(الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

(الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

صفحة 5 من 10 الأولىالأولى ... 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 99

الموضوع: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    12:55 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرأت ما دار هنا من حوارات على عجالة، وهذا بدعوة من اخينا الكريم محمود المصري حيث كنت متغيب عن المنتدى فترة من الزمن لانشغالي بدروس خاصة بعالم الجن في منتدى آخر.

    على اي حال أمامكم هذا الرابط

    http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=142543

    بعد إذن الإدرة أن لا يتم حذفه، ففي هذا الرابط وضعت دروس غاية في الأهمية ومتواصلة عن الجن ترد على كل الإسئلة المطروحة هنا، وفي طياتها ردود على النصارى

    ولو كانت صفحات المنتدى تستوعب ما فيه من صور وسوف يصير ثقيلا لا يفتح لنقلت بحثي هنا كمالا، فأرجو المعذرة وعدم حذف الرابط

    وهناك عدة نقاط أحب ان اذكرها:

    ما هو السحر؟

    اختلف أهل العلم في تعريف السحر ولم يجتمعوا على قول واحد، وهذا سرده سيطول، والتعريف المختصر الذي وصلت غليه في ضوء خبرتي كمعالج هو:

    السحر هو: (تداخل الجن بخصائص قدراتهم الفائقة بتعاطي كفريات في عالم الإنس والجن)

    بمعنى ان هناك سحر من الجن للإنس مباشرة، ومن الإنس والجن للإنس، ومن الجن للجن أنفسهم، فالجن عامل مشترك بين الجميع.

    وقد يتسائل السائل فيقول: وكيف تسحر الجن لبضهم البعض؟

    أقول وبالله التوفيق: الجن تتفاوت قدراتهم فيما بينهم، فمنهم المردة والعفاريت وغير ذلك، وتتفاوت خصائص قدراتهم أيضا، فمنهم الطيار ومنهم الحيات، وبالتالي فبعضهم يمتلك خصائص قدرات تفوق خصائص قدرات غيره.

    فالجن على سبيل المثال يمتلك القدرة على الوسوسة مثلا، وكذلك تصوير الأحلام، والإنسي ليس في استطاعته فعل ذلك، إذا فاوسوسة هي نوع من انواع السحر يستغل فيها الشيطان خصائص قدرته على الوسوسة فيوسوس للإنسان، وعلى هذا فأول مخلوق تعرض للسحر من جنس البشر كان آدم عليه السلام.

    وعلى هذا فلاعصمة للأنبياء من وقوع السحر بهم بغير استثناء، سواء أكان سحر من الإنس أو الجن.

    هل السحر يؤثر في العقل:

    هنا أقول وبالله التوفيق: هناك فارق بين العقل ووظيفته التفكير، وبين المخ وهو جزء من الجاز العصبي ووظيفته عضوية متعلقة بالجسم.

    الشيطان له القدرة على السيطرة على المخ، ولا قدرة له على السيطرة على عقل الإنسان، خاصة إذا آمن أو اعتقد معتقدات صحيحة، لأنه لا سلطان للشيطان على هقيدة المؤمن، أما الكافر فللشيطان القدرة مت خلال الوسوسة على التلاعب به وبعقله.

    بينما السيطرة على المخ تتيح للشيطان التلاعب بالذاكرة والنسيان، وبالشلل والهياج والغضب.

    لذلك فعقل الأنبياء ليس للشيطان سلطان عليه، قد يسيطر على المخ بالوسوسة كما وسوس لآدم عليه السلام، لكن لا يستطيع ان يوحي للأنبياء بوحي شيطاني يحمل في طياته ضلالات تخالف العقيدة، لأن الأنبياء لهم عصمة وهذه خصوصية لهم من الله تعالى.

    هل النصارى يؤمنون بوجود الجن؟

    إنكار النصارى وجود الجن ويعدونهم (أرواحا شريرة):
    إن تكتم اليهود والنصارى المتعمد، وشحهم في ذكر أي معلومات مرتبطة بعالم الجن، مرجعه إلى جحودهم لعلاقة الجن بالإنس، وهو ما قد يدحض فصلهم بين عالم الشياطين، وبين عالم الجن، وهذا انطلاقًا من عقيدة كتبهم المحرفة، أن إبليس ما هو إلا ملك ساقط سقط معه ثلث الملائكة، فرغم أن كتبهم تعج بالأساطير، إلا أنه لم يرد فيها ذكر عالم الجن بكثافة ما ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

    (ثم ظهرت آية في السماء، تنين عظيم احمر… وجر ذيله ثلث كواكب السماء وألقاها إلى الأرض. كانت حربا في السماء.. حارب ميخائيل وملائكته التنين، وحارب التنين وملائكته. ولكنه لم يكن قويا بدرجة كافية، فخسروا مكانهم في السماء. وألقى بالتنين العظيم إلى الأسفل - الحية القديمة المسماة إبليس او الشيطان الذي يقود كل العالم الى الضلال. القي به الى الأرض وملائكته معه) سفر الرؤيا 12: 3-9

    الشرير، الشيطان، الأبالسة:
    (يوضح النص بأن ثلث الملائكة تبعوا لوسيفر في ثورته. واصبح لوسيفر يعرف بالشرير أو الشيطان. وكما تظهر أسماء الله الصفات التي يتميز بها، تظهر كذلك أسماء لوسيفر شخصيته. إن الشيطان يعني الخصم أو العدو. والشرير يعني المتهم زورا أو السيئ السمعة. وأصبحت الملائكة التي أعلنت الثورة وتبعت الشيطان، تسمى أبالسة أو أرواح شريرة).

    فمن المثير للدهشة غياب العلوم والأبحاث الجنية من دراسات علماء المسلمين على مدار حقب من السنين، هذا باستثناء دراسات عن دور الشيطان وكيفية دفع كيده ووساوسه، مثل (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لابن القيم، و(مصائب الإنسان من مكائد الشيطان) للمقدسي، و(تلبيس إبليس) لابن الجوزي، أما عن العلوم الجنية فلم أعثر إلا على ثلاثة مصنفات فقط، مثل (لقط المرجان في أحكام الجان) للسيوطي، (آكام المرجان في أحكام الجان) للشبلي، و(هواتف الجان) لابن أبي الدنيا وهذا الكتاب أغلبه أحاديث ليست بالقوية، ويغلب على أكثرها الضعف والوضع.

    وهذا يلفت انتباهنا إلى عدة أسئلة هامة جدًا وهي؛ من وراء تغييب العلوم الجنية؟ ومن وراء اختفاء ذكر الجن من التوراة والإنجيل رغم شهادة القرآن عليهم باتباعهم للسحر؟ وما هي الأهداف والمصالح من وراء هذا؟ ومن هو المستفيد من حملات الهجوم على (العلوم الجنية) ورفض الاعتراف بها؟ بالتأكيد أصابع الاتهام تشير جميعًا إلا شياطين الجن. هذا بخلاف السرية الشديدة المحاطة بهذه العلوم من قبل السحرة، لدرجة قد تصل إلى حد القتل سواء من أفشى سرها من الجن أو الإنس، أو من قبل الجماعات السحرية السرية، والمسيطرة على هذه الأسرار والمعرفة الباطنية.

    الأنبا غريغوريوس يقول: (إن المعلومات المسيحية عن الجان محدودة، وحيث أن الجان لم يرد ذكره في الكتاب المقدس إلا في ثلاثة مواضع، ولكن الكتاب المقدس مليء بالآيات التي تتحدث عن الشياطين، وبذلك يبدو واضحًا أن الجان غير الشياطين، فهذه مملكة، وتلك مملكة أخرى، ويبدو أيضًا (وهذه معلومات من خارج الكتاب المقدس) أن عالم الجن مستويات مختلفة لهذه الجان، فالأعمال السحرية مثلاً يقال؛ أنها تكون في الطبقة السادسة من الجان، والعالم السفلي أو الجحيم إلى الجان، وعندما نصلي على الممسوسين نجد أن الجن ينطق ويقول بعض المعلومات التي قد تكون صادقة).( )

    (وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فإنه يقتل. بالحجارة يرجمونه دمه عليه) [لا 20: 27].
    (لا يوجد فيك من يجيز ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقي رقية ولا من يسأل جانًا أو تابعة ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك) [تث 18: 10_12].

    (فقال شاول لعبيده فتشوا لي عن امرأة صاحبة جان فأذهب إليها وأسألها. فقال له عبيده هوذا المرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكر شاول ولبس ثيابًا أخرى وذهب هو ورجلان معه جاءوا إلى المرأة ليلاً، وقال اعرفي لي بالجان وأصعدي لي من أقول لك. فقالت المرأة هوذا أنت تعلم ما فعل شاول كيف قطع رأس الجان والتوابع من الأرض. فلماذا تضع شركًا لنفسي لتميتها. فحلف لها شاول بالرب قائلاً حي هو الرب إنه لا يلحقك إثم في هذا الأمر) [ناحوم 3، 4].

    (فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه. وأيضًا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال. ولم يسأل من الرب فأماته) [1أخ 13:10، 14].

