصيب كل واحدة كان مائة ألف، وقيل: بل صولِحت إحداهن على نيف وثمانين ألف دينار، وأوصى بألف فرس وخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى بحديقة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، بيعت بأربعمائة ألف، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل بأربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأخذوها وأخذ عثمان فيمن أخذ، وهذا كله غير صدقاته الفاشية في حياته، وعطاءاته الكثيرة، وصلاته الوفيرة؛ فقد أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا، وتصدق مرة بعير: وهي الجمال التي تحمل الميرة، وكانت سبعمائة بعير، وردت عليه، وكان أرسلها للتجارة، فجاءت تحمل من كل شيء فتصدق بها وبما عليها من طعام وغيره بأحلاسها وأقتابها وجاء أنه تصدق مرة بشطر ماله، وكان الشطر أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفًا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم تصدق بخمسمائة فرس في سبيل الله ثم بخمسمائة راحلة.

    ** الفرس الضعيف يسبق ويدر الأموال الطائلة

    عن جعيل الأشجعي رضي الله عنه قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، وأنا على فرس لي عجفاء ضعيفة، قال: فكنت في أُخريات الناس، فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: سر يا صاحب الفرس
    فقلت: يا رسول الله، عجفاء ضعيفة
    قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفقة معه فضربها بها وقال: اللهم بارك له.
    قال: فلقد رأيتني أمسك برأسها أن تقدم الناس، ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفًا.
    رواه البخاري في التاريخ، والنسائي في السنن الكبرى، والبيهقي في الدلائل.

    **سعد مُجاب الدعوة بسبب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

    عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم استجب لسعد إذا دعاك. فكان لا يدعو إلا استجيب.
    أخرجه الترمذي، والحاكم صححه.
    ومن هذا ما رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: شكا أهل الكوفة سعدًا، يعني ابن أبي قاص رضي الله عنه، إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارًا، فشكوا (أي سعدًا رضي الله عنه) حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي،
    فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي! فقال: أما والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها؛ أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق،
    وأرسل معه رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذا نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية
    قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياءً وسمعة، فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن.
    قال عبد الملك بن عمير الراوي ن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن، وكان بعد ذلك إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. صحيح، رواه البخاري ومسلم.

    **نزول المطر الشديد يوم تبوك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم

    عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قيل لعمر بن الخطاب، حدثنا عن شأن ساعة العسرة، فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد (أي قلة نزول المطر)، فزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان أحدنا ليذهب فيلتمس الرجل فلا يجده حتى يظن أن رقبته ستنقطع، حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه (أي روثه وفضلاته) فيشربه، ثم يجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، إن الله قد عودك في الدعاء خيرًا، فادع الله لنا
    فقال صلى الله عليه وسلم: أو تحب ذلك؟
    قال: نعم، فرفع يديه نحو السماء
    فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأطلت ثم سكبت فملأوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر.
    أخرجه البيهقي في الدلائل، وقال ابن كثير في البداية: هذا إسناد جيد قوي ولم يخرجوه.

    **منع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من القتل في غزوة ذات الرقاع

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة (أي كثير الأشجار)، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلن بالشجر
    قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلاً أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتًا في يده
    فقال لي: من يمنعك مني؟
    قال: قلت: الله
    ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟
    قال: قلت: الله
    قال: فشام السيف (أي أغمده)، فها هو جالس، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أخرجه مسلم، كتاب الفضائل
    هذا الرجل اسمه غورث بن الحارث، وقيل: اسمه غويرث، وقيل: دعثورا.

    **رؤيته صلى الله عليه وسلم أصحابه من وراء ظهره

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ أقيمت الصلاة، فقال: أيها الناس إني إمامكم، فلا تسبقوني في الركوع ولا بالسجود، ولا ترفعوا رءوسكم؛ فإني أراكم من أمامي ومن خلفي، وأيم الذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، قالوا: يا رسول الله! وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار.
    صحيح، أخرجه مسلم في الصلاة، والبيهقي في الدلائل.
    وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل ترون قبلتي ها هنا؟ فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم وراء ظهري.
    صحيح، رواه البخاري ومسلم في الصلاة.
    كان صوت النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ ما لم يبلغه صوت أحد **
    عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوم الجمعة على المنبر، فقال للناس: اجلسوا، فسمع عبد الله بن رواحة فجلس في بني غنم، فقيل: يا رسول الله! ذاك ابن رواحة جالس في بني غنم، سمعك وأنت تقول للناس اجلسوا فجلسوا فجلس في مكانه.أخرجه أبو نعيم، وأخرجه البيهقي في الدلائل.

    ** تكثير الطعام والشراب بين يدي الرسول صلى الله عليه و سلم

    * فأما الطعام:

    فقد وقع ذلك منه صلى الله عليه و سلم مرات عديدة منها ما روي عن جابر بن عبد الله- رضي لله عنهما- في الخندق حيث يقول جابر: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصًا (الخمص: خلاء البطن من الطعام) فانكفأت (أي انقلبت ورجعت) إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؟ فاني رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصًا شديدًا فأخرجت لي جرابًا (أي وعاء من جلد) فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن قال: فذبحتها وطحنت ففرغت إلي فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله! إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعًا من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك فصاح رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال: يا أهل الخندق! إن جابرًا قد صنع لكم سورًا وهو الطعام الذي يدعى إليه وقيل الطعام مطلقًا فحيهلا بكم ومعناه أعجل به
    وقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم, حتى أجي فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك, وبك - أي ذمته ودعت عليه فقلت: قد فعلت الذي قلت لي - معناه أني أخبرت النبي بما عندنا فهو أعلم بالمصلحة فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها صلى الله عليه و سلم وبارك ثم عمد إلي برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال: ادعى خابزة فلتخبز معك, واقدحي من برمتكم (أي اغرفي والمقدح المغرفة) ولا تنزلوها, وهم ألف فأقسم بالله! لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا (أي شبعوا وانصرفوا) وان برمتنا لتغظ (أي تغلي ويسمع غليانها) كما هي وإن عجينتنا- أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هو (أي يعود إلي العجين) رواه البخاري ومسلم

