من هم الرجال !

السلام عليكم...

إخواني وأخواتي في الله ...

أتمنى إنكم تكملوا قراءة الموضوع للآخر والذي سأكمله على جزأين بإذن الله تعالى
وستعرفوا ( من هم الرجال )!

الدعوة للجهاد ليست للرجال فقط إنما كتب الجهاد على الامة عامة

رجالهم ونسائهم ( فإنما النساء شقائق الرجال)إلا من

عذره الله مثل الأعمى والأعرج فهؤلاء ليس عليهم حرج ولكن على من كتب القتال في ارض المعركة

وميادين القتال؟ الرد على هذا السؤال جاء بالاجماع إنهم هم الرجال . فما تعريف كلمة رجل ؟ وما

صفات الرجال ؟

هل نعرف هذا الرجل من تركيبه العضلي؟ ام نعرفه من تركيبه

البيولوجي ؟ أم كيف نعرف الرجل ؟

طبعا لايمكن الحكم على الرجل من تركيبه العضلي ولا من البيولوجي لانه على سبيل المثال قال تعالى

في سورة الاعراف على قوم لوط :

(إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون)
إذا وكما هو موجود حاليا من الشواذ في كل ارجاء الارض لايمكن

الحكم بيولوجيا أن هذا رجل أو إمرأة

لذا عند البحث ومن ألسنة علماء الدين الاسلامي وجد التعريف من القرآن الكريم في الآيات التالية :

*لاتقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108 ) أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لايهدي القوم الظالمين (109 )

* في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال (36 ) رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار (37) ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (38 )

* وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون..

نلاحظ وجود حرف الجر " في " كلا الآيتين مما تدل على وجود شئ داخل شئ ، وفي معنى الآيتين ، أن الرجال داخل بيوت
الله .

هكذا عرف الله الرجل ، أي أن الرجل هو من أسس بنيانه على تقوى من الله , الرجل هو من أحبه الله ،

الرجل هو من يضع الله في حساباته وقبل كل شئ الرجل هو من يستطيع رفع راية الله عالية خفاقة.

وليس كل المؤمنين رجال من قوله تعالى :

*من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظرومابدلوا تبديلا ....

وقوله تعالى:
* ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما ...

وإليكم بعض الصفات التي وصف الله بها الرجال كما وردت في الايات:

*يكفي أن الله تعالى شهد لهذا الإنسان أنه رجل .

شجاع: لانه ماكان الله ليوحي لإنسان بأن يحمل الرسالة إلا أن يشهد الله له بالشجاعة وذلك من قوله تعالى (وماأرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ...

بالغ : أي أن الرجل هو من بلغ الحلم (أي سن 11_12 ) وذلك من قوله تعالى :

ماكان محمد أبا أحد من رجالكم..

الآن إبراهيم إبن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وعنده 16 شهرا وفي قول آخر مات وعمره 18 شهرا . وبالفعل ماكان سيدنا محمد أبا احد من الرجال .

صابر: ذلك لأن الرجل تحمل الصبر على الطاعة حتى شهد الله له ، بل ويحبه الله .

قوي البنية : وذلك من قوله تعالى :

(أفمن أسس بنيانه...) وفيه تشبيه بأن الجسد كأنه بنيان

يؤسس ، وحيث أن الاساس في حياة المهندسين هو أصل القوة في اي مبنى ، لذلك فإن جسد الرجل

يكون قوي كالبنيان وأساس قوته تقوى الله .)

محب : وذلك من قوله تعالى : ( رجال يحبون .....)

رقيق القلب: وذلك من قوله تعالى : ( يخافون يوما .... )

لا يخاف أحد إلا الله : وذلك من قوله تعالى : (رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .... ) كلنا يعلم مافي التجارة من مشاكل ومشاكسات ومكسب وخسارة وأناس يتقون الله وأناس غير ذلك ولكن الرجل هو من لايلتفت لذلك ويضع الله فوق أي إعتبار.