    ومن المثير للدهشة أن يصرح الأنبا غريغوريوس باستنتاجه أن الجن عالم مغاير لعالم الشياطين، رغم أنه لا يجد للجن ذكر في الكتاب المقدس إلا في ثلاثة مواضع فقط، بل والطامة الكبرى أن معلوماته عن الجن غير كتابية، وذلك من قوله: (ويبدو أيضًا (وهذه معلومات من خارج الكتاب المقدس) أن عالم الجن مستويات مختلفة لهذه الجان)، فاستخدامه كلمة (ويبدو) يؤكد أن معلوماته التي يصرح بها عن عالم الجن استنتاجية، وأنه اعتمد على مصادر أخرى خلاف الكتاب المقدس. وبالتأكيد لا يوجد مصدر كتابي خلاف كتابهم المقدس ذكر تفاصيل شديدة الدقة عن عالم الجن إلا القرآن الكريم.

    ففي الوقت الذي نجد أن الأنبا غريغوريوس قد وصل إلى استنتاج أن عالم الجن خلاف عالم الشياطين، سنجد أن ميخائيل اسكندر بكل جراءة ينكر وجود الجن كعالم مستقل، ويؤمن أن الجن والشياطين عالم واحد، وذلك في مستعرض إجابته عن سؤال مفاده؛ هل هناك جنس ثالث غير الملائكة والناس؟ فنجده يجيب قائلاً: (تؤمن المسيحية بأنه يوجد ملائكة أبرار، وأشرار (شياطين). وأما ما يردده البعض من أن هناك جنس ثالث في السماء يسمى (الجن) Gin (أو الجان)، ومنهم العفاريت والمردة الجبارة، والجنيات التي تسكن وتخطف وتتزوج بالبشر، (كما ورد في الأساطير الشرقية). فهي كلها ليست في الواقع سوى أرواح شريرة (شياطين) وليست بأجساد، ولا يمكنها أن تتزوج أو تتناسل، أو أن يكون بينها الجن المؤمن، وغير المؤمن، بل كلها شياطين هالكة (أرواح نجسة).

    وعلى هذا فهو يجحد وجود جن نصراني يؤمن بالثالوث أو بألوهية يسوع، وغير ذلك من الأديان والملل، وينكر وجود جنس مكلف عدا الإنس، ثم نجد أن الأنبا غريغوريوس يستنتج خلاف ذلك، بينما القرآن الكريم يثبت صلتهم بشياطين الجن، وأنهم يتعلمون منهم السحر، فيقول تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]، ثم ينكرون وجود الجن، ويزعمون أن الشياطين ملائكة أشرار، رغم أن الشر منفي عن الملائكة، وهذا مفاد المعنى اللغوي لكلمة ملائكة، لقد فاقوا في قولهم الوثنيين، قال تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) [الزخرف: 19]، وهم العباد المبرؤن عن كل فحش ومعصية، فكيف يصفونهم بعضهم بأنهم شياطين؟‍! قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].

    من المحال أن يخلق الله عز وجل جنسًا مكلفًا بالعبادة ثم يغفل ذكرهم في كتبه الموجهة لهم بالعبودية له عز وجل، لأن الكتب منزلة إلى جميع الأجناس المكلفة، وهم بالتحديد الإنس والجن، لذلك فمن المحال أن يقتصر ذكر الجن في التوراة والإنجيل على ثلاثة مواضع فقط، هذا إذا ما قورنت بغزارة ذكرهم في القرآن الكريم، والذي اشتمل ذكر الجن فيه على حوالي ثلث سوره على أقل تقدير، فالفارق شاسع جدًا. لذلك أرى والله تعالى أعلى وأعلم أنه ولابد هناك ثمة ذكر للجن أكثر من هذه المواضع المحدودة، وأنه قد تم شطبها عمدًا، إلا من هذه المواضع الثلاثة بعينها، خاصة إذا ربطنا بين مصلحة شياطين الجن من إخفاء ذكرهم من كتبهم، وبين تواصلهم بالجن من خلال السحر. وهذا يثبت إدانة أهل الكتاب بتغييب ذكر عالم الجن في التوراة والإنجيل عمدًا، ولصالح الشيطان وجنده، وهو ما يتعارض مع معتقداتهم الكتابية.

    القمص سيداروس يقول: (لقد بدأ الشيطان يقنع لفيفًا من الناس بأنه غير موجود وأنه مجرد وهم وخيال،وأن وجوده ضرب من ضروب الأفكار الدنسة العجائزية [1كو 3: 20، يع 2:4]. وهكذا ينجح.. إنه يحاول مرة أن يقنع الناس بعدم وجود الله، حتى يقول الجاهل في قلبه: (ليس إله) [مز 14: 1]. فيدوس الوصية، ويسير بحسب هواه، ولا يخاف يوم الدينونة، وتتبدد مخافة الله من قلبه. ومرة أخرى يقنع البعض بأنه أي الشيطان غير موجود حتى يلقى كل منهم سلاحه ويطرح عنه أسلحة محاربة [أف 6: 11 _ 6] ويطمئن بعدم وجود عدو.. وحينئذ يظهر العدو بأنيابه الكاسرة، ومخالبه القوية وينقض عليه كفريسة محاولاً ابتلاعه. يستغل الشيطان إمكانيات عديدة موجودة في طبيعته لإسقاطنا؛ ككونه غير مرئي، فيرى فريسته ولا تراه الفريسة، ثم يشككنا في وجوده وقد يكون لنا ما يقنعنا بهذا الشك إذ أننا لا نراه كما يرانا، فهو القوي غير المرئي الذي يحفظ داره متسلحًا [لو 11: 21، 22]). ( )

    وهذا مما أوجد خلافات متباينة بينهم حول تفسير الظواهر الروحية، والمتعلقة بعالم الروح والجن والملائكة والشياطين والقرائن، ولأنهم يطلقون على كل هؤلاء (أرواح) بدون تفصيل واضح للفوارق بنهم، ففي واقع الأمر لن يوفقوا في الوصول إلى رأي صائب، ولن يجتمعوا على قول واحد يفسر صلة الإنسان بهذه الأرواح، وتحديد مدى عمق العلاقة المتبادلة بينها، لأنه ببساطة ما بني على باطل فهو باطل. فقد تشكلت لجنة لتقصي موضوع الروحية سميت باسم (لجنة رئيس أساقفة كنتربري للتحقيق في الروحية)، وقد خرجت بتقرير أحيط بالسرية والتكتم.

    هانن سوافر يقول: (وظلت اللجنة تجتمع لمدة عامين وتذهب إلى جلسات روحية عقد بعضها في منزل البارون إريك بالمستيرنا Erik Palmstierna وهو سفير سويدي سابق في لندن.. وبعد عامين من التحقيق قدمت اللجنة تقريرها. وكان منطوقه لمصلحة الروحية بأغلبية سبعة أصوات ضد صوتين.. وكان السبعة المؤيدون هم الأعضاء المعروفون جدًا في اللجنة بالنسبة للعضوين الباقيين: وهم رئيسها أسقف باث وويلز Bath & wells، والقس هـ. آنسون H.Anson رئيس الهيكل، والدكتور وليام براون William Brown العالم النفسي والمعرف، والدكتور و.ر. ماتيوز W.R.Matthews عميد كلية القديس بولس، والقس ل.و.جرينستد L.W.Grensted نائبًا عن رئي أساقفة يورك York، وب. إ.ساندلاندز P.E.Sandlands، ولادي ستيفنسون Stephenson (Gwendalen).

    وشغل تقرير الأقلية المعترضة صفحات قليلة ووقع عليه اثنان فقط هما سكرتير أسقف باث وويلز، وقرينة أسقف دربي Derby. وقالا فيه أنهما يتحفظان في إبداء رأيهما، وإن بعض الكشوف المستقبلة ربما يمكنه أن يفسر الروحية.

    أما تقرير الأغلبية فقد صيغ في أسلوب عال بمعرفة القس جرينستد الذي حصل على بيانات كثيرة عن طريق قريبة له وسيطة. وخلص التقرير إلى ما يلي: (لا يمكن تجاهل النظر إلى الروحية، لأنها تسد ثغرات في معلوماتنا، وهي تبين أن الاتصال بالموتى قد تم فعلاً. وبعد ترك المجال مفتوحًا أمام جميع التفسيرات والنظريات المتصورة يتبقى فائض لا يمكن تفسيره إلا على أساس من تداخل غير متجسد (أي روحي). ولم يكن بمقدورنا إثبات حصول ظواهر روحية فيزيقية، لأننا لم نشاهد بينات على التجسد، أو الصوت المباشر، أو المجلوبات. وعلى الكنيسة أن تعين هيئة من الناس تكون تحت إدارتها وتظل على صلة بالروحيين المسؤولين).

    وكان من المقرر أن يظل هذا التقرير سرًا إلى الأبد. ولكن في يوم من الأيام أخبرني أحد الدبلوماسيين أن إجراء ما ينبغي أن يتخذ إزاء هذا التقرير السري، لأنه كان يعلم أنه في جانبنا، ورأى صورة منه، كما رأى آخرون صورته أيضًا فيما لم يعد سرًا. وعندما نشرت الوقائع في الديلي هيرالد ابتدأ الشغب. فبعد أن طلب الدكتور لانج (رئيس الأساقفة) من الصحافيين في شارع الصحافة أن ينشروه: (لأن من واجباتكم الأساسية إذاعة الأنباء كما قال لهم)، عاد بعض الأساقفة الذين استشارهم فنصحه بعدم نشر هذا التقرير الذي قدمته لجنته منذ سنة 1937. وظل الأمر معلقًا إلى أن تقرر إلغاء التقرير في سنة 1940.

