مع شهداء بدر


بقلم


محمد الحسيني الريس










































قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169] الْآيَةَ، قِيلَ: نَزَلَتْ فِي شُهَدَاءِ بَدْرٍ جَاءَ جِبْرِيلُ أَوْ مَلَكٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مَا تَعُدُّونَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فِيكُمْ "، قَالُوا: خِيَارَنَا، قَالَ: " كَذَلِكَ هُمْ عِنْدَنَا خِيَارُ الْمَلَائِكَةِ "(صحيح)أخرجه ابن ماجه في سننه حديث رقم 160، وأخرجه أحمد في مسنده حديث رقم 15393، وأخرجه ابن ابي شيبة في مسنده حديث رقم 77، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده حديث رقم 425، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف حديث رقم 37728، وأخرجه أبو الحسن بن عبد العزيز بن ثرثال في جزء ابن ثرثال حديث رقم 161.




1- أن المسلمين بعد أن عقدوا صفقات مع القبائل (دفاع مشترك وسلام) أصبحت حدود الدولة الناشئة تصل إلى البحر الأحمر فإذاً ليس من حق قريش وهي في حاله حرب مع الدولة الناشئة أن تمر بضائعها عبر الأراضي الإسلامية دون موافقة أو مصالحه أو الاعتراف بهذه الدولة الناشئة وهل يصح لدوله معادية أن تمر ببضائعها عبر دوله معاديه دون موافقة الدوله التي تعاديها ؟؟؟
2- إن المسلمين كانوا قد فقدوا جميع أموالهم التي اكتسبوها حتى ذلك الحين . لأن الرسول صلى الله علية وسلم والمهاجرين عندما هاجروا من مكة لم يستطيعوا أن يأخذوا معهم إلا الشيء القليل ؛وتركوا كل أموالهم وأملاكهم في مكة وكان أهل مكة يحملون هذه الأموال على الجمال ويذهبون بها أمام أنظار المسلمين لبيعها في الشام واليمن . وكانت الأموال المحملة على القافلة المارة بالقرب من المدينة أموال المسلمين وكان يجب استردادها .
3 – ثم كان من الواجب معاقبة بعض الأشخاص الذين كانوا يعتبرون "مجرمي الحرب "يطاردون المسلمين ويهددونهم ويضيقون الخناق عليهم ويعذبونهم وكان بعضهم يقتلون المسلمين بحرابهم التي يصوبونها ليخترقوا صدور المسلمين ويطردونهم من أوطانهم ومساكنهم .كان من الضروري معاقبة هؤلاء وإيقافهم عند حدودهم ، وإلقاء الرعب في قلوبهم . كان عليه أن يسدد إليهم ضربة أخيرة لكي يقول لهم : إن القوة ليست بأيديهم بل في يد الحق.
4 – كان هناك أناس من بعض الأقوام والقبائل في حيرة من أمرهم ، فبقوا في الوسط لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وكان قسم منهم يرغب في الدخول في الإسلام ، إلا أنهم كانوا يخشون ظلم قريش واضطهادها، فبقوا مترددين ، ولكن بعد أن رأى هؤلاء أن القوة أصبحت بيد رسول الله  وأن توازن القوة تغير لصالح المدينة اطمأنوا واستطاعوا أن يخطوا تلك الخطوة وهم مطمئنون.
5 – تحت هذه الظروف التي دعمتها السماء ثم الإقبال على بدر ولقد جاء الوقت المناسب لإنزال العقاب على رؤوس الذين يعرقلون ويمنعون الدعوة المخلصة الصافية إلى الله تعالى وإلى إعلاء كلمة الله ولكي يقول لأعداء الله : لن يستطيعوا بعد الآن منع ذكر اسم الله تعالى في أرجاء الأرض ولن تستطيعوا مزاولة الضغوط على النفوس المقبلة على دعوته . أجل ، فدعوة الله يجب ألا تبقى منحصرة في مكان محدد ، بل يجب أن تدخل إلى النفوس جميعها لتطمئن بها جميع القلوب ، ويجب أن تزال جميع العقبات من أمام إعلاء كلمة الله لكي لا تبقى هذه الكلمة في نطاق الأسر ، بل لتنتشر في آفاق الإنسانية كلها،
في السابع عشر من شهر رمضان من كل عام ذكرى إسلامية عظيمة تتمثل في غزوة بدر الكبرى التي وقعت يومَ الأحد 17 رمضان في العام الثاني من الهجرة، الموافق 13 مارس 624 م، وهي عنوان لانتصار الحق بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم على الباطل من مشركي قريش ومن حالفها من العرب. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة، وبدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراضَ عيرٍ لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين. وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكَّة المكرمة والمدينة المنورة. وبلغ عددُ المسلمين في بدر 300 وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان و70 جملاً، وتعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم 200 فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش إذ أيدهم المولى سبحانه وتعالى بجنود من عنده وبالنصر المبين وقتل قائدهم عمرو بن هشام مع 70 رجلاً وأُسر منهم 70 آخرون، أما المسلمون فاستشهد منهم 14 عشر رجلاً، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. ويستقبل موقع الغزوة الكثير من الزوار من مختلف أنحاء المعمورة, لزيارة مسجد العريش وهو من أبرز معالم المحافظة إذ كان بمثابة مركز قيادة المسلمين أثناء معركة بدر وهو المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة بدر تحت عريش من النخل فبني المسجد وسمي بالعريش, ومن أبرز معالمها ''مقبرة الشهداء'' التي تضم شهداء معركة بدر, ويبرز فيها ''العدوة الدنيا'' وهو مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة و''العدوة القصوى'' وهو مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة, و''جبل الملائكة'' و''الواجهة الساحلية على البحر الأحمر'' وغيرها من الشواطئ. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة، وبدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراضَ عيرٍ لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين. وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكَّة المكرمة والمدينة المنورة وتتميز محافظة بدر بتعدّد التضاريس والبيئات الطبيعية المختلفة حيث يحيط بها جزء من سلسلة جبال السروات من جميع الجهات وتتميز بالبيئة الصحراوية بوجود بعض الكثبان الرملية, والبيئة الزراعية فتنتشر مزارع النخيل فيها, فضلا عن وجود الوديان حيث تقع المحافظة في نهاية مصب ''وادي الصفراء'' ويمر بها وادي '' بدر ذو الخشب'' و يبعد السهل الساحلي ''الخبت'' قرابة ستة كيلومترات عن المحافظة، ويبعد البحر عن المحافظة 35 كيلومترا وأهم معالمها . مسجد العريش ( الذي كان بمثابة مركز قيادة المسلمين أثناء معركة بدر ) . مقبرة الشهداء ( تضم رفاة شهداء معركة بدر الأبرار ) . العدوة الدنيا ( مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة ) . العدوة القصوى ( مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة ) . جبل الملائكة ( بالجهة الغربية من المدينة المنورة ) . واجهة ساحلية على البحر الأحمر ( بالرايس والبريكة) .