مضئ الوجه : وذلك من قوله تعالى : ( ورضوان خير ... ) وذلك أن الرجل حل عليه رضوان الله، بالتالي حلت عليه رحمة الله وتحقق فيه قول الله تعالى في سورة آل عمران: ـ (وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون )

جاد: وذلك من قوله تعالى : ( رجال لاتلهيهم ... )

حذر : وذلك من قوله تعالى : ( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار .. )

شهم : وذلك من قوله تعالى: (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ..)

نظيف : وذلك من قوله تعالى : (فيه رجال يحبون أن يتطهروا... )

محبوب عند الناس : وذلك من قوله تعالى : ( الله يحب المطهرين ... ) ومن يحبه الله حبب فيه خلقه

وذلك من الحديث القدسي: إذا أحب الله عبدا ، نادى جبريل :إني قد أحببت

فلان فا أحبه، قال : فينادي في السماء ،ثم تنزل له المحبة في أهل الارض ، فذلك قول الله تعالى (إن الذين

آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل الله لهم ودا )، وإذا أبغض الله عبدا ، نادى جبريل : إني قد بغضت فلانا ،

فينادى في السماء، ثم تنزل له البغضاء في الارض .

طموح : وذلك من قوله تعالى : (ويزيدهم من فضله ... ) إذ لابد أن يكون الرجل أخذ
باسباب الرزق وساعيا فيهاحتى يزيده الله من فضله

نشيط : لأن من حافظ على صلواته الخمس في المسجد ، هذا دليل على نشاطه وليس ذلك فحسب بل هو دليل ايضا على سعيه وراء الرزق .

حسن الخلق : وذلك من قوله تعالى : (رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ... ) إذ فالاولى أن
يكون الرجل حسن الخلق مع الناس , لأنه كان حسن الخلق مع الله تبارك وتعالى

صادق : وذلك من قوله تعالى : ( رجال صدقوا .. )

ثابت وموزون : وذلك من قوله تعالى : (ومابدلوا تبديلا ...)

رحيم : وذلك من قوله تعالى : (وإيتاء الزكاة ...) إذ فيه الرحمة بالضعفاء

ذكي : وذلك من قوله تعالى : ( رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. ) فمن كانت له القدرة على إحضار الذهن في وقت ذكر الله، ثم إحضار الذهن وقت السعي ،فهو بذلك ذكي يعرف كيف يوظف عقله جيدا .

متواضع : وذلك من قوله تعالى : ( وإيتاء الزكاة .. )

عزيز النفس : وذلك من قوله تعالى : (أفمن أسس بنيانه ... )

منظم : ذلك لان الرجل حافظ على وقت ذكر الله ، ووقت التجارة للتجارة ، فكذلك في جميع حياته منظم .

أخيرا الرجل يكون فيه أكثر صفات الانبياء والمرسلين وذلك من قوله تعالى : (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي لهم ..)

يا أخي في الله : أنظر إلى نفسك الآن وأسأل نفسك ...هل أنت

ذلك الرجل الذي عرفه الله ووصفه بتلك الصفات الجميلة ؟أن كنت كذلك فنعم الرجل وغن لم تكن كذلك فماذا

تنتظر لتكون رجل يحبه الله ؟ رجل يدافع عن أمه وأخته وإبنته وأخواته المسلمات وسائر محارمه ودين الله
والدعوة اليه ؟

يا أختي في الله : هل يوجد في بيتك رجل يدافع عنك ؟ فإن وجد

فذلك الرجل خيرلك ولطفلك ، ولكن لو لم يكن عندك هذا الرجل فمن الذي سيدافع عنك ؟ أين فطنة المرأة

المسلمة التي تجعل من زوجها وأخيها وأبيها رجالا يدافعون عنها وقت اللزوم ويحملون راية الاسلام