    وأبديت بطبيعة الحال أعذار مع التسليم بأن هذا التقرير (يحوي بيانات ثمينة عن شتى الظواهر التي تعنى بها الروحية). وقد احتفظ الدكتور لانج بالتقرير لمدة تتجاوز عامًا. وعندما أذيع سره اعتذر عن عدم إذاعته بأنه لم يصدر بالإجماع. أما رئيس اللجنة وهو أسقف باث وويلز فقد أخذته الحيرة عندما سئل عما إذا كان إلغاء التقرير جرى بسبب أنه جاء في جانب الروحية، فأجاب بأن التقرير كشف عن اختلاف جسيم في الرأي، وأنه يلزم المزيد من التحقيق).( )

    وهذا الخلاف في الرأي يعني أن الكنيسة لا معلومات كتابية حاسمة لديها عن عالم الجن، أو حتى عن عالم الأرواح كما يزعمون، وأن لديها ثغرات في كتبهم، فكما ذكر التقرير أنه لا يمكن تجاهل النظر إلى الروحية، لأنها تسد ثغرات في معلوماتهم، أي أنها تسد ثغرات القساوسة المعلوماتية والتي مصدرها كتابهم المقدس، والحقيقة أن الأبحاث الروحية لا ولن تسد أبدًا هذه الثغور لديهم، لأنه لن يسدها إلا وحي منزل من الله عز وجل، والوحي الوحيد الذي زخر بذكر الجن هو القرآن الكريم، وليست الأبحاث الروحية المضللة، والتي يتلاعب فيها الجن بالروحيين، خاصة في غياب سند شرعي معصوم، ويؤكد هذا رد الأسقف باث وويلز رئيس اللجنة بأن التقرير كشف عن اختلاف جسيم في الرأي، وأنه يلزم المزيد من التحقيق! وأي تحقيق هذا الذي يطالب به، وهم لا يمتلكون سند كتابي؟! فهم متمسكون بعقيدة مضلِّلَة، لأنهم اكتشفوا حقائق ملموسة يستحيل إنكار وجودها، بينما لا تفسير لها في كتبهم، وربما تتعارض مع بعض نصوصهم، وهذا ما جعلهم في حيرة أفضت إلى التستر على نص هذا التقرير وإحاطته بالسرية، ليس لأنه لا دليل وهذا أدى إلى إثارة الامتعاض حتى بين بعض رجال الدين أنفسهم.


    أما في دين الإسلام:
    الجن:
    (والجن: ولد الجان. ابن سيده: الجن نوع من العالم سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار ولأنهم استجنوا من الناس فلا يرون، والجمع جنان، وهم الجنة...والجني: منسوب إلى الجن أو الجنة).( )

    فمن الثابت في كتاب الله تعالى وجود الجن، حيث سميت السورة الثانية والسبعون من ترتيب المصحف باسم (الجن)، وتكرر ذكر الجن في غير ما آية وسورة، فورد ذكر كلمة الجن 22 مرة، وكلمة الجان 7 مرات، وكلمة الشيطان 88 مرة، وكلمة الشياطين 17 مرة، وكلمة إبليس 11 مرة، وفي إحصاء لجملة ذكر الجن والشيطان وإبليس ومارد وقرين وعفريت سنجد أنها تكررت 147 مرة، على مدار 49 سورة من جملة 114 سورة، هي عدد سور القرآن الكريم، أي أن ذكر الجن تكرر بنسبة 43٪ من جملة عدد سور القرآن الكريم، مما يجزم بحقيقة وجودهم.



    كيف أناظر نصراني عن عالم الجن والسحر وهو ينكر وجودهم أصلا، وينكر ان هناك جن يؤمن بعقيدة التثليث كما يؤمن بها النصارى من الإنس؟

    الملائكة مخلوقات معصومة غير مكلفة فكيف يسقط ملك من الملائكة وتتواطئ معه ثلث الملائكة؟

    كلمة ملائكة تعني العصمة من الخطأ

    فكيف تفترضون في الملائكة المعصية؟

    وإلا فالشياطين عالم ثالث خلاف الإنس والملائكة

    وهم (عالم الجن) المذكور في كتابكم

    وليست الشياطين بملائكة؟
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 01-12-2005 الساعة 12:41 PM

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    12:55 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    (السحر Magic)


    السحر في اللغة:
    قال الأزهري: السحر عمل تقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه، كل ذلك الأمر كينونة السحر، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى وليس الأصل على ما يرى، والسحر: الأخذة وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر. وقال الأزهري: وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته، قد سحر الشيء عن وجهه أي حرفه. قال ابن سيده: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم باب من النجوم فقد تعلم باب من السحر)؛ فقد يكون على المعنى الأول أي أن علم النجوم محرم التعلم، وهو كفر، كما أن علم السحر كذلك، وقد يكون على المعنى الثاني أي أنه فطنة وحكمة، وذلك ما أدرك منه بطريق الحساب كالكشوف ونحوه، وبهذا علل الدينوري هذا الحديث.( )

    وفي ضوء المعنى اللغوي للسحر، نستطيع وفقًا لما وصل إلينا من علم عن أسرار السحر، وعالم الجن، أن نتوصل إلى فهم كينونة السحر وكيف يتم، بهدف رفع الخلط الشائع بين السحر والمعجزة، وهو نفس الهدف الذي من أجله جاءت معجزة موسى عليه السلام، ليفصل بها بين السحر والمعجزة، وكان هذا سببًا في إسلام السحرة، (فالسحر عمل تقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه)، فهذا يعني أن السحر نظام تداخل الجن بقوانين الطبيعية الفائقة في القوانين الطبيعية للإنس القاصرة، فيبدو الأمر خارقًا للعادة وهو في الحقيقة أمرًا فائقًا للعادة ولا يدخل في عداد المعجزات وخوارق العادات، وإذا كان (أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره)، إذًا فالشياطين بقدراتها الفائقة تصرف الشي عن حقيقته الإنسية إلى حقيقة مغايرة تتناسب مع قدراتهم وطبيعتهم الجنية>

    الفرق بين السحر والمعجزة:
    إن المعجزة تغير مادة الأشياء وصورتها، فعصى موسى عليه السلام تحولت بالمعجزة من خشب جماد لا حركة فيها، إلى حية من لحم ودم تسعى وتلقف ما صنع السحرة، لقوله تعالى: (فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) [طه: 20]، (فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)[الشعراء: 45]، فالمعجزة هي في الواقع عملية إعادة خلق، والخلق وإعادة الخلق من خصائص الله وحده، لقوله تعالى: (إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) [يونس: 4]، قال تعالى: (أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ) [آل عمران: 49]، لاستحالة ذلك على الخلق قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ) [الحج: 73]، أما السحر فلا يغير مادة الأشياء، فعصي السحرة وحبالهم لم تتحول إلى حيات كما رأى الناس حتى وقعت الرهبة في قلوب من هول ما رأت أعينهم، ولكن السحر مجرد تأثير يقع على العين يغير من صورة الأشياء، لقوله تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)[الأعراف: 116]، وهذا التأثير هو تداخل الجن بخصائصهم في طبيعة الإنس، فلو تم علاج المسحور فأبطل الله عنه السحر لعادت صورته لأصلها، فعن أبي شيبة (أن الغيلان ذكروا عند عمر بن الخطاب فقال: (إن أحدًا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، لكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا).( )

    قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].

    الشياطين تعلم الناس السحر:
    فالشياطين هم الذين يباشرون تعليم الناس السحر، وليس الملكين هاروت وماروت قال تعالى: (وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)، ثم جاءت واو الإضافة لتضيف علم هاروت هاروت وماروت إلى ما تعلمه الشياطين للناس من السحر، وذلك في قوله تعالى: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)، فالشياطين كانت تتلقى علم السحر من الملكين هاروت وماروت، ثم تنقل ما تعلمته للإنس، وهذا يدل على أن علم السحر أنواع مختلفة، منه ما تعلمه الشياطين، ومنه ما يعلمه الملكين هاروت وماروت، لأنه ليس في قدرة الإنس رؤية الملائكة وسماعهم، بينما للجن القدرة على ذلك، كما ثبت بالدليل قدرة الجن على رؤية الملائكة وسماعهم، واستحالة هذا على البشر، إلا أن تظهر الملائكة للبشر، كما ظهرت الملائكة للرسل والأنبياء، ولمريم، وأم موسى، وكما ظهرت الملائكة لقوم لوط متجسدين فتنة لهم، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك فارق بين أن تظهر الملائكة لشخص ما بأمر من الله تعالى، وبين استحالة قدرة الإنسي على رؤية الملائكة، وعليه فليس في قدرة الإنس رؤية الملكين هاروت وماروت بالعين المجردة، إلا في حالة الاستحواذ بحضور شيطان من الجن على عيني الساحر الإنسي، كما في حالة السامري، إذ رأى فرس جبريل عليه السلام، وعليه فالشياطين هم الوسيط الناقل لعلم السحر من الملكين هاروت وماروت إلى الإنس، وفي هذه الحالة يتلقى الساحر الإنسي علم السحر من الشياطين، فلا حاجة له بالتعلم من الملكين، خاصة وأن ولاءه صار لسحرة الجن، فالشياطين يتعلمون من الملكين السحر ثم يعلموه للإنس، وعلى هذا فلا حقيقة لما يذكره السحرة في كتبهم ومؤلفاتهم من مقابلة هاروت وماروت، وتلقيهم علم السحر عنهم، وأنهم انتقلوا إلى بابل لمقابلتهم وتلقي علم السحر عنهم إلا أن تكون الشياطين قد خدعتهم فصورت لهم ذلك، لمخالفة قولهم لظاهر النص القرآني.