    * وأما الشراب:

    فنأخذ من ذلك مثالاً واحداً وهو اللبن فمن أدلة تكثيره صلى الله عليه و سلم اللبن ما أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه كان يقول: ألله الذي لا اله إلا هو, إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع, وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع
    ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه, فمر أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله, ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية في كتاب الله, ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل
    ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي, ثم قال : يا أبا هر
    قلت: لبيك يا رسول الله
    قال: الحق
    ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن له, فوجد لبناً في قدح فقال: من أين هذا اللبن؟
    قالوا: أهداه لك فلان- أو فلانة
    قال: يا أبا هر
    قلت: لبيك يا رسول الله
    قال: الحق إلي أهل الصفة فادعهم لي
    قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام, لا يأؤون على أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ, إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً, وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها و أشركهم فيها, فساءني ذلك
    فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها, ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بد فأتيتهم فدعوتهم, فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت
    قال: يا أبا هر
    قلت: لبيك يا رسول الله
    قال: خذ فأعطهم
    فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي القوم كلهم, فأخذ القدح فوضعه على يده, فنظر إلي فتبسم فقال: يا أبا هر
    قلت: لبيك يا رسول الله
    قال: بقيت أنا وأنت
    قلت: صدقت يا رسول الله
    قال: اقعد فاشرب فقعدت فشربت
    فقال: اشرب فشربت, فما زال يقول: اشرب , حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق, ما أجد له مسلكاً
    قال: فأرني , فأعطيته القدح, فحمد الله وسمى وشرب الفضلة - انظر البخاري لفتح 11-6452
    -- ثمانون رجلاً يأكلون بعض أرغفة الخبز وتكفيهم:
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟
    قالت: نعم
    فأخرجت أقراصًا من شعير ثم أخرجت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دستني تحت يدي ولاثتني ببعضه (أي لفتني به)، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم، قال: بطعام؟ قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا، فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم، فقلت: الله ورسوله أعلم، فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم: ما عندك؟ فاتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتّ وعصرت أم سليم عكة فآدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلا. صحيح، أخرجه البخاري في المناقب، وأخرجه مسلم في الأشربة، والترمذي في المناقب.
    -- قصعة الثريد يأكل منها المئات:
    عن سمرة بن جندب قال: بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أُتي بقصعة فيها ثريد (الخبز المختلط باللحم والأرز) قال: فأكل وأكل القوم فلم يزالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر؛ يأكل القوم ثم يقومون ويجئ قوم فيتعاقبونه، قال: فقال له رجل: هل كانت تُمد بطعام؟ قال: أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تمد من السماء - رواه أحمد.
    -- البركة في الشعير:
    عن جابر رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم (أي لاستمر دائمًا أبدًا وما انقطع خيره) - رواه مسلم في كتاب الفضائل.
    -- البركة في السمن:
    عن جابر رضي الله عنه: أن أم مالك كانت تُهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شئ، فتعمد إلى التي كانت تهدي فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنًا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرتها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعصرتيها؟ قالت: نعم، فقال: لو تركتيها ما زالت قائمة - رواه مسلم في كتاب الفضائل.
    -- البركة في مزود أبي هريرة رضي الله عنه:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بتمرات فقلت: ادع الله لي فيهن بالبركة، قال: فصفهن بين يديه ثم دعا، فقال لي: اجعلهن في مزود (الوعاء من الجلد وغيره، ويجعل فيه الزاد) وأدخل يدك ولا تنثره، قال: فحملت منه كذا وكذا وسقًا (الوسق: 50كيلة = 4 أردب وكيلتان) في سبيل الله ونأكل ونطعم، وكان لا يفارق حقوي، فلما قتل عثمان رضي الله عنه انقطع حقوي فسقط. حسن، رواه أحمد، والترمذي في مناقب أبي هريرة.
    وفي رواية: أنه قال: أُصبت بثلاث مصيبات في الإسلام لم أُصب بمثلهن:
    1. موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت صويحبه.
    2. وقتل عثمان.
    3. والمزود.
    قالوا: وما المزود يا أبا هريرة؟
    قال: قلت تمر في مزود
    قال: جئ به، فأخرجت تمرًا فأتيته به
    قال: فمسه ودعا فيه ثم قال: ادع عشرة، فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله وبقي من تمر معي في المزود
    فقال: يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئًا، فأدخل يدك فيه ولا تكفه
    قال: فأكلت منه حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت منه حياة أبي بكر كلها، وأكلت منه حياة عمر كلها، وأكلت منه حياة عثمان كلها، فلما قتل عثمان انتهب ما في يدي، وانتهب المزود، ألا أخبركم كم أكلت منه، أكلت منه أكثر من مائتي وسق(الوسق: 50كيلة = 4 أردب وكيلتان) - دلائل النبوة للبيهقي.
    -- البركة في شطر الشعير:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي شئ يأكله ذو كبد إلا شطر شعير (أي نصف قدح من شعير أو شئ قليل من الشعير) في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، ثم كِلته ففني - صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.