شهداء بدر رضي الله عنهم ورضوا عنه
الملحق (ب) : شهداء المسلمين في بدر رضي الله عنهم
المهاجرون
1- عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف.
2- عمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص، قتل يومئذ وله ستة عشر عاما.
3- ذو الشمّالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي، حليف بني زهرة.
4- عاقل بن البكير اللّيثي، حليف بني عدي بن كعب.
5- مهجع مولى عمر بن الخطاب.
6- صفوان بن بيضاء، من بني الحارث بن فهر.
الأنصار أ- الأوس:
7- سعد بن خيثمة بن عمرو بن عوف.
8- مبشّر بن عبد المنذر بن زنبر.
ب- من الخزرج:
9- يزيد بن الحارث بن فسحم بن الحارث بن الخزرج.
10- عمير بن الحمام (من بني سلمة) .
11- رافع بن المعلّى (من بني حبيب بن عبد حارثة) .
12- حارثة بن سراقة (من بني النجار) .
13- عوف بن عفراء (من بني النجار) .
14- معوّذ بن عفراء (من بني النجار)
مهجع بن صالح
من بني عدي
1 - مهجع بن صالح: مولى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من عكّ بن عدثان. قال ابن إسحاق هو من اليمن وقال ابن هشام هو من عك أصابه سباء فمن عليه عمر بن الخطاب وكان من المهاجرين الأولين وقتل يوم بدر بين الصفين لا عقب له . وهو أول من استشهد من المسلمين يوم بدر بين الصفين أتاه سهم غرب فقتله قتله عامر بن الحضرمي ونقل بعض المشايخ انه أول من يدعى من شهداء هذه الأمة . هذا المشهد ينقلنا إلى قضية المساواة في الإسلام وأن العبد يتمتع بكامل المساواة من شهادة ودرجه عالية عند الله وتقبل الشهيد الأول في الفردوس الأعلى.
عمير بن أبي وقاص
ومن بني زهرة:
2 - عمير بن أبي وقاص 14 ق هـ - 2 هـ: نسبه: هو عمير بن أبي وقاص - واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد المناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري, وعمير هو أخٌ لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما. وأمه: حَمْنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس. هو الأخ الأصغر لسعد بن أبي وقاص القرشي الزهري أحد العشرة المبشرين بالجنة.. وُلِد قبل الهجرة بأربعة عشر عامًا وهاجر إلى المدينة مع من هاجر كان ابن ست عشرة سنة وكان يخاف ألا يقبله النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه صغير، فكان يجتهد ألا يراه أحد، وكان يتوارى ، يأتي عمير يوم بدر وحمائم السيف تجر خلفه لنحافته وقصره، لكنه كبير بعقيدته وإيمانه وقد كان تنافس الغلمان في الجهاد والشهادة: ولمّا توجّه المسلمون إلى بدر. واستعرض - صلى الله عليه وسلم - من خرج معه من جيش المسلمين، ومعرفه من يحتمل نشوب قتال معهم، ورد من استصغر رد الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر بعض المسلمين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم رأى أن قدرتهم القتالية ضعيفة، مع علمه التام بأمانتهم، ورغبتهم الصادقة في القتال، ورد مجموعة من صغار السن؛ لضعف بنيتهم، وضآلة أجسامهم وكان ممن رده ، كـ عبد الله بن عمر وأسامة بن زيد ورافع بن خديج والبراء بن عازب وأسيد بن ظهير وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت - رضي الله عنهم جميعا - ، وغيرهما من الصغار، وفي نفس الوقت قبل بعض صغار السن الآخرين؛ لكفاءتهم العسكرية والجسدية، كـ عمير بن أبي وقاص، ومعاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء، كانوا صغاراً في السن، لكن عندهم قدرة قتالية، فقبلهم صلى الله عليه وسلم. فلابد من كفاءة وأمانة، ومن دون هاتين الاثنتين لا يوجد نصر . وكانوا قد خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - راغبين وعازمين على الاشتراك في الجهاد وهذا الموقف أول موقف في التاريخ لتحديد سن التجنيد .لأنه ستضيع عليه فرصة الموت في سبيل الله، فرق له صلى الله عليه وسلم لما رآه يبكي وسمح له بالجهاد، فجاهد واشتاق بصدق للشهادة، فاستشهد ودخل الجنة. هكذا فهم عمير بن أبي وقاص الجنة وهو لم يكلف إلا منذ سنتين أو ثلاث سنوات، فهم ما يعجز عن فهمه الأشياخ والحكماء والعباقرة، فيا له من منهج تربوي إصلاحي واقعي لا يرقى إليه أي منهج من المناهج! إن موضوع الجنة لم يكن غائباً أبداً عن أذهان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم؛ لذلك انتصروا. إن الجيش الإسلامي قبل أن يأتي إلى بدر كان يبحث عن الجنة، وفي أرض بدر كذلك كان يبحث عن الجنة، وبعد بدر كذلك يسأل عن الجنة. فشهد بدرا واستشهد فيها. ، قتله عَمْرو بْن عَبْد وُدّ ، أحد فرسان قريش وصناديدها الذي قتله علي رضي الله عنه يوم الخندق وكان عمره 120 عام قضاها فارس من صغره فكان محترف القتال . وعندما يستشهد عمير على يد فارس من قريش يعني ذلك أن عميراً رضي الله عنه كان في مقدمة الصف يصول ويجول ، حتى اهتم به ذلك الفارس الصنديد فعرج عليه فقتله . فقد قال ابن حجر: «استشهد في بدر في قول الجميع» .