بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المسلمون؟الجزء الحادى والثلاثون
----------------------------------------
زوجات الرسول()-5
----------------------
وجاءت أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيى ابن أخطب كتاسع زوجة لرسول الله()،وكانت رضى الله عنها قبل اسلامها يهودية لأبيها وأمها اللذين ينحدر نسبهما الى النبى يعقوب() ابن اسحاق() ابن ابراهيم() ابن أزر،فكان أبوها هو حيى ابن أخطب سيد يهود بنى النضير وخصم رسول الله()،وكانت رضى الله عنها تعيش مع أبيها وابن عمها بالمدينة مع يهود بنى النضير قبل أن يجليهم رسول الله() منها الى خيبر،فلما كانت غزوة بنى المصطلق قتل زوجها الثانى من قومها وأبوها وتم سبيها فيمن سباهم المسلمون،فلما رأها رسول الله() وعلم أنها بنت سيد بنى النضير أخبرها أنها اذا اختارت الاسلام اتخذها لنفسه،وان اختارت اليهودية فعسى أن يعتقها فتلحق بقومها،فقالت له أنها قد هوت الاسلام وصدقت به رسولا قبل أن يدعوها الى رحله،وأنه لما خيرها بين الكفر والاسلام كان الله ورسوله أحب اليها من العتق والعودة الى قومها،فتزوجها رسول الله() وكانت بنت السابعة عشرة من عمرها تعويضا عمن فقدتهم من أهلها،وايجاد صلة نسب بينه وبين اليهود عسى الله أن يهديهم الى دعوة الاسلام.
فلما تزوجها رسول الله() وجد فى وجهها أثر لطمة فسألها من أى شىء،فقالت له أنها رأت فى منامها أن القمر قد أقبل من يثرب فسقط فى حجرها،فقصت رؤياها على ابن عمها فلطمها قائلا لها أنها تتمنى الزواج من ملك يثرب،يعنى رسول الله محمد().
وكانت بعد ذلك شديدة الحب لرسول الله()،حتى أنها لما حضرت وفاته قالت له أنها تود أن يكون بها الذى به،فتغامزت أزواج النبى() فلاحظ ذلك فقال لهن تمضمضن،فقلن له من أى شىء،فقال من تغامزكن بها ووالله انها لصادقة.
وتوفيت فى السنة الخمسين من الهجرة ودفنت بالبقيع الى جوار أزواج رسول الله() رضى الله عنهن جميعا.
وجاءت أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنهما كعاشر زوجة لرسول الله()،وقد لقبوها بأم المؤمنين التقية رضى الله عنهن جميعا،وهى التى قال فيها رب العزة سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة)،صدق الله العظيم،7-سورة الممتحنة.
فقد أسلمت هى وزوجها عبيد الله ابن جحش وهاجرت معه مع من هاجر الى الحبشة حيث أنجبت ابنتهما حبيبة.
وهناك أعلمها زوجها بأنه كان قد غير دينه الى النصرانية قبل الاسلام،وأنه يريد أن يغير دينه مرة أخرى الى النصرانية،فحاولت ومعها باقى المسلمين أن تثنيه عن ذلك فأبى،وحاول أن يستميلها معه فأبت واستمسكت بدين الله،حتى مات وهو يعاقر الخمر وكان على النصرانية وهما بالحبشة،فأرسل رسول الله() الى النجاشى رضى الله عنه وكان قد هداه الله الى الاسلام ليخطبها لنفسه،فعقد النجاشى عقد زواجها على النبى() أمام المسلمين المهاجرين بالحبشة،وأمهرها أربعمائة دينار وأولم لزواجها من رسول الله() وهو بالمدينة وهى بالمهجر.
فلما عادت الى المدينة تزوجها رسول الله() فى العام السابع الهجرى وهى ابنة السابعة والثلاثين من عمرها،وعلم أبوها أبو سفيان الذى كان ما يزال على كفره بمكة قبل اسلامه بزواجها من رسول الله()،وقال حينئذ:ذلك الفحل الذى لا يقرع أنفه-أى ذلك الرجل الصالح الذى لا يرد نكاحه،وكانت قد أحبت رسول الله() حبا شديدا.
ولما زار أبو سفيان ابنته فى العام الثامن الهجرى وهو على كفره وهى بدار رسول الله() فأراد أن يجلس على فرش رسول الله() فسحبته قبل أن يجلس عليه،قائلة له أنه طالما كان على كفره فما كان ليجلس على فرش رسول الله()،ولما جاء نصر الله والفتح وتم فتح مكة وأعلن رسول الله() الأمان لمن دخل بيت أبى سفيان،فلما أسلم أبوها فرحت باسلامه فرحا شديدا.
وعاشت رضى الله عنها بعد رسول الله حتى توفيت فى العام الرابع والأربعين الهجرى فى عهد أخيها معاوية ابن أبى سفيان،وكان قد روى عنها كثير من الصحابة رضى الله عنهم جميعا.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.