العلاقة بين أعباط المهجر و اسرائيل

[Ahmed_Negm]

محمود سلطان : بتاريخ 30 - 3 - 2007

تقرير صدر في باريس منذ أيام، قال : إن وزارة الخارجية الإسرائيلية ساهمت بنصف تكاليف مؤتمر أقليات الشرق الأوسط الذي عقد في زيوريخ بسويسرا واختتم أعماله الاثنين 26 مارس 2007 !

الفضيحة لم تات من القاهرة "الوهابية" ولا من أية عاصمة إسلامية، يصورها الإعلام القبطي المهجري، بأنها "كابوس" وهابي، يصيبهم ليلا بالسلس البولي، وإنما كشفتها عاصمة التنوير "المسيحية"!

عادلي أبادير رئيس "منظمة أقباط متحدون"، وهي الجهة المنظمة لمؤتمر "زيوريخ"، شاء أن "يكحلها فأعماها" كما يقولون في المثل الشعبي المصري!
قال أبادير للزميل فراج اسماعيل في "العربية نت" ،إنه تكفل شخصيا بالمصاريف وإنه قد دفع "جزءا بسيطا" منها، ولم يدفع الباقي حتى الآن، وأنه كان يتمنى من الحكومة المصرية أن تساعده و"تدفع النصف"!

تحليل لغة الخطاب ربما يكون في صالح التقرير الباريسي، فالرجل أدعى أنه تحمل جزءا من المصاريف ولم يدفع الباقي حتى الآن، رغم أن المؤتمر، اختتم أعماله وعاد المشاركون وهم بالعشرات إلى بلادهم! فمن إذن تكفل بالجزء الباقي من المصاريف لتغطية نفقات السفر والإقامة وتأجير القاعات في الفنادق الفارهة ثم تذاكر العودة إلى بلادهم سالمين "غانمين" أم أن أبادير وجد "جهات" تساعده "شُكُك" إلى حين ميسرة؟!

ثم إن حكاية "أمنيته" ـ التي انتظرها ـ في أن تتحمل مصر "نصف" التكاليف، ربما لم يدفع التهمة بل قد يعزز التسريبات التي قالت إن هذا "النصف" ربما تكفلته فعلا الخارجية الإسرائيلية!

الحضور الإسرائيلي في مؤتمر " أقباط متحدون" لم يكن ـ كما قال التقرير ـ بالتمويل المالي وحسب ولكنه كان حضورا رسميا من شخصيات بارزة في الموساد الإسرائيلي، وإلا كيف يبرر لنا أبادير ويفسر توجيه دعوة رسميه من منظمته لـ" مردخاي نيسان" ، والأخير بحسب التقرير الذي استند إليه فراج " هو مستشار الموساد لشؤون الأقليات في الشرق الأوسط ويشغل مركزا علميا وإداريا في مركز اريئيل للأبحاث السياسية الذي يعتبر أحد الأذرع البحثية وثيقة الصلة بجهاز الموساد ووزارة الدفاع الاسرائيلية" ؟!.

ولعل ذلك ما حمل الموقع الإلكتروني الذي نشر التقريرعلى الاعتقاد بأن الجهة الفعلية التي تقف وراء المؤتمر من خلف الكواليس هي " برنامج شؤون الأقليات في جهاز الموساد الإسرائيلي"!.

التقرير الذي كشف الفضيحة لم يغفل ـ أيضا ـ حرص عدلي أبادير على توجيه دعوة لـ" دانيال بابيس" والذي يصفه بأنه " "منظر اليمين المسيحي الصهيوني"! بل معروف عنه كراهيته الشديدة للعرب والإسلام والمسلمين .

مؤتمر كبير وفي هذا الحجم يحتاج إلى إمكانيات دولة، وليس إلى "شخص" مهما كانت إمكانياته المالية، وفي تقديري أن معظم المشاركين ، ليسوا من فصيلة "البهاليل" ، بمعنى أنه من المستبعد أنهم قبلوا المشاركة في المؤتمر بـ"براءة" وبحسن نية بدون أن يعوا أن ورائه قوة مالية كبيرة، وليس "أبادير" وحده وإلا كان سموه ـ وبدون أن ندري ـ يدير امبراطورية اقتصادية لا تغيب عنها الشمس وأن خزائنه مفتوحة أناء الليل وأطراف النهار لـ"مقاطيع" المؤتمرات ومحترفي الأكل على كل الموائد!

ولذا فإن المال المشبوه ـ أيا كان مصدره ـ لم يكسر فقط "عين" المنظمين، ولكن كسر أيضا عيون المشاركين، وهذه هي الخطورة، إذ لا ندري ـ والحال كذلك ـ إلى أي مدى سيكون "الثمن" وقت أن يطالب "الممول" بسداد الفواتير بعد عودتهم إلى بلدانهم؟!


http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=32327&Page=1&Part=5

[السيف البتار]