و.يحكي لنا سعد بن أبي وقاص، قال : رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوارى ، فقلت : ما لك يا أخي ؟ قال : إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويستصغرني فيردني ، وأنا أحب الخروج ، لعل الله يرزقني الشهادة . قال : فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاستصغره ، فقال : ارجع فبكى عمير ، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلّم . قال : فكان سعد يقول : وكان سيفه طويلاً كنت أعقد له حمائل سيفه من صغره ، (أي أن قامته قصيرة لذلك يعقد حمائل السيف كي لا يلامس الأرض عندما يمشي عمير رضي الله عنه) فقتل ببدر وهو ابن ست عشرة سنة . هل عمير بن أبي وقاص في السابقين ؟ ! ويذكر ابن هشام هنا : أن عمير بن أبي وقاص كان من جملة السابقين إلى الإسلام. ولكن ذلك لا يصح ، لأنهم يقولون : إن عميرا قد قتل في بدر ، وله ستة عشر عاما . فيكون عمره حين البعثة سنة واحدة ، فكيف يكون من السابقين إذن ؟ ! ... قصة مؤثرة ودموع من أجل الشهادة .. وشاب ملأت الجنة روحه وجوانحه .. إنها حال الشباب في أي زمان ومكان تحل فيهما قيادة إسلامية صافية ومخلصة .. لقد اجتاز عمير بن أبي وقاص آخر العقبات في حياته وها هو أمام بوابة يعبرها إلى الخلود .....ونزل فيه قَوله تعالى: {وعد الصدْق الَّذِي كَانُوا يوعدون}وَيُقَال: نزلت فِي عُمَيْر بن أبي وَقاص، وَمعنى الْآيَة على هَذَا: هُوَ الْوَصِيَّة بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا دون الْمُوَافقَة فِي الشّرك .وأبوه مات على كفره وأمه كانت كافرة وهذا أمر مشهور يقوله أهل السيرة فدل على قبول إسلام الصبي .
هذا ما نرجوه من الآباء والمربين .. وأما الشباب .. فإنه وإن فسد المربي فإن هذا لا يكون مبرراً لفساد المتربي . ولا شك أن هذه الروح القتالية والاستشهادية تؤكد بجلاء أن الإسلام كدين ونظام حياة قد غرس الإيمان في النفوس، وبث كل معاني الجهاد والفداء والتضحية في القلوب، فانطلق جند الإسلام في تسابق وتنافس نحو الجهاد؛ لنصرة دينهم وقد اشتروا الهدى بالضلالة والجنة بالنار والآخرة بالدنيا فما أعظمها من تجارة! فكان أخوه سعد (رضي الله عنه) أصابه من قتل أخيه أمر عظيم، وحمل على الكفار وقتل سعيد بن العاص، وأخذ سيفه، وكان يسمى (ذو الكتيفة) درس في نصر الله تعالى لأوليائه . حيث استجاب الله دعاء رسوله وأصحابه، ونصر حزبه، وأنجز وعده ، مع وجود الفارق في العدد والعدة . وهكذا رزق الله هذا المجاهد الصغير إيمانًا وتضحية وفداءً بالشهادة في سبيله تعالى، ليفوز بجنات عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين والمجاهدين من عباد الله الصالحين .حريٌ بأطفالنا، لا، بل برجالنا أن يجعلوه مثلاً يحتذي به بعد أن ضللهم الفراغ، وأعدم عندهم الأخلاق والعقائد والأفكار .
عاقل بن البكير
ومن بني عدي
3 - عاقل بْن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني: هو الليثي واسم أخيه خالد، مذكور في شهداء الرجيع. ، حليف بنى عدى بن كعب وبعضهم يَقُولُ: ابْنُ أَبِي البكير. والأول أصح.. . وكان اسمه غافلا فلما اسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقلا وكان من أول من أسلم وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وخرج بنو البكير كلهم من مكة للهجرة فأوعبوا رجالهم ونساؤهم حتى غلقت أبوابهم فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر بالمدينة ثم قال وقالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عاقل وبين مبشر بن عبد المنذر فقتلا معا ببدر وقيل آخى بين عاقل وبين مجذر بن زياد استشهد عاقل يوم بدر شهيدا وهو ابن أربع وثلاثين سنة قتله مالك ابن زهير الجشمي , وقد شهد إخوته بدرًا، وهم عامر، وخالد، وإياس رضي الله عنهم أجمعين. لقد انتقل عاقل بن البكير رضي الله عنه من منازل الدنيا إلى منازل الشهداء التي وصفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أحسن وأفضل المنازل .
