المقال منقول حرفياً من الموقع الرسمي للـ"التيار الوطني الحر" - أكبر حزب مسيحي لبناني.
رابط الصفحة:
http://www.tayyar.org/Tayyar/News/Po...b-61602271.htm
------------------------------------------------------------------------------------------------
لتأكيد الموكّد فقط: المسيح ولد في بيت لحم "الجليل" لا في بيت لحم "اليهودية" بحسب "Le Monde de la Bible"
بول باسيل -روابط:
في أيّ "بيت لحم" ولد السيد المسيح، اللبنانية أم اليهودية؟ سؤال ترددّ كثيراً في الآونة الأخيرة؟
ما هو موقف علماء الكنيسة في هذا المجال، وما هي آخر دلائل الوقائع العلمية؟
علماء التاريخ والأركيولوجيا الكاثوليك، بدأوا يركزون على علاقة السيد المسيح بـبيت لحم – الجليل، ويشككون بعلاقته ببيت - اليهودية، وبذلك هم يؤكدون ما توصل اليه الأب العلامة الدكتور في علم الذرّة يوسف يمين، وما توصل اليه في كتابه "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية"..
"Le Monde de la Bible" المجلة الكاثوليكية المختصّة بشؤون "التاريخ" و"الفن" و"الأركيولوجيا"، في عددها رقم 134، عن شهري نيسان – أيار من عام 2001، خصصت عدداً كاملاً لإبراز علاقة المسيح بالجليل – ارض لبنان، وهذا ما نعرضه لقراء موقع "tayyar.org":
يستهّل يمين كلامه للتذكير بكلام السيّد المسيح الرافض في الإنجيل أن يكون إبناً لداوود، بحسب أناجيل متى ومرقس ولوقا، واليكم ما قاله:
+ في انجيل متى يسوع يسأل اليهود (الفريسيون) عن هوية المسيح: (22: 41-46)
(41): وبينما الْفَرِّيسيون مجتمعونَ سألَهم يسوع: (42): «مَا رأيكم في المسيح؟ ابن من هو؟» قَالُوا له: «ابن داود». (43): قَال لهم: «فكيف يدعوه داود رباً بوحي من الروح فيقول: (44) قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أَجعل اعداءك تحت قدميك. (45): فإذا كان دَاود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟». (46): فلم يستطع أحدٌ أن يجيبه بكلمة. ولا جرؤ أحد منذ ذلك اليوم أن يسأله عن شيء.
+ في انجيل مرقس يسوع يغالط الكتبة عندما يقولون أنّ المسيح إبن داود: (12: 35-37)
(35): وتكلم يسوع وهو يعلّم في الهيكل قال: "كيف يقول الكتبة أنّ المسيح هو ابن داود؟ (36): وداود نفسه قال بوحيٍ من الروح القدس: "قال الرب لربّي: اجلس عن يميني حتى أجعل اعداءك تحت قدميك". (37): فداود نفسه يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟ وكان من الناس جمعٌ كثير يصغي اليه مسروراً.
+ في أنجيل لوقا يسوع يغالط الناس عندما يدعون المسيح ابن داود: (20: 41-44)
(41): وقال لهم "كيف يقول الناس إنّ المسيح هو ابن داود؟ (42): فداود نفسه يقول في سفر المزامير: "قال الرب لربي: اجلس عن يميني (43): حتى اجعل أعداءك موطئاً لقدميك". (44): فداود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟".
جديد مجلة Le monde de la bible
- شاهد خريطة بيت لحم الجليل - اللبنانية: المصدر دولة اسرائيل
- الوقائع العلمية لولادة المسيح الكوني في لبنان (كتاب المسيح ولد في لبنان)
- معلومات خطيرة جداُ تنشر للمرة الأولى: هكذا اسرائيل طمرت بيت لحم اللبنانية
- خريطة باللغة العربية تظهر وجود بيت اللحم اللبنانية في الجليل وبيت لحم الأخرى في اليهودية
(الخريطة التي ننشرها تعود للمطران يوسف الدبس سنة 1895 في كتابه تاريخ سوريا - برّ الشام – بالإمكان ملاحظة "بيت لحم اللبنانية عند رأس السهم الأعلى وبيت لحم اليهودية عند رأس السهم الأسفل، والمسافة الشاسعة بينهما". كما يظهر الى أيّ مناطق كانت تمتدّ ولاية بيروت في العهد العثماني وكانت تضمّ، بالإضافة الى جنوب لبنان بلاد صفد، سنجق عكا، الناصرة، قضاء حيفا في شمال فلسطين.)
