يقول المصدر :

اقتباس

الفصل الأول
صحة التوراة والإنجيل بحسب القرآن

شهد القرآن للأسفار الإلهية . وكل من يطالعه يندهش لشهادته الصريحة لصحة ما جاء فيها . والتي نوجزها فيما يلي :

1- انه كتاب موحى به :

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3/3} مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ..... {3/4} آل عمران


وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {5/46} وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {5/47} المائدة


وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {29/46} العنكبوت

"ومسلمون" هنا تعني تسليم الوجه والخضوع لله .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا {4/136}النساء

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {5/68}المائدة
للرد .

وماذا كنا ننتظر من مُحرفين ؟

فما قدمه لنا هؤلاء المزورين دليل دامغ على أنهم حرفوا كتبهم فلا ضمير يوقفهم عن هذا التدليس .

فدخلنا المواقع المسيحية لنكشف كذبهم .

هناك عدة مفاهيم للتحريف الذي يوجهه القرآن لأهل الكتاب .

التحريف عن طريق التفسيرات كقول الحق سبحانه : (يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ) / وتحريف من نوع آخر وهو تبديل الكلم عن مواضعه وتغييره كقول الحق سبحانه: (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ )

وننتقل لشرح أكثر تفصيلاً :

1) فهناك إخفاء للنسخة الحقيقية للتوراة والإنجيل اللاتي أنزلهم الله على سيدنا موسى وعيسى عليهم السلام (بقول الله : لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ) ، فوجودهم هدم لهذه الديانات .
2) اختلاق اسفار للعهد القديم ما أنزل الله بها من سلطان
3) اختلاق أناجيل واسفار ورسالات ما أنزل الله بها من سلطان (بقول الله : يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً )
4) تحريف أخر مزدوج لأناجيل العهد الجديد واسفار العهدين الجديد والقديم .(تحريف فوق تحريف)

فالآن نحن نكشف التحريف ، بمعني أن النسخ الأصلية للتوراة والإنجيل المنزلين من السماء على موسى وعيسى عليهم السلام { وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل} تم إخفائهم نهائياً عن الأنظار لأن ظهورهم يكشف للعالم أجمع أن بشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واردة وبذلك تهدم الديانتين اليهودية والمسيحية .

الآن :

ما هو مفهوم الوحي ؟

مفهوم الوحي في كتاب أهل الصليب فيختلف عن مفهومه في الإسلام. فالوحي في المسيحية هو أن الروح القدس يوجه الرسل والأنبياء فيعبرون بكلامهم عن المعاني التي يريد الله أن يبلغها للناس
أو
الوحي في المفهوم المسيحي، كما وضح (قاموس الكتاب المقدس ص 1020و1021) الوحي: هو إبلاغ الحق الإلهي للبشر بواسطة بشر. فالروح القدس يعمل في أفكار الأنبياء وفي قلوبهم، ... مستخدما في ذلك اختباراتهم وطاقاتهم العقلية، ... فهو يرشدهم إلى الكتابة دون أن يمحو شخصياتهم فكَتَبَ كل واحد منهم بأسلوبه.

وقالوا كذلك : الوحى فى المسيحية لا يعنى أن هناك كتاباً كان موجوداً عند الله وأنزله، فالله ليس عنده لغات وحروف. ولكن روح الله يهيمن على الكاتب ويقوده فيكتب لنا الرسالة التى يريد الله أن يرسلها لنا, ويعصمه فيما يكتب, مستخدماً أسلوب ولغة وثقافة الكاتب . ( العهد الجديد(الانجيل). رسالة بطرس الثانية 1: 21 ).




ولو نظرنا إلى التوراة والإنجيل كما ذكرهم القرآن نجد قول الحق سبحانه :

سورة الحديد
وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل

آتيناه = أعطيناه (أي الله)

سورة الإسراء
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً .

قال تعالى :
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ

إذن الله أنزل التوراة والإنجيل ليس بطريقة الوحي بالمفهوم المسيحي .

إذن أين هم التوراة والإنجيل المنزلين من عند الله ؟

وهذا موضوع وضح أن الكتاب المقدس ليس هو التوراة والإنجيل المنزلين من الله عز وجل على سيدنا موسى وعيسى عليهم السلام .
.
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=808
.


اما بخصوص التوراة فنجد أنهم قالوا :
الأسفار الخمسة كتبهم موسى !

