رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    257
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-12-2013
    على الساعة
    11:18 PM

    افتراضي رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام

    رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام
    بقلم - د.ياسر المشهداني
    على شبكة المعلومات الدولية " الانترنيت " كتاباّ بعنوان :" قراءة نقدية للأسلام " لمؤلف يدعى كامل النجار . اما الكتاب فمضمونه واضح من عنوانه فهو محاولة لتشويه الصورة الحقيقية للاسلام بأثبات بعض التهم الموجهه الى الدين الاسلامي بدلا من دحضها ، لابل إضافة عدة نقاط سوداء جمعها المؤلف معجبا بجرئته على اعتباره اول من نقد القرآن الكريم وشخصية الرسول محمد ( e) من العرب المسلمين ، ومع الاسف اقول " من المسلمين " . اما المؤلف فهو كامل النجار ، طبيب لبناني علماني خصص قلمه ومواهبه الادبية في تأليف عدة مقالات وكتب في نقد الاديان السماوية والثوابت المقدسة ، ومن مؤلفاته : " كتاب الدولة الاسلامية بين النظرية والتطبيق " و " كتاب التشابه والاختلاف بين اليهودية والاسلام " .
    الكتاب نزل الى التداول في وقت خطير يتّهم فيه الاسلام بالرديكالية ورعاية الارهاب خاصة بعد احداث ابراج التجارة الامريكية 2001م ، الامر الذي وضعنا نحن العرب والمسلمون وخاصة المثقفون منا في محك تقديم الهوية الحقيقة والجوهرية لديننا الحنيف وإثبات عدله وتسامحه . وبدلا من تكثيف الجهود والوقوف صفاً واحداَ ضد تلك التهم يأتي كتاب " قراءة نقدية للاسلام " كالطنعة التي في الظهر او ( كشهادة الشاهد من اهلها ) ولكنها طعنة لم تصمد امام عظمة الاسلام وعنفوانه فهو فوق شبهات الطاعنين ولا يرقى اليه شك الملحدين لان الله تعالى اخبرنا ان مجرد التشكيك بوحدانيته يعد شركا ، قال تعالى : ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود الله فأولئك هم الظالمون ) البقرة ، اية 329 ( فما ظنّكم برب العالمين) الصافات اية 91.
    ترددت كثيرا قبل ان اكتب نقدي هذا ردا على من ينقد الدين الاسلامي في كتابه ونبيه وعقائده واركانه ، وكان ترددي نابعا من تفاهة ما قدمه ذلك الناقد عندما عرض ما جمعه من الافواه الحاقدة لبعض المستشرقين الغير منصفين للأسلام وحضارته ، وزاد فيه طعنا آخر قدمه من نوازعه ودواخله الشخصيه (على اعتباره من اهل الدار) فأنتقد كلام الله المقدس وشكك اصلا بوجوده ضانّا بذلك انه قدّم هدية مسلفنة الى اخوانه الاسلاموفوبيين الناقمين على الاسلام بعد ان تهاوت صورته لديهم في هذه المدة .غير ان ما دعاني الى ان امحو ترددي هذا واستبداله بأصرار على مواصلة الرد ودحض الطعون هو غيرتي على الاسلام و إيماني العميق بنصرة اهله في كل بقاع الارض إن شاء لله . قال تعالى : ( يا ايها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) محمد اية 7.
    وفي الواقع سوف ينصبّ كلامنا هنا في الرد على اهم تلك الادعاءات والتهم ردا علميا يستند على مصادر التشريع الاسلامي الموثوقة وعلى رأسها كتاب الله عز وجل القرآن الكريم وكتب الحديث الشريف (الصحاح) والروايات الموثوقة المأخوذة عن كتب التاريخ .