البروفوسور اندريه مير (André MYRE - Professeur à la faculté de thélogie de l’université de Montréal)، كتب في مقالته العلمية العنونة "كان جليلياً" (C’était un Galiléen)، ص: 20:
Jésus est de Galilée (jn 7,41-42), vraisemblablement de Nazareth, et non De Judée (Bethléem) où les scribes chrétiens (judéens d’origine?) situeront sa naissance (Mt 2,1-6), dans le but évident d’établir un parallèle avec la patrie de david (1 S 16,1-13)
ينسب الكاتب هنا نشأة المسيح الى الناصرة (أرض الجليل)، وليس الى اليهودية (بيت لحم)، فكتبة الإنجيل (المتهودون) نسبوا ولادته الى بيت لحم اليهودية، لتقريبها من اورشليم..
يعلّق الأب يمين: علماء الاثار يؤكدون في أبحاثهم عدم وجود شخصية الملك داود في التاريخ، وفي الأركيولوجيا الإكتشافات تنفي وجوده كما يؤكده كل علماء الآثار في العالم ومن بينهم "فرويد" (يهودي) و"فنكلشتاين" (يهودي) وغيرهم الكثير.. فاليهود وضعوا أسطورة الملك داود لرفع من شأنهم، ولكنهم حتى بذلك فشلوا.. فداود هو رئيس عصابة وقطاع طرق في توراتهم، ولا يشرّف حتى المسيح أن يكون من نسبه ولا السيدة العذراء ولا يوسف زوجها..
ويضيف الأب الدكتور في اللاهوت يوسف يمين: "الإختلاف يظهر ايضاً في نسب المسيح في انجيلي متى ولوقا، فـ"يعقوب" هو والد يوسف في متى 1: 16، وهو عالي في انجيل لوقا 3: 23.. والتفسير التي تشير اليه الكنيسة الكاثوليكية في شرحها لكتاب المقدس، أنّ الأناجيل ليست سنداً تاريخياً أو علمياً يمكن الركون اليه..".
الصحافي مختصّ بالشؤون العلمية "فرح مباركي" (Farah MEBARKI – Journaliste scientifique) كتب في مقالته "Indices sur la Nazareth du temps de Jésus" في الصفحة 30، عن زيارة السيدة العذراء لنسيبتها اليصابت، ما يلي:
La visite de Marie à Elizabeth en Judée peut surprendre (une jeune juive irait seule par les routes pour rejoindre Jérusalem depuis Nazareth. Un voyage de trois jours?) et invite à penser que Marie et Joseph vivaient peut-être déjà à Bethléem, plutôt qu’à Nazareth.
ويشكك الكاتب "فرح مباركي" في المجلة الكاثوليكية، بقدرة السيدة العذراء السير لوحدها مدة ثلاثة أيام على اقدامها من الناصرة (الجليل) لتزور نسيبتها اليصابت الحبلى بمار يوحنا في اليهودية؟
يشرح الأب يمين، "كيف لمرأة تبلغ من العمر 15 عاماً، أن تسير لوحدها مسافة 100 كلم متجاوزة الجليل والسامرة لتصل الى اليهودية حيث نسيبتها اليصابت.. وفي ذلك الظرف تشهد هذه المناطق ثورات وحروب؟
ومن المغالطات الشعبية السائدة، بخصوص القديس يوسف زوج العذراء مريم، يكشف الكاتب نفسه (Farah MEBARKI)، في الصفحة 30، أنّ يوسف كان "معمرجي" وليس نجاراً..
