۩ فضله على الأنبياء وعلو قدره صلى الله عليه وسلم ۩

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، و أحلت لي الغنائم و لم تحل لأحد قبلي، و أعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى الناس عامة". أخرجاه في الصحيحين.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "بعثت بجوامع الكلم، و نصرت بالرعب، و بينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفتاح خزائن الأرض فوضعت في يدي".
قال أبو هريرة رضي الله عنه: "فلقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنتم تنتشلونها". أخرجاه في الصحيحين.

و عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال :" كنت في المسجد فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضيا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله عليه وسلم فقرا فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا و كأنما أنظر إلى الله فرقا. فقال لي:" يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القران على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية أن أقرأ على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألنها فقلت :"اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي" و أخرت الثالثة ليوم ترغب إلي الخلق كلها حتى إبراهيم صلوات الله عليه" . انفرد بإخراجه الإمام مسلم رحمه الله.

و عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك". انفرد بإخراجه الإمام مسلم رحمه الله.

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا، و أنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا يئسوا، لواء الحمد بيدي و أنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر". رواه الإمام الترمذي رحمه الله.
قال ابن الأنباري :"المعنى: لا أتبجح بهذه الأوصاف، و إنما أقولها شكرا لربي و منبها أمتي على إنعامه علي".
وقال ابن عقيل "إنما نفى الفخر الذي هو الكبر الواقع في النفس المنهي عنه الذي قيل فيه :لا يحب كل مختال فخور و لم ينف التجمل بما ذكره من النعم التي بمثلها يفتخر، ومثله قوله : لا يحب الفرحين يعني الأشرين(1) و لم يرد الفرح بنعمة الله تعالى". قال الخطابي رحمه الله :"ما زلت أسأل عن معنى قوله :"لواء الحمد بيدي" حتى وجدته في حديث يروى عن عقبة بن عامر أن أول من يدخل الجنة الحمادون لله على كل حال يعقد لهم لواء فيدخلون الجنة".

و قد روى الإمام مسلم رحمه الله في أفراده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، و أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، و أنا أول من يقرع باب الجنة". وفي أفراده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، و أول من ينشق عنه القبر، و أول مشفع".
و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم قال: فغضب وقال : "أمتهيكون (2) فيها يا ابن الخطاب؟ و الذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، و الذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني". رواه الإمام أحمد رحمه الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- أشر يأشر أشرا فهو أشر : بطر و استكبر.
(2)- أدلج : سار من أول اللي