وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ


.
هذا القول يوضح فيه الله لرسوله :salla-icon: : أعلم أن ما جئت به سيخاض فيه ، ويقال مرة أنه سحر ، ومرة إنه شعر ، وثالثة إنه كهانة ، ورابعة يتهومنك بالكذب ، ولا يقول ذلك إلا المنتفعون بفساد الكون ؛ فإذا ما جاء مصلح فسيجعلونه عدواً لهم .

لذلك لا بد أن تحافظ على أمرين ..

الأمر الأول : أن الذين اتبعوك - وهم ضعاف - قد لا يستطيعزون مواجهة القوة الظالمة ؛ لذلك لا تحملهم ما لا طاقة لهم به ولكن تَرَيَّثْ ؛ فإن لكل نبأ مستقراً .

الأمر الثاني : أنك إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم وبين لهم الجفوة فلا تقبل عليهم ، ولا تودهم ، ولا تسمع إليهم ، ولا يسمع إليهم أصحابك ، لماذا ؟

لأنهم يخوضون في آيات الله .

ولكن أيستمر هذا الإعراض عنهم طوال الوقت ؟

لا

فالإعراض عنهم إنما يكون في أثناء خوضهم وتكذيبهم لآيات الله ، أما في ذلك من الأوقات فاعلم أن آذانهم في حاجة إلى سماع صيحة من الحق ، لذلك انتهز فرصة عدم خوضهم في دينك وفيك ، ولقنهم ما تبشر به ، ولقنهم كذلك ما تنذر به ؛ لأنك إن تركتهم على ضلالهم فإن قضية الإيمان تصير بعيدة عنهم ، وا،ت مهمتك البلاغ ، والله يريد الخير لكل خلقه .

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

والنفس البشرية لها أغيار . وهذه الأغيار قد تنسيها بعض التوجيهات . لكن رسول الله :salla-icon: موعود من ربه بعدم النسيان .

سنقرئك فلا تنسى
[الأعلى6]

فإذا كان هذا بالنسبة لرسول الله :salla-icon: فكيف نفهم قول الحق هنا

وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

يتبع :-
.