Les carrières ont fourni la matière première nécessaire à la construction du village. Les Évangiles présentent Joseph comme un “artisan” sans préciser sa spécialité: celle de tailleur de pierre paraît, à cette lumière, plus plausible que celle de charpentier!
كانت مقالع الحجارة، تشكّل المواد الضرورية لبناء القلاع الحربية، أمّا المنازل فكانت تُبنى من الطين.. والإنجيليون لم يشيروا الى حرفة يوسف بالتحديد.. الترجيح أن يكون يوسف "معمرجي" وليس نجاراً..
يفسّر الجليل الد. في اللاهوت يوسف يمين، أنّ نسبة يوسف، لمهنة النجار مرده إظهار الميل المسالم لوالد المسيح بالتربية، فلإبعاد شبهة الحرب عنه تمّ لصق مهنته بالنجارة.. والمقصود رمزياً بأنّ يوسف هو "معمرجي"، أنه كان يهتمّ بجسد المسيح، ويسوع في الإنجيل عند طرده لتجار الهيكل، قال: "أهدموا هذا الهيكل وأنا أبنيه بـ"3 ايام"، والمقصود بذلك هيكل جسده"، ويوسف كان يربّي هيكل جسد المسيح، ويضيف الجليل يمين: "يوسف كان كاهن أسيني، ومثقفاً جداً.. الكاتب "spencer lewis" يشرح بالتفصيل حياة يوسف".
وفي المجلة الكاثوليكية المختصّة بدراسة الكتاب المقدس علمياً، يشير البروفسور في تاريخ الأديان ريشار هورسليه (Richard Hosley) أنّه في بيت لحم - الجليل لم تشهد وجود "مجمع" لليهود، فالأبحاث الأركيولوجية تشير الى بناء معبد خاص لليهود بالقرنين الثاني او الثالث، أي بعد انقضاء مئة عام على ولادة السيد المسيح، وجاء:
Les ruines de synagogues retrouvées par les archéologues datent de l’Antiquité tardive, et seules quelques-unes peuvent être datés avec certitude du 2eme ou du 3eme siècle. Les rares stuctures présentées comme des “synagogues” du 1er siècle ne se trouvent pas dans des village mais sur le site de forteresse hérodiennes comme massada et hérodium.
ويسأل الأب يمين، كلّ عالم مختصّ عمّا إذا كانت معتقدات اليهودية تعرف في كتبها التوراة والتلمود، المعمودية؟ وهل تسمح اليهودية للمرأة اليهودية أن تخدم في معبد أو هيكل؟؟ يشرح الأب يمين: "العذراء مريم وزوجها يوسف كانا يخدمان في هيكل اسيني (رهبنة روحانية)، وهذه كانت من تقاليد الشعب الكنعاني.
تصحيحات كنسية:
- المسيح ولد قبل 6 او 7 سنوات قبل عام الصفر، والخطأ الحسابي جاء من لـ"Denys le petit" والكنيسة أقرّت به، فنكون بذلك نحن في عام 2020، أو 2021.
- التوراة وفق اليهود كانوا يعتبرون انّ عمر الكون هو 7000 سنة، اليوم الوقائع العلمية تؤكد انّ بداية الكون تعود الى 13.82 مليار عام مع إنطلاق شرارة "الإنفجار الكبير"، كما أنّ ظهور الإنسان العاقل يعود الى حوالي 35 مليون سنة..
عن الجليل في أيام المسيح (كتاب المسيح ولد في لبنان لا اليهودية – العلامة يوسف يمين)
الحدود: ظهر اسم بلاد الجليل لاول مرّة في «البيبليا» (الكتاب المقدس) في سفر يشوع اذ عيّنت «قادش» احدى مدن الجليل كملجأ ذي حصانة يأوي اليها القاتل بدون قصد: «وكلّم الرب يشوع قائلا" خاطب بني اسرائيل وقل لهم افرزوا لكم مدن الملجا..»