    *·~-.¸¸,.-~*ان شاء الله للحديث بقية*·~-.¸¸,.-~*
    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 22-10-2005 الساعة 03:18 AM
    'يارَبْ إذا أسَأتُ إلى الناس فَاعْطِني شجَاعَة الإعتذار ...... وإذا أسَاءَ لي النَّاس فاعْطِنْي شجَاعَة العَفْوَ......
    وَعَلّمنْي أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة .....وَأنّ حبّ الإنتقام هَو أولْ مَظاهِر الضعْفَ...'

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي مشاركة: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أهلاً وسهلاً بك اختنا الكريمة في بيتك الجديد
    أسأل الله ان يجعلك من حراس هذا الدين الحق
    وبارك الله بك على هذه المبادرة الطيبة منكِ

    ولا ننسى معجزة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المعجزة الخالدة الى يوم الدين ....... القرآن الكريم
    أكملي أخيتي في الله وليوفقكِ الله
    والسلام عليكم ورحمة الله وبرماته

    والله المستعان
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    5
    آخر نشاط
    08-12-2006
    على الساعة
    04:31 AM

    افتراضي مشاركة: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....تقبل الله منا ومنكم بمناسبة عيد الفطر ...جزاك الله اخى الكريم خيرا على تشجيعك لى والرد على مشاركتى وساكمل اليوم بمشيئة الله تعالى جزء من باقى معجزات النبى المختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
    ** أراد أن يدمغ النبي صلى الله عليه وسلم بحجر فيبست يده على الحجر
    عن المعتمر بن سليمان عن أبيه: أن رجلاً من بني مخزوم قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده فهر (حجر يملأ الكف) ليرمي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتاه وهو ساجد رفع يده وفيها الفهر ليدمغ (أي ليرمي) به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبست يده على الحجر فلم يستطع إرسال الفهر من يده، فرجع إلى أصحابه فقالوا: أجبنت عن الرجل؟
    قال: لم أفعل ولكن هذا في يدي لا أستطيع إرساله فعجبوا من ذلك، فوجدوا أصابعه قد يبست على الفهر، فعالجوا أصابعه حتى خلصوها، وقالوا هذا شئ يراد -أخرجه أبو نعيم في الدلائل-.

    ** حاول اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه أُسود فهالته
    عن عروة بن الزبير قال: كان النضر بن الحارث ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعرض له، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا يريد حاجته في نصف النهار في حر شديد فبلغ أسفل من ثنية الحجون، وكان يبعد إذا ذهب لحاجته
    فرآه النضر بن الحارث فقال: لا أجده أبدًا أخلى منه الساعة فأغتاله، قال: فدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف راجعًا مرعوبًا إلى منزله فلقيه أبو جهل فقال: من أين الآن؟
    فقال النضر: اتبعت محمدًا رجاء أن أغتاله وهو وحده ليس معه أحد، فإذا أساود (أي أُسود) تضرب بأنيابها على رأسه فاتحة أفواهها، فهالتني فذعرت منها ووليت راجعًا
    فقال أبو جهل: هذا بعض سحره -أخرجه أبو نعيم-.

    ** أراد قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فخذله الله
    عن جابر رضي الله عنه أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه: أقتل لكم محمدًا، فقالوا: كيف تقتل؟ قال: أفتك به،
    فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره، فقال: يا محمد، أنظر إلى سيفك هذا؟
    قال: نعم، فأخذه واستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله (أي فيخذله الله)
    فقال: يا محمد، أنظر إلى سيفك هذا؟
    قال: نعم، فأخذه واستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله
    فقال: يا محمد أما تخافني؟
    قال: لا، وما أخاف منك
    قال: ألا تخافني وفي يدي السيف؟
    قال : لا يمنعني الله منك
    ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمزل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ - سورة المائدة، من الآية:11- أخرجه أبو نعيم.