لو أجبنا عنه بأي جواب لنازعنا عليه الناس؛ لأن أصحاب الفن يقولون: نحن الرجال. ولأن أصحاب اللهو واللعب يقولون: نحن الرجال. ولأن أصحاب المال والثراء يقولون: نحن الرجال. وهكذا كل يزعم أنه هو الذي على مستوى الرجولة الحقة، لكن نحن لن نخبر عن أنفسنا أو عن أحد من الناس بأننا نحن الرجال أو هم الرجال، بل ندع القرآن هو الذي يجيب على هذا السؤال: من هم الرجال؟ ومن هذا المنطلق نريد أن نتحدث لنعرف حقيقة الرجال، ولنزن الناس بهذا الميزان، فمن كان على هذا المستوى فهو في مستوى الرجولة، ومن كان دون ذلك فهو لم يصل بعد إلى مستواها، وبإمكانه أن يصل إلى هذا المستوى.



المساجد مازالت -ولن تزال- وستبقى بإذن الله تربي الرجال حتى يرث الله الأرض ومن عليها, وإذا أردت دليلاً على ذلك فانظر إلى ما أحدثته المساجد في أيامنا الحاضرة, فهذه الصحوة الإسلامية المباركة العارمة التي أصبحت تقض على العدو مضجعه، فلا ينام من الليل إلا قليلاً, هؤلاء هم من إنتاج المساجد, أما إنتاج الأماكن الأخرى فلا أريد أن أذكره؛ لأن له مكاناً آخر. إذاً المساجد هي بيوت الله, والرجال لا يتربون تربية حقة إلا في المساجد, والذين نشئوا في المساجد وعلقت قلوبهم بالمساجد هم خير البشرية، وهم الذين سيعيدون لهذه الأمة مجدها وعزتها وكرامتها، ويوم أعرض الناس عن المساجد مدة طويلة من الزمن، وقبل أن تكون هذه الصحوة الإسلامية المباركة رأينا المصائب تترى وتتوالى على هذه الأمة، فأصبحت بلاد المسلمين تتساقط بأيدي الكافرين حصناً بعد حصن، وبلداً بعد بلد، ودولة بعد دولة، وتقسم بلاد المسلمين بمقدار ما أعرض الناس عن هذه المساجد، ويوم يعود الناس إلى هذه المساجد يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.