وفي زمن السيّد المسيح كان الجليل بمتد حسب المؤرخ يوسيفوس (37 م- 100 م)من حدود عكّا والكرمل جنوبا" حتى صور ومنطقتها شمالا"، ومن الاردن شرقا" حتى السهل الساحلي غربا" وبعبارة اوضح كان يحّد الجليل شمالا" نهر القاسمية (الليطاني) وشرقا" نهر الاردن وبحيرة طبريّة وبحيرة الحولة ثم نهر الاردن حتى بانياس (في السفح الغربي لجبل حرمون) ، وغربا" السهل الساحلي الذي كان تابعا" لمدينة صور من القاسمية حتى الكرمل، وجنوبا" بيسان وبلاد السامرة . وكان الجليل يقسم الى الجليل الاعلى او جليل الامم ( منطقة جنوب لبنان اليوم) والجليل الاسفل (في ارض فلسطين) . والحدّ الفاصل بينهما خط يمتد من عكاّ غربا" حتى الطرف الشمالي لبحيرة طبريّة .
موارده وسكّانه: الجليل منطقة جبلية هي امتداد طبيعي لجبال لبنان، هكذا يعتبره جميع الؤرخين والجغرافين قديما" . فياقوت الحموي كبير جغرافيي المنطقة ومرجعهم جميعا" يقول بالحرف الواحد :«صفد مدينة في جبال عاملة المطّلة على حمص بالشام وهي من جبال لبنان.
اما الجليل الاسفل الجنوبي، في ارض فلسطين، فأعلى قممه جبل القمّانة (570 م) ويليه جبل طابور او الطور (شرقي الناصرة) ويعلو 560 م، فجبل ترعان 540 م. ويتخل هذه الجبال والتلال بعض السهول والوديان الخصبة والانهر الصغيرة .
التركيب الاتني: كان الجليل عامرا" جدا" في العهد الكنعاني- الفينيقي ومكتظا" بالسكان، وهذا ما يشير اليه الكتاب المقدّس صراحة. وعندما اغتصب العبرانيون جنوب ارض كنعان، والجليل في هذه الارض، نزح قسم من السكان الاصليين بني كنعان وبقي معظمهم في الجليل وسائر الاراضي التي احتلها اليهود، وهذا ينطبق على فلسطين الجنوبية حيث اورشليم، وعلى الجليل . واختلط العبرانيون بالكنعانيين وحصل بين الفريقين تزاوج، كما يوضح سفر القضاة. وكانت ارض كنعان عهد ذاك اكثر الاراضي تقدّما" وثقافة وحضارة بشهادة جميع المؤرخين واليهود انفسهم . فلتراجع فقط اقوال انبياء اليهود في عظمة صور وصيدا مثلا".
البنية الحضارية: ان الأمر البالغ الخطورة، والذي طمسته الايام عن قصد او جهل ، والذي نحاول نحن- هنا بالذات- ان نعلنه ونوضحه ونبرزه ونركّز عليه هو ان الطابع الكنعاني- الفنيقي – اللبناني كان الغالب والمسيطر في الجليل من النواحي الانسانية كافة: الاتنية والثقافية والعمرانية والدينية والحضارية! لقد تعايش اليهود والكنعانيون في فلسطين الجنوبية (ارض يهوذا) والشمالية (الجليل). وكان اليهود دون الكنعانيين ثقافة وعمرانا" وحضارة، فتغلّبت هذه على اليهود ونفذت الى صميم مجتمعهم وطبعته بطابعها. والطابع الكنعاني اللبناني هو اصلا" طابع انساني منفتح حضاري عالمي كوني.. والدليل الصارخ على ذلك ان الملك سليمان – في اوج مجده – لم يجد بدا" من الاستعانة باللبنانيين لبناء هيكله وقصوره وزخرفتها وتزيينها، وتدريب اليهود على مختلف انواع العلوم والفنون والمهن والصناعات وعلى التجارة والرحلات البحرية وغيرها.. وكان التأثير اللبناني الحضاري على اليهود قويا" وعميقا" خاصة في المجال الديني والفكري والثقافي والادبي وحتى الشعري.. (وهل كان « نشيد الاناشيد» مثلا" الذي نسبه اليهود ومن بعدهم المسيحيون الى الملك سليمان، غير مجموعة مختارة من الاغاني والاناشيد اللبنانية التي كانت تغنّيها جوقات خاصة في مناسبات الافراح و الاعراس؟!!...) . ( والمزامير التي نسبوها كلّها الى الملك داوود، الم يثبت بشكل علمي قاطع، ان اكثرها قد وضع في اوغاريت- راس شمرا- الحاضرة الكنعانية –اللبنانية الشهيرة ؟!!) الخ ... الخ...