    ** عصمته صلى الله عليه و سلم من الناس
    لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم من أعدائه كثير الأذى وعظيم الشدة منذ أن جهر بدعوته ولكن الله تبارك وتعالى حفظه ونصره وعصمه من الناس كما قال تعالى في كتابه العزيز يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ - سورة المائدة آية 67- وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يحرس قبل نزول هذه الآية من قبل بعض أصحابه فلما نزلت هذه الآية قال: يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل
    * ومن الأمثلة على عصمة الله لرسوله وكف الأعداء عنه
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ - أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر وهو التراب
    قال: قيل: نعم
    فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب
    قال: فأتى رسول الله رضي الله عنه وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم (أي بغتهم) منه إلا وهو ينكص على عقبيه (أي رجع يمشي إلى ورائه) ويتقي بيديه قال فقيل له: مالك؟
    فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولاً وأجنحة
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا - رواه البخاري مختصرًا ورواه مسلم واللفظ له
    عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قصة الهجرة النبوية قال: فارتحلنا بعد ما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت: أتينا يا رسول الله
    فقال: لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه النبي صلى الله عليه و سلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها فقال: إني أراكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب
    فدعا له النبي صلى الله عليه و سلم فنجا فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال: كفيتكم ما هنا فلا يلقى أحدًا إلا رده قال: ووفى لنا - رواه مسلم والبخاري مطولاً
    عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حنينًا فولى صحابة النبي صلى الله عليه و سلم فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه و سلم (أي أتوه من كل جانب) نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال: شاهت الوجوه (أي قبحت) فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم غنائمهم بين المسلمين - رواه مسلم
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل نجد (أي ناحية نجد في غزوته إلى غطفان وهي غزوته ذي أمر موضع من ديار غطفان) فأدركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في واد كثير العضاه (هي كل شجرة ذات شوك) فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن رجلاً أتلني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتًا (أي مسلولاً) في يده فقال لي: من يمنعك مني؟
    قال: قلت: الله
    ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟
    قال: قلت: الله
    قال: فشام السيف (أي رده في غمده) فها هو ذا جالس ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه و سلم - رواه البخاري ومسلم
    -- جالس أمامها ولا تراه:
    قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } جاءت العوراء أم جميل، ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول: مذممًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وأبو بكر إلى جنبه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: لقد أقبلت هذه، وأنا أخاف أن تراك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها لن تراني، وقرأ قرآنًا اعتصم به منها: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً}.
    قال: فجاءت حتى قامت على أبي بكر، فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني، فقال أبو بكر: لا ورب هذا البيت ما هجاك (أي أنه حكى ما قاله ربه، وما كان هذا كلامه، وإنما كلام ربه تعالى فلم يكن هاجيًا له)، قال: فانصرفت وهي تقول: لقد علمت قريش أني بنت سيدها - رواه أبو يعلى.
    -- مر صلى الله عليه وسلم عليهم وألقى على رءوسهم التراب ولا يرونه:
    لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه يوم الهجرة أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، واجتمع أولئك النفر من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونه، ويريدون بياته ويأتمرون أيهم يكون أشقاها ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، فأخذ حفنة من البطحاء، فجعل يذره على رءوسهم، وهم لا يرونه وهو يتلو { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }.
    ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً، وجاء رجل ورأى القوم ببابه، فقال: ما تنتظرون؟
    قالوا: محمدًا
    قال: خبتم وخسرتم، قال: والله مر بكم وذرّ على رءوسكم التراب،
    قالوا: والله ما أبصرناه
    وقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم، وهم: أبو جهل والحكم بن العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو لهب وأبي بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج.
    أخرجه ابن سعد وابن هشام وأحمد، وقد حسنه ابن كثير وابن حجر في الفتح.

    ** انشقاق القمر
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما رواه البخاري ومسلم
    فكان هذا الانشقاق _كما قال الخطابي_ آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء؛ وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجًا من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة فلذلك صار البرهان به أظهر وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه المعجزة في كتابه العزيز فقال عز من قائل: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ {2} وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3} وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ {4} حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ -سورة القمر -ونقل الحافظ بن كثير الإجماع على أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه و سلم وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات وأن الأحاديث التي وردت بذلك متواترة من طرق متعددة تفيد القطع
    ومع عظم هذه المعجزة فإن أهل مكة المعاندين لم يصدقوا ولم يذعنوا بل استمروا على كفرهم وإعراضهم وقالوا: سحرنا محمد فقال بعضهم لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر الناس كلهم فسألوا من قدم عليهم من المسافرين فأخبروهم بنظير ما شاهدوه فعلموا صحة ذلك وتيقنوه.

