الاباء اليسوعيون يؤكدون بوقوع الاصلاحات العمدية

فالاباء اليسوعيون هنا مع غيرهم يقرون ويعترفون بوقوع
وادخال تصحيحات لاهوتية على بعض التعابير وذلك بسبب انها كانت تبدو للمصححين ان تلك المواضع معرضة لتفسير عقائدي خطير اى بالاختصار كانت تصحيحات بدافع المعتقد وقد جاء ما نصه (فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة اسطر .. مهملةً كل ما يفصل بينهما.. ومن المحتمل أيضا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها.. وقد يدخل الناسخ في النص الذي ينقله.لكن في مكان خاطيء. تعليقا هامشيا يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر إن بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على بعض التعابير التي كانت تبدو لهم معرضة لتفسير عقائدي خطير..)


د.القس اميل اسحاق يؤكد ايضا على الاخطاء العمدية والغير عمدية :

كما يحدثنا عن أخطاء النساخ أيضا د.اميل ماهر إسحاق أستاذ العهد القديم و اللاهوت بالكلية الاكليريكية في مخطوطات الكتاب المقدس ص19((و معظم فروقات القراءات بين المخطوطات حدثت عن غير دراية من الناسخ أو قصد منه خلال عملية النسخ.. فأحيانا تحدث الفروق بسبب أخطاء العين .. كآن تخطيء عين الناسخ في قراءة النص الذي ينقل عنه فتسقط منه بعض كلمات .. أو عبارات.. أو يكرر نساخة بعضها.. أو يحدث تبادل في موقع الحروف في الكلمات مما يؤدي إلى تغيير المعنى ..او يحدث تبادل في مواقع الكلمات .. أو السطور.. وقد يحدث الخلط بسبب صعوبة في قراءة بعض الحروف .. خصوصا وان الحروف العبرانية متشابهة في الشكل.. وكذلك أيضا الحروف اليونانية الكبيرة.. فأحيانا قد يصعب التمييز بين الحروف إذا لم تكن مكتوبة بخط واضح و بقدر كاف من العناية .. أو إذا كان المخطوط الذي ينقل عنه الناسخ قد تهرأ أو بهتت الكتابة عليه في بعض المواضع أو بعض الحروف ... و بعض فروق القراءات قد ينتج عن أخطاء الذهن .. كأن يفشل الناسخ في تفسير بعض الاختصارات التي كانت تستخدم كثيرا في المخطوطات.. خصوصا مصطلحات مثل الله و المسيح التي كانت تكتب بصورة مختصرة بصفة منتظمة.. و الفروق في تيموتاوس1: 3- 16 بين مَنْ, والذي, والله هي مثال على ذلك فقد وردت الآية "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" مكتوبة في قراءة أخرى "عظيم هو سر التقوى الذي (أو مَنْ) ظهر في الجسد)) .. ومن خداع القول الادعاء بانها اختلافات قراءات فمعنى اختلاف القراءات هو اتحاد اللفظ والمعنى ولكن لاختلاف اللسان يكن هناك اختلاف قراءات مثل ابراهيم ففي قراءة اخرى تكن ابراهام ولا فرق بينهما في الدلالة او النتيجة العملية سواء الايمانية اللاهوتية او التعبدية وهكذا هذا هو اختلاف القراءات ومن التخادع والتجهيل التمسح بهذا المصطلح الاسلامي لان الاختلافات الناتجة عن اخطاء النساخ هي متناقضات بكل ما تحمل الكلمة واحيانا تكن التغييرات والتحريفات التي تحدث بباعث المعتقد كما حدث كثيرا بين اليهود بالعبرانية والسامريين بالسامرية واكبر دليل على ذلك هو الاعتذار عن تلك الاخطاء بحجة انها اخطاء نساخ ولا ندري كيف يهونون من اخطاء النساخ العمدية وهي اصلاحات بالمخطوطات ذاتها لاخطاء في المعنى واحيانا لعدم بلاغة التعبير والتساؤل المرير اهو عجز الهي عن بيان مراده ام إكمال بشري لما عجز عنه الاله ؟ ومع فقدان الاصول صرنا امام اشكالات اخري تحتاج الى الامانة والاعتراف بالعور والتحريف .!! وكم كنا نود من مبشرين المولودين الجدد ان يشرحوا لنا في ضوء آراء هؤلاء اللاهوتيين كيف ان نسخ مخطوطة بها اكثر من ثلاث مائة من أخطاء النساخ الى مائة وخمسين الف -وليس ثلاثة كما يروجون – ومع ذلك لم تعدم ولم تلقى جانبا.. لا أدري متى سنتوقف عن الخداع والتخادع لإستمراء هذا التحريف المنكر.

- ويجب توضيح شيء غاية في الأهمية أن هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بالترجمة والنسخ ..مع صعوبات الترجمة وعدم توافر أدواتها و بدائية الطباعة وكما سنراه بتفصيلاته .. كان عملا عسيرا ومن المستحيل أن يسلم الامر من أخطاء فادحة وليدعي من يدعي بالإلهام والتسييق بالروح القدس من يشاء فهو مخادع لأقل درجات المنطقية والعقلية والمسلمات التاريخية ودليل ذلك .مَثلْ حاول التفكر فيه وقس ذلك على كل شيء .؟اول ترجمة للكتاب المقدس كله باللغة العربية كانت بعد اختراع وتقدم صناعة الطباعة وعكف المترجمون والنساخ حوالي 46سنة وماذا كانت النتيجة ندع القس ويصا الانطوني يحدثنا عن ذلك ص 136 من كتابنا المقدس (إن أول ترجمة بالعربية للكتاب المقدس كانت عام 1671م حين استأذن سر كيس الرزي مطران حلب من البابا اربان الخامس بابا روما, في تحصيل نسخة مضبوطة من الكتب المقدسة . فإذن له بذلك . فشرع مع مجموعة من العلماء في إعداد هذه الترجمة العربية .وبعد عمل 46سنة أنجزوا العمل.. وطبع الكتاب في روما ..وظهر إلى الوجود أول نسخة لكل الكتاب المقدس باللغة العربية .. بدون أي ترجمات أخرى . لكن.. هذه الترجمة لم تأت وفق ما كان يرجى منها . إذ أن ضعف الترجمة افقد التعاليم الدقيقة الكثير من قوتها وحيوتها.. وجعل بعض العبارات غير مفهومة ..بالاضافة إلى ما كان بها من أخطاء لغوية) .. يا سادة هذا كان في 1671م وليس في القرون الاولى.. و مع نضوج اللغات وعملية الترجمة وأدواتها وظهور صناعة الطباعة وعمل استمر ستة وأربعين عاما وكيف كانت النتيجة !! تلك هدية مهداة لأصحاب نظرية التهوين من تلك الأخطاء والخداع والتخادع وانصت معي لتلك المقدمة التي على الترجمة العربية المذكورة 1671م (( ثم انك في هذا النقل تجد شيئا من الكلام غير موافق قوانين اللغة بل مضادا لها ..كالجنس المذكر بدل المؤنث .والعدد المفرد بدل الجمع. والجمع بدل المثنى .والرفع مكان الجر. والنصب في الاسم والجزم في الفعل . وزيادة الحروف عوض الحركات .وما يشابه ذلك .فكان سببا لهذا كله سذاجة كلام المسيحيين .فصار لهم نوع تلك اللغة مخصوصا .ولكن ليس في اللسان العربي فقط. بل في اللاتيني واليوناني والعبراني تغافلت الانبياء والرسل والاباء الاولون عن قياس الكلام لانه لم يرد الروح القدس ان يقيد اتساع الكلمة الالهية بالحدود المضيقة التي حدتها الفرائض النحوية فقدم لنا الاسرار السماوية بغير فصاحة وبلاغة )) وهكذا فالانبياء عندهم والرسل –كما يزعمون- تغافلوا عن قياس الكلام أي سلامة التعبير الواجب سواء في النص اليوناني او العبراني او اللاتيني وختموها بالعربي وذلك لان روح القدس لم يرد تضييق اتساع الكلمة الالهية