    كيفية تلقي السحرة علم السحر:
    لقوله تعالى: (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]، وهذا شاهد أن السحرة يتلاقون بشياطين الجن ليتعلموا منهم صناعة السحر، فيما يسمى (بالكشف البصري).( ) قال تعالى: (فَيَتَعَلَمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) [البقرة: 102]، قال تعالى: (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ) [الشعراء: 49]، وقد ذكر ابن كثير فقال: (وقد ورد في ذلك أثر غريب وسياق عجيب في ذلك أحببنا أن ننبه عليه (قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله تعالى: أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا ابن وهب، أخبرنا ابن أبي الزناد حدثني هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: قدمت علي امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله  بعد موته حداثة، ذلك تسأله عن أشياء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به، وقالت عائشة رضي الله عنها لعروة: يا ابن أختي، فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفيها، فكانت تبكي حتى إني لأرحمها، وتقول: إني أخاف أن أكون قد هلكت، كان لي زوج فغاب عني، فدخلت علي عجوز فشكوت ذلك إليها، فقالت: إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك، فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين، فركبت أحدهما، وركبت الآخر، فلم يكن شيء حتى وقفنا ببابل، وإذا برجلين معلقين بأرجلهما، فقالا: ما جاء بك؟ قلت: نتعلم السحر، فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري، فارجعي، فأبيت رجاء لا قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، فذهبت ففزعت ولم أفعل فرجعت إليهما، فقالا: أفعلت؟ فقلت: نعم فقالا: هل رأيت شيئا؟ فقلت: لم أر شيئا، فقالا: لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري، فأرببت وأبيت، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت فاقشعررت وخفت، ثم رجعت إليهما رجاء قد فعلت فقالا: فما رأيت؟ قلت: لم أر شيئا فقالا: كذبت لم تفعلي، ارجعي إلى بلادك ولا تكفري، فإنك على رأس التابعين، فأرببت وأبيت فقالا: اذهبي إلى التنور فبولي فيه، فذهبت إليه فبلت فيه، فرأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى فجئتهما فقلت قد فعلت فقالا: فما رأيت؟ قلت: رأيت فارسا مقنعا خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى، فقالا: صدقت، ذلك إيمانك خرج منك، اذهبي، فقلت للمرأة: والله ما أعلم شيئًا، وما قالا لي شيئًا، فقالت: بلى لم تريدي شيئا إلا كان، خذي هذا القمح فابذري فبذرت، رجاء أطلعي فأطلعت، رجاء احقلي فأحقلت، ثم قلت: افركي فأفركت، ثم قلت: أيبسي فأيبست، ثم قلت: اطحني فأطحنت، ثم قلت: أخبزي فأخبزت، فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان سقط في يدي وندمت، والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئا ولا أفعله أبدا). ( )

    الشياطين تنفذ السحر:
    وإن تنفيذ السحر يتم بواسطة الشياطين، لأن ظاهر الآية بين أن الشياطين تتعلم من سحر هاروت وماروت ما يفرقون به بين الزوجين، قال تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)، فالضمير في قوله تعالى (يُفَرِّقُونَ)عائد على شياطين الجن، وليس على شياطين الإنس، لأن الشياطين هم الذين يتعلمون من الملكين، ثم تقوم الشياطين بتنفيذه، فتفرق الشياطين بسبب السحر بين المرء وزوجه، لأنه لا فاعلية للسحر بدون شياطين الجن، وإن كان الساحر الإنسي شريك في هذا، من جهة الإعداد وصناعة أمر التكليف،
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال: (يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن أعصم، رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا، قال: وفيم؟ قال: في مشط ومشاقة، قال: وأين؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان)، قالت: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال: (هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رءوس الشياطين)، قال: فاستخرج قالت: فقلت: أفلا؟ أي تنشرت فقال: (أما الله فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًا).( )

    السحر علم:
    والسحر علم له أصوله وقوانينه الخاصة، وأهله العالمين به من الكفرة العالمين بأصوله، فسحرة الإنس ليسوا مصدر علم السحر، ولكن مصدره الشياطين، لقوله تعالى: (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)[البقرة: 102]، وهذا يعني أن السحر علم، له علمائه من شياطين الجن والإنس، لقوله تعالى: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) [الشعراء: 37].

    السحر صناعة:
    وإن السحر صناعة لقوله تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ) [طه: 69].

    السحر ضرر محض لا نفع فيه:
    فالسحر ضرر محض لا نفع فيه، قال تعالى: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ) [البقرة: 102]، فأثبتت الآية ضرره ونفت عنه النفع، إذًا فلا يوجد سحر أبيض ولا أسود، ولا علوي ولا سفلي، فالسحر عمل شرير لقوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدْ)[الفلق: 4].
    التعديل الأخير تم بواسطة نسيبة بنت كعب ; 01-12-2005 الساعة 11:43 AM

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    339
    آخر نشاط
    16-03-2006
    على الساعة
    07:45 AM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي



    شوفت يا مسيحي كل ده بيشرح ليك بس السحر شوف بقى لو ناظرك هيحصل ايه

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    اقتباس

    بعد إذن الإدرة أن لا يتم حذفه، ففي هذا الرابط وضعت دروس غاية في الأهمية ومتواصلة عن الجن ترد على كل الإسئلة المطروحة هنا، وفي طياتها ردود على النصارى
    الإدارة لا تحذف إلا روابط لمواقع نصرانية أو تنصيرية
    أما المواقع الإسلامية الشقيقة فلا بئس بها
    "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    12:55 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    الفضيحة الكبرى للبابا (كيرلس)



    اعترافات ساحر يتعامل مع الجن

    زيارة البابا (كيرلس) باب الأقباط في الستينات لوالده وكان يأتي مع البابا لفيف من كبار الرهبان وكهنة الأديرة وكان يوفد بعضهم لزيارته في منتصف الليل لمعاونتهم في بعض الطلاسم والتعاويذ الروحانية

    ويؤكد أن والده كان أبرع من البابا (كيرلس) وكهنته في أسرار وطلاسم (مكايد بني إسرائيل) وهي من الأسرار القاتلة الني كان أعداء عبد الناصر يحاربونه بها وكانت أسرارها عند أبي .. لذلك استعان به البابا (كيرلس).


    النصارى ينكرون وجود الجن ويذهب كبيرهم لساحر يتعامل معل الجن من أجل فك بعض طلاسم السحر والتعلم منهم

    اقرأ التفاصيل الصفحة الرابعة من جريدة (التعويذة) تصدر في مصر

    العددالعاشر الاثنين 28 نوفمبر 2005

    الجريدة متداولة الآن في الأسواق المصرية إلحق نسختك اليوم قبل نفاذ الكمية

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    12:55 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    لتنفيذ السحر طريقتان يتبعها الشيطان من الجن للتسلط على الإنسان، فالسحر المسلط على الإنسان دائما ما يقرن بمس داخلي أو مس خارجي، وهذا بيان ذلك مختصرا:

    سحر بمس داخلي:
    وذلك بأن يلج الجني داخل جسم الإنسان ويتحكم في أجهزته الداخلية.

    قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) (البقرة: 275).

    عن عطاء بن أبي رباح قال: (قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. ( )

    ذكره البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: (إني أخاف الخبيث أن يجردني، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها). قال الحافظ: (وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن، لا من صرع الخلط).( )

    فهذه أم زفر صحابية وامرأة صالحة مبشرة بالجنة، ورغم ذلك يصرعها الشيطان، وهذا النوع من السحر مشاع بين كل الناس، ولا يحدث في حق الأنبياء، لأن دخول اجساد الأنبياء من الأمور الصعبة على الجن لفرط حصانتهم، وعلى أسوأ تقدير فالجني يعلم أنه لو دخل فلن يخرج حيا أبدا، وعلى هذا يتردد في اقتحام جسد أي نبي من الأنبياء.

    سحر بمس خارجي:
    وذلك بأن يؤثر الجني بواسطة خواص المادة خارج الجسم في أجهزة الجسم الداخلية للإنسان.

    قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الأعراف: 201).

    وعلى هذا فيغلب عمل مثل هذا النوع من السحر على المتقين من عباد الله، وهو مما يتعرض له الرسل والأنبياء، ولا يمنع أن يصنع لغيرهم من الفجار.