عمير بن عبد عمير بن نضلة
ومن بني زهرة:
4 - عُمَير بن عبد عَمْرو بن نَضْلة بن عمرو بن غُبْشان ابن سُلَيم بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو ابن عامر . كذا نسبه أبو عمر قال ابن اسحاق وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة بن غبشان ابن سليم بن ملكان بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة . ذو اليدين وإنما قيل له ذلك لأنه كان يعمل بيديه جميعا لما هاجر ذو الشمالين عمير بن عبد عمرو من مكة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمير بن عبد عمرو الخزاعي وبين يزيد بن الحارث بن فسحم يلقب بذي الشمالين ويكنى أبا محمد وهو حليف بني زهرة - قتله أبو أسامة زهير بْن معاوية الجشمي


سعد بن خيثمة
ومن الأنصار
5 - سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، يكنى أبا خيثمة ، وقيل : أبو عبد الله ، كذا نسبه ابن الكلبي ، وابن هشام ، وأبو عمر ، وابن منده ، وأبو نعيم ، وغيرهم . ونسبه ابن إسحاق في بني عمرو بن عوف ، ووافقه غيره ، قال ابن إسحاق أمه أم أوس وهي هند بنت عدي بن أمية بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن أوس كتب ابن إسحاق سعد بن خيثمة في بني عمرو بن عوف وإنما هو من بني غنم ابن سلم ولكنه ربما كانت دعوته فيهم فنسبه إليهم يكنى أبا عبد الله ويلقب بسعد الخير. كان سعد بن خيثمة أحد نقباء الأنصار الإثني عشر شهد العقبة الأخيرة مع السبعين وكان جميع أهل العقبة : سبعين رجلا وامرأتين لما كانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بمنى للبيعة اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه العباس وحده فقال اخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا فذكرهم وفيه وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة أحد نقباء الأنصار ألاثني عشر .أشتهر بيته في قباء بيت الكرم والضيافة وأنه كان عزبا لا أهل له وكان منازل العزاب من أصحاب رسول الله من المهاجرين عنده فمن هنالك يقال نزل على سعد بن خيثمة وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة بيت العزاب .وقال الواقدي: لما هاجر بلال، نزل على سعد بن خيثمة .وعاصم بن عمر بن قتادة فقال نزلا على سعد بن خيثمة ونزل النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن خيثمة وأن النبي دخل بيت سعد بن خيثمة الذي بقباء وجلس فيه وأن النبي اضطجع في البيت الذي في دار سعد بن خيثمة بقباء وأن النبي غسل من بئر سعد بن خيثمة بئر يقال لها الغرس بقباء كان يشرب منها ومسجد سعد بن خيثمة بقباء عن هشام بن عروة أنه قال في هذه الآية: " والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب اللّه ورسوله من قبل " ، قال: كان سعد بن خيثمة بنى مسجد الضرار، وكان موضعه للبة، تربط فيه حمارها. فقال أهل مسجد الشقاق: أنحن نسجد في موضع كان يربط فيه حمار لبة ؟ لا، ولكنا نتخذ مسجداً نصلي فيه حتى يجيئنا أبو عامر فيصلي بنا فيه، وكان أبو عامر قد فر من الله ورسوله إلى أهل مكة، ثم لحق بالشأم، فتنصر، فأنزل الله: " والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب اللّه ورسوله من قبل " ، يعني أبا عامر. قالوا: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما نزل عليه القرآن، إلى ذلك المسجد، فهدمه. أما مسجد قباء وهو على ثلاثة أميال من المدينة والصلاة فيه تعدل عمرة وهو والمسجد العظيم أسسا على التقوى وصح أنه صلى الله عليه وسلم كان يزوره كل سبت راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين وفي حظيرة بصحنه محل مبرك الناقة وفي قبلته دار سعد بن خيثمة عند الباب المسدود ومسجد في دار سعد بن خيثمة بقباء ذكر أنه صلى الله عليه وسلم صلى فيه . قال الشيخ جمال الدين : ودار سعد بن خيثمة أحد الدور التي قبل مسجد قباء ، يزورها الناس إذا زاروا فإنه صلى الله عليه وسلم نزل بقباء على كلثوم بن الهدم، ثم مات كلثوم فنزل على سعد بن خيثمة الأنصاري، ودار سعد بن خيثمة إلى جانب مسجد قباء ، قال له أبوه خيثمة إنه لا بد لأحدنا أن يقيم فآثرني بالخروج وأقم مع نسائك فأبى سعد وقال لو كان غير الجنة آثرتك به إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا فاستهما فخرج سهم سعد فخرج فقتل ببدر . استشهد أبوه خيثمة في غزوة أحد. وعلى هذا كان سعد شهيد ابن شهيد وصحابي ابن صحابي . قتله عمرو بن عبد ود يوم بدر وذكر الواقدي في قصة خيثمة أبي سعد بن خيثمة فيما قال لرسول الله في الخروج إلى أحد عسى الله أن يظفرنا بهم فتلك عادة الله عندنا أو تكون الأخرى فهي الشهادة لقد أخطأتني وقعة بدر وكنت والله عليها حريصا حتى ساهمت ابني في الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة وقد رأيت ابني البارحة في النوم في أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها ويقول الحق بنا ترافقنا في الجنة فقد وجدت ما وعدني ربي حقا وقد والله يا رسول الله أصبحت مشتاقا إلى مرافقته في الجنة وقد كبرت سني ورق عظمي وأحببت لقاء ربي فادع الله يا رسول الله أن يرزقني الشهادة ومرافقة سعد في الجنة فدعا له رسول الله بذلك فقتل بأحد شهيدا .