    بداية لابد من تقديم عرض لمحتوى الكتاب اما والذي يقع في حوالي 200 صفحة قسمها الى عشرة فصول ومقدمة وخاتمة .وفيما يلي عناوين فصول الكتاب : الفصل الاول : نبذة تاريخية عن نشأة الاديان
    الفصل الثاني : ديانات التوحيد عند العرب قبل الاسلام
    الفصل الثالث : محمد بن عبد الله ومولده
    الفصل الرابع : القرآن وجمعه
    الفصل الخامس : الاسلام والعلم
    الفصل السادس : منطق القرآن
    الفصل السابع : المرأة في الاسلام
    الفصل الثامن : الرق في الاسلام
    الفصل التاسع : الجهاد وانتشار الاسلام
    الفصل العاشر : ماذا اخذ الاسلام من الديانات الاخرى ؟
    في مقدمة الكتاب يدعي المؤلف بأنّ الطامة الكبرى حلّت على الامة الاسلامية عندما أُقفل باب الاجتهاد امام المجتهدين منذ 600 سنة ( القرن 8هـ/ 14م) وهو يعد نفسه مسلما تقدميا في زمن الاسلام الراديكالي الرجعي على اساس ان ذلك من دواعي حرية الفكر جازما بان بعض عقول المثقفين المسلمين (متحجرة) وستثورعليه . ورغم انه يذكر اعتماده على المصادر الاسلامية الكلاسيكية المحترمة من قبل جميع الفرق الاسلامية في توضيح ادعاءاته فقد تنبّأ بثورة اهل التزمت من المسلمين على افكاره لانهم حسب دعواه لايعترفون بالتسامح مع الناقدين .

    ان من صفات الكاتب الناقد ان يكون حياديا وان لايمس او يطعن بجوهر الديانات السماوية مهما كان موضوع نقده فالديانات تعد من المقدسات التي لايجوز لبشر تدنيسها .كما ان توضيفه للمصادر الاسلامية القديمة كالطبري والبلاذري وابن كثير .. جاء سيئاَ للغاية بحيث تلاعب بجوهر النص وسخرها لخدمة اغراضه الشخصية وهواه ، فالمؤرّخ الناجح عندما يقرأ سطرا يريد تحليله في أي مصدر تاريخي يستطيع ان يخرج منه عشرات الملاحظات المشرقة والمضيئة إذا ما المّ بظروف زمان ومكان كتابة النص ومن ثم مقارنة ما قرأه مع المصادر المعاصرة فضلا عن تعريض كاتب النص للجرح والتعديل . اما إذا كان الناقد في قلبه مرض وكان يقصد الاساءة في قرارة نفسه فبالتاكيد سيحوّر النصوص التاريخية الى ما يخدم مطامحه ونوازعه .
    ذروة تجرّأ المؤلف تبدأ في نقده لعصرالاسلام الذهبي واهم مدة فيه والتي تمتد بين (القرن 1-4هـ/ 7-10م) إذ يدعى ظهور بوادر الفساد المالي والاداري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (t) عندما قام بتوزيع غير عادل للثروة منتقدا حديث ( الناس سواسيه) ومستشهدا بواقعة سرقة ذكرت عن ذلك العهد كما ويدعي وجود خلافات سياسية بين المهاجرين والانصار .
    لا شك ان المدعو كامل النجار قد استند على ضعاف الروايات عن تلك المواضيع الحساسة وهي قليلة جدا قياساً بالكم الهائل من الروايات الدقيقة والصحيحة التي أختصّت بالحديث عن فضائل عمر بن الخطاب والخلفاء الراشدون إذ شكّلت تلك المدة بداية تأسيس مرافق الدولة الاسلامية والدواوين فضلا عن أنتشار الاسلام وخاصة في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر وصدر خلافة عثمان ، ففتحت بلاد الشام والعراق ومصر وفارس، وقد حمل العرب إلى تلك الأقطار مبادىء دينهم الحنيف ، وأقبل أهلها على اعتناقه لسمو مبادئه وذلك طواعية واختيارا ودون إكراه من جانب العرب الفاتحين عملاً بقول القرآن الكريم : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) . ( سورة البقرة: 256) وقوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) (سورة النحل: 135). فلما أقبل كثير من أهل البلاد المفتوحة على الإسلام، نشأت الطبقة المعروفة "بطبقة الموالي " في تلك البلاد. ولا شك أن نجاح العرب في فتوحاتهم في هذا الطور الأول يرجع إلى قوة إيمانهم واتحادهم، وإلى نظرتهم العادلة إلى أهل البلاد المفتوحة، فكانوا يكتفون بالجزية من أهل الكتاب من اليهود والنصارى . ولايخفى على القارىء ان في تلك المدة كانت بداية الانقسامات الفكرية والسياسية كما انها تشكل بداية التدوين التاريخي للأسلام فظهرت روايات تبعاّ لأهواء مؤلفيها الذين انتموا الى مختلف الفرق الاسلامية فضلا عن ظهور روايات اخرى ملئت بالاساطير والخرافات والاسرائيليات .
    في الفصل الثاني يدعي ان الاسلام لم يأت بجديد في العادات والتقاليد وانما اقتبس تعاليمه في مجال الحياة الاجتماعية من الجاهلية ؟.
