
-
المسيح الاله الحق والانسان الحق .. يكشف من هو الله ومن هو الانسان
يخاطر المسيحيون بالقول إن يسوع المسيح هو إله حق وانسان حق , وهذا القول هو جوهر ايمانهم . تستهوينا أحياناً فكرة طرح السـؤال التالي بألفاظ تصوّرية أولاً : كيف يمكن ان يكون الله انساناً وان يكون الانسان إلهاً ؟ لابدّ من مقاومة هذا الإغراء , فما هو الانسان ومن هوالله ؟
لا نعرف الجواب إلاّ بالانسان الاله : فهو الذي يكشفه لنا . فلابدّ من التخلّي عن التفكير في ماهية الانساني والإلهي في مرحلة أولى , لمحاولــــة
التوفيق بينهما في مرحلة ثانية , والوصول الى تحليل امكانية الانسان الإله . ومع ذلك , فإن الكثير من الناس ألِِِفوا هذا الاسلوب في التفكير .
ولاعجب ان يؤدّي الى طرق مسدودة . لاشك ان العلوم الانسانية تفيدنا بعض الشيء عن الانسان ، وان البحث الفلسفي يفيدنا بعض الشيء
عن الله . لكن وجود الانسان الاله هو الذي يحملنا على الاعتراف بعدم تناقض امكانية أن يتّخذ الكائن المطلق صورةً في عالم النّسبي عالمنا من
دون الكفّ عن ان يكون المطلق , ان يصير الله انساناً من دون الكفّ عن ان يكون إلهاً . لا نستطيع ان نبني علماً في المسيح انطلاقاً من علم في
الله وعلم في الانسان يكونان سابقين له ، بل يجب أن يجد العلم في الله والعلم في الانسان أصلهما في العلم في المسيح . كيان يسوع المسيح
انفتاح تام . نقول على السواء إنه ابن وكلمة . فهو كلّه ابن وكلّه كلمة . والكلمة لا بقاء لها أبداً في حد ذاتها , فهي تأتي من احد وهي كلمــــة أحد . وهكذا فإن ابن الله هو ابن أحد , ابن الآب الذي عليه يقوم وجوده . والكلمة تقال لتسمع , فهي موجّهة الى آخرين . وهكذا فإن كلمـة الله
يلفظ ليسلم الى البشر . من قال إن كيان يسوع المسيح انفتاح تام , قال إنه كلّه انطلاقاً من الآب و لأجل البشر , وقال إنه محبّة , لأن المحبة هي
ان يكون أحد معّلّقاً بين قطبين ، قطب التقبّل وقطب العطاء . والتقبّل هو ان يكون أحد بالآخر , والعطاء هو ان يكون أحد لاجل الآخر او الآخرين
فيجب ألاّ نقول إنّ في يسوع المسيح محبّة , بل إنه محبّة . لكن الله وحده محبّة . فاذا كان يسوع محبّة , وجب الاعتراف بأنه إله , إله كابنِ كامل البنوّة , كابن وحيد لله , كإله حق . لكنه انسان حق أيضاً . فاذا كان يسوع كله مايعمله , واذا كان كله في ما يقوله واذا كان كله لاجل الآخر
كان أشدّ البشر انسانية , وكان كمال الانسانية , وكان في الحقيقة الانسان الوحيد على وجه تام ومطلق , ذاك الذي نبدو بالقرب بدايات انسان ,
وأناساً في الطريق الى الانسانية . إنه ما يجب ان نصير , انسان حق . يكون الانسان انساناً بقدر ما لا ينطوي على نفسه , بقدر ما لا يكون محدوداً . لكن الانسان يكون انساناً على وجه تام , لا حين يتّصل باللانهائي فقط , بل حين يكون واحداً معه . ويسوع المسيح هو الانسان الذي
هو واحد مع الله . يتبع .... الله الثالوث : أعماق إله ما هو إلاّ محبّة ....
التعديل الأخير تم بواسطة جورج أبو كارو ; 08-12-2009 الساعة 03:05 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-06-2012, 06:30 PM
-
بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-02-2011, 09:42 PM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 24-08-2007, 08:50 PM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 09-08-2005, 11:52 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات