
-
هل قالت أميمة بنت النعمان لنبي الإسلام:" وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ"؟
هل قالت أميمة بنت النعمان لنبي الإسلام:" وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ"؟
قالوا: إن نبيَّ الإسلام أمر امرأةً ليست زوجةً له أن تهب نفسها له ، فقالت : " وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ؟ "، وقالت : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ !
الرد على الشبهة
أولًا: إن أميمة بنت النعمان كانت متزوجة من النبيِّr وليس كما فهم المعترضون من خيالهم المريض... يدلل على ذلك ما جاء في الآتي :
1- صحيحُ البخاري برقم 4853 عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ-: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ r حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ :الشَّوْطُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ r: اجْلِسُوا هَا هُنَا وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ r قَالَ هَبِي نَفْسَكِ لِي: قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ؟ قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ . فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ! فَقَالَ: قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا.
وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي أُسَيْدٍ قَالَا: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ r أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا.
2- قال ابنُ حجر في الفتح: تَزَوَّجَ رَسُول اللَّه r أُمَيْمَة بِنْت شَرَاحِيلَ...
وَاعْتَرَضَ بَعْضهمْ بِأَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجهَا إِذْ لَمْ يَجْرِ ذِكْر صُورَة الْعَقْد ، وَامْتَنَعَتْ أَنْ تَهَب لَهُ نَفْسهَا فَكَيْف يُطَلِّقهَا ؟ وَالْجَوَاب أَنَّهُ r كَانَ لَهُ أَنْ يُزَوِّجَ مِنْ نَفْسه بِغَيْرِ إِذْن الْمَرْأَة وَبِغَيْرِ إِذْن وَلِيّهَا، فَكَانَ مُجَرَّد إِرْسَاله إِلَيْهَا وَإِحْضَارهَا وَرَغْبَته فِيهَا كَافِيًا فِي ذَلِكَ ، وَيَكُون قَوْله " هَبِي لِي نَفْسك " تَطْيِيبًا لِخَاطِرِهَا وَاسْتِمَالَة لِقَلْبِهَا ، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله فِي رِوَايَة لِابْنِ سَعْد " إِنَّهُ اِتَّفَقَ مَعَ أَبِيهَا عَلَى مِقْدَار صَدَاقهَا ، وَأَنَّ أَبَاهَا قَالَ لَهُ : إِنَّهَا رَغِبَتْ فِيك وَخَطَبَتْ إِلَيْك " .
إذًا: معنى قَوْله " هَبِي لِي نَفْسك " قصد النبيُّ r تَطْيِيب خَاطِرِهَا، وَاسْتِمَالَة قَلْبِهَا، ومداعبتها....ولم يطلب منها أن تتزوج منه كما زعم المعترضون إذ أن النبيَّ r كان متزوجها بالفعل...
أما عن قول أميمة بنت النعمان:" وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ؟ " فليس هذا سبًا للنبيِّ r كما يتوهم المعترضون فالسُّوقَة ، كملة معناها : من عوام الناس وليس ملكًا...
قال ابنُ حجر في الفتح: السُّوقَة بِضَمِّ السِّين الْمُهْمَلَة يُقَال لِلْوَاحِدِ مِنْ الرَّعِيَّة وَالْجَمْع ، قِيلَ لَهُمْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَلِكَ يَسُوقهُمْ فَيُسَاقُونَ إِلَيْهِ وَيَصْرِفهُمْ عَلَى مُرَاده ، وَأَمَّا أَهْل السُّوق فَالْوَاحِد مِنْهُمْ سُوقِيّ ، قَالَ اِبْن الْمُنَيِّرِ : هَذَا مِنْ بَقِيَّة مَا كَانَ فِيهَا مِنْ الْجَاهِلِيَّة ، وَالسُّوقَة عِنْدهمْ مَنْ لَيْسَ بِمَلِكٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ ، فَكَأَنَّهَا اِسْتَبْعَدَتْ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمَلِكَةَ مَنْ لَيْسَ بِمَلِكٍ ....
وأما قولها : " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ " !
نلاحظ: أن النبيَّ rلم يضربها، ولم يُهينُها .... ولكن قال أرحم الناس المتوقف عند ذكر الله : قَدْ عُذْت بِمَعَاذٍ، وَفِي أُخْرَى لَهُ " فَقَالَ: آمَنُ عَائِذٍ اللَّهُ " . وهذا من رحمته ولطفه وسعة أخلاقة، ثم أمر أن تلحق بأهلها دون أذى....
ثانيًا: إن المعترضين يعترضون على موقف حدث في حياةِ النبيِّ r وهو أن امرأة أخطأت في حق نبي الله محمد r...ويبقى سؤالان للمعترضين:
السؤال الأول: ماذا لو أهانها النبي r بالضرب أو السب....ماذا كنت ستقولون عنه ؟!
السؤال الثاني: ألم يرد في كتابكم المقدس أن زوجة نبي الله داودu أهانت داودَ بالسب، واصفة إياه بالسفيه .... لماذا لم تطعنوا فيه؟!
دليل ما ذكرتُ هو في سفر صموئيل الثاني إصحاح 6 عدد20 وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ». لا تعليق !
كتبه/ أكرم حسن مرسي
التعديل الأخير تم بواسطة أكرم حسن ; 10-08-2015 الساعة 01:06 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابو الخل في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 13-05-2014, 12:27 PM
-
بواسطة mdt_سفيان صدوقي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 05-02-2014, 09:00 PM
-
بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى دعم المسلمين الجدد والجاليات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 15-11-2013, 01:32 PM
-
بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى دعم المسلمين الجدد والجاليات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-09-2013, 01:39 AM
-
بواسطة ابو رفيق في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 29-03-2009, 07:24 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات