بسم الله الرحمن الرحيم
**************
كتب السيف البتار

أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ; (آية 108).
قال اليهود لمحمد: ائتنا بكتابٍ من السماء جملةً كما أتى موسى بالتوراة، أو فجِّرْ لنا أنهاراً، نتبعك ونصدّقك كما فعل موسى، فإنه ضرب الصخرة فانفجرت المياه . فقال لهم: أم تريدون أن تسألوا رسولكم؟ . وسألوه هذا السؤال مراراً وعجز عن إجابتهم (الطبري في تفسير البقرة 2: 108).

فكان يجب أن يأتيهم بمعجزةٍ واحدةٍ كما فعل موسى وغيره من الأنبياء الصادقين، ولكنه لم يفعل ذلك وأظهر عجزه بقوله: أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سُئل موسى من قبل؟ . ولم يشكّ أحد من بني إسرائيل في موسى كما شكّ العرب في محمد، لأن محمداً لم يأتهم بمعجزة ولا ببرهان على صحّة دعواه، ولكنه اعتذر وشبّه نفسه بموسى. وشتَّان بينهما! فموسى فعل المعجزات الباهرة، فضرب المصريين عشر ضربات، وشقَّ البحر الأحمر وأغرق المصريين، وفجّر الصخرة ماءً، وكلّم الله تكليماً.


الرد


إن السؤال الذي ذكروه إن كان ذلك طلباً للمعجزات فمن أين أنه كفر؟ ومعلوم أن طلب الدليل على الشيء لا يكون كفراً، فإن كانوا طلبوا المعجزات فإنهم يطلبونها على سبيل التعنت واللجاج .... لهذا فإنهم طلبوا منه أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة .. فكفروا بسبب هذا السؤال.

كما سألوا موسى
{ اجعل لنا إلها كما لهم إلهة }



أما التفرقة في المعجزات ... فيكفينا القول بأن سيدنا موسى عليه السلام جاء بمعجزات وانتهت بموته ، وسيدنا عيسى جاء بمعجزات وانتهت برفعه ، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى ومازالت معجزته خالدة إلى يوم القيامة وهي معجزة القرآن .

الا يكفي القرآن كمعجزة ، وإلا فأتوا بحديث مثله .