    ومن اجل الرد على هذا الادعاء نقول : ان الاسلام لم يدعو الى ترك كل العادات والتقاليد التي كانت لدى العرب قبل الاسلام ، بل فقط نهى عن العادات البذيئة والممارسات اللااخلاقية والغير انسانية كوأد البنات والاستقسام بالازلام والتعامل بالربا وبعض انواع الزواج (زواج الرهط مثلا ) إذ كانت عادات حقا لا تتناسب والمرحلة الثورية الجديدة التي اتى بها الاسلام في الناحية الاجتماعية بل ويمكن عدها اللبنة الاولى من لبنات حقوق الانسان في الاسلام بلا منازع . كما وابقى الاسلام على العادات الحسنة والجيدة كأكرام الضيف والتسامح والتعاون والعفو عند المقدرة وعدم الاعتداء على حقوق الاخرين واكد كذلك على حرية المرأة واحترامها وصيانة عرضها فبعد ان كانت تؤدي دورها في المجتمع الجاهلي كربة بيت اوتاجرة او شاعرة .. اعزها الاسلام وكمّل هيبتها بعد ان كساها بالحجاب ومنحها حقوقا في الميراث وفي الحياة وما الى ذلك وليس كما يدعي النجار بان الحجاب قييد من حرية المرأة . وبما ان العرب كانوا معنيون بتلقّي الرسالة السماوية على اعتبارهم خير الامم ( كنتم خير امة اخرجت للناس .. ) (ال عمران اية 110) ، فقد البس التنزيل عاداتها وتقاليدها لبوس القرآن الكريم إذ يؤكد الاخباريون الاوائل ان القران الكريم ابقى معظم العادات واسقط بعضا اخر قليل ( مثل الحج والعمرة ، والطلاق ثلاثا ، وتغسيل الموتى ، والوفاء بالعهود ، وقطع يد السارق الذي يبدو ان السيد النجار لم يرض عليه ايضا ! ) وربما يتفق الجميع على ان هذه الصفات تمثل قمة الاخلاق الانسانية .
    اما حول إدعاءه بأن الاسلام لم يأت بالجديد فهو لم يفلح في اقناع قراّءه إذ ان الكثير الجديد الذي اتى به الاسلام انصب ليس فقط في مجال الحياة الاجتماعية وانما على كافة المجالات فمثلا مسألة الميراث نجدها ولاول مرة مفصلة في سورة النساء . كما نجد عددا كبيرا من الايات الكريمة تتطرق ولاول مرة مرة ايضا الى صيانة العلاقات الاسرية والاجتماعية والى عدم التعامل بالربا والدعوة الى اكتتاب الدين فضلا عن الكثير المسائل التربوية والنفسية التي لم يهتدي اليها علماء النفس إلا قبل قرن من الان .
    وبعد فقد كُتبت الآلاف بل الملايين من المؤلفات عن فضائل القرآن الكريم واعاجيبة وجديدة واعجازة وقال كثير من العقلانيين المسلمين وحتى بعض الغربين انه لا شك كتاب سماوي فوق طاقة البشر وهو صالح لكل العصور والازمان فكلما شاب الزمان شب القران وتفسرت رموزه واياته ، وإذا كان هناك بعض الايات او الكلمات التي يسميها النجار (غير مفهومة ) لا للشخص المسلم العادي او المفسر المختص فذلك من احد اوجه الاعجاز وإن تفسير تلك الايات ربما سيظهر بشكل دقيق ومتكامل مواكبةَ مع المكتشفات الحديثة للعلم الحديث . وهنا اتسائل : أنرمي بكل المؤلفات والاراء حول فضائل القران بالبحر وننساق ونصدق شبهات وافكار وتهجمات النجار الذي يشكك حتى بكون القرأن كتابا سماوي ؟؟؟؟.
    في الفصل الثالث يشكك ايضا بالمعلومات الواردة حول ولادة الرسول محمد ( e) وطفولته وسيرة شبابه الاولى كما وينقل عن ابن كثير : " ان محمدا كان إذا اكل مع ابناء عمه عبد المطلب يشبعون .." ويهزأ النجار من تلك الرواية ويعتبرها مثيلوجيا منسوبة اليه ، مع العلم ان الرواية صحيحة 100 % بدليل حصول عدد من المعجزات على يدي الرسول وتناقلتها بعض المصادر القديمة الموثوقة .