ولما استقرّ اليهود في جنوب ارض كنعان أخذوا عن الكنعانيين لغتهم . فاللغة العبرانية لهجة من لهجات اللغة الكنعانية التي كانت شائعة في فلسطين والجليل عند دخول اليهود الى تلك البلاد . وفي هذه اللغة كتبت اسفار «البيبليا» اي الكتاب المقدس . فالكتاب المقدّس اذا" كنعاني في لغته. ومتى قلنا اللغة نقول لا المفردات والالفاظ فقط بل الانشاء واسلوب التفكير والتعبير والصورة. ويؤكد العلماء وخاصة في عصرنا هذا بعد اكتشاف نصوص اوغاريت- رأس شمرا- الكنعانية والآثار الفينيقية ان كثيرا" من أقسام الكتاب المقدّس وخصوصا" سفر التكوين والمزامير ونشيد الاناشيد والامثال والجامعة والحكمة متأثرة الى حد بعيد من حيث عنصرها البشري والحضاري بالاداب والامثال والاناشيد والفلسفة اللبنانية القديمة ... ويشير بعض العلماء المدقّقين- المتجردين وغير المتهودين، ان بعض الاسفار المقدسة وبعض اقسام منها كتبها مؤلفون مقيمون في حاضرات ومدن واوساط كنعانية- لبنانية في الجليل وفينيقية، وان بعض اقسام الكتاب المقدّس ماهي الاّ تكييف لتآليف كنعانية- لبنانية ...!!
ومن دلائل التأثير الكنعاني لدى اليهود في المجال اللاهوتي والديني ان هؤلاء اطلقوا اولا" على الاله الواحد اسم «ايل» الاله الكنعاني- اللبناني ، الاله الكوني الحقيقي الواحد الأحد ، (او ليس المسيح هو «عمانوئيل» اي «ايل معنا» - او اللّه معنا – اي الاله الذي تجسد وحلّ فينا واصبح واحدا" منا؟!) ... حتى في التوراة نفسها كان «ايل» اله ابراهيم واسحاق ويعقوب ... وبعد ذلك، اخذ اسم «يهوه» يظهر ويبرز؟! ودخلت لفظة «ايل» في تراكيب كثير من الاسماء اليهودية مثل اسرائيل وميخائيل ورافائيل وغيرها وغيرها..
واخذ اليهود من اكنعانيين الكثير من العادات والتقاليد . وقد اختصر ذلك المؤرخ اللبناني الكبير الدكتور فيليب حتّي بقوله:
«... وبعد ان أقام اليهود في أرض كنعان كان لا بدّ لهم من التحوّل الى شعب زراعي فاقتبسوا لغة كنعان، والكتابة، ومعهما القواعد والمراسيم الزراعية ومنها الرقص كما فعل داوود امام تابوت العهد . وعى ذلك فمع اعتبارهم الههم يهوى كمدبّر لحكومتهم بقيت عقائدهم المتعلّقة بالحياة العادية من زراعية وتجارية مطابقة لعقائد الكنعانيين. وهكذا اصبح ليهوة اختصاصات البعل خاصة في شمالي البلاد ( الجليل). وكان الآباء يدعون ابنائهم الابكار بأسماء تشمل اسم يهوة بينما يختصّون التالي باسم يحمل اسم بعل. فابن شاوول هو اشبعل وابن يوناتام مرّبعل وابن داوود بعل يا داع. ويكفي ان نذكر أن في مملكة آحاب (الجليل والسامرة) لم يجد النبي ايليّا سوى سبعة الآف يهودي م يعبدوا البعل الفينيقي .