مبشر بن عبد المنذر
ومن الأنصار
6 - مبشر بن عبد المنذر بن الزبير بن زيد: هو الأنصاري الأوسي ، قتله أَبُو ثور ويقولون زنبر. من الأوس. أَخُو أَبِي لُبَابَةَ. من الذين استقبل المهاجرين في المدينة كثيرا ما تجد هذه العبارة فنزلوا جميعا على مبشر بن عبد المنذر وقال سمعت أم سلمة تقول ونزل أبو سلمة حين هاجر إلى المدينة بقباء على مبشر بن عبد المنذر ولما هاجر شماس بن عثمان إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر ولما هاجر عمار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر ولما هاجر معتب بن عوف من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر وهاجر أبو أحمد بن جحش مع أخيه عبد الله وقومه إلى المدينة فنزلوا على مبشر بن عبد المنذر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عاقل بن أبي البكير وبين مبشر بن عبد المنذر وقتلا جميعا ببدر وقتل يومئذ لا عقب له ونزلت فيه وفي أصحابه (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) ثم اخرج من طريق بن الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعلى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) نزلت فيمن قتل ببدر وذلك إنهم كانوا يقولون لقتلى بدر مات فلان فنزلت وقال عبد الله بن عمرو بن حرام : رأيت في النوم قبل يوم أحد بأيام وكأني رأيت مبشر بن عبد المنذر يقول : أنت قادمٌ علينا في أيام . فقلت : وأين أنت ؟ فقال : في الجنة . نسرح منها حيث نشاء . قلت له : ألم تقتل يوم بدر ؟ فقال : بلى ، ثم أحييت . فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : هذه الشهادة يا أبا جابر .
رافع بن المعلى
من بني حبيب
7 - رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن حارثة بن ثعلبة بن عدي ابن مالك الأنصاري، وأخوه هلال بن المعلى ، قتل ببدر اثنان . فمن ذلك أن أبا سعيد رافع بن المعلى كان قائماً يصلي فدعاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يجبه فظن أن وقوفه بين يدي اللَّه عزّ وجلّ بالغيب أفضل له فلما سلم جاءه فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : مامنعك أن تجيبني حين دعوتك فقال : كنت أصلي فقال : ألم تسمع اللَّه عزّ وجلّ يقول : ( اسْتَجيبْوا للَّهِ وَللِرَّسُولِ إذا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ ) الأنفال : 24 فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعاه وهو في الصلاة ليفيده باطن العلم أو لينظر مبلغ علمه كيف يعمل وكان إجابته لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفضل من صلاته لأن صلاته نافلة له فهو مطيع اللّه عزّ وجلّ في الغيب باختياره وإجابته لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم أفضل من صلاته لأنها فريضة عليه فهو مطيع للَّه تعالى في الشهادة بإيجابه ففضل استجابته لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على صلاته لنفسه كفضل الفرض على النفل ، وقد قال سبحانه : ( مَنّْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللَّه ) النساء : 80 وقال تعالى : ( إنَّ الذينَ يُبَايِعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّه ) الفتح : 10 واللَّه تعالى معه في المكانين معاً وهو عند الرسول عليه السلام على يقين ، فعبادة اللَّه عزّ وجلّ ههنا أبلغ في مرضاته وأثوب له في آخرته ، وفي هذا الحديث دليل أن الخبر إذا ورد في أمر كان على جملة عمومه وكلية ما تعلق به حتى تخص السنة أو الإجماع بعض شأنه ومن ذلك أن قول اللَّه عزّ وجل : ( اسْتَجيبُوا للَّهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ ) الأنفال : 24 ، إن ظاهره مقصور على الاستجابة للرسول للَّه بالإيمان بالطاعة في أوامر القرآن لا الإجابة له في التصويت خاصة في الصلاة وهذا هو الذي حمله أبو سعيد ابن المعلى عليه وتأوله من الآية فأشكل عليه له صحبة وهو أول من صلى إلى الكعبة روى عنه عبيد بن حنين يقال شهد بدرا قتله عكرمة بن أبى جهل .
هلال بن المعلى
8- هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدى بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة قد شهد بدرا ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا قال محمد بن عمر قتل يوم بدر شهيدا وله عقب شهد بدراً مع أخيه رافع بن المعلى . أخرجه أبو نعيم ، وأبو عمر ، وأبو موسى . وقال أبو موسى : استشهد يوم بدر . وكذلك قال ابن إسحاق ، قاله أبو حاتم بن حِبّان في تاريخه .




عمير بن الحمام
من بني سلمة
9 - عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب وأمه النوار بنت عامر بن نابىء بن زيد بن حرام بن كعب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمير بن الحمام وعبيدة بن الحارث وقتلا يوم بدر جميعا واستشهدا في معركة واحدة ودخلا الجنة. ، الَّذِي رَمَى التَّمَرَاتِ، وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.وقد روي عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :قال " قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ "، قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟، قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: " فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا "، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ" كان يرجز في ميدان الحرب:
ركضا إلى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على العباد ... وكل زاد عرضة النفاد
... غير التقى والبر والرشاد ...
قتله خالد بن الأعلم العقيلي حليف بني مخزوم الَّذِي يَقُولُ:
لَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أقدامنا يقطر الدمُ
وهو أول قتيل قتل من الأنصار في الإسلام عمير ابن الحمام ، وليس لعمير بن الحمام عقب . و قوله تعالى ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ) الآية قال أبو نعيم اتفقوا على أنه عمير بن الحمام .