    كما يستغرب كيف ان خديجة عليها السلام تزوجت الرسول ( e) وهي اكبر منه بـ 15 سنة ويدعي انه ( e) تزوجها طمعا باموالها ، متناسيا ان فارق العمر لم يكن شرطا اساسيا من شروط النكاح لا عند العرب قبل الاسلام ولا حتى عند العرب الان ، وحاشاه (e) من ان يفكر بالنفع المادي الذي سيكتسبه جراء التزوج بها عليها السلام بل على العكس نجد الكثير من الروايات تشير الى ان خديجة نفسها هي التي طلبت الزواج من الرسول (e) بعد ان اعجبت بأخلاقه وامانته ، واود ان أُذكّر النجار بان محمدا كان يسمى في تلك المدة خاصة بـ(الامين ) .
    ويذكر كذلك رواية لا ادري من أي المصادر جلبها ولعلها من الاسرائيليات تتعلق بسوء معاملة الاسرى من قبل الرسول (e) وهو يرمي بثقله على الروايات والاحاديث الضعيفة ويستند عليها ويعتبرها ذات مصداقية عالية فيؤسس عليها اللواحق . وأردّ عليه هنا برواية اخرى موثوقة تُبّين حرصه (e) على معاملة اسرى الحروب ليضرب بذلك مثلا رائعا على رعاية حقوق الانسان الاسير في الاسلام حيث ذكر البخاري في صحيحه عن منصورٍ عن أبي وائلٍ عن أبي موسى رضيَ الله عنهُ قال: قال رسولُ الله(e) : « فُكُّوا العانيَ ـ يعني الأسيرَ ـ وأطعِموا الجائعَ، وعُودوا المريض ». كما ورد عنه انه (e) أسر مشركا في احدى الحروب مع قريش وتركه وجاء بعد مدة ليطمئن عليه : وقال لأصحابه : هل أطعمتم أخي ، فما كان من الاسير إلا ان اسلم في الحال . قال تعالى : ( لقد جاءكم رسول الله من انفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) ( التوبة ، اية 108) .
    هو يتحدث عن الرسول محمد( e )وكأنه شخص عادي فلا يذكر قدسيته ولا يصلي عليه متناسيا حرمته الشريفة إذ دان له بالفضل على الانسانية حتى بعض اعدئه من ذوي الديانات الاخرى . كما انه لا يترحّم على الخلفاء والصحابة وال البيت الطاهرين عندما يذكرهم مما يعني انه ينكر الدين جملة وتفصيلا كما يشكك حتى بنبوة محمد (e ) ويعتبر ان ما حدث له في الغار لم يكن إلا صرعا . فنقول له : إذا الى من نزل القران الكريم ؟ ، وكيف استطاع هذا الشخص المصروع ان يؤسس اعظم دولة في تاريخ البشرية ، وكيف يهاب الملوك والسلاطين في ذلك العالم شخصا مصروعا حاشاه .
    في موضع آخر يدعي ان الاديان هي سبب الحروب والاقتتال بين البشر لما تحويه من تشدد في بعض تعاليمها والالتزام بأحكامها وقداستها . وللرد على ذلك نقول ان الحروب كانت موجودة قبل اكثر من 7500 الف سنة أي قبل ظهور الاديان وكان سببها نزاعات اجتماعية او سياسية واحيانا شخصية سعيا للانتقام .
    في الفصل الرابع يشكك النجار في مسألة تدوين القرآن الكريم وفي مصداقية الرواة والكتبة الذين جمعوه مبرهنا ذلك بان الايات جمعت عن طريق روايات شفويه معرضة للتغيير والنسيان وان الرسول (e) كثيرا ما تدخل في حذف او اضافة بعض الايات .
    ان ما يدعيه النجار لا يمتّ الى الحقيقة بأي شيْ من الصحّة فجميع ما وصلنا من روايات حول جمع القرآن الكريم (وهو كلام الله تعالى ) تؤكد ان تدوينه كان قد مرّ بمراحل دقيقة وموثوقة ومتأنية وجميعنا يعلم مكانة الرجال الثقاة الذين اخذوا على عاتقهم اهمية وخطورة تلك المرحلة التي اوكلوا بها وإذا علمنا ان الاخباريين والتابعين كانوا قد فرضوا نظاما صارما في اعتماد سلسلة الاسناد والجرح والتعديل لمن كان يروي الاحاديث النبوية الشريفة فكيف نتجرأ ونشكك في مصداقية من كان يجمع كلام الله رب العباد . وبالاضافة الى ذلك يجب ان لا يغيب عن البال مسألتين مهمتين : الاولى هي ان القران الكريم كان اصلا مكتوبا على وسائل ملموسة ومحفوظة كالجلود والعظام والاحجار .. والثانية : هي البداهه وسعة الحفظ التي كانت سمة العصر وإحدى صفات