شبهة جديدة



مريم والنخلة:

فأجاءها المخاضُ إلى جذع النخلة. قالت: يا ليتني مِتُّ قبلَ وكنتُ نَسْياً منسيّاً. فناداها من تحتها: ألاّ تحزني، قد جعل ربُّك تحتك سَرِيّاً، وهُزّي إليكِ بجذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطباً جنياً، فكُلي واشربي وقَرّي عيناً، فإمّا ترينَّ من البشر أحداً فقولي: إني نذرتُ للرحمن صوماً فلن أكلّم اليوم إنسيّاً (آيات 23 26).

قالوا إن وجع الولادة ألجأ القديسة مريم إلى الاستناد على نخلةٍ لتستمسك بها من شدة الطلق ووجع الولادة، فناداها جبريل (وقيل عيسى) بأن لا تحزني. وضرب برِجْله في الأرض فظهرت عين ماء عذبة وجرت، وقيل: كان هناك نهرٌ يابس فجرى فيه الماء بقدرة الله. وحنَّت النخلة اليابسة فأورقت وأثمرت وأرطبت، فأتاها الله بالأكل والشرب. وقيل معنى تحتك أي تحت أمرك، إن أمرتيه أن يجري جرى، وإن أمرتيه بالإمساك أمسك. وأضربت عن كلام الناس لأن عيسى تكلم عنها (ابن كثير في تفسير هذه الآيات).

فالقرآن نسب ما حصل لهاجر أم إسماعيل إلى مريم، فإن هاجر أخذت إسماعيل وتاهت في برية بئر سبع. ولما فرغ الماء من القِربة طرحت الولد تحت شجرة وبعُدت قليلاً عنه، لأنها قالت: لا أنظر موت الولد. وبكت، فأرسل الله إليها ملاكاً شجعها وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة وسقت الغلام.

ولم يأتِ المخاضُ مريمَ تحت جذع النخلة، فإنها ولدت المسيح في بيت لحم ولم تكن في البرية. ولم تهزّ مريمُ جذع نخلة ولا غيرها، ولم يضرب ملاكٌ ولا غيره برجله، وكذلك لم تنذر لله السكوت.

تجهيز للرد