الموضوع أبسط مما يكون
مشاركة رقم 18 على الرابطِ التالى :
http://www.albshara.net/showthread.php?t=20684
عموماً و باختصار :
يجب أولاً التوضيح
فَأولاً يكادُ يُخطأُ من يقول بأنَّ القرأن قَـالَ هذا فلم يقلِ اللهُ تباركَ وتعالى بدايةً أَنَّ مريم أخت هارون !
لكن القرأن
نقل عَلَى لِسَانِ اليهود قول اليهودِ لِمريمَ ابنةَ عمران وقتها
:" فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَـالُـوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً . يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً . فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ..." الأيات .
فمن قال وقتها يا أخت هارون هم اليهود
والقرانُ نقل ما حدث فقط، فالقرأنُ يحكى عنهم قولهم فهم الذينَ قالوا يا أُختَ هارون .
هذه واحدة .
ثانياً : المراد بمريم بأية سورةِ مريم هى مريم العذراء أُمُّ سيدنا عيسى رسول الله .
والمراد بهارون بالأية نفسها هو هارون النبى بن عمران أخو موسى النبىّ بن عمران رسول بنى إسرائيل .
والله تباركَ وتعالى ذكر ذالكَ [COLOR="red"]نقلا على ألسنةِ بنى إسرائيلَ أنهم قـالـوا لها [/COLOR
]:" فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَـالُـوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً . يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً . فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ..." الأيات .
ومع ذالكَ فقد فَسَرَ الْمُفَسِرونَ أنَّ اليهودَ قصدوا :
يَا أُخْتَ هَارُونَ أى
يا شبيهةَ هارونَ فى العبادةِ . كما يُقالُ يا أخا العربِ للعربىّ ويا أخا تميم لمن هو من تميم .
وذالكَ لما لهارون من المكانة عندَ اليهودِ .
وللتأكيدِ على هذا المعنى ذكرَ المولى تباركَ وتعالَى بعض و أَهَمَّ ما قاله يهود
:"مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً " فكأنهم [اليهودَ] يريدُونَ توجيه نظر العذراء إلى مدى إخلاصها فى العبادة حتى صارت عندهم كهارون النبى أخى موسى، وكذالكَ يريدون توجيه نظرها ولفتهِ لكون أبوها عمران كان رجل صالح وكذا أُمّها ما كانت امرأة بغىّ .
النقطة الأخيرة هى :
السيدة مريم اسمها مريم . وَ وَالدها اسمه عمران فهى مريم ابنةَ عمران
:" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " .
وموسى وهارون كلاهما أولاد عمران كذالكَ نعم .
فيا تُرَى هل كانت مريم أُمَّ عيسى ابن مريم النبى الرسول هى أخت موسى وهارون ؟
و بِالتَالَى يكون موسى وهارون أخوال لعيسى ابن مريم ؟
كلا .
بل مريم أُم عيسى رسول الله ليست أخت موسى وهارون ولدىّ عمران
من النسبِ ودليل ذالكَ ما أخرجه الإمام مُسلِم والترمذىّ واللفظُ للترمذىّ من حديث المُغيرة بن شعبة قال : "بعثني رسول الله

إلى نجران فقالوا لي ألستم تقرءون"
يَا أُخْتَ هَارُونَ " وقد كان بين موسى وعيسى ما كان فلم أدر ما أجيبهم فرجعت إلى رسول الله

فأخبرته فقال
"ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم ". فباختصار اليهود كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحينَ منهم . وخذا هو ما أَوجَدَ التشابُه فى الأسماءِ ! وهذا ما قصده

تحديداً فنبه

عليهِ .
والقرانُ هنا
نقل عن اليهودِ ما قالوه لمريم ابنة عمران أُمّ عيسى ابن مريم شبيهةَ هارون فى العبادةِ كما نقل القرأنُ عن اليهودِ لمُحمَّدٍ

.
وَ الْحمدُ للهِ .
المفضلات