و أحب أن ألفت نظرك إلى أنك لو جادلتيهم بالحجج العقلية لنقض التثليث فسيجادلونك بأمثلة مثل أن الماء و الثلج و البخار شئ واحد و إن اختلفت حالته
و خير ما تجادلينهم به هو أن المسيح لم يدع لتلك العقيدة على الإطلاق و لا يوجد نص صريح عليها فى الكتاب المقدس إلا نص واحد يعترف علماؤهم بأنه نص دخيل
و بارك الله فيك أختى الفاضلة و أهلا و سهلا بك بيننا
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات