كان يوما عاديا لا يبدو عليه ما ينبيء بما سيحدث لي عندما اذن المؤذن معلنا آذان الظهر بالله أكبر.
إذ قرع أذني برد نفسي لم اعرفه من قبل ووكان عمري عشر سنوات تساءلت: من الله ماالدين ولماذا انا مسلمة؟
هرعت إلى سريري والتحفت بالغطاء و انا ارتجف رعبا من طرح هذه الأسئلة على نفسي لم أكن قد قرأت شيئا عن الأديان لم أر حتى هذه اللحظة أي إنسان غير مسلم وربما أشرح لاحقا لماذا في ذلك الوقت حدث ذلك.
لم احر جوابا لجأت إلى الكتب المتوفرة أمامي لم أجد فيها ما يرد على أسئلتي على حد علمي في ذلك الوقت وو أخذت كلما زرنا أقارب لنا اسأل عن كتب لديهم دون ان افصح عن ما أسأل عنه وهكذا أنظر فيها علي اجد بغيتي واخيرا وقع في يدي كتاب "خلق السماوات و الأرض" من سلسلة كتاب الشعب وبدأت اقرأ وازدادت الأمور تعقيدا فالكتاب كان ترجمة لنظرية داروين ووجدت نفسي أمام سلم التطور وتساءلت اين آدم وحواء ؟
لم اجدهما . لقد كان كتابا صادما ينفي وجود الخالق. عدت مرة أخرى للمكتبة التي لدينا وهي مكتبة كبيرة و أخذت أقلب في المجلات علني أجد فيها ما لم اجده في الكتب وبعد لأي وجدت إحدى المقالات التي تجادل الملحدين والماديين والطبيعيين ووجدت أن العلماء من شرق وغرب نقضوا هذه النظرية وأبانوا خللها وتحدث العلماء عن وجود قوة كبيرة خلف هذا الكون وكانت مقتطفات من كتاب( الله يتجلى في عصر العلم) أكثر من رائعة وظننت لوهلة أنني قد ارتحت . ولكن الشك بدأ يدب في قلبي مرة أخرى عندما قرأت كتابا عن( إنسان ما قبل التاريخ) ثم عاودني اليقين عندما قرات كتاب( الأدلة المادية على وجود الله ) ثم عاودني الشك مرة أخرى وعشت في ذبذبة فكرية حتى شعرت يوما باختناق شديد وضيق صدري دفعني للدخول للشرفة علي اتنفس بعض الهواء وأثناء اندفاعي فيها دخلت في أوراق كرمة العنب التي كانت تنمو على السور وأمسكت بورقة العنب التي بدت كأنها تصافحني وتناديني لأتلمسها واندهشت فلأول مرة ألاحظ كيف أن ملمس الورقة من إحدى الجهتين خشن و الآخرأملس في ورقة في منتهى الرقة وأمسكت بها فكانها تهزأ بي :أأنا بدون خالق ووجدت عقلي يمتليء بكلمة بديع السماوات والأرض .واذكر هنا عقلي وليس قلبي
فاقتناع العقل قد يعطي الحجة ولكن لا يعطي الطمأنينة والسكينة القلبية
و في إحدى ليالي رمضان بكيت كما لم أبك من قبل سائلة الله ان يهبني السكينة فلا يداخلني الجدل في هذا الأمر مرة أخرى و فعلا حصلت عليها وإذ يحدث ذلك تحصل على العقيدة إذ ينعقد عليها القلب فلا تخرج أبدا
وانتهى أول سؤال ربما أخد قرابة عام حتى اصل لليقين.
وبدأ السؤال التالي ماذا يريد الله مني؟