    والراجح أن هذا النوع من السحر هو الذي أصاب أيوب عليه السلام، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) ص: 41).
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 02-12-2005 الساعة 01:48 PM

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    421
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    10:49 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    رد الشيخ الألبانى على من أنكر حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم

    رد الشيخ الألباني رحمه الله على الذين ينكرون حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم


    *- سائــــل: هنــــاك مــــن يذكـــــرون حديــــث سُحِــــرَ النبـــي صلـــــى الله عليـــــه وسلــــم، وينكـــــرون هـــذا، ويستدلــــون بقـــــول الله تعالــــى: {وَاللّهُ يَعْصِمُــكَ مِـــنَ النَّـــاسِ} (67) ســـورة المائــــدة].

    نريــــد تفسيــــر هـــــذا؟

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    421
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    10:49 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    *- الشيــــخ الألبانــــي رحــــمه الله تعالـــى: هــــذا استــــدلالٌ واهٍ جــــداً، وهــــو استــــدلال بالمتشابـــــه مـــن المعانــــي، فقولـــه تبــــارك وتعالــــى: {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِــنَ النَّـــاسِ} (67) ســورة المائـــدة]، حــــقٌّ, وصــــدقٌ يــجب الإيــــمان بـــه كسائـــر آيــــات الله، ولكــــن الإيـــمان لا يكمُــلُ إلاَّ إذا فُسِّـــر القـــرآن تفسيــــراً صحيحــــاً مـــجرداً عــــن الأهــــواء والأغـــــراض، والتعصـــــب المذهبـــــي.

    أولاً هـــذه الآيـــة نزلـــت حينمـــا كـــان النبـــي صلّــى الله عليـــه وسلّـــم يقـــوم علـــى حراستـــه بعـــض أصحابـــه ولـــو كـــان فـــي المعركـــة، فأنــــزل الله عـــز وجـــل عليـــه هـــذه الآيـــة، وهـــو فـــي كــــوخٍ صغيـــر متواضـــع، وبـجانبـــه أحـــد أصحابـــه عليــــه الســــلام، ولعلـــه سعـــد بـــن أبـــي وقــاص رضـــي الله عنـــه، إن لـــم تــخنِّي ذاكرتــــي، فلمــــا نزلـــت هــذه الآيـــة صَرَفَـــهُ وتَلاَهــــا عليــــه {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِــنَ النَّـــاسِ}، أي الله يعصمـــه مـــن النـــاس فــــي أن يقتلـــوه قبـــلَ أن يتمكــــن مِـــن أن يقُـــوم بواجـــب التبليــــغ بدعــــوة ربِّـــه، لذلــــك تقــــول السيــــدة عائشـــة رضـــي الله عنهــــا فـــي مـــا أخرجــــه البخــــاري ومسلــــم فـــي صحيحيهمــا مـــن طريـــق مسعــــود مـــن كبــــار التابعيــــن الــــذي كـــان أصلـــه عبــــداً ثـــمّ أُعتــــق وصــــار مــــن كبــــار علمــــاء التابعيــــن رحــــمه الله، ومــــن طريــــق مســــروق هــــذا أخــــرج الشيخــــان أنــــه قــــال لعائشــــة: ((هـــل رأى مــحمد ربـــّه؟
    فقالــــت: لقــــد قَـــفّ شعــــري مـــما قلــــتَ،
    قــــال: يــــا أم المؤمنيــــن أليــــس يقــــول ربُّ العالمـــين {وَلَقَــدْ رَآهُ نَزْلَـــــةً أُخْــــرَى(13)عِنــــدَ سِـــدْرَةِ الْمُنْتَهَـــى(14) سورة النجم).
    قالـــت رضــــي الله عنهـــا: أنــــا أعلـــم النــــاس بذلـــك سـمعتُ رســــولَ الله صلــــى الله عليــــه وسلّـــم يقـــول: ((رأيـــتُ جبريــــلَ فـــي صورتــــه التـــي خُلــــق فيهــــا مرتيــــن ولـــه ســـتُّ مائــــة جنـــــاح، وقـــد ســـدَّ الأُفُـــق)).
    جبريـــل رآه الرســــول عليــــه الصــــلاة والســـلام مرتيـــن، وليـــس ربّ العالـميـــن، حيـــثُ يَهِــــمُ بعــــضُ النــــاس فيُرجعـــون الضّميــــر إلـــى ربِّ العالــمين، فالسيــــدة عائشـــة تقـــول: ((أنــــا أعلــــم النــــاس بذلــــك))، لأنـــها سألـــت الرســــول عليــــه الصــــلاة والســــلام، فأجابــــها بأنــــه لــم يــــرى ربَّــــه، وإنّمــــا رأى جبريــــل عليــــه الســـلام مرتيــــن فــــي صورتــــه الطبيعيــــة التــــي خلقــــه الله عليهـــا، وهــــو لعظمتــــه قـــد ســدّ الأفـــق.

    ثـــم تابعــــتْ السيـــــدة عائشــــة كلامهـــا مُعلّمــــة للمسلميـــن، لأنـــها مـــن أُمّهــــات المؤمنيــــن، قالـــت: ((ثـــلاثٌ مَــــن حدّثكــــم بـــهنَّ فقــــد أَعْظــــم علـــى الله الفِريـــَة:
    - مــــن حدّثكــــم أنّ مـــحمداً صلّـــى الله عليــــه وسلّــم رأَى ربَّـــه فقــــد أعظَــــم علــــى الله الفِريــــة، ثـــمّ تلَـــت قولـــه تبـــارك وتعالــــى: {وَمَـــا كَـــانَ لِبَشَــــرٍ أَن يُكَلِّمَــــهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًــــا أَوْ مِــــن وَرَاء حِجَـــابٍ أَوْ يُرْسِــــلَ رَسُـــولًا}(51) سورة الشورى].

    - ومــــن حدّثكــــم أن ّمـــحمداً صلّـــى الله عليــــه وسلّـــم كـــانَ يَعلــــمُ مـــا فــــي غــــدٍ فقــــد أعظَــــم علـــى الله الفِريــــة، ثـــمّ تلَــــت قولـــــه تعالـــــى: {قُـــل لَّا يَعْلَـــمُ مَــــن فِــــي السَّمَــــاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْــــبَ إِلَّا اللَّهُ}(65) سورة النمل].

    - والثالثـــة والآخـــرة: وهنـــا الشاهـــــد قـــال: مــــن حدّثكــــم أنّ مـحمداً صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم كَتَــــم شيئـــاً أُمِــــرَ بتبلِيغِــــه فقــــد أعْظَــــم علـــــى الله الفِريــــة، ثــمّ تلَــــت قولـــــه تعالــــى: {يَـــا أَيُّهَــــا الرَّسُــــولُ بَلِّــــغْ مَـــا أُنـــــزِلَ إِلَيْــــكَ مِــــن رَّبِّــــكَ وَإِن لَّــــمْ تَفْعَـــلْ فَمَـــا بَلَّغْــــتَ رِسَالَتَـــهُ وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِـــنَ النَّـــاسِ}(67) سورة المائدة]))، أي يحولــــوا بينَــــك وبيـــن تبليغــــك لرسالـــة ربِّـــك.