حارثة بن سراقة
من بني عدي
10- الحارث أو حارثة بن سراقة بن الحَارِث بن عَدي بن مالك بن عَدِيّ بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النجار ، الأنصاري الخزرجي النجاري: وأمه أم حارثة واسمها الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي عمة أنس بن مالك بن النضر خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحارثة بن سراقة والسائب بن عثمان بن مظعون وشهد حارثة بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يومئذ شهيدا رماه حبان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله وهو يشرب من الحوض إذ أتاه سهمٌ غرب فوقع في نحره ، فلقد شرب القوم آخر النهار من دمه . فبلغ أمه وأخته وهما بالمدينة مقتله ، فقالت أمه : والله ، لا أبكي عليه حتى يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأسأله ، فأن كان ابني في الجنة لم أبك عليه ، وإن كان ابني في النار بكيته لعمر الله فأعولته فلما قدم
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: " يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ، قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى " قال أبو نعيم . وكان عظيم البر بأمه ، حتى قال النبي : " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ حَارِثَةَ، كَذِلِكُمُ الْبِرُّ "، وَشَهِدَ لَهُ أَنَّهُ أُسْكِنَ الْفِرْدَوسَ الأَعْلَى . والشهيد كما ذكر صلى الله عليه وسلم من يموت مقبلاً غير مدبر محتسباً صابراً، هذه صفات الشهداء الذين في الجنة، وهذه كلها كانت موجودة في حارثة، لذلك بلغ الفردوس الأعلى، واستراحت أم حارثة وتقبلت أمر موت ابنها الشاب بسهولة شديدة، وصبر واحتساب، بل وبسعادة رضي الله عنها؛ لأنه من يحب أحداً يحب له الخير أيضاً، وليس هناك خير أفضل من الجنة. وليس لحارثة عقب ، انه أول شهيد قتل من الأنصار ببدر سمعت أبي يقول ذلك ويقول لا يروي عنه الحديث


يزيد بن الحارث


من بني الخزرج
11 - يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك أو الحرث بن قيس بن مالك: هو الأنصاري النجاري كان أخا ذي الشمالين في المؤاخاة. وهو الذى يقال له فُسْحم- وذلك قول الواقدي. وقَالَ الكلبي: يزيد الشَّاعِر بْن الحارث بْن قيس، أحد بني الحارث بْن الخزرج. وَيُقَالُ ليزيد: ابْنُ «فسحم» ، وهي أمه، وهي من بني القين بْن قضاعة-
قتل يزيد بن الحارث "نوفل بن معاوية الديلي" وكانت بدر صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة
ومن شعره يقول:
إذا جئتنا ألفيت حول بيوتنا ... مجالس تنفي الجهل عنا وسؤددا
نحامي على مجد الأغر بما لنا ..... ونبذل حزرات النفوس لنحمدا
لا عقب له شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم . آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يزيد بن الحارث هذا وبين ذي الشمالين وقال بن حبان استشهد ببدر ألقى تمرات في يده وقاتل حتى قتل شهيداً.






معاذ بن عفراء
من بني مالك
12- معوذ أو معاذ بن عفراء: هو شقيق عوذ بن عفراء ومعوذ ابنا عفراء بِنْت عُبَيْد. وكانت عفراء عند الحارث بْن رفاعة، فولدت له معاذا، ومعوذا. قتل معوذا أبو مسافع وجرح معاذا بن ماعص أحد بني زريق فمات من جراحته بالمدينة .ومعوِّذاً بني عفراء ، وعود ومعوِّذ ابنا عفراء هما ضربا أَبا جهل عوف ومعوذ ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد وهما ابنا عفراء وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إن مَسجده كان مِرْبداً لِيَتيمين في حِجر معوذ بن عَفْراء فاشتراه منهما معاذ بن عفراء فجعله للمسلمين ، فبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مَسْجداً ) . ومعوّذ هو الذي قتل أبا جهل يوم بدر ، ضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق ثم قاتل حتى قتل يومئذ ببدر شهيداً . ولم يعقب . وضرب أبنه عكرمة يد معاذ فطرحها ، ثم ضربه معوذ بن عفراء وقتل أخوه عوف قبله وهما إبنا الحارث بن رفاعة الزرقي وقطع أبو جهل يوم بدر يد معوذ بن عفراء ، فجاء يحمل يده ، فبصق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألصقها فلصقت . رواه ابن وهب .
عوف بن عفراء
12 - عوف بن عفراء وهو عوف بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. اختلف في اسمه وعوف أصح . إن عوف بن عفراء ممن شهد العقبتين وقيل : إنه أحد الستة ليلة العقبة الأولى
ما حمل من مكة إلى المدينة :
1- أول سورة حملت من مكة إلى المدينة سورة يوسف انطلق بها عوف بن عفراء في الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وهم أول من أسلم من الأنصار قرأها على أهل المدينة في بنى زريق فأسلم يومئذ بيوت من الأنصار
2 - ثم حمل بعدها سورة " الإخلاص ".قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ، إلى آخرها ، حملت إلى المدينة بعد سورة يوسف.
3 - ثم حمل بعدها من سورة الأعراف قوله تعالى {قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف : 158 ، حملت بعد التي قبلها إلى المدينة ، فأسلم عليها طوائف من أهل المدينة .