نماذج من شباب ورجال المساجد
المساجد هي التي ربت الرجال، اقرأ تاريخ البشرية بصفة عامة، واقرأ تاريخ الإسلام بصفة خاصة لتعرف كيف ربى الإسلام الرجال، شباب في سن المراهقة، لكن كانت عقولهم ومستوياتهم فوق عقول الرجال في أيامنا الحاضرة، فهذا أسامة بن زيد رضي الله عنه حب رسول الله وابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاد الجيش إلى بلاد الشام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقد جهز هذا الجيش صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف أبو بكر و عمر هل يسير هذا الجيش إلى بلاد الشام أو يبقى، فـعمر رضي الله عنه يرى أن يبقى هذا الجيش لحراسة المدينة، وأبو بكر يرى أن يذهب هذا الجيش تحقيقاً لتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره، وفعلاً يسير هذا الجيش ويظهر قوةً للأمة الإسلامية، ويبين للرومان أن الأمة الإسلامية بالرغم من وفاة رسولها صلى الله عليه وسلم أنها ما زالت بخير، وأنها أرسلت هذا الجيش الجرار إلى بلاد الشام من المدينة، ويقوده رجل لا يتجاوز الثامنة عشر من عمره. وهذا محمد بن القاسم رحمة الله عليه رجل في السابعة عشرة من عمره قاد جيشاً إلى بلاد السند، وفتح لنا شبه القارة الهندية التي تعتبر الآن من أكثر بلاد الإسلام كثافة، فتحها هذا الشاب وهو لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره. ومن هؤلاء الرجال عقبة بن نافع رضي الله عنه، الرجل الذي كان يقود جيشاً في شمال أفريقية، ويسابق الشمس على مطالعها، ويصل بجيشه إلى تونس الحالية، وعندما أراد أن يبني مدينة القيروان لتكون قاعدة للمسلمين في شمال أفريقية أتى إليه أهل تلك البلاد وقالوا له: يرحمك الله أيها الأمير! هنا غابات رجع الفاتحون دونها, فلن تستطيع أن تبني فيها مدينة القيروان. فيقول لهم: لابد من أن أبني فيها مدينة القيروان. ويقف على جانب الغابة ويخاطب الوحوش ويقول: أيتها الوحوش! نحن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم جئنا هنا لننشر الإسلام. يقول شاهد عيان: والله لقد رأينا الوحوش تحمل أولادها تخلي الغابة لـعقبة بن نافع ليقيم عليها مدينة القيروان. ثم يسير هذا البطل المؤمن ابن المسجد متجهاً إلى جهة الغرب حتى يغرز قوائم فرسه في مياه المحيط الأطلسي ويقول: لو أعلم أن وراء هذا الماء أحداً لخضته إليه على فرسي. وينشر الإسلام في شمال أفريقية ويستشهد هناك. أما قتيبة بن مسلم فإنه اتجه شرقاً, ففتح بلاد ما وراء النهر وتوغل فيها، ثم سأل أصحابه ذات يوم وقال: أي بلد أمامنا؟ فقالوا: يرحمك الله هذه بلاد الصين. فقال: والله لا أرجع إلى أهلي حتى أطأ بأقدامي هذه أرض الصين, وأضع وسم المسلمين على الصينيين, وأفرض عليهم الجزية. ثم تصل الأخبار إلى ملك الصين, فيخاف من قتيبة بن مسلم رحمة الله عليه, ويرسل صحافاً من الذهب قد ملئت بتراب الصين ويرسل أبناءه الأربعة ويرسل الجزية ويقول: هذه تربة الصين ليبر قتيبة بقسمه ويطأها وهو في مكانه, وهذه هي الجزية، وهؤلاء أولادي الأربعة يضع عليهم وسم العرب. ثم يعود قتيبة بن مسلم إلى بلاده بعد أن نشر الإسلام في أقصى الشرق.
الصفة الأولى: ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ). يقول المفسرون: إن هؤلاء الرجال لهم تجارة ولهم بيع وشراء وأموال ومصانع ومتاجر ومزارع، لكنهم يضعونها في أيديهم، ويضعون الحياة الآخرة في قلوبهم،
الصفة الثانية: ( يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ). إن الناظر إلى واقع الناس اليوم -مقارنة بما في هذه الآية- يجد الفرق البعيد الواضح، قوم تربوا في المساجد وقلوبهم معلقة بالمساجد، ولا يعرفون أي طريق إلا طريق الجنة، ولا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم هم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، وفي المقابل هناك قومٌ يفسقون ويفسدون ويركبون كل المناكر، ولا يتركون معصية من معاصي الله عز وجل إلا ويركبونها، ثم تجدهم يضحكون بملء أفواههم







صفات الرجال

إن الرجل من بني البشر ليس هو الذكر وإنما له صفات زيادة علي الذكورية , وهذه الصفات يجب ان نعرفها حتى نستطيع تحديد معنى الرجل , خاصة وان جميع الفيئات الذكورية في مجتمعنا الحاضر يصفون أنفسهم بانهم رجال , ولكن لا نستطيع ان ننكر ذلك عليهم إلا إذا حددنا صفات الرجولة حتى نجعلها مقياسا للفارق بين الذكورية والرجولة .
وعند البحث عن هذه الصفات والعلامات والمقاييس التي ترسم شخصية الرجل , وتجعل له علامة فارقه بينه وبين غيره من بني جنسه , وتحدد من هم الرجال ؟ سنقع في خلافات في التعريف ومعناه ومدى صدق العبارة والثقة في مصدرها ؛ وعليه فإننا لن نجد هذا التعريف الذي سنتفق جميعا علي صدقه والثقة في مصدره إلا من كتاب الله سبحانه وتعالى ؛ وبناء علي ذلك سندع القرآن هو الذي يجيب من هم الرجال؟ , وبهذا سنحصل علي الميزان الذي يحدد مستوى الرجولة , فمن ينطبق عليه كان منهم , ومن كان دون ذلك فهو لم يصل بعد إلي هذا المستوى وبإمكانه أن يصل .
ذكر القرآن كلمة رجل في مواضع كثيرة , وكل مرة يصفه بصفات تحدد معالم الرجولة فيه , لتجعل منه علما يعرف بين أقرانه من بني جنسه , ومن هذه الآيات :-
قال تعالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً الأحزاب:23
نزلت في بعض الصحابة الذين جاهدوا في سبيل الله، فاصطفاهم الله شهداء, وهي صفة الصدق مع الله في كل أحوالهم .

قال تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) النور 36 ,37
هؤلاء رجالٌ ورد ذكرهم بصفة المدح، وكأن غيرهم ليسوا برجال. لأنهم يعمرون بيوت الله بالصلاة والذكر , ويحمونها من أن تهدم أو تدنس أو يعبث بها , ولا يخافون إلا من الله سبحانه .

قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7) الأنبياء ) أن جميع الرسل الذين جاؤا قبل رسولنا صلى الله عليهم جميعا هم من الرجال , وهذا دليل علي أن النبوة خاصة بالرجال . وتنطبق علي من تخلق بأخلاقهم .

قال تعالى : (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108) . أي ان الطهارة صفة من صفاتهم , أي طهارة البدن من أجل العبادة , وطهارة النفس بالإيمان والتقوى , فأحبهم الله .
روى الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" .
من هذه الأدلة وغيرها كثير كما تعلمون نستطيع أن نلخص صفات الرجل كما جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف:
هم أهل الإيمان الصادق الذي ملأ قلوبهم بمعرفة الله , وصرفهم إلى طاعته وعبادته , وتمسكوا بمبادئ الدين السامية في كل أحوالهم , لم تغيرهم المدنية الحديثة , التي يتشدق بها الكثيرين من أهل هذا الزمان , ولم يزحزحهم عن خط الاستقامة الذي رسموه لأنفسهم بريق حضارة الغرب , كما لم ولن ترهبهم أسلحة عدوهم التي تنوعت في أسمائها وتعددت في أشكالها , فهي تلاحقهم منذ بزوغ فجر الدعوة , فكان المسجد عرينهم ومدرستهم ومنبع قوتهم , فيه أقاموا شعائرهم , ومنه انطلقت فتوحاتهم , فهم لا يعرفون إلا طريق الجنة , لأن المسجد هو الذي ربى أبطال الأمة , لو نظرت إلى التاريخ , فحماهم الله من كل رذيلة وسدد خطاهم في كل مشروع أرادوا منه نصرة الدين ورضا الله.
فهم أهل الأخلاق الحميدة والخصال النبيلة من مروءة وشجاعة ورحمة فيما بينهم , وأهل علم وفقه في أمور الدين والدنيا .
أما الآخرون المحسوبون علي الرجال , فهم قوم يفسقون ويفسدون في الأرض , ولا يتركون معصية من معاصي الله إلا فعلوها , ويبيعون دينهم وأنفسهم في سبيل مرضاة عدوهم الذي ارتضوا ان يكون مصدر عزتهم , وهم لا يعلمون أن العزة لله ولرسول وللمؤمنين الصادقين الذين لا يخافون في الله لومة لائم , فهما علت مراكزهم في الحياة الدنيا فهم في نظر الرجال أقزام , لا يملكون من الرجولة إلا شخوصهم , ولم يستفيدوا من دنياهم إلا الأكل والشرب إن هم كالأنعام بل هم اضل سبيلا .
لعلي وضعت بعض إشارات البداية في هذا الموضوع توضح الطريق لمن أراد المشاركة حتى نخلص الرجولة من الشوائب التي لصقت بها وهي ليست منها .

نسأل الله أن يهدينا إلى سبيل الرشاد وأن يلهمنا طريق الجنة وان يجعلنا ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه , حتى نسعد يوم لقاء ربنا بجنة عرضها السموات والأرض والله ولي التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته