الفرع الأول (1-2-2-1-3) :- الايمان بالله عز وجل يعنى التصديق والانقياد
الايمان بالله عز وجل يستوجب التصديق والانقياد بما يخبرنا به عن طريق رسله وكتبه
أما من رفض الانقياد فهو كافر حتى وان كان مصدقا بوجود الله عز وجل
لأن الكفر اما يكون بالتكذيب أو بالاستكبار على فعل ما أمر به الله عز وجل
وكان من هؤلاء الكفار المستكبرين ابليس الذى كان مصدقا بوجود الله عز وجل ولكنه فى نفس الوقت رفض الانقياد والطاعة له فأصبح رجيم لعين
قال الله تعالى :- (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)) (سورة ص )
قال الله تعالى :- (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا (50))
صدق الله العظيم (سورة الكهف)
فنقرأ من موقع اسلام ويب :-
(فمتى ترك الانقياد كان مستكبرا فصار من الكافرين وإن كان مصدقا، لأن الكفر أعم من التكذيب يكون تكذيبا وجهلا و يكون استكبارا وظلما، ولهذا لم يوصف إبليس إلا بالكفر والاستكبار دون التكذيب، ولهذا كان كفر من يعلم مثل اليهود ونحوهم من جنس كفر إبليس، وكان كفر من يجهل مثل النصارى ونحوهم ضلالا وهو الجهل ...الخ )
انتهى
وفى الكتاب المقدس للمسيحيين سنجد نفس المعنى :-
فنقرأ من رسالة يعقوب :-
2 :19 انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل و الشياطين يؤمنون و يقشعرون
2 :20 و لكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت
و نجد المسيح عليه الصلاة والسلام فى انجيل متى يقول لليهود :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات (( بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات)))
ثم نقرأ :-
مت 21 :31 (( فاي الاثنين عمل ارادة الاب )) قالوا له الاول قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين و الزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
مت 21 :32 (( لان يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به )) و اما العشارون و الزواني فامنوا به و انتم اذ رايتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به
ان من يدخل الجنة هم من فعلوا ارادة الله عز وجل أي انقادوا وطاعوا لكل ما يأمرهم به رب العالمين أي أصبحوا مستسلمين له
ولكن الفريسيين وهم فئة من اليهود رفضوا اتباع سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام (يوحنا المعمدان ) وكذبوه (لوقا 7 :30)
بينما صدقه آخرون واتبعوا ما أخبرهم به من وصايا وأحكام رب العالمين
لذلك فلن يدخل الفريسيين الجنة لأنهم كفروا بأحد أنبياء الله عز وجل فهم بذلك لم يعملوا ارادة الله عز وجل بينما الأخرين الذين اتبعوا سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام وتابوا وندموا على أفعالهم فهؤلاء هم من فعلوا ارادة الله عز وجل ولهم الجنة
وهذا يعنى أن الذى يعمل ارادة الله أي يصدق وينقاد فيكون مسلم هو من يؤمن ويتبع أنبياءه ورسله ولا يفرق بينهم ، فلا يكفي الايمان فقط بدون الاستسلام لرب العالمين
ونقرأ قول الله عز وجل فى القرآن الكريم :-
قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (152)(سورة النساء)
قال الله تعالى :- (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99))
صدق الله العظيم (سورة البقرة)
ونقرأ قول الله عز وجل عن من آمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام ووصفه لهم :-
قال الله تعالى :- (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) )
صدق الله العظيم (سورة آل عمران)
لقد كفر بنى اسرائيل عندما رفضوا الانقياد باتباع عبد الله ورسوله اليهم المسيح عليه الصلاة والسلام ولكن هناك فئة منهم وهم النصارى أمنوا بالله عز وجل وأصبحوا مسلمين وكان ذلك بالانقياد والطاعة و بالايمان بما أنزله الله عز وجل واتباع الرسول الذى بعثه فى زمانهم
فكان الايمان بالله عز وجل يتضمن الانقياد والطاعة واتباع الأنبياء الذين يرسلهم
المفضلات