    هـــذا هـــو معنـــى الحديــــث، فليـــس لـــه علاقــــة بتسلــــط بعــــض المشركيـــــن الأشــــرار علـــى النّبـــيّ صلّــى الله عليـــــه وسلّـــم بشــــيء مــــن الإيــــذاء، كيــــف ومِــــن الثّابــــت فــــي السيــــرة النبويــــة أنّ النبــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم قـــد أُوذي، وشُــــجَّ فـــي وجهـــه فـــي بعــــض الغـــــزوات، وكُســـرت رُباعيتــــه، فهــــل هـــذا ينافـــــي قولــــه تعالــــى: {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِـــنَ النَّــاسِ}؟
    الــجواب: لا ، لأن الآيـــة فـــي معناهـــــا الصحيــــح فــي وادٍ، ودعـــوَى أولئـــــك النّــــاس فــــي وادٍ آخــــر.
    ثـــم هــــم يُبطلــــون بــهذا الفهــــم الخاطــــئ حديثــــاً صحيحــــاً متفــــق عليــــه بيــــن الشيخيـــــن أولاً، البخـــاري ومسلـــــم، ثـــمّ هـــو مـــما تلقّتْــــه الأمــــة بالقَبــــول، وقـــد جــــاء لــه مـــا أنَّ إسنــــاده فيــــه غايــــة الصحـــة لأن لـــه طُرُقــــاً كثيــــرة تـــدُورُ كلهــــا علـــى هشــــام بـــن عُــــروة عــــن أبيــــه عُــــروة عــــن عائشــــة، هـــذا السنــــد معــــروف الصحــــة جـــداً جـــداً، عُـــروة هـــو ابــــن أســـماء أُخــــت عائشـــــة، وهشــــام هــــو ابــــن عُـــــروة، الابــــن يــــروي عــــن أبيــــه، وأبـــوه يــــروي عــــن خالتــــه عائشــــة.
    هـــذه القصــــة فأبعــــد مـــا يكــــون مـــن حيـــث الروايـــة أن تكــــون هــــذه القصــــة غيـــر صحيحــــة، لكـــن أهــــل الأهــــواء هــــم فــــي الحقيقــــة، والشاهــــد الآن قائــــمٌ مِمّــــن عرفتــــم قِصّتــــه وهــــو الشيــــخ الغَزَّالـــي المصـــري، أنّ هــــؤلاء لا يُقيمـــــون وزْنــــاً لـجـُهُود علمـــاء الحديــــث الـمُتكاثفــــة الـمتعاونــــة طيلــــة هــــذه القــــرون الطويلــــة بالعنايـــــة بـحفـــظ السُّنّــــة أن يَدخُـــل فيهــــا مـــا ليــــس منهــــا، فهُــــم خرجــــوا عــــن طريـــق المسلميـــــن، لا فــــرق بيــــن فريــــق أهــــل الحديــــث، وفريــــق أهــــل التفسيــــر، وفريــــق أهــــل الفقـــه، فقــــد خالفوهــــم جـــميعاً، لأنّ هــــذا الحديــــث قـــد رواه الشيخـــــان كمــــا علمتــــم فـــي صحيحيهمــــا، ثـــمّ تلقَّتْــــه علمـــــاء الأمّــــة فـــــي جـــميع اختصاصهـــم، مِــــن مفسريـــــن, وفُقهــــاء ونـــحو ذلــــك تلقّـــوْه بالقبُــــول، فجــــاء بعضهـــــم، وإن كــــان هــــذا وأمثالـــــه سُبِــــق إلــــى مِثــــل هــــذا الانـــحراف، فخالفـــوا بذلــــك سبيـــــل المؤمنيــــن، فيَخْشـــى أن يشْملَهــــم وعِيـــــد قولِـــه ربِّ العالـــمين: {وَمَـــن يُشَاقِــــقِ الرَّسُـــولَ مِـــن بَعْــــدِ مَــــا تَبَيَّـــنَ لَــــهُ الْهُــــدَى وَيَتَّبِــــعْ غَيْــــرَ سَبِيــــلِ الْمُؤْمِنِيــــنَ نُوَلِّــــهِ مَــــا تَوَلَّــــى وَنُصْلِــــهِ جَهَنَّـــمَ وَسَـــــاءتْ مَصِيــــرًا} (115) سورة النساء]، لذلــــك يقــــول علمـــاء التفسيــــر وفـــي مقدمتهــــم شيــــخ الإســــلام ابــــن تيميــــة رحــــمه الله: ((إذا كــــان هنــــاك آية وفـــي تفسيرهــــا قــــولان، فــــلا يـــجوز لـــمن جــــاء فــــي آخـــر الزمــــان أنْ يأتــــي بقــــول ثالــــث))، لأن هــــذا القـــول الثالــــث يكــــون بدعــــة فــــي الديــــن، ويكـــون مخالفــــاً لسبيــــل المؤمنيــــن، فقـــد فرضنـــا أن فــــي آيـــة مـــا، قوليــــن، فمِــــن أيــــن جــــاء هــــذا الإنســــان بقـــــول ثالــــث؟
    ولـــو سُلِّـــم بفتـــح هــــذا البــــاب، لأصــــاب ديـــنَ الإســـلام مــــا أصــــابَ ديــــن اليهــــود، والنصــــارى مِـــن تَلاعــــب بنصــــوص كتابـــــهم.

    كذلـــــك نقــــول نـــحن: إذا جــــاء الحديــــث وقـــد تلقّتـــه الأمــــة بالقبـــــول بــــدون خــــلاف بينهــــم كأهــــل الاختصــــاص فــــي هــــذا العلــــم، فـــلا يـــجوز لأحــــدٍ أن يأتـــــي مــــن بَعدهــــم ليخالفهــــم، فيقــــول: هــــذا الحديــــث ضعيــــف، لأنــــه فـــي ذلـــك يكــــون قـــد خالــــف سبيــــل المؤمنيــــن.
    المؤمنــــون اتفقــــوا علــــى أحاديــــث، واختلفــــوا فـــي بعضهـــا، فمـــا كـــان القســــم الأول فــــلا يـــجوز المخالفــــة، بــــل المخالفــــة خـــروج عــــن سبيــــل المؤمنيـــن.

    إذا عُــــرِف هـــذا، فـــلا سبيـــل لإنكــــار حديــــث سحْـــر النبـــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم بـــمثل ذلـــك الاستــــدلال الـــوَاه بتسليــــط آيــــة {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِـــنَ النَّـــاسِ} علـــى أن معنـــى أنّ أحــــداً مِـــن البشــــر لا يستطيــــع أن يُــــؤذي النبــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّـــم إيــــذاء بَدنيًّــــا مادّيــــاً، لأن ذلــــك أولاً: معنــــاه تَخطِئــــة الأمّــــة فـــي تلقِّيهـــم لــهذا الحديــــث بالقبــــول.
    وثانيــــاً: سيلــــزَم مِـــن ذلـــك ردّ أحاديــــث كثيـــرة أشرنـــا إلــــى بعضهــــا آنفــــاً، كشــــجِّ وجْــــه النبـــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم، وكسْــــر رُباعيتــــه أيضــــاً هــــذا صحيـــح، فهــــل يُــــرَدُّ مثـــل: {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مــِنَ النَّـــاسِ}؟
    الجـــواب: لا، رســــول الله صلّـــى الله عليــــه وسلّــم فيمـــا يتعلّـــق بطبيعيَّتــــه البشريــــة فهــــو كالبشـــر تـــماماً، وذلـــك هــــو صريــــح القــــرآن الكريــــم: {قُـــلْ إِنَّمَـــا أَنَـــا بَشَــرٌ مِّثْلُكُــــمْ}سورة الكهف/110-وسورة فصلت/6]، فقــــط هــــذا؟ لا، إنّمــــا مُيِّــــز بقولــــه تعالــــى حكايــــة عـــن قولــــه هـــو: {يُوحَـــى إِلَـــيَّ أَنَّمَـــا إِلَهُكُـــمْ إِلَـــهٌ وَاحِـــدٌ}[الكهف/فصلت]، إلــــى آخـــر الآيــــة، ففيمـــا يتعلـــق بـــه عليـــه الســــلام بصفــــة كونــــه بشــــراً هـــو كسائـــر البشــــر، أي يـــمرض، يفــــرح، يـــحزن، يضحــــك، يبتســــم، يبكــــي إلــــى آخــــره، ولذلــــك ذكــــر الإمـــام الذهبــــي رحــــمه الله فــــي ترجــــمة بعــــض الـــرُّوّاة حينمــــا روي أنّ النّبـــيّ صلّــــى الله عليــــه وآلــــه وسلّــم حينمــــا مــــات تَغَيَّــــرَ بعـــدَ موْتــــِه بدنُـــه" ، أنكَــر ذلــــك فـــي الروايــــة بعضهــــم مِـــن الناحيـــة العقليـــة، قـــال: هـــذا لا يليـــق نِسبتــــه إلــــى النّبـــيّ صلّــى الله عليــــه وسلّـــم، فـــردَّ الذهبـــيُّ عليــــه أنَّ هــــذه الروايـــة إنْ صحَّــــتْ، فمـــا فيهــــا شـــيء يُنافــــي عِصمتــــه عليـــه الصــــلاة والســــلام ومنـــزلته عنــــد ربِّـــه تبــــارك وتعالــــى لأنــــه بشــــر، لا يـــجري عليــــه كــــلُّ أحكــــام البشــــر، مــــن ذلــــك أنَّ اليهــــودي سَحَـــرَهُ، هـــذا السِّحــــر هنــــا ينبغــــي أنْ نقِــــف قليـــــلاً، سِحـــرٌ يتوهّــــم كثيــــرون أنّــــه أثَّــــرَ فيــــه عليــــه الســــلام ليــــس فيمــــا يتعلـــــق فقـــط فـــي بشريَّتِــــه، وإنّمــــا أيضــــاً فــــي مــــا يتعلـــــق بنُبوَّتِــــه, ورِسالتِـــه.
    نقـــول: حـــاشَ، ليــــس فـــي الحديـــث مـــا يـــدُلُّ علـــى ذلــــك، كـــل مــا فـــي الحديـــث إنـــما هـــو فـــي روايـــة: ((أنـــه سُحـــر حتـــى كـــان يظُـــنُّ أنّـــه يأتـــي الشـــيء ولا يأتيـــه))، فتشبَّـــثَ بــهذه الروايـــة بعـــضُ ذوي الأهـــواء الذيـــن يـــحلُو لـــهم الخـــروج عـــن جـــماعة المسلميــن بأشيــــاء يتوهـــمون أنـــهم يظهـــرون أمــام النــاس بأنـــهم مـــِن المُحققيــــن، وأنّهــــم سبَقُــــوا النّـــاس أجــمعين إلــى فِكــــرة ما خَطـــرَتْ لــهم فـــي بـــال، فيقولـــون هـــذا ينافـــي عصمتَــــه عليــــه الصــــلاة والســـلام مـــن ناحيـــة التبليــــغ، ويبنــــون علــــى ذلـــك كمــــا يقـــال: علاليـــة وقصـــــوراً.