أول انغماسي جندي في صف العدو
الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لعوف بن عفراء أن ينغمس في صف العدو قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُضْحِكُ الرَّبَّ مِنْ عَبْدِهِ؟ قَالَ: ( غَمْسَةُ يَدِهِ فِي الْعَدُوِّ حَاسِرًا ، فَنَزَعَ دِرْعًا كَانَتْ عَلَيْهِ فَقَذَفَهَا، ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ، فَقَاتَلَ الْقَوْمَ حَتَّى قُتِلَ) إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لعوف بن عفراء أن ينغمس في صف العدو ويحمل عليهم وهو حاسر لا سلاح معه، . وهذه أدلة واضحة على فضل الأعمال الجهادية التي يغلب على الظن هلاك صاحبها، وأن الجهاد له أدلة خاصة تجيز ما كان ممنوعاً في غيره. ودليل أوضح على غلبة الظن بالهلاك، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد عوف بن عفراء أن الذي يضحك الرب هو أن يغمس يده في العدو حاسراً، أي بلا درع ولا شيء يقيه ضربة الأعداء، فنزع عوف درعاً كانت عليه وقاتل حتى قتل، ولا شك أنه يغلب على الظن قطعاً أن الرجل إذا أراد أن يقاتل جمعاً كثيراً من الأعداء بغير درع لا شك أن الجزم بهلاكه محقق إلا أن يشاء الله، ولكن الحكم في هذه المسألة على غلبة الظن كل هذه الأدلة تفيد بأن مسألة الاقتحام على العدو مع تيقن الموت كانت مسألة مشتهرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي زمن أصحابه، إلا أنه لم ينقل لنا أحد من العلماء ما يفيد بمنع مثل ذلك إذا تيقن المهاجم الموت، فدل ذلك على الجواز ..ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته فتركه به رمق قتله عوف بن عفراء وقاتل عوف بن عفراء حتى قتل واقتتل الناس قتالا شديدا فأخذ رسول الله حفنة من التراب ورمى بها قريشا وقال شاهت الوجوه وقال لأصحابه شدوا عليهم فكانت الهزيمة فقتل الله من قتل من المشركين وأسر من أسر منهم .




صفوان بْن بيضاء
13- صفوان بْن بيضاء، من بنى الحارث بن الفهري. . أخو سهيل بن بيضاء من المهاجرين الأولين قتله طعيمة بن عدى يوم بدر سمعت أبى يقول ذلك ويقول لا تعرف له رواية وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا عمرو وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى وقتلا يوم بدر جميعا وليس له عقب وذكر صوفان في أهل الصفة حكاه عن أبي عبد الله الحافظ وهو أحد بني فهر شهد بدرا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية عن عبد الله بن جحش فنزلت فيهم (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله ) .وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء فغنموا وفيهم نزلت : ( يسألونك عن الشهر الحرام . . ) الآية . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش وكتب معه كتابا وأمره أن يسير ليلتين ثم يقرأ الكتاب فيتبع ما فيه وفي بعثه ذلك صفوان بن بيضاء وأنزل الله فيهم : ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم) .













من دفنوا في غير بدر
من بني المطلب
1 - عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي: هو القرشي المطلبي يكنى أبا الحارث أو أبا معاوية. كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبى الأرقم وقبل أن يدعو فيها وكانت هجرته إلى المدينة مع أخويه الطفيل والحصين بن الحارث بن المطلب ومعه مسطح بن أثاثة بن عباد ابن المطلب ونزلوا على عبد الله بن سلمة العجلانى وكان لعبيدة بن الحارث قدر ومنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب قال ابن إسحاق أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبيدة ابن الحارث فى ربيع الأول سنة اثنتين في ثمانين راكبا ويقال في ستين من المهاجرين ليس فيها من الأنصار أحد وبلغ سيف البحر حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقي بها جمعا من قريش ولم يكن فيهم قتال وعقد له لواء أبيض ، حمله مسطح بن أثاثة المطّلب بن عبد مناف إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمى به في الإسلام في يوم بدر فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا: من يبارز ؟ وقد كان عتبة وشيبة متثاقلين عن الخروج حتى أنبهما أبو جهل، فخرجا . فخرج فتية من الأنصار مشببة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن نبارز من بنى عمنا من بنى عبد المطلب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قم يا حمزة، وقم يا علي، وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب " . لما قطع رجل عبيدة بن الحارث بن المطلب يوم بدر أشبل عليه علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة بسيفيهما حتى قتلاه ، واحتملا صاحبهما من المعركة إلى العريش ، فألقياه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن مخ ساقه ليسيل ، قال ابن هشام لما أصيبت رجل عبيدة قال أما والله لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لعلم أني أحق منه بما قال حين يقول
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ نُبزى مُحَمَّداً وَلَمّا نُطاعِن دونَهُ وَنُناضِلِ
وَنُسلِمهُ حَتّى نُصَرَّعَ حَولَهُ وَنذهلَ عَن أَبنائِنا وَالحَلائِلِ
وهذان البيتان في قصيدة لأبي طالب
وعاش حتى رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين من بدر إلى المدينة فلما بلغ الصفراء توفى عبيدة بالصفراء بذات أجدال .وهو بن ثلاث وستين سنة على ليلة من بدر ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بأصحابه بالتاربين قال له أصحابه إنا نجد ريح المسك قال وما يمنعكم وها هنا قبر أبى معاوية وكان رجلا مربوعا حسن الوجه وقالت امرأته ترثيه : لقد ضمنوا الصفراء مجداً وسؤدداً . . . وحلماً أصيلاً وافر اللب والعقل وفيها وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني عبد مناف ابن هلال بن عامر بن صعصعة وكانت تحت عبيدة بن الحارث بن المطلب ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقال لها أم المساكين وماتت قبله
2- خنيس بن حذيفة من شهداء بدر
خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، أسلم خنيس بن حذافة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وكان من السابقين إلى الإسلام ، قالوا وهاجر خنيس إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ..... ثم قدم إلى مكة، وهاجر إلى المدينة مع المسلمين... وذكر خنيس في أهل الصفة حكاه عن أبي طالب ............وكان خنيس زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم...... لما هاجر خنيس من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر وشهد خنيس بدرا. لقد أختف في وقت وفاته وأجمعوا على انه دفن في المدينة.للبحث أنه عندما يقال فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى فمات بالمدائن . فهذا خطاء لأن المجمع عليه أنه مات بالمدينة ممن شهد بدراً وتوفي بالمدينة وأيضا قال ابن سعد توفي عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر أو القول: فمات بالمدينةً بعد رجوعه من بدرٍ على رأس خمسة عشر شهراً من الهجرة ولم يشهد من بني سهم بدرا غيره وإذا رجعنا إلى تاريخ غزوة بدر نجد في 17 رمضان 2 هــــ (بدر) على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة- معركة بدر (17 رمضان 2هـ/13مارس624م)، أي بعد تسعة عشر شهرا من الهجرة فجميع التواريخ السابقة تدل على أن الوفاة قبل بدر وهذا أيضا خطاء وهناك تواريخ تجاوزت غزوة أحد منها ، فشهد بدراً وأحداً ، وأصابه بأحُد جراحة فمات منها . ونالته بأحد قال أبن عبد البرّ نالته جراحة يوم أحد فمات بسببها بالمدينة وهذا يخالف تماما أنه توفى بعد بدر لان احد 15 شوال عام 3 هـــــ( ومعركة أُحد ( شوال 3هـ/إبريل624 م)، وعن مالك بن أنس: كانت بعد بدر بسنة، وعنه أيضا كانت على أحد وثلاثين شهرا من الهجرة، ومات بعد غزوة بدر وقُتِل يومَ بدرٍ مسلماً فتوفى بجراحات أصابته ببدر ومات على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وصلى عليه رسول الله ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون وليس لخنيس عقب رجل واحد وكان خنيس يكنى أبا حذافة، ويقال أبا الأخنس. وهذا هو الأصح مات بعد بدر على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة فتوفى بجراحات أصابته ببدر.
وأن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدراً توفي بالمدينة
حدثني يونس بن محمد الظفري قال : أراني أبي أربعة قبور بسير شعب من مضيف الصفراء فقال : هؤلاء من شهداء بدر من المسلمين . وثلاثة بالدبة أسفل من العين المستعجلة . وأراني قبر عبيدة بن الحارث بذات أجدال بالمضيق أسفل من الجدول.
معنى ذلك أن الذين دفنوا في بدر 13 وفي طريق العودة تم دفن 8 نتيجة جراحهم التي أصيبوا بها في بدر وما عرف من 8 صاحبي واحد فقط هو عبيدة بن الحارث وعند العودة إلى المدينة توفي بشهور متأثر بأصابته خنيس بن حذيفة إذا عدد شهداء بدر 13 ببدر+ 4 مضيف الصفراء +3 بالدبة أسفل من العين المستعجلة + 1 بذات أجدال + 1 بالمدينة = 22 شهيد من المسلمين .


ثمانية عشر شهيدًا
دفنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وتحدث عنهم ابن مسعود بحديث كالماء البارد
فقال: " أَنَّ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي الْجَنَّةِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ إطِّلاعَةً، فَقَالَ: يَا عِبَادِي، مَاذَا تَشْتَهُونَ؟ قَالُوا: يَا رَبَّنَا، مَا فَوْقَ هَذَا شَيْءٌ، قَالَ: فَيَقُولُ: عِبَادِي، مَاذَا تَشْتَهُونَ؟ فَيَقُولُونَ فِي الرَّابِعَةِ: تَرُدُّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا فَنُقْتَلُ كَمَا قُتِلْنَا "
المعجم الكبير للطبراني- اسم المصنف: سليمان بن أحمد الطبراني-سنة الوفاة: 360-دار النشر: مكتبة العلوم والحكم- بلد النشر: الموصل- سنة النشر: 1404 – 1983- رقم الطبعة: الثانية-المحقق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي(10318)- [ ج 10 : ص 203 ]
[درجته: سنده صحيح إلى ابن مسعود، هذا السند: صحيح
الصحيح من أحاديث السيرة النبوية (ص: 224)
إنهم يبحثون عن الموت من جديد .. يريدون فعل شيء يجعلهم يستحقون كل ما حولهم .. ويستحقون ما هم فيه من الرفاهية والدهشة التي لا يمكن وصفها .. وماذا يساوي ألم الموت أمام عوالم السعادة والابتهاج والخلود .. ماذا يساوي الموت و (الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة) .
دفن - صلى الله عليه وسلم - شهداء بدر بثيابهم ودمائهم .. وبشرهم .. وبشر أمثالهم فيما بعد فقال:
(أنا شهيد على هؤلاء, لفوهم في دمائهم، فإنه ليس جريح يجرح في الله إلا جاء وجرحه يوم القيامة يدمي، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان, ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع
تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (1/ 402-403) الدرر في اختصار المغازي والسير (ص: 109)
فضل من شارك في معركة بدر من الصحابة
سمعت عليا -رضي الله عنه- يقول .. حديث طويل فيه قال - صلى الله عليه وسلم -:" وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ".
أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم 3992,4026,4274، وأخرجه ابن ماجه في سننه حديث رقم 160، وأخرجه أحمد في مسنده حديث رقم 15393، وأخرجه الحاكم في المستدرك (ج3:ص332)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى(ج6:ص292)،(ج9:ص56)، وأخرجه ابن ابي شيبة في مسنده حديث رقم 77، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده حديث رقم 425، وأخرجه نور الدين الهيثمي في كشف الأستار حديث رقم 2759، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف حديث رقم 32884,37722,37728، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط حديث رقم 3823، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير حديث رقم 4412، وأخرجه أبو الحسن بن عبد العزيز بن ثرثال في جزء ابن ثرثال حديث رقم 161، وأخرجه المحاملي في الأمالي حديث رقم 103، وأخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم(ج2:ص762)، وأخرجه البغوي في شرح السنة حديث رقم 3993، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار حديث رقم 4437، وأخرجه ابن أبي حاتم الرازي في التفسير حديث رقم 4080، وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني حديث رقم 338، وأخرجه الطبري في التاريخ حديث رقم 581، وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة حديث رقم 16,2064,2065,2516,4126، وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه حديث رقم 3030.