بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في سورة الملك الآيه 5 قول الله تعالى :
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ
وقد كانت شبهة الكافرين في تلك الآيه هي :
اذا كان المسلمون يزعمون ان القرآن به اعجاز علمي فكيف تكون الرجوم نجوما للشياطين ؟ أي اعجاز علمي في ذلك ؟
الرد :
أولا : أقول للنصراني : أرني الشياطين أريك كيف يرجمها الله بالنجوم ؟!
ان من يلقي تلك الشبهه هو غالبا نصراني .. أي أنه يؤمن بالشياطين وبعلم الغيب ، فكيف يطلب منا أن نشرح له شيئا هو في علم الغيب ؟ انه يؤمن بأن هناك عالما كاملا مختفيا اسمه عالم الشياطين ، ولا دليل علمي واحد عليه ولا يستطيع أكبر نصراني في العالم أن يرينا ولو دليل واحد عليه ، فلماذا يسخر اذن من شئ هو في علم الغيب الذي عند الله ؟ قد أفهم هذا السؤال من رجل ملحد ، لا يؤمن بالغيب أصلا ، لكن كيف يجروء النصراني على قول هذا السؤال وهو يؤمن بأن هناك غيب وشياطين ؟!
ثانيا : ان الله في هذه الآيه يخبرك بحقيقه غيبيه ، لا بحقيقه علميه ، والمتفحص في آيات الله سيظهر له جليا الفارق بين آيه تتحدث عن حقيقه علميه وآية أخرى تتحدث عن حقيقه غيبيه ، فمثلا عندما يذكر سبحانه وتعالى :
سورة الرحمن آية 6 : وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
لاحظ ان الله سبحانه وتعالى جاء بفعل غيبي هنا .. فالسجود هو لله سبحانه وتعالى ، فان طلب النصراني ان يرينا كيف يسجد النجم والشجر لله طلبنا منه أن يرينا الله أصلا !
فليست كل آيه يجئ الله فيها بشئ مادي محسوس هي آية اعجاز علمي ، و يمكن لأي أحد معرفة ذلك بسهوله شديده من ملاحظة مجرى الآيه ، فآيات الاعجاز العلمي تلاحظ انها تصف حقيقه واقعه لا تأتي بشئ غيبي .. مثل قوله تعالى :
سورة يس آية 40:
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
هل هناك أي غيب في الآيه ؟ هل هناك ذكر لملائكه أو شياطين أو سجود لله تعالى أو نار أو جنه أو يوم قيامه أو ما الى ذلك من علم الغيب ؟
لا .. ان الآيه واضحة للغايه في انها تورد حقيقه واقعه جاء العلم الحديث ليفاجئ بصحتها ، بل يفاجئ بدقتها الشديده أيضا ، فلا يوجد وصف أدق لحركة الكواكب والنجوم والشمس والقمر في الفضاء الا بالسباحه في مسارات محدده لها توصف بالأفلاك ..
و أيضا كما في الآيه الكريمه :
سورة الحج آية 5:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
لاحظ أنه في تلك الآيه جاء الله بعلم غيبي ( البعث ) ثم اتبعه بمثال علمي ليظهر لنا امكان حدوث الغيب ، وهنا جمع الله بين النوعان ، لكنه جعل الفارق واضحا بين أول الآيه وباقيها ، أي بين علم الغيب وعلم الواقع ، لكيلا يتداخل النوعان عند المتلقي ، ان اول الايه ( الحقيقه الغيبيه ) لابد أن يوضحها الله لنا بعلم واقعي ( الحقيقه العلميه ) فهو يضرب لنا مثلا من واقعنا ، ولم يضرب لنا مثلا بحقيقه غيبيه أخرى ، والا انتفى الغرض من الآيه ..
أخيرا : هل للنصراني أن يرينا كيف أن الشيطان ينزع الكلمه من القلوب ؟
بل وكيف تزرع الكلمه في القلوب ؟
بل اننا نطلب منه فقط ان يرينا شيطان واحد أصلا !
انجيل مرقص 4 : 15
وهؤلاء هم الذين على الطريق: حيث تزرع الكلمة حينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيكم : الفوهرر
والله انه لشئ مضحك ان يقول مثل تلك الشبهه نصراني !
المفضلات