    ** دلائل نبوته صلى الله عليه و سلم فيما يتعلق ببعض الحيوانات
    * قصة البعير وسجوده وشكواه لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أهل البيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه (أي نستقي عليه) أنه استصعب علينا ومنعنا ظهره, وقد عطش الزرع والنخل
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه: قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته, فمشى النبي صلى الله عليه و سلم نحوه
    فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته
    فقال: ليس عليََ منه بأس
    فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه, فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بناصيته أذل ما كانت قط, حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه: هذه البهيمة لا تعقل تسجد لك, ونحن أحق أن نسجد لك
    فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر, ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها, والذي نفس محمد بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه - رواه الإمام أحمد في مسنده
    وعن عبد الله بن جعفر- رضى الله عنهما قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم خلفه فأسر إليَ حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل(أي جماعة النخل) فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر (أي ردد صوته في حنجرته) وذرفت عيناه قال بهر وعفان: فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم حنَ وذرفت عيناه فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم سراته (الظهر وقيل السنام) وذفراه (العظم الشاخص خلف الأذن ) سكن فقال: من صاحب هذا الجمل؟
    فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله
    فقال: أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله, إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه - رواه أبو داوود والإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك
    * إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه و سلم:
    عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه, فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي؟
    فقال: يا عجبي ذئب يقعي على ذنبه يكلمني كلام الإنس
    فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه و سلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق
    قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها, ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره
    فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فنودي: الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي أخبرهم فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صدق, والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس, ويكلم الرجل عذبة سوطه, وشراك نعله, ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده - رواه الأمام أحمد في المسند, و الحاكم في المستدرك, وابن سعد في الطبقات
    وفى رواية من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما كلم الذئب راعي الغنم فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم
    فقال الذئب: أعجب من هذا الرجل في النخلات بين الحرتين (أي المدينة المنورة) يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم وكان الرجال يهودياً, فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم وخبَره فصدقه النبي صلى الله عليه و سلم - رواه الإمام أحمد في المسند3/88
    * الوحش يوقر الرسول صلى الله عليه وسلم:
    قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم (أي سكن ولم يتحرك) ما دام رسول اله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه - صحيح، أخرجه أحمد ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد.
    * وافد الذئاب يرضى بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم:
    عن حمزة بن أبي أسيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع، فإذا الذئب مفترشًا ذراعيه على الطريق
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جاء يستفرض فافرضوا له
    قالوا: ترى رأيك يا رسول الله
    قال: من كل سائمة شاة في كل عام
    قالوا: كثير
    قال: فأشار إلى الذئب أن خالسهم فانطلق الذئب. حسن بشواهده - أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه البزار وأبو نعيم.
    ورضي الذئب بأن يأخذ منهم الشياة خلسة كما عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ** إفحام أهل الكتاب
    كان أهل الكتاب كثيرًا ما يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أشياء على سبيل الامتحان والتعجيز وليس على سبيل الهداية والانصياع للحق فسألوه عن أشياء كثيرة فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يورد الجواب على وجهه ويأتي به على نصه كما هو معروف لديهم ومقرر في كتبهم وقد علموا أنه صلى الله عليه و سلم أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا اشتغل بمدارسة ولم يتلق العلم على أيديهم ومع هذا لم يحك عن واحد من اليهود والنصارى على شدة عداوتهم له وحرصهم على تكذيبه وكثرة سؤالهم له وتعنتهم في ذلك أنه أنكر على رسول الله صلى الله عليه و سلم جوابه أو كذبه بل أكثرهم صرح بصحة نبوته وصدق مقالته والمكابر منهم اعترف بعناده وحسده لرسول الله صلى الله عليه و سلم
    * وها هي بعض النماذج التي سئل فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجاب بما طابق الحق المقرر عند أهل الكتاب
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي
    قال: ما أول أشراط الساعة (العلامات التي تتقدمها)؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه (أي يجيء يشبهه) ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خبرني بهن آنفًا جبريل
    قال فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب
    وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت
    وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها
    قال: أشهد أنك رسول الله
    ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت (أي يكذبون على الناس) إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟
    قالوا: أعلمن وابن أعلمنا وأخبرنا وابن أخبرنا
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟
    قالوا: أعاذه الله من ذلك, فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله
    فقالوا: شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه - رواه البخاري
    عن ثوبان رضي الله عنه قال: كنت قائمًا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء حبر من أحبار اليهود - أي عالم من علمائهم
    فقال: السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال: لم تدفعني؟
    فقلت: ألا تقول يا رسول الله
    فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي
    فقال اليهودي: جئت أسألك
    فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: أينفعك شيء إن حدثتك؟
    قال: أسمع بأذني فنكت رسول الله صلى الله عليه و سلم بعود معه (أي يخط بالعود في الأرض ويؤثر به فيها) فقال: سل
    فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: هم في الظلمة دون الجسر - المراد به: الصراط
    قال: فمن أول الناس إجازة - المقصود: الجواز والعبور؟
    قال صلى الله عليه و سلم: فقراء المهاجرين
    قال اليهودي: فما تحفتهم (وهي ما يهدى إلى الرجل ويخص به) حين يدخلون الجنة؟
    قال: زيادة كبد النون - أي الحوت
    قال: فما غذاؤهم على إثرها؟
    قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها
    قال : فما شرابهم عليه
    قال : عينا فيها تسمى سلسبيلا
    قال : صدقت قال أردت أن أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان
    قال : ينفعك إن حدثتك
    قال : أسمع بأذني
    قال : جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله تعالى
    فقال : اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف
    فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله عز وجل به - في صحيح مسلم

    ** حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وشفقاً من فراقه
    عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- إن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة, فقالت امرأة من الأنصار- أو رجل- يا رسول الله, ألا نجعل لك منبراً ؟
    قال: إن شئتم
    فجعلوا له منبراً فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر, فصاحت النخلة صياح الصبي, ثم نزل النبي صلى الله عليه و سلم فضمه إليه, يئن أنين الصبي الذي يسكن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها - رواه البخاري
    وفي رواية أخرى عن جابر رضي الله عنه قال: كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل, فكان النبي إذا خطب يقوم إلى جذع منها, فلما صنع له المنبر فكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار (جمع عشراء, وهى الناقة التي أتى عليها عشرة أشهر من حملها), حتى جاء النبي فوضع يده عليها, فسكنت رواه البخاري
    وفى رواية من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- قال صلى الله عليه و سلم : ولو لم أحتضنه لحنَ إلى يوم القيامة - رواه الإمام أحمد في مسنده, وابن ماجه
    وكان الحسن البصري رحمه الله إذا حدث بحديث حنين الجذع يقول يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه..

    ** عذق النخلة ينزل منها ويمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
    جاء إعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بما أعرف أنك رسول الله؟
    قال: أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟
    قال: نعم
    قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ارجع، فرجع حتى عاد إلى مكانه
    فقال: أشهد أنك رسول الله، وآمن - صحيح، رواه البيهقي في الدلائل، والحاكم في المستدرك.

    ** انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه و سلم
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلنا واديًا أفيح (أي واسعًا) فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ير شيئًا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي (أي جانبه) فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش (هو الذي يجعل في أنفه خشاش وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبًا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد يتمانع لصعوبته فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئًا) الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف (هو نصف المسافة) مما بينهما لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال: التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر: فخرجت أحضر (أي أعدو وأسعى سعيًا شديدًا) مخافة أن يحس رسول الله صلى الله عليه و سلم بقربي فيبتعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف وقفة فقال برأسه هكذا؟ وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينًا وشمالاً ثم أقبل فلما انتهى إلي قال: يا جابر هل رأيت مقامي؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنًا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنًا عن يمينك وغصنًا عن يسارك قال جابر: فقمت فأخذت حجرًا فكسرته وحسرته (أي أحددته بحيث صار مما يمكن قطع الأغصان به) فانذلق لي (أي صار حادًا) فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنًا ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلت غصنًا عن يميني وغصنًا عن يساري ثم لحقته فقلت: قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك؟ قال: إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما (أي يخفف) ما دام الغصنان رطبين - رواه مسلم
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: أين تريد؟
    قال: إلى أهلي
    قال: هل لك في خير؟
    قال: وما هو؟
    قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله
    قال: ومن يشهد على ما تقول؟
    قال: هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية)
    فدعاها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن اتبعوني آتك بهم وإلا رجعت فكنت معك رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح

    ** تسليم الحجر عليه صلى الله عليه و سلم
    عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن رواه أحمد ومسلم والترمذي
    قال الإمام النووي معلقًا على هذا الحديث: فيه معجزة له صلى الله عليه و سلم وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ - سورة البقرة آية 74 وقوله تعالى وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ - سورة الإسراء آية 44

    ** تسبيح الطعام بحضرته صلى الله عليه و سلم
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفًا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فقال الماء فقال: اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال: حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل أخرجه البخاري في صحيحه

    ** الشجرة تنتقل من مكانها ثم ترجع
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء (أي ملأت الدماء رأسه) من ضربة بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟
    قال: فعل بي هؤلاء وفعلوا
    فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
    فقال: نعم
    قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها
    قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
    فقال: مرها فلترجع، فأمرها، فرجعت إلى مكانها
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي (أي يكفيني اطمئنانًا) - صحيح، أخرجه أحمد في مسنده، ورواه ابن ماجة في سننه.

    ** الأربعون نخلة تثمر في عام زرعها
    عن بريدة رضي الله عنه قال: جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب، فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان، ما هذا؟
    فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك،
    فقال: ارفعها؛ فإنا لا نأكل الصدقة،
    قال: فرفعها، فجاء الغد بمثله، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فقال: ما هذا يا سلمان؟
    فقال: هدية لك،
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ابسطوا (يعني ابسطوا أيديكم وكلوا)
    ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به، وكان لليهود، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهمًا على أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعِم، فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة التي زرعها عمر،
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأن هذه النخلة؟
    فقال عمر: يا رسول الله، أنا غرستها،
    فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها، فحملت من عامها - حسن، أخرجه أحمد، والترمذي في الشمائل، وابن حبان، والحاكم.
    وفي هذا الحديث أربعون معجزة؛ لأن كل نخلة تثمر في عامها معجزة وحدها؛ فالنخلة لا تثمر إلا بعد سبع سنوات على الأقل.
    ** تسبيح الحصى
    عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت رجلاً ألتمس خلوات النبي الله صلى الله عليه وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه، فهجرت يومًا من الأيام، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي، فسلمت عليه، فرد علي السلام ثم قال: ما جاء بك؟ فقلت: جاء بي الله ورسوله، فأمرني أن أجلس، فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء لا يذكره لي، فمكثت غير كثير فجاء أبو بكر يمشي مسرعًا فسلم عليه فرد السلام ثم قال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي الله ورسوله
    فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها الطريق، حتى إذا استوى أبو بكر جالسًا، فأشار بيده، فجلس إلى جنبي عن يميني، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان فسلم فرد السلام وقال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي الله ورسوله، فأشار إليه بيده، فقعد إلى الربوة، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر،
    فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال: قليل ما يبقين، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك، فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النخل في كف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن حصى، ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر وعمر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن.
    حسن: أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط وأبي نعيم.
    أنطق الله عز وجل الشجرة له
    عن معن قال: سمعت أبي قال: سألت مسروقًا: من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك، يعني ابن مسعود: أنه آذنته بهم شجرة.
    وكان ذلك ليلة الجن عندما غاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحابه، وجاءه داعي الجن فذهب معهم، وقرأ عليهم القرآن، وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه.
    رواه مسلم.
    ** إجابة دعائه صلى الله عليه و سلم
    كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كما وصفه ربه عز وجل : بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ - سورة التوبة آية 128 فكان ينظر إلى أصحابه نظرة الرحمة والشفقة فكلما ألم بأصحابه مكروه من عاهة أو مرض أو تفكير في أمر يشغل بالهم أسرع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدعاء لهم للتخفيف عنهم ولكي ينالوا بركة دعوته صلى الله عليه و سلم أما بالنسبة للكفار والمشركين والمعاندين فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو عليهم حيث تشتد شوكتهم ويكثر أذاهم وتارة كان يدعو لهم حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تآلفهم
    وإذا دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لأناس أو دعا عليهم فإنك تجد ما دعا به قد تحقق قطعًا وهذه بعض الأمثلة من دعواته المستجابة صلى الله عليه و سلم
    -- سرعة الإجابة
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائمًا ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال (المراد هنا المواشي خصوصًا الإبل وهلاكها من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات) وانقطعت السبل (أي انقطعت الطرق فلم تسلكها الإبل إما لخوف الهلاك أو الضعف بسبب قلة الكلأ أو عدمه) فادع الله يغثنا قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا
    قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة (القطعة من الغيم)/ وما بيننا وبين سلع (جبل قرب المدينة) من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس (هو ما يتقي به السيف ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر) فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت
    قال: فلا والله ما رأينا الشمس سبتًا
    قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا
    قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: اللهم حولنا ولا علينا اللهم على الآكام (جمع أكمة وهي الرابية المرتفعة من الأرض) والظراب (جمع ظرب وهي صغار الجبال والتلال) ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس - رواه البخاري ومسلم
    -- يمهل ولا يهمل
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور (أي ناقة) بالأمس فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا (هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان وهي من الآدمية المشيمة) جزور بني فلان فيأخذه فيضل في كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم (وهو عقبة بن أبي معيط) فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه و سلم وضعه بين كتفيه قال: فاستضحكوا (أي حملوا أنفسهم على الضحك والسخرية) وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة (أي لو كان لي قوة تمنع أذاهم أو كان لي عشيرة بمكة تمنعني) طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه و سلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة
    فجاءت وهي جويرية (تصغير جارية بمعنى شابة أي أنها إذ ذاك ليست بكبيرة) فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثًا وإذا سأل سأل ثلاثًا ثم قال: اللهم عليك بقريش (ثلاث مرات) فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة (اتفق العلماء على أنه غلط وصوابه: الوليد بن عتبة) وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع فلم أحفظه فوالذي بعث محمدًا صلى الله عليه و سلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب (القليب هي البئر التي لم تطو وإنما وضعوا في القليب تحقيرًا لهم ولئلا يتأذى الناس برائحتهم) قليب بدر قال أبو إسحاق: الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث - رواه مسلم
    -- دعوة وهداية
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أبكي قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعونها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اللهم اهد أم أبي هريرة
    فخرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه و سلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف (أي مغلق) فسمعت أمي خشف (أي صوتهما في الأرض) قدمي فقال: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء (أي صوت تحريكه)
    قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
    قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا
    قال قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا
    قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني - رواه مسلم
    من آذن النبي صلى الله عليه وسلم: أي أعلمه بحضور الجن.

