المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عبد الرحمن
يا ضيفتنا الكريمة / كلوديا ..
أخونا لم يستهزئ ولكنه يسرد ما حصل .. هذه قصة موجودة في كتابكم وأنتي تعلمين هذا وهو أوردها ها هنا .. فليست هي مشكلته وإنما هي مشكلة من يصدق أن هذا الكلام من الممكن أن يحصل .. نفس الذي يصدق أن سليمان كان متزوج ويملك 700 امرأة وأمالوه عن طريق الرب وأن لوط زنى ببنتيه وما كان لهارون مع العجل وكل هذا مما لا يمكن نسبته للأنبياء وللرب.
المشكلة ليست في مقتبس القصة .. المشكلة في القصة نفسها ..
زميلتنا العزيزة .. اسألي نفسك ، هل من الممكن أن يحدث هذا بين يعقوب ورب الأرض والسماء؟ هل هذا معقول؟
وكيف يقول يعقوب أنه رأى الله وقد جاء في إشعيا أ 45 عـ 15 : " حقا انت اله
محتجب يا اله اسرائيل المخلص."
وفي سفر الخروج أ 33 عـ 20: "
وقال لا تقدر ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش."
كذلك ما في رسالة بولس الأولى إلى أهل تيموثاوس أ 6 عـ 16: " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه
الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه الذي له الكرامة والقدرة الابدية."
وما في رسالة يوحنا الرسول الأولى أ 4 عـ 12: "
الله لم ينظره احد قط.ان احب بعضنا بعضا فالله يثبت فينا ومحبته قد تكملت فينا."
وفي إنجيل يوحنا أ 5 عـ 37 ما جاء على لسان يسوع نفسه: "والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.
لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته."
بغض النظر عن كلمة "أرسلني"
كل هذا يدل على أن الله لا يمكن أن يراه إنسان وإن قال قائل أن النص الذي جاء به أخونا ليس المقصود منه الله وإنما ملاك الرب.
أحب أن آتي له بنص كلام البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في (سنوات مع أسئلة الناس ـ الجزء السابع) حيث قال:
الذى صارع يعقوب هو الله للأسباب الآتية :
- غير الله إسمه من يعقوب إلى إسرائيل . ولا يملك الملاك الحـق فى أن يغير اسم إنسان .
- قال له الله فى تغيير إسمه " لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت " ( تك 32 : 28) .
- قال له هذا بعد أن صارعه . فما معنى " مع الله ... وغلبت "
يقول الكتاب " فدعا يعقوب إسم المكان فينيئيل قائلا " لأنى نظرت الله وجها لوجه ، ونجيت نفسى " ( تك 32 : 30 )
- إصرار يعقوب أنه لا يتركه حتى يباركه ، أمر خاص بالله . لأنه لم يحدث فى التاريخ أن إنسانا صارع ملاكا لكى يباركه . وفعلا نال البركة وتحققت .
- كون أن الذى ظهر له ، ضرب حق فخذه ، فانخلع فخذه ، وصار يخمع عليه ( تك 32 : 25 ، 31 ) . هذا لا يحدث مع ملاك . الملاك لا يضرب إلا إذا أخذ أمرا صريحا بذلك من الله ، وبخاصة لو كان يضرب أحد الآباء أو الأنبياء .
أما عبارة " صارعه إنسان حتى طلوع الفجر " ( تكوين 32 : 24 ) فمعناها أن الله ظهر له فى هذه الهيئة . " انتهى.
يا زميلتنا العزيزة .. والله لوددت أن تكوني خير من شنودة وتعملي عقلك في كل هذه التناقضات والهراء والكذب على أنبياء الله وعلى الله نفسه.
وسبحان ربي ليس كمثله شئ لا يتجسد ولا يتمثل .. سبحانه وتعالى رب العرش العظيم.
ولا أقول عن هذا الهراء إلا كما قال نوح لقومه كما جاء في القرآن الكريم: ((
مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً (18) )) سورة نوح
المفضلات