بحدود قواعد اللغات..!! منتهي الاستهبال المقدس والضحك على العقول والتخادع وبث سموم التجهيل المقدس لانعلم الها يعجز عن ايصال كلمته الى رسله ولايصح وحي رسولي يصلح له النساخ خطئه ان صح زعمكم فاذا كان الروح القدس اراد ذلك فلما تبررون للنساخ باصلاح الاخطاء .؟!! ياسادة انه التزييف والتحريف المركب ناهيك عن الترجمة العربية المسماة بفولجاتا الاسكندرية التي قام بها ابن العسال في 1252م وتفضح مدى تخبط التراجم بحق وحاولوا تحسينها في القرن الثالث عشر..وهكذا .!!!! ونهدي اليهم هؤلاء المبرّرِون بسماح الروح القدس وتغافل الانبياء لاتساع الكلمة الالهية الى اخر هذه التبريرات التخادعية ما يقوله د.يونج في اصالة الكتاب المقدس ((لانه كان الكتاب المقدس كما سبق ان قلنا .كتاب الله الذي نفخ به .فانه ينبغي على ذلك انه كتاب حق ومعصوم .والقول بغير ذلك معناه ان الله عاجز عن العمل بغير خطأ .وتهتز صورة الطبيعة الالهية نفسها امام الانسان. لانه اذا كان النص الاصلي للكتاب يحتوي على اخطاء .فكأنما الله نفسه مدان بانه يعطينا ما هوغير صحيح او حقيقي .ولا عبرة بالقول ان هذه الاخطاء جاءت في صغيرة ويسيرة. لان الخطأ خطأ سواء كان في الامور اليسيرة او الكبيرة . ونحن لانستطيع الثقة البتة في أي شخص يسترسل في اعطائنا الاخطاء مهما كان الزعم انها يسيرة او بسيطة . بل ان من يتجاوز الامور الصغيرة يدفع الى الظن دائما انه قد يتجاوز الامور الكبيرة ايضا .واذا كان الله يوصل الينا المعلومات خاطئة مهما يقل انها غير مهمة فحاشا له ان يكون الها لا يوثق به .ويصبح الايمان الكتابي بالله نفسه في مأزق وخطر .وقد سبق لنا ان قلنا انه اذا كان النص الكتابي غير معصوم .فانه من المستحيل معرفة ما هو الصحيح فيه وما هو غير الصحيح .ويصبح الدفاع عن المسيحية كلها دقيقا وحرجا ويضحى الاعلان الالهي بأكمله مشوبا بالشبهة والشك.! ولن نفزع بحال ما ونحن نستعرض الاخطاء المزعومة .....) وطبعا واضح مدى التناقض بين ما يزعمونه في مقدمة اول ترجمة عربية كاملة وبين الشاهد السابق ..ثم ان هذ الشاهد سنتناوله في موضع اخر لانه ايضا كما هو ظاهر من سياقه يتناقض مع نفسه في مؤخرة ختامه فهو يقدم لنا ما يجب ان يكون في عصمة الوحي ثم هو يحاول استعراض ما يسمى بالاخطاء وكأنه ليس هناك أخطاء نساخ عمدية معترف بها بسبب ما احدثته من تناقضات فانفضح الامر واضطروا للاعتراف بها وتبريرها.. وكأنه ليس هناك تحريفات ما بين العبرانية والسامرية بباعث المعتقد وتصل الى الستة آلاف ومنها مالايملكون انكاره وهو عند تثنية 27-4 فأين تلك الصورة التي يحاول التخادع بها ؟.ولكنها لغتهم التخادعية التي لايملكون غيرها للاسف المرير.!!