جزاك الله خيرا أيها الأخ الكريم سليل المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ذكرتنا بالصحابي الجليل
- أبا رقية -
تميم ابن أوس الداري اللخمي رضي الله تعالى عنه
عابد أهل فلسطين وكبير رهبانها قبل إسلامه
سمع ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكأنه في انتظاره لما كان يعلم من الكتب ومن سابقيه
فعزم على الرحيل إليه لإستطلاع أمره أهو هو ؟
فاصطحب معه بعض اخوته وقرابته
فلما انتهى إليه أسلم هو ومن معه
وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة
( إن الله مظهرك على الأرض كلها )
وفي قصته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات وعبر
فقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطعه أرضا من أرض الشام
ولم تكن فتحت بعد - بل كانت تحت وطأة الروم ، أشد مستعمر
يروي لنا بعض الأحداث أبا هند عبد الله ابن عبد الله الداري رضي الله تعالى عنه
كما جاء في تاريخ ابن عساكر والبلاذري وغيرهم
قال :
قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر
تميم ابن أوس وأخوه نعيم ابن أوس ويزيد ابن قيس وأبو هند ابن عبد الله ( وهو صاحب الحديث ) وأخوه الطيب ابن عبد الله ( فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ) وفاكهة ابن النعمان ، رضي الله تعالى عنهم جميعا، فأسلمنا
وسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطعنا أرضا من أرض الشام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوا حيث شئتم
فقال ابو هند : فنهضنا من عنده إلى موضع نتشاور فيه أين نسأل
فقال تميم : أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها
فقال ابو هند : أرأيت ملك العجم اليوم أليس هو بيت المقدس ؟
فقال تميم : نعم
فقال ابو هند : وكذلك يكون ملك العرب وأخاف أن لا يتم لنا هذا
فقال تميم : فنسأله بيت جيرين وكورتها
فقال ابو هند : هذا اكبر أو اكثر
فقال تميم : فأين ترى أن نسأله ؟
فقال ابو هند : أرى أن نسأله القرى التي تصنع فيها حصرنا مع ما فيها من آثار إبراهيم
فقال تميم : أصبت ووفقت
فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابو هند : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا تميم ، تحب أن تخبرني بما كنتم فيه أو أنا أخبركم ؟؟
قال تميم : بل تخبرنا يا رسول الله فنزداد إيمانا وإيقانا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أردت يا تميم أمرا وأراد هذا غيره ونعم الرأي رأيه
قال ابو هند :فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعة من جلد أدم ، فكتب كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أنطى محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تميم الداري و أصحابه ، إني أنطيتكم بيت عينون وحبرون والمرطوم وبيت إبراهيم بذمتهم وجميع ما فيهم نطية بت ، ونفذت وسلمت ذلك لهم و لأعقابهم من بعدهم أبد الأبد ، فمن آذاهم فيه آذاه الله .
شهد أبو بكر ابن ابي قحافة وعمر ابن الخطاب
وعثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب ومعاوية ابن ابي سفيان
( رضي الله تعالى عنهم جميعا )
نبذة عن حياته ومآثره رضي الله تعالى عنه
- بعد اسلامه لزم المدينة وبقي فيها حتى مقتل عثمان رضي الله تعالى عنه
- رجع إلى فلسطين بعد ذلك
- تولى إمارة بيت المقدس ما بين سنة 35 - 40 من الهجرة حيث كانت وفاته
- دفن في قرية بيت جبريل ( داخل الخط الأخضر ) وله فيها مقام معروف حتى يومنا هذا
- تزوج في اسلامه مرتين ، عاتكة بنت ابي قحافة شقيقة أبا بكر الصديق رضي الله عنهما
والأخرى أم المغيرة رضي الله عنها
- اشتغل في التجارة ،
وفي إحدى سفراته حمل من الشام إلى المدينة قناديلا وزيتا ومقطا ، ثم علقها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك مساء يوم الجمعة فلما غابت الشمس أسرجها ،
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فإذا هو يُزهر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فعل هذا ؟
قالوا : تميم يا رسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم لتميم : نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لتميم : بعني غلمانك لأعتقهم
فقال له تميم : قد أعتقتهم يا رسول الله
- كان تميم رضي الله عنه أول قاص على الناس في المسجد بأمر من عمر رضي الله تعالى عنه
- أشار تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم باتخاذ المنبر
- كان تميم من رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد جاء عنه رضي الله تعالى عنه في صحيح مسلم وأحمد وابو داود والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
- نختم بهذه البشارة التي سمعها تميم من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
|
|
|
|
ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفار |
|
|
|
|
رواه أحمد والحاكم
فالخير بإذن الله آت والله متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون والمشركون
المفضلات