فقلنا :

كيف يكتب موسى قصة وفاته ؟

قالوا :

بل كاتب هذه القصة هو احد الأنبياء بقولهم : { الروح القدس الذي ألهم يشوع أن يكتب الكتاب التالي (وهو سفر يشوع) يلهمه طبعاً تدوين ختام سفر التثنية, ولذلك يكون التثنية 34 هو الأصحاح الأول من سفر يشوع, وقال أحد علماء الدين اليهود: قال أغلب المفسرين إن عزرا هو الذي كتب التثنية 34 ، وقال البعض الآخر إن الذي كتبه هو يشوع، وقال البعض الآخر إن السبعين شيخاً دوّنوا ذلك بعد وفاة موسى}

قلنا :

ولكن القرآن قال أن التوراة أنزلت على موسى (((وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً))) وهذا يعني أنها لم ينقصها شيء ، فكيف زاد فيها أحد الأنبياء ؟

وكل هذا يثبت أن الأسفار الخمسة ليست هي التوراة المذكورة في القرآن وسقوط التوراة يعني سقوط للعهد الجديد لأنه منسوخ من التوراة لقولهم :

{ اقتبس كتبة أسفار العهد الجديد الكثير من الأسفار القانونية الثانية التى حذفها البروتستانت. وسنذكر على سبيل المثال لا الحصر العديد من هذه الإقتباسات، وستجدونها في مقدمة كل سفر.
1- سفر طوبيا: طو 4 : 7،10، 11 (قابل لو 14 : 13،14) وطو 4: 13 (قابل 1 تس 4: 3) وطو 4 :16 (قابل مت 7 :12) وطو 4 : 23 (قابل رو 8 : 18).
2- سفر يهوديت: يهو 8 : 24، 35 (قابل 1 كو 10 : 9) ويهو 13 : 23 (قابل لو 1 : 42).
3- سفر الحكمة: حك 2 : 6 (قابل 1 كو 15 : 32) وحك3 :7 (قابل مت 13 : 43) وحك 3: 8 (قابل 1 كو 6:2) وحك 4:4 (قابل مت 7 :27) وحك 13 : 1،5،7 (قابل رو 1 : 18، 21) وحك 15 : 7 (قابل رو 9 : 21).
4- سفر يشوع بن سيراخ: سيراخ 2 :1 (قابل 2 تى 13 : 12) وسيراخ 2 :18 (قابل يو 14 : 23) وسيراخ 3 :20 (قابل فى 2 : 3) وسيراخ 11 : 10 (قابل 1 تى 6 :9) وسيراخ 11 : 19، 20 (قابل لو 12 : 19، 20) وسيراخ 13 : 21، 22 (قابل 2كو 6 :4 1، 16) وسيراخ 14 :13 (قابل لو 16 : 9) وسيراخ 14 : 18 (قابل 1بط 1 : 24 وسيراخ 15 :3 (قابل يو 4 : 10 ) وسيراخ 15 :16 (قابل مت 19 : 17 ) وسيراخ 15 : 20 (قابل عب 4 :13) وسيراخ 16 :15 (قابل رو 2 :6) وسيراخ 17 : 24 (قابل 1 تس 5 : 17) وسيراخ 19 : 13 (قابل مت 18 : 15 ولو 17 : 3) وسيراخ 19 : 17) (قابل مع 3 :2) وسيراخ 28 : 1،2 (قابل مر 11 : 25، 26) وسيراخ 35 : 11 (قابل 2 كو 9 : 7) وسيراخ 41 : 27 (قابل مت 5 :28).
5- سفر المكابين الأول والثانى : 1مكا 4 : 59 (قابل يو 10 : 22 - 25) 2مكا 6 : 9 -19 (قابل عب 11 : 35 - 37) و2مكا 8 : 5،6 (قابل عب 11 : 33،34)
}

واضح إن وحي الكتاب المكدس غشاش .

وقد قيل عن تحريف العهد القديم بالمواقع المسيحية الآتي :

تحريف الطائفة السامرية للعهد القديم بسفر التثنية 27 :4 فزادوا الطين بله بقولهم ((فربما ظنَّ الناسخ الذي نقل النسخة السامرية عن العبرانية أن الكاتب الأول كتب جبل عيبال سهواً عوض جبل جرزيم)) وزادوا القول (((وعلى كل حال فإن السامريين لم يقدروا أن يعمموا هذا الخطأ أو التحريف إلا في دائرتهم الخصوصية)))




وكشفوا لنا التحريف بقولهم : ثم إننا كنا قد أشرنا في ما تقدم إلى الخلاف الموجود بين النسخة السامرية والنسخة العبرانية والترجمة السبعينية من حيثية أعمار بعض الآباء الأولين في أصحاحي 5 و10 من سفر التكوين? وفي الغالب يجب أن يُحمل هذا الخلاف على محمل الخطأ? لأن الأرقام قابلة الخطأ حيث يسهل أن يحل بعضها محل الآخر, ومن الواضح أن اختلاف النسخ في هذه الأرقام لا يمس جوهر الكتاب في شيء