    ** بشارات لبعض الأصحاب
    -- أم حرام بنت ملحان
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يومًا فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
    قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر (هو ظهره ووسطه) ملوكًا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة (يشك أيهما قال)
    قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك
    قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
    قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى
    قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
    قال: أنت من الأولين
    فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت - رواه البخاري ومسلم
    -- عكاشة بن محصن
    عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط (تصغير رهط وهو: الجماعة دون العشرة) والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
    ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس (أي تكلموا وتناظروا) في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم
    وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء
    فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: ما الذي تخوضون فيه؟
    فأخبروه فقال: هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون
    فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم
    فقال: أنت منهم
    ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة - رواه البخاري ومسلم
    -- أم ورقة بنت نوفل
    عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه و سلم لما غزا بدرًا قالت: قلت له: يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله يرزقني الشهادة
    قال: قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة
    قال: فكانت تسمى الشهيدة
    قال: وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه و سلم أن تتخذ في دارها مؤذنًا فأذن لها
    قال: وكانت دبرت غلامًا لها وجارية (أي علقت عتقهما على موتها وهو أن يقول السيد لعبده: أنت حر بعد موتي) فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا
    فأصبح عمر فقام في الناس فقال: من كان عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما فأمر بهما فصلبا فكانا أول مصلوب بالمدينة - رواه أبو داود والإمام أحمد في مسنده والبيهقي وحسنه الألباني
    وفي رواية البيهقي في آخره: فقال عمر: صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة

    ** ما حدث من قلة الماء بالحديبية
    وحدثني محمد بن الحجازي عن أسيد بن أبي أسيد عن أبي قتادة ، قال لما نزلنا على الحديبية ، والماء قليل سمعت الجد بن قيس يقول ما كان خروجنا إلى هؤلاء القوم بشيء نموت من العطش عن آخرنا فقلت : لا تقل هذا يا أبا عبد الله فلم خرجت ؟ قال خرجت مع قومي . قلت : فلم تخرج معتمرا ؟ قال لا والله ما أحرمت . قال أبو قتادة : ولا نويت العمرة ؟ قال لا فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل فنزل بالسهم وتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدلو ومج فاه فيه ثم رده في البئر فجاشت البئر بالرواء . قال أبو قتادة : فرأيت الجد مادا رجليه على شفير البئر في الماء فقلت : أبا عبد الله أين ما قلت ؟ قال إنما كنت أمزح معك ، لا تذكر لمحمد مما قلت شيئا . قال أبو قتادة : وقد كنت ذكرته قبل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال فغضب الجد وقال بقينا مع صبيان من قومنا لا يعرفون لنا شرفا ولا سنا ، لبطن الأرض اليوم خير من ظهرها قال أبو قتادة : وقد كنت ذكرت قوله للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه خير منه قال أبو قتادة : فلقيني نفر من قومي فجعلوا يؤنبونني ويلومونني حين رفعت مقالته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لهم بئس القوم أنتم ويحكم عن الجد بن قيس تذبون ؟ قالوا : نعم كبيرنا وسيدنا . فقلت : قد والله طرح رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤدده عن بني سلمة ، وسود علينا بشر بن البراء بن معرور ، وهدمنا المنامات التي كانت على باب الجد وبنيناها على باب بشر بن البراء فهو سيدنا إلى يوم القيامة .
    قال أبو قتادة : فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة فر الجد بن قيس فدخل تحت بطن البعير فخرجت أعدو وأخذت بيد رجل كان يكلمني فأخرجناه من تحت بطن البعير فقلت : ويحك ما أدخلك هاهنا ؟ أفرارا مما نزل به روح القدس ؟ قال لا ، ولكني رعبت وسمعت الهيعة . قال الرجل لا نضحت عنك أبدا ، وما فيك خير . فلما مرض الجد بن قيس ونزل به الموت لزم أبو قتادة بيته فلم يخرج حتى مات ودفن فقيل له في ذلك فقال والله ما كنت لأصلي عليه وقد سمعته يقول يوم الحديبية كذا وكذا ، وقال في غزوة تبوك كذا وكذا ، واستحييت من قومي يرونني خارجا ولا أشهده . ويقال خرج أبو قتادة إلى ماله بالواديين فكان فيه حتى دفن ومات الجد في خلافة عثمان .
    ** الإسراء والمعراج
    ثم أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت القدس راكبا على البراق صحبة جبريل عليه السلام . فنزل هناك . وصلى بالأنبياء إماما . وربط البراق بحلقة باب المسجد . ثم عرج به إلى السماء الدنيا . فرأى فيها آدم . ورأى أرواح السعداء عن يمينه والأشقياء عن شماله . ثم إلى الثانية . فرأى فيها عيسى ويحيى . ثم إلى الثالثة . فرأى فيها يوسف . ثم إلى الرابعة . فرأى فيها إدريس . ثم إلى الخامسة . فرأى فيها هارون . ثم إلى السادسة . فرأى فيها موسى . فلما جاوزه بكى . فقيل له ما يبكيك ؟ قال أبكي أن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي . ثم عرج به إلى السماء السابعة . فلقي فيها إبراهيم . ثم إلى سدرة المنتهى . ثم رفع إلى البيت المعمور . فرأى هناك جبريل في صورته له ستمائة جناح وهو قوله تعالى ( 53 : 13 - 14 ) ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى وكلمه ربه وأعطاه ما أعطاه . وأعطاه الصلاة . فكانت قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه وأخبرهم اشتد تكذيبهم له وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس . فجلاه الله له حتى عاينه . وجعل يخبرهم به . ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا . وأخبرهم عن عيرهم التي رآها في مسراه ومرجعه وعن وقت قدومها ، وعن البعير الذي يقدمها . فكان كما قال . فلم يزدهم ذلك إلا ثبورا . وأبى الظالمون إلا كفورا .
    وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى..
    'يارَبْ إذا أسَأتُ إلى الناس فَاعْطِني شجَاعَة الإعتذار ...... وإذا أسَاءَ لي النَّاس فاعْطِنْي شجَاعَة العَفْوَ......
    وَعَلّمنْي أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة .....وَأنّ حبّ الإنتقام هَو أولْ مَظاهِر الضعْفَ...'

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    660
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    13-02-2020
    على الساعة
    04:03 PM

    افتراضي مشاركة: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    **************************
    جزاك الله خيراً أختنا الجديدة الكريمة
    ************
    من مجمل معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم نجد أن الرسول قد إجتمعت فيه معجزات الرسل السابقين [ أو أغلبها]
    فمثلاً
    1- إدريس والمسيح عليهما السلام رفعا للسماء....والرسول عليه الصلاة والسلام رفع للسماء فى رحلة المعراج
    2- المسيح دعا بكثرة أرغفة الخبز فكثرت...الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك أكثر الله البركة فى طبق التمر فأكل الجيش كله.
    3- المسيح أحيا الموتى ...الشاه المذبوحة المسمومة نطقت لكى لا يأكل منها الرسول صلى الله عليه وسلم
    4-الريح التى أهلكت قوم عاد ...أرسل الله ريحاً على الأحزاب الذين حاصروا المدينة فإنقلبوا مهزومين
    5- موسى فلق الحجر والبحر بعصاه ..الرسول صلى الله عليه وسلم إنشق له القمر
    6-المطر الذى كان ينزل بأمر سليمان ..الرسول كان يدعو فينزل المطر
    7-المسيح كان يشفى المرضى بإذن الله ...الرسول عليه الصلاة والسلام نفخ فى عين على بن أبى طالب التى أصابها الرمد فشفيت ولم ترمد أبداً
    8- داوود كان يسبح معه الطير والشجر...الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمع الحجر والشجر يلقيان عليه السلام
    9- موسى كلمه ربه ....والرسول عليه الصلاة والسلام كذلك
    10 المسيح صاح فى أمواج البحر فسكنت ..الرسول صلى الله عليه وسلم إحتضن الجذع الذى صرخ فى المسجد لفراق الرسول له حتى هدأ
    **والله أعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    648
    آخر نشاط
    23-08-2017
    على الساعة
    09:06 AM

    افتراضي

    بارك الله فيكم

    اخوانى الذين ياتون بعدى ، آمنوا بى و لم يرونى ، و قال : للعامل منهم اجر خمسين منكم ، قالوا بل منهم يا رسول الله ؟ قال : بل منكم , ردوها ثلاثا، ثم قال : لانكم تجدون على الخير اعوانا اما هم فلا

    الاسلام , ليس دين اعبد به ربي فحسب , بل نبض يدق به قلبي ليضئ عالمي بأسره , تصالحي مع نفسي و رضاي بحياتي و تسامحي مع الاخرين ..

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة احمد العربى في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 22-06-2009, 01:32 AM
  2. معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
    بواسطة لور في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-04-2008, 07:07 PM
  3. مالذي ابكى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سقط مغشيا عليه ؟
    بواسطة I_MOKHABARAT_I في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-12-2005, 05:38 PM
  4. سؤال في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة Xx_Youri_xX في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-12-2005, 12:32 PM
  5. رؤيه الرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ايمن فهمى في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-11-2005, 03:52 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم