الدجاجة الحمراء الصغــــــيرة



في أحد الأيام كانت توجد دجاجة حمراء صغيرة. وكانت تعيش في بيت صغير في نهاية طريق ريفي وعرٍ وطويلٍ تحيط به الحقول والمروج من كل جوانبه.
وكانت الدجاجة الحمراء الصغيرة تعمل بكد وتظل مشغولة دائماً. فهي تقوم طوال النهار بتنظيف بيتها الصغير وترتيبه وتنجز أعمال الحديقة وحدها.
كانت الدجاجة الحمراء الصغيرة تحب حديقتها وتعتني بزهورها وخضرها وتقلم السياج وتقتلع الأعشاب الضارة من الممرات وتبدي اهتماما ًكبيراً بزراعة النبات ومراقبة نموها.
وفي الأيام الدافئة كان يزور الدجاجة الحمراء الصغيرة أصدقاؤها من المزرعة المجاورة وهم الكلب والقطة والجرذ.
وحين تراهم يسيرون في ممر حديقتها كانت تركض داخلاً وتصنع إبريقاً كبيراً من الشراب وتملأ صينية واسعة بالحلوى وتحملها إلى الحديقة

وبينما تعمل الدجاجة الحمراء الصغيرة في منزلها كان الكلب والقطة والجرذ يتنزهون في حديقتها ثم يقطف كل منهم باقةً من أجمل الزهور وأكبرها كي يأخذوها إلى بيوتهم دون أن يستأذنوا الدجاجة الحمراء الصغيرة!
بعد ذلك يستلقي الأصدقاء الثلاثة في أرجوحة الحديقة بينما الدجاجــة الحمراء الصغيرة تقدم لهــم الشراب والحلوى. ويتنهد الجرذ قائلاً: ويستغرق الثلاثة في نومٍ عميقٍ تاركين الدجاجة المسكينة كي تنظف أوساخهم!
وكان يوجد حقلٌ صغيرٌ بجانب مــنزل الدجاجة الحمراء الصغيرة. وفي الصباح يوم ربيعي نظرت خارج نافذتها وفكرت:.
وبينما كانت تسارع لمقابلة صاحب الحقل قالت لنفسها:.
منح صاحب الحقل الدجاجة الحمراء الصغيرة كيساً من أجود قمحه. وبالمقابل قدمت له إبريقاً كبيراً من شراب التوت صنعته بنفسها وسلةً من الكرز الأحمر الناضج.
وحين عبرت الدجاجة الحمراء الصغيرة ساحة المزروعة لمحت الكلب والقط والجرذ. ونادتهم:
فأجاب الكلب والقطة والجرذ بصوتٍ واحدٍ:. وانطلقوا هاربين فقالت الدجاجة الحمراء الصغيرة:.

وراحت الدجاجة الحمراء الصغيرة تعمل وزرعت قمحها كله في صفوفٍ طويلةٍ.
كان عملاً شاقاً ومتعباً. لكنها استمرت تعمل.وكانت أحياناً تتوقف فترة صغيرة كي تستريح قليلاً أو لتتناول بعض الطعام ثم تتابع بعدها عملها.
وأخيراً تمت زراعة الحقل بكامله وعادت الدجاجة الحمراء الصغيرة إلى بيتها.
وبعد أيام قليلةٍ بدأ القمح ينمو وأخذت مئات من البراعم الخضراء الصغيرة تظهر فوق التربة.

ومع مرور أيام الصيف الحارة الطويلة أنضجت الشمس حبات القمح وحولتها من اللون الأخضر إلى اللون الذهبي وحان وقت الحصاد.

والآن من تظنون سيأتي لزيارة الدجاجة الحمراء الصغيرة سوى أصدقائها الكلب والقطة والجرذ. وسألتهم الدجاجة:
قالت القطة:
وقال الجرذ:
وقال الكلب:

وانطلقوا مبتعدين عنها بسرعةٍ. فقالت الدجاجة:.