فمن أعظم الأدلة على التحريف وتدخل البشر في وضعها اختلاف نسخها ، فعدد أسفار النسخة العبرية المترجمة إلى العربية تسعة وثلاثون سفراً ، وما عدا ذلك لا يعتبره اليهود مقدساً ، وأما النسخة السامرية المترجمة إلى العربية فتحتوي على خمسة أسفار يسمونها " أسفار موسى " وقد يضمون إليها سفر يوشع . فانظر إلى هذا التباين الكبير ، الذي ليس له من تفسير سوى تدخل أيدي التحريف والعبث بكتاب الله ( التوراة ) عن طريق الزيادة والنقص .


و اعترفوا بوجود اختلافات بكتابهم المقدس بقولهم : والاختلاف الظاهري بين أسفار الكتاب المقدس أعظم دليل على أمانة أهله !!!!!، ومن أمثلة والاختلاف الظاهري ما ورد عن نسب المسيح في بشارة متى ص 1 وبشارة لوقا ص 3 وما ورد عن موت يهوذا في بشارة متى 27 :5 وسفر الأعمال 1 :18 و19


والآيات الآتية غير موجودة في النسخ القديمة وهي - بشارة مرقس 16:9 إلى 20 وبشارة يوحنا 5:3 و4 و7 :53-8 :11 ورسالة يوحنا الأولى 5 :7 - ولو أن هذه الآيات لم تكن موجودة في المتن في النسخ الأكثر أقدمية إلا أنها موجودة على الهامش? فظنها الناسخ من الأصل فأدمجها فيه بسلامة نية, وسواء أصاب في ظنه أو أخطأ? فإن وجود هذه الآيات وعدمه لا يؤثران في جوهر الكتاب
.

السؤال : هل هذا التحريف والتناقضات تدل على أن العهد القديم غير مُحرف وأنه كلام الله وأنه هو التوراة المذكورة في القرآن ؟ كلام فارغ طبعاً

وقالوا ايضاً :

والمعلوم أن كتاب الكاثوليك ذو ال 73 كتاب وكتاب البروتوستانت ذو ال 66 كتاب ، ففي سنة 1546 أعلنت الكنيسة الكاثوليكية أن كتب الأبوكريفا هي جزء من كلمة الله بالرغم من أن اليهود، الذين أخذت الكنيسة منهم أسفار العهد القديم، لم يعتبروها كذلك، ولا نظروا لها نفس نظرتهم للتوراة التي يقبلونها موحاة من الروح القدس. وهذه الكتب المزادة على الكتاب تحتوي على بعض الأساطير والخرافات، وتتناقض وروح باقي الأسفار الإلهية، لأنها غير موحى بها وليست جزءاً من كتاب الله.




فإن كان يسوعكم هو الله وهو رب العهد القديم ، فأين كان هو عندما تم تحريف كلامه ؟

تعالى الله عما تصفون وعما تقولون .

فقالوا :

كيف تدعوا التحريف ورسولكم شهد به كما جاء في 186159 - أتى نفر من يهود ، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القف ، فأتاهم في بيت المدارس ، فقالوا : يا أبا القاسم ! إن رجلا منا زنى بامرأة ، فاحكم بينهم ، فوضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة ، فجلس عليها ، ثم قال ائتوني بالتوراة ، فأتي بها ، فنزع الوسادة من تحته ، فوضع التوراة عليها ، ثم قال : آمنت بك وبمن أنزلك ، ثم قال : ائتوني بأعلمكم . فأتي بفتى شاب – ثم ذكر قصة الرجم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4449

انظر رسولك بنفسه يستشهد التوراه




قلنا :

أولاً : كل الروايات التي وردت بهذه الواقعة لم ترد بها لفظة ( آمنت بك وبمن أنزلك ) الا في رواية أبي داوود عن زيد بن أسلم وزيد ابن اسلم من طبقة التابعين فيكون سند زيادة زيد ابن اسلم منقطعا (وهذا علم من علوم الحديث) .

ولو اعتبرنا أن جملة ( آمنت بك وبمن أنزلك ) جاءت عن رسول الله ... نقول : نحن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولكن ليست هذه هي المشكلة ! بل المشكلة هي ان الكتاب المزعوم بالتوراة يحمل 6 نسخ مختلفة .. فأين النسخة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( آمنت بك وبمن أنزلك ) ...

ممكن حد يتجرأ ويحدد لنا النسخة الأصلية الموحى بها من السماء.؟

النسخة اليونانية
النسخة العبرانية
النسخة السامرية
النسخة أكويلا
النسخة ثيودوتيون
النسخة سيماخون


في الانتظار .