لقد أخذ اليهود عن الكنعانيين فضلا" عن الهندسة والفنون المعمارية فنّ الموسيقى والآتها كالقيثارة والدفوف والطب والمزمار والبوق وكذلك الالحان والأناشيد . وأ خذوا العادات البيئية والاجتماعية كالأزياء والملابس والحلى والاواني الزجاجية والفخّارية، والحياكة والخياطة والنسيج والغزل وهلم جرّا" ....(32) .
النزعة الانسانيّة «العالمية» ...
منذ اقدم العصور حتى المسيح، كان الجليل- وخاصة جليل الامم- متأثرا" جدا" بفينيقية- لبنان الملاصقة له. وقد ظهر هذا التأثير بوضوح في جميع المجالات وكافة النشاطات الانسانية. وكانت مدينتا صور وصيدا قطبي هذا التأثير الجغرافي والتاريخي المتواصل، كما يشهد على ذلك جميع اسفار وكتب انبياء التوراة وغيرها...
هذه البيئة العالمية التي عاش فيها المسيح هي امتداد جغرافي طبيعي، تاريخي وحضاري للبيئة اللبنانية ذات النزعة العالمية المعروفة عبر التاريخ الطويل . فالكنعانيون – الفنيقيون حقّقوا بواسطتهم بين الشعوب فكرة «عالمية الانسان» قبل أثينا وروما والاسكندرية. وجميع ما انجزوه كان يتطلب الانفتاح والسلام والامن والثقة بين المتعاملين. ربطوا العالم قبل غيرهم بروح حضارية جديدة بمواصلاتهم، وبمرونتهم وروحهم التوفيقية. نقلوا العلوم والفنون والمعارف بين الفرقاء وعمموا معها عطاءاتهم واكتشافاتهم وابدعاتهم. فكان نهجهم نهج فكرة «العالمية الانسانية» . وفي الواقع، بقيت ارض لبنان ملتقى لجميع الشعوب والديانات والثقافات طوال قرون طويلة... هكذا كانت، وهكذا هي اليوم. هذا دورها، وهذه رسالتها.
انقطاع الوجود المسيحي في الجليل طوال 300 سنة (هام جداً)
تؤكد جميع التواريخ- في الشرق والغرب- ان الوجود المسيحي قد انقطع تماما" في بلاد الجليل منذ صعود المسيح حتى ظهور قسطنطين الكبير في اوائل القرن الرابع .
فبعد فتح طيطوس للقدس في السنة 70 م، وخراب هيكل اورشليم والتنكيل باليهود، تشتّت هؤلاء ، وتجمّع معظمهم في جبال الجليل وحظّروا على المسيحين الاقامة هناك ، وعملوا جهدهم لطمس كل اثر مسيحي وكل التقاليد والذكريات المسيحية من جذورها، وجذورها جليلية ...
هذه الحقائق جهلها او تجاهلها الكثيرون وطمسها عن قصد المؤرخون الغربيون الغرباء والمتهوّدون.. وهكذا عندما بدأ الحجّاج الغربيّون يتوافدون الى فلسطين والجليل في عهد قسطنطين وبعده في القرون الوسطى لم يجدوا أي أثر للمسيحية في الجليل- وخاصة في جليل الامم. وبالتالي لم يكن باستطاعتهم الاستناد الى اي تقليد محلي متواصل منذ زمن المسيح لتحديد موقع قانا الانجيل فاستندوا على الشبه اللفظي وعلى التوهم ان قانا يجب ان تكون بجوار الناصرة..!
وهكذا نسي المسيحيون والعالم قانا الانجيل، الاصلية الحقيقية، فنامت نوم «اهل الكهف»، كهف التناسي والنسيان، طوال قرون عديدة تماماً كبيت لحم الجليل - اللبنانية..
المفضلات