    فنقــــول: ليــــس فـــي هــــذه الجملــــة المتعلقـــة بـــهذا الحديــــث يأتــــي الشـــيء ولا يأتيـــه، لأن المقصـــود بـــه أنّ النبــيَّ صلّـــى الله عليــــه وسلّـــم أثَّـــرَ فيـــه السِّحـــر فـــي بَدَنــه بــحيث كــــان يُريـــد أن يأتـــيَ زوجتَـــه كمـــا يأتـــي الرجـــل أهلــــه فــــلا يـــجد فيــــه قــــوة، هــــذا يُسمّـــى فــــي بعـــض البــــلاد العربيــــة مربـــوط، يعنـــي إنْهـــَارَت قـــوة الرســــول عليــــه الصــــلاة والســــلام، وهـــو بــــلا شــــك كــــان أقــــوى الرجـــال، والدليـــل علـــى ذلــــك أولاً: مصارعتَـــهُ لرُكَانَـــة فـــي الــمرّة الأولــى، والثانيــــة، والثالثــــة، مــــا جـــاء فـــي صحيــح البخـــاري بــهذه المناسبــــة عـــن أنـــس بـــن مالــــك رضـــي الله عنـــه أنّـــه قـــال: ((كنّـــا نتحـــدث بـــأنَّ النبـــيَّ صلّــى الله عليـــه وسلّــــم أُوتـــِيَ قُـــوّة ثلاثيــــن رجــــلاً)).
    هـــذا الرجــــل المصطفــــى القـــوي أثَّـــر فيـــه السّحـــر، فكـــان يريـــد أن يأتــــي أهلــــه فهـــو مربـــوط لا يستطيـــع أن يأتــــي أهلَــــه.
    هـــذا كــــلُّ مـــا وقــــع للرســــول عليــــه الصــــلاة والســـلام، فهــــو تأثيــــرٌ بدَنِــــيّ، وليـــس تأثِيـــراً عقليـــاً بحيـــث أنّـــه يتصــــور الشــــيء علــــى غيــــر حقيقتـــه.
    ولذلــــك قلــــتُ: مــــرّة لبعـــض بنـــي بلـــدي هنـــاك فــي دِمشــــق، حينمــــا تعـــرض لإنكــــار هـــذا الحديــــث علـــى المِنبــــر، رددتُ عليــــه بنحـــو هـــذا الــــذي تسمعونــــه منِّـــي الآن، وكنــــت قلــــتُ لـــه مـــا فيـــه علـــمٌ زائـــد ودفــــعٌ للشُّبهــــة مِـــن أصلِهــــا، هـــم يقولــــون أنّ النبـــيَّ صلّـــى الله عليــــه وآلـــه وسلّـــم إذا قِيـــلَ سُحِـــر فتحنــــا بابــاً للكفــــار مِـــن التشكيــــك بالإســــلام، لأننـــا إذا قلنـــا سُحـــِر، يقــــول الكافــــر: طيّـــب ومـــا يدريـــكُم أنّ هـــذا المسحــــور ادَّعـــى فـــي حـــال كونـــه مسحــــوراً إنّ الله عـــز وجـــل أوحـــى إليــــه بآيــــة كـــذا، وآيــــة كـــذا، وحكـــم كـــذا، وحكــــم كـــذا، وأنتـــم تظنّـــون أنّ هـــذا مـــن وحــــي السمــــاء وهـــو مسحـــور؟
    فكـــان مِـــن جوابــــي عليـــه: مـــا تقُــولُ فـــي النّبـــيّ عليـــه الصـــلاة والســــلام أهُـــو بشـــرٌ، أم غيــر بشـــر؟
    طبعـــاً, لا يَسِعُـــهُ أن يقـــول إلاَّ، أنّـــه بشـــر.
    قلنـــا: هـــذه واحــــدة.
    الثانيـــة: أليــــس يــجوز فـــي البشـــر كبشـــر أن يكذبــوا؟
    قـــال: نعــم.
    قلـــتُ: إذًا، الشُّبهـــة التـــي سلّطتهـــا علـــى قـــول النبــيّ صلّــى الله عليـــه وآلـــه وسلّـــم بشـــراً سُحِـــر تَلِــدُ علـــى بشَـــرٍ لــم يُسحَــــر، لأن البشــــر عـــادة يكذبـــون، فمـــا جوابـــك أنـــتَ تُجــــاه هــــذه الشُّبهـــة، لـــوْ طُرِحَـــت مِـــن مُلحـــد أو كافــــر؟
    قـــال: أقــــول: إنّــــه بشــــر لكنّــــه معصـــوم.
    قلــــتُ: إذاً هـــذا هــــو الجــــواب.
    ثـــمّ تابعــــتُ الكــــلام معــــه، البشـــر ينســــوْن؟
    قـــال: نعـــم.
    قلـــتُ: فمــــاذا تُجيــــب إذا ادّعَــــى مـــا يُدريكـــُم أنَّ نبيَّكُـــم أُوحِـــيَ إليــــهِ بأشيــــاء ثــمَّ نَسِيَهــــا، وبـــخاصة أنَّ فـــي القـــرآن والسُّنّــــة مـــا يؤكـــد هـــذا النسيـــان كمثـــل قولـــه تبـــارك وتعالــــى فـــي القــــرآن: {سَنُقْـــرِؤُكَ فَــلَا تَنسَـــى(6)إِلَّا مَــــا شَــــاء اللَّهُ ..(7) ســورة الأعلـــى].
    إذًا رســـول الله ينْســـى، وتأكــــد هـــذا فـــي حديــــث البخــــاري أنّ النّبــيّ صلّــــى الله عليــــه وآلــــه وسلّـــم دخـــلَ يومــــاً المسجِـــد فَسمِـــعَ قــــراءةَ قــــارئ، فقـــال: ((رحِـــمَ اللهُ فلانـــاً لقــــدْ ذكَّرنِـــي آيــــة كنــــتُ أُنسيتُهـــا)).
    إذاً الرســــول ينْسَـــــى؟
    فمــــا جوابـــك وأنــــتَ لا تستطيــــع أن تُنكــــر أولاً: أنّ الرســول باعتبــــاره بشـــراً يـــمكن أن يكــــذب؟ فأخذنــــا الجـــواب منـــك الآن باعتبـــاره بشــــراً لا يكـــذب، ولكننـــا نعتقـــد أنّـــه بشـــرٌ لا يكــــذب، ولكنّــــه ينْسَــــى؟
    مــــا جوابُــــك؟
    قــــال: جوابــــي أنّ الله عــــز وجــــل حفظــــه مِـــن أن ينْســـى شيئــــاً أُوحــــي بــــه إليــــه.
    أمــــا أن ينســــى شيئــــاً بلّغــــه إلـــى النـــاس فـــلا ضيْـــر فـــي ذلـــك كمـــا جــــاء فــــي حديــــث البخـــاري: ((رحِـــمَ اللهُ فلانــــاً لقــــدْ ذكَّرنِـــي آيـــة كنـــتُ أُنسيتُهــــا)).
    ثــمّ النسيــــان يتأكــــد بـــحوادث عديــــدة وقعــــت مـــن النّبـــيّ صلّـــى الله عليــــه وآلـــه وسلّـــم كمثــــل حديـــث الصحيحيـــن عــــن ابـــن مسعــــود ((أنّ النّبـــيّ صلّــى الله عليـــه وسلّـــم صلَّــــى يومـــاً الظّهـــر خـــمسَ ركعــــات، ولــمّا سلّـــم قيــــل: يـــا رســــول الله أزِيــــدَ فـــي الصـــلاة؟ قـــال: لا ، قالــــوا: صلّيــــتَ خــــمساً، فسجــــد سجدتــــي السهــــو وسلّــــم، ثـــمّ قــــال: إنّمــــا أنـــا بشــــرٌ مثلكـــم أنْســــى كمــــا تنْســــون، فـــإذا نسيــــتُ فذكِّرونـي)).
    إذاً هــــذا النـــص يؤكــــد مـــا جـــاء فـــي القـــرآن والسُّنّـــة أنّ النّبـــيّ صلّــــى الله عليــــه وآلــــه وسلّـــم هـــو مِـــن حيـــث نسيانــــه كالبشــــر مُعـــرض للنسيــــان، وكمـــا هــــو فــــي قصــــة ذي اليديــــن حيــــث صلّــــى الرســــول عليــــه الصــــلاة والســــلام العصــــر ركعتيـــن – وفـــي روايــــة – أنّــــه صلّــــى الظّهـــر – لكــــن الروايــــة الراجحــــة هــــي أنّـــها العصـــــر – صـــــلاها ركعتيــــن، ثـــمّ سلّــــم، وانتهــــى ناحيــــة مـــن المسجــــد ووضــــع اليمنــــى علــــى اليســــرى، أو إحــــدى رجليـــه علــــى الأخــــرى، هكــــذا مستريــــحاً عليــــه الســــلام، وفـــي القـــوم رجـــلٌ يقــــال لـــه ذو اليديـــن يبــــدو أنّـــه كـــان جريئــــاً، قــــال: يــــا رســــول الله أقَصُـــرَتِ الصـــلاة؟ قـــال: لا ، قـــال: بلــــى يــــا رســــول الله صليــــتَ ركعتيـــن، فنظـــر إلـــى قومــــه وفيهــــم كبــــار الصحابـــة أبـــو بكـــر وعمـــر، وقــــال لـــهم: أصـــدَق ذو اليديـــن؟
    قالـــوا: نعــــم، فعــــاد إلــــى مقامــــه وأتـــى بالركعتيـــن ثــمّ أيضـــاً سجــــد سجدتــــي السهــــو – وقصّـــة ثالثـــة: صلّـــى المغــــرب ركعتيــــن وسلّــــم فخــــرج سرعـــان فقيـــل لــــه:صليــــت ركعتيــــــن...
    ..........