فقالوا :

ان كلمة "الذكر" الواردة بالآية 9 بسورة الحجر تعني ان المقصود بها التوراة والإنجيل معاً وبذلك يكون الله تعهد بحفظهم فكيف تدعوا وقوع التحريف على التوراة ؟.

قلنا : تعالوا نرى ترتيب الآيات لنحدد ما هو المقصود بالذكر .

الذكر" إذا أُطلق انصرف المعنى إلى القرآن (هذه احدى قواعد علم القرآن)

ولأسهل عليكم الأمر وبعيداً عن علوم القرآن .. أقرءوا آيات سورة الحجر من بدايتها لتفهموا بوضوح ان كلمة الذكر موجهة فقط للقرآن .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {15/1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {15/2} ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {15/3} وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ {15/4} مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ {15/5} وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ {15/6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {15/7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ {15/8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {15/9}

.

فالآيات التي جاءت بسورة الحجر واضحة وضوح الشمس بأن المقصود بـ "الذكر" هو القرآن ، لأن الكفار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ، فقال تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

إذن المقصود بالذكر هنا ليس التوراة والإنجيل لأن هذا يعني أنهم نزلوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقول الكفار : ((وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ))، وهذا بالطبع خطأ

إذن كلمة "الذكر" المقصود بها القرآن وليس التوراة والإنجيل .

الآن نصل إلى : أين هي التوراة التي أنزلها الله على سيدنا موسى عليه السلام والتي لا تتعدد نسخها ولم يضع فيها احد خط بيده ؟

قالوا : وكيف لا يحفظ الله كلامه ؟

قلنا :

المعلوم لدى الجميع ان الله أمر اليهود أن يحافظوا على شريعة التوراة - يشوع 1 :7 - وأن لا ينقصوا منها ولا يزيدوا عليها - تثنية 4 :2 و12 :32


وجاء في القرآن أن الله استحفظ اليهود على التوراة فخانوا العهد : قال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) [ قرآن -المائدة : 44 ]

ومعنى ( استحفظوا ) : أي أمروا بحفظه ، فهناك حفظ ، وهناك استحفاظ .

وإذا كان الأحبار والرهبان ممن جاء بعد لم يحفظوا ، بل بدلوا وحرفوا ، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه (حاشا لله) ولكن المعنى : أن الله لم يتكفل بحفظه ، بل جعل اليهود أمناء عليه

ولا ينكر احد بأن الله امر بني اسرائيل بحفظ كتابه السماوي .

ولكن للأسف خانوا العهد ...

قال تعالى : قَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ {5/12} فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

فمن هم (بَنِي إِسْرَآئِيلَ الذين يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِه) ؟

ويقول معجم مختار الصحاح : تَحْرِيفُ الكلام عن مواضعه تغييره

قال الرازي : { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر
قال الزمخشري : { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } يميلونه عنها ويزيلونه؛ لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلما غيره، فقد أمالوه عن مواضعه التي وضعها الله فيها، وأزالوه عنها
قال الشوكاني : التحريف: الإمالة والإزالة، أي: يميلونه ويزيلونه عن مواضعه، ويجعلون مكانه غيره

السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة : أين هي الألواح التي كتبها الله بأصبعه و استلمها موسى ؟ لماذا لم يحفظها الله ولم يحفظها بني اسرائيل علماً بأنها مكتوبة بيد الله .؟

خروج 31:18
ثم اعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين باصبع الله

لهذا : فالقرآن - كلام الله سبحانه - واحد لا زيادة فيه ولا نقصان ، ولو تعددت نسخه وطبعاته ، فلو ذهب الإنسان إلى أقصى المشرق أو إلى أقصى المغرب لوجد المصحف نفسه ، لا اختلاف بين نسخه ولو في حرف من حروفها .

وبهذا كشفنا وقوع التحريف بالكتاب المزعوم بالتوراة .

سنترك كل هذا ونعتبر أن المواقع المسيحية تحاول أن تثبت أن القرآن شهد بصحة التوراة والإنجيل لذلك نقول :

وساعطيكم مثال بسيط جداً أن القرآن أثبت بالفعل وقوع التحريف بالتوراة والإنجيل .

قال تعالى :

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)

قال تعالى :

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (الصف6)

طيب / ممكن يتجرأ أحد باستخراج من التوراة والإنجيل قول : (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم وكذا : وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)

فإن أنكرتم وجود بشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب المقدس فأنتم تؤكدوا لنا بالدليل القاطع ان القرآن أثبت بالفعل أنكم حرفتم كتابكم فعلاً حرفاً وقولاً .

فكيف الحال الآن ؟
.
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ (الأحقاف10)