السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كارثة تلحين القرآن والآذان
بدأت أصوات عديدة تطالب بتلحين القرآن الكريم والآذان ! بل وقام فنان لبناني بتلحين
آيات القرآن وبثها علي الانترنت .
وسرد المطالبين اسبابا كثيرة لتدعيم موقفهم الذي يساندهم فيه الشيطان بحجج ظاهرها
الرحمة وباطنها العذاب والعبث في دين الله .. وظهرت علي الانترنت صفحات تناشد
منظمات حقوق الانسان بمساندة فنان لبناني - لن نذكر اسمه حتي لايحقق شهرة
اضافية- هذا الفنان اللئيم تورط في تلحين ايات قرآنية ووزعها سراعلي شرائط
كاسيت .. بالاضافة لاذاعتها علي الانترنت !!
والدعوة الشيطانية تتزايد وتزعم أن تلحين القرآن نوع الابداع الراقي .. ولون من
ألوان الفن الذي يرتقي بإحساس الانسان ووجدانه .. وهكذا يتلاعب المفسدون
بالالفاظ .. فهم يخلطون بين الاوراق بصورة متعمدة .. ويتوهمون أن شياطينهم
ستفلح في ارهاب الاخرين حتي لا يفضحونهم .. انهم يتوهمون أن بدعتهم وضلالتهم
هي نوع من الحرية الفكرية .. وهي في الحقيقة نوع من حرية الضلال والمجون .
فالقرآن الكريم كتاب أحكمت آياته فيه هدي للمتقين ولايزيد الفاسقين الا ضلالا.. كتاب
الله لم ينزل به جبريل من السماء السابعة لكي يصبح أداة للطرب والتغني .. ولكن
المفسدين يحاولون نزع صيغة الجلال والوقار عند سماع القرآن .. وبالتالي يكون أداة
للسمر والترفية والتسلية " حاشا لله" .
ويزعم المغرضون أن تلحين القرآن سيصبح وسيلة لحفظ القرآن وتيسير تلاوته !
والحقيقة أن هدفهم الخبيث نسف آياته من القلوب لترددة الحناجر بدون أي تدبر ..
وبذلك يتم القضاء علي الخشوع والوقار اللازمين عند سماع القرآن ليحل بدلا منهما
الرقص والاهتزاز .. ويزعم دعاة التلحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بعدما
سمع صوت ابي موسي الاشعري في التلاوة "من استطاع أن يتغني بالقرآن
فليفعل" .. والحقيقة أن هذا الكلام المنسوب الي عمر بن الخطاب لايوجد مايثبت صحته
من الكتاب أو السنة .
فإما ان هذا الكلام منسوب كذبا إلي سيدناعمربن الخطاب.. أو أنه خطأ بشري من عمر
رضي الله عنه أن كان قاله .. فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم تركت لكم إثنتين ما
إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا.. كتاب الله وسنتي .. ولم يذكر الرسول أن أقوال
صحابته رضوان الله عليهم مصدرا للتشريع.. فإذا قال الصحابة مايتوافق مع كتاب الله
وسنه رسوله فأهلا به .. وإذا جاءوا بما يخالف الكتاب والسنه .. فهو خطأ بشري مثلما
أعترف عمر رضي الله عنه انه أخطأ وأصابت إمرأة .... ولأن هذا الكلام المنسوب الي
عمر بن الخطاب يتناقض مع قوله تعالي " فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون ".. إذن الاستماع الي القرآن مشروط بالانصات .. والمعروف أن الموسيقي
قد تعلو علي الكلمات فيستمع الناس الي اللحن وتضيع الكلمات وسط صخب الآلات
الموسيقية .. القرآن الكريم كتاب مقدس لايمكن أبدا أن يصبح أداة للطرب .. فتتحول
جلسات التلاوة إلي قعدات للأنس والفرفشة !
ويزعم الضالون أن تلحين القرآن أمرا ليس جديدا .. لأن قراء القرآن يتغنون بالقرآن
بصوتهم العذب .. وهذا الكلام مردود عليه فلا علاقة للتلحين بالتجويد .. فمهما حاول
المقرئون تحسين فلن يخرج من حناجرهم الا القرآن مجردا .. ولن يستمع الناس الا
للقرآن .. أما في حالة التلحين فإن أدوات الموسيقي سيكون لها أصوات تقترن
بالآيات .. وهنا سيتم اقتران القرآن بعمل من صنع الانسان .. وقد يستحسن الناس
سورة لحنها الملحن الفلاني.. ولايستحسنون سورةاخري لحنها آخر .. وقد يعجب
الناس في بلد ما بسورة ولايستعذبها أخرين في دولة أخري .
أما مسأله حرية الابداع والتفكير فليس هذا مجال مناقشتها .. فلا حرية في اضافة شئ
لكتاب الله يقترن به لتجميله أو لتحسينه .. فكتاب الله مكتمل بصورته التي نزل بها ..
ولو شاء الله لأنزل القرآن ملحنا من السماء .. ولكن القرآن ليس بحاجة للاقتران بلحن
لأنه ليس أداة للترفيه والطرب ..لأن القرآن كتاب للتدبر والتفكر والموعظةالحسنه..
كتاب أحكمت آياته فيه هدي ورحمة للمؤمنين وشفاء لما في الصدور .
أما بخصوص تلحين الآذان فهو بدعة هدفها الابتعاد عن الهدف الاصلي للآذان بإعلان
موعد الصلاة .. ليصبح الآذان وسيلة للتسلية .. وبالطبع ستتعدد الألحان فيظهر آذان
بالموسيقي الكلاسيكية .. وآذان آخر بالديسكو وثالث بموسيقي الجاز ورابع بالبوب
وخامس بالبلاك ميوزيك ..... ألخ . وبينما يتفاعل الشباب مع آذان الموسيقي الصاخبة
سيرفض الآباء هذا الآذان .. وفي هذا عبث واستهانه واستخفاف بالآذان .. وبدلا من
أن يصبح الآذان دعوة للصلاة يتحول الي دعوة للطرب .. وفي جميع الحالات فإن هذة
الدعوة الشيطانية تدعم التطرف والارهاب .. فهي تخلق مناخا يساعد علي نمو
التطرف .. لأن هذا الوضع يثير الغضب لدي المسلمين مما يجعل بعضهم يتصرفون
بحماقة نتيجة الانفعال .. ومن هنا تستطيع جماعات العنف تجنيد المزيد من الشباب ..
وبالطبع ستظهر جماعات العنف في صورة المدافعين عن دين الله .. وبالتالي يكتسبون
تعاطف الكثيرين .. وفي هذا المناخ يمكن ان يرتكب البعض ردود فعل غاضبة ..
سيستغلها أعداء الدين لتشويه صورة الاسلام العظيم .
ومهما كانت أهداف ونوايا الشياطين الذين قاموا بتلحين القرآن .. فإننا نذكر قوله
تعالي " ولايحيق المكر السئ الا بأهله " نسأل الله عز وجل أن يرد كيدهم الي
نحورهم .. ونذكر من ضل منهم بقوله تعالي " الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم
الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون ".
المفضلات