    نقلا عن شبكة سحاب السلفية

    http://www.sahab.net/sahab/showthrea...hreadid=325817.

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    12:55 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا مسيحى
    السلام للجميع
    يعنى افهم من حضرتك بعد كل هذا الكلام ان السحر المضر بالغير او السحر الذى فعله اليهودى للرسول الكريم عليه السلام هو بمسعده من الشيطان؟ومن قوة الشييطان؟ام كان من نفسه ومن قوته الشخصيه ؟ارجو الاجابه على قد السوال واشكرك لسعه صدرك لى
    شبهة والرد عليها:

    السحر كله مضر وكفر، ولا يوجد منه نافع وضار، لأن السحر في الأصل مبني على تعاطي كفريات، لذلك نرفض هذا التقسيم للسحر، فهو تقسيم باطل لا اصل له عند السحرة والمعالجين، وفي كتاب الله أيضا كما سبق وبينت بما يغني عن الإعادة والتكرار.

    فالنصارى هم من قسموا هذه التقسيمات (سحر أبيض) و(سحر أسود) و(سحر علوي) و(سحر سفلي)، (سحر بالملائكة الأخيار) و(سحر بالملائكة الأشرار)، باعتبار إنكارهم لوجود الجن، وتقسيمهم الملائكة إلى ملائكة أخيار وملائكة أشرار وهم الشياطين، خاصة إبان فترة محاكم التفتيش التي أشاعت فيها الكنيسة محاربة السحر والسحرة حتى تتمكن من بسط سلطتها ونفوذها على الناس، فلجأت فئة من الأثرياء إلى هذا التقسيم المزعوم فرارا من عقوبات محكام التفتشي القاسية، وحتى يستمروا في ممارسة السحر بدون منغصات من الكنيسة.

    فلا يوجد ساحر من الإنس يستطيع ان ينفذ السحر بنفسه، بل الثابت لدى جميع اهل الخبرة والتخصص أنه لا بد من تدخل الجن بخصائص قدراتهم الفائقة لتنفيذ السحر، والساحر لا يملك قوة أو موهبة خاصة به دون البشر، فمن زعم ذلك فهو مدلس على الناس.

    ونوع السحر الواقع على الأنبياء هو من نوع تأثير الجن بخصائص المادة الجنية الفائقة في المادة الإنسية، وجسم الإنسان هو مادة كسائر المواد، وبالتالي يمكن للجن التأثير في جسم الإنسان بدون الدخول فيه، فيصاب الإنسان بما يشبه الأمراض العضوية، والسبب فيها ليس عضويا، لذلك احتجم النبي صلى الله عليه وسلم لما سحر له، حيث غلب عليه الظن أنه مريض مرضا عضويا، فعالج داءه بما يعالج به الأمراض العضوية، لا بما تعالج به الأسحار من رقية وما شابه، والشاهد أنه لما علم أنه مسحور عالج السحر بما يعالج به الأسحار من استخراج لأمر التكليف والرقية.

    قال الحافظ: (أخرج أبو عبيد من مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه بقرن حين طب)، قال أبو عبيد: يعني سحر.

    قال ابن القيم: (بنى النبي صلى الله عليه وسلم الأمر أولاً على أنه مرض، وأنه عن مادة مالت إلى الدماغ، وغلبت على البطن المقدم منه فغيرت مزاجه، فرأى استعمال الحجامة لذلك مناسبًا، فلما أوحي أنه سحر عدل إلى العلاج المناسب له، وهو استخراجه، ويحتمل أن مادة السحر انتهت إلى إحدى قوى الرأس حتى صار يخيل إليه ما ذكر، فإن السحر قد يكون من تأثير الأرواح الخبيثة، وقد يكون من انفعال الطبيعة وهو أشد السحر، واستعمال الحجم لهذا الثاني نافع، لأنه إذا هيج الأخلاط وظهر أثره في عضو كان استفراغ المادة الخبيثة نافعًا في ذلك).( )

    فطبائع المادة تؤثر في جسم الإنسان، فالموجات فوق الصوتية رغم انها غير مسموعة لنا، إلا أنها قد تصيب الإنسان بصداع وارتفاع في الضغط، رغم ان وجودها غير مدرك لنا، والإشعاعات لها القدرة على اختراق أجسادنا، ولا يمكن لنا إدراك وجودها، وتؤثر في أجسادنا كبشر تأثيرا سلبيا، إذا فخصائص المادة الإنسية تؤثر في بعضها البعض، فكيف بتأثير خصائص المادة الجنية عالية الاهتزاز؟

    فالشيطان ذهب يطعن المسيح عليه السلام كما يطعن كل مولود فطعن في الحجاب، وهذا مس من خارج الجسم لا من داخله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب) ( ).

    فكل أحد من الأنبياء معه شيطان قرين، فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: (ما لك يا عائشة أغرت؟) فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقد جاءك شيطانك؟)، قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟! قال: (نعم) قلت: ومع كل إنسان؟! قال: (نعم)، قلت: ومعك يا رسول الله؟! قال: (نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم)،( ) وهذا الشيطان هو ما يسمى (قرين).

    وهذا ثابت من رواية أخرى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: (وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)،( ) وبالجمع بين الروايتين يتأكد لنا أن القرين ما هو إلا شيطان من شياطين الجن.

    إذا ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم هو تأثير طبيعة المادة الجنية في جسمه، ولا يعني أن الساحر تسلط بقوته، ولا يعني أن الشيطان تسلط بذاته، ولكنه الشيطان تسلط على جسده الشريف من خلال وساطة خصائص المادة.

    فهل للشيطان قدرة على التسلط على الأنبياء؟
    سبق وشرحت هذا بأنه تسلط على أبدانهم وليس تسلط على عقولهم المفكرة، وهذا مما يجزم ببشريتهم وأنهم ليسوا بآلهة، كما تزعم النصارى أن المسيح إله، رغم ان عبادة النصارى للمسيح ليست عبادة خالصة له وحده، بل يعبدون معه (يهوه) و(الروح القدس).

    وعلى هذا فعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الناس لا تمنع إصابته عضويا في معركة أو بمرض يقعده كما أصابته الحمى وسكرات الموت، لكنها تمنع من الشرور ما قد يحول دون نشر دعوته وتبليغ رسالته إلى الناس، والثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أصيب إصابات عديدة في الغزوات، ولكن نصره الله وأيد دعوته حتى بلغت الأفاق.

    وعلى هذا فقد تعرض لبث السم في طعامه، ووجد حر السم في مرض وفاته عليه الصلاة والسلام، ولو كانت العصمة مطلقة لما اثر فيه السم على الإطلاق، ولكن العصمة هنا عصمة دون ما يحول دون نشر الدين، والشاهد أن الله تعالى أمر النبي بتبليغ الرسالة في بداية الآية، ثم وعده بالعصمة، أي بالعصمة دون ما يمنع قيامه بمهمته وهي تبليغ الرسالة، فشطري الآية يكمل بعضهما بعضا.

    قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة: 67)

    فالسم اثر فيه، لكن لم يحقق السم الهدف منه وهو الموت الذي يحول دون تبليغ الدعوة، فلم يمت صلى الله عليه وسلم مسموما، وهذا في حد ذاته معجزة تؤكد تأويل الآية على هذا النحو.

    وبناءا عليه فسحر الرسول صلى الله عليه وسلم ليس مسوغا للطعن في سلامة رسالته من تدخل الشيطان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم ضد كل ما يحول دون تبليغ الرسالة، ورسالته من باب أولى معصومة من ان ينال منها شيطان من الجن أو الإنس، فلا يصح التفريق بين عصمته وعصمة الرسالة، فهذا التفريق مرفوض عقلا، وليس مسوغا للطعن في دين الإسلام.
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 03-12-2005 الساعة 06:41 AM

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    12:55 PM

    افتراضي مشاركة: (الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

    .......

صفحة 5 من 10 الأولىالأولى ... 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة

(الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (الحوار السابع) التعليقات على مناظرة هل المسيح إله بين الأخ حبيب والعضو أنا مسيحي
    بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 89
    آخر مشاركة: 22-10-2007, 04:49 PM
  2. (الحوار السادس )أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي
    بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 61
    آخر مشاركة: 13-01-2006, 01:38 PM
  3. مشاركات: 119
    آخر مشاركة: 12-01-2006, 11:21 AM
  4. حوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ حبيب والعضو انا مسيحى
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 22-11-2005, 10:38 PM
  5. التعليقات على أسئلة حول الإسلام بين الأخ حبيب والعضو أنا مسيحي
    بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 22-11-2005, 10:35 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

(الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي

(الحوار السادس)التعقيبات لحوار أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي