بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده
ثم اما بعد,

من أكثر الشبهات التي يرددها النصاري أن الإسلام ظلم المرأة ولم يسو بينها وبين الرجل...
ومما لا ينكره إلا جاحد أن الإسلام أكرم المرأة وأعطاها حقوقها التي تليق بها كاملة..
و انا كمسلمة افتخر باسلامي الذي حفظ لي حقوقي و كرمني اردت ان ارد علي هؤلاء و اقول لهم ان ما في شريعة علي وجه الارض كرمت المرأة مثلما فعل الاسلام..
ما في شريعة علي وجه الارض حفظت للمرأة حقوقها و صححت اوضاعها الا الاسلام..

فهي إن كانت أماً : فقد قرنَ الله حقَّها بحقّه ، فقال تعالي (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا) (الإسراء:23) وأي تكريم أعظم من أن يُقْرِن الله حقها بحقه ، وجعلها الرسول صلي الله عليه و سلم أحقَّ الناس بحسن الصحبة وإسداء المعروف ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ (قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ )

وقد تتشوق النفس إلى نيل الشهادة و الخروج للجهاد و كلنا يعلم فضل الشهادة و مع ذلك فحقَّ الأبوين في البقاء معهما ، والإحسان إليهما مقدم على ذلك كله مالم يتعين الجهاد فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلي الله عليه و سلم فَقَالَ إِنِّي جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ ( قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا
أَبْكَيْتَهُمَا )


وقد تغلبُنا نفسنا الأمارةُ بالسُّوء فنذنب ذنبا شديدا ثم يمن الله علينا بالتوبة و فنلتمس سبل التكفير عن هذا الذنب ففي رضا والدتك أعظم معين على ذلك ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلي الله عليه و سلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ قَالَ: ( هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ قَالَ لَا قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبِرَّهَا )

وهي إن كانت بنتاً : فحقها كحق أخيها في المعاملة الرحيمة ، والعطف الأبويِّ ؛ تحقيقاً لمبدأ العدالة ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ ) (النحل:90) وقال تعالى : ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) (المائدة:8) وفي حديث عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : (وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ )
ولقد شنع القرآنُ على أصحاب العقائد المنحرفة الذين يبغضون الأنثى فقال سبحانه : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُون َ) (النحل: 58 ، 59) وهاهو رسولُ الهدى صلي الله عليه و سلم ، يُعدّ من كبائر الذنوب تلك اليد التي تمتد للطفلة البريئة فتواريها في التراب فعَنْ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ سَأَلْتُ أَوْ سُئِـلَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ قَـالَ : ( أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ) , ويرغِّب النبي صلي الله عليه و سلم في الإحسان إليهن ، فيقولُ :( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ) وفي رواية (دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الْجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ)
يتبع ان شاء الله و قدر..