وفي نهاية اليوم أصبحت مغبرة ومتعبة جداً فقد حصدت وحدها حقل القمح كله.
وفي صباح اليوم التالي حين فتحت الدجاجة الحمراء الصغيرة باب بيتها رأت أصدقائها الثلاثة يمرون أمامها.
ونادتهم الدجاجة الحمراء الصغيرة:
فأجاب الكلب والقطة والجرذ بصوتٍ واحدٍ:.وجلسوا على العشب كي يستريحوا. فقالت الدجاجة:.
وراحت الدجاجة المسكينة تدفع العربة حتى وصلت إلى الطاحونة.
بعد انتهاء طحن القمح كان الطريق العودة سهلاً على الدجاجة وراحت العربة تتدحرج بسرعةٍ حتى وصلت إلى باب منزل الدجاجة الحمراء الصغيرة.
وفي الصباح التالي حملت الدجاجة الحمراء الصغيرة بعض أكياس الطحين كي تأخذها إلى الفرن. وحين خرجت من باب حديقتها رأت أصدقاءها الثلاثاء الكلب والقطة والجرذ وهم يمرون من أما منزلها.
وسألتهم الدجاجة: فأجاب الكلب والقطة و الجرذ:
وانطلقوا مسرعين بالاتجاه الآخر.
وعندما وصلت إلى الفرن كان الخباز بانتظارها وقال لها:. جلست الدجاجة وانتظرت حتى انتهى الخباز من عمله وحين أصبح خبزها جاهزاً أخرجه الخباز من الفرن ووضع الأرغفة كلها في عربة الدجاجة كي تأخذها إلى منزلها.
هل تعرفون من وجدت بانتظارها خارج الفرن؟ كان أصدقاؤها الثلاثة الكلب والقطة والجرذ واقفين يتنشقون رائحة الخبز الطازج.
ودفعت الدجاجة عربتها المملوءة بالخبز نحو أصدقائها الثلاثة. وقالت لهم:
وصاح الكلب والقطة والجرذ بصوتٍ عاليٍ:. فقالت الدجاجة:>
وراح الصبي الخباز يضحك من الكلب والقطة والجرذ بينما كانوا يبتعدون عابسين. وانطلقت الدجاجة إلى بيتها.
وفي اليوم التالي ملأت الدجاجة الحمراء الصغيرة ثلاث سلاتٍ من أجود خضرها وزهورها من حديقتها وأخذتها هدية إلى صاحب الحقل والطحان والخباز الذين ساعدوها كثيراً وكانوا في غاية اللطف معها.
أما الكلب والقطة والجرذ فلم ينالوا شيئاً لأن هذا ما يستحقونه!


7
7
7
777
77
7


غرائب في عالم الحيوان

ينقصنا أن نعرف أن للدجاجة لغةً تصل مفرداتها إلى ثلاث وعشرين جملة.
كأن يقول الصوص إنه جائع أو إنه يشعر بالبرد أو تسأل الأم عنه كأن تقول: أين أنت وتصيح الأم بمفردات أخرى يفهمها الصوص وينفذ فحواها.
كأن تنبه صغارها إلى الحضور الطعام والشراب أو أن تنذرهم بوجود خطر أو بضرورة التجمع والجميع مطيعون لهذه التحذيرات منفذون للأوامر بحذافيرها.


إذا رأت الدجاجة طيراً جارحاً في الجوار تنادي صغارها بنغمة خاصة فيسارع الصغار إلى الاختباء تحت جناحيها.



لكي تتخلص الدجاجة مما تحمله من براغيث تعمد إلى كومة من التراب الناعم أو الرمل وتتمرغ فيها وتتأكد من أن كل أرياشها قد استمتعت بذلك الحمام.



ما هي البيضة بالنسبة إلينا؟
إنها غذاء شهي ومغذ يستهوينا بطعمه ودسمه أما بالنسبة للفراخ فهي طريقها إلى الحياة.
فبعد اثني عشر يوماً من الحضانة يبدأ تكون الصوص ويمكن مشاهدته بتعريض البيضة على الضوء وبعد واحد وعشرين يوماً ينقف الصوص من البيضة بعد نقرها من الداخل بسن خاصة تسقط بعد النقف ويحاول الوليد أن يقف على قدميه فيفشل لكن عوده يشتد بعد ساعات قليلة ليسرح مع أقرانه بزهو واعتزاز.



منقول من منتديات الطريق إلى الله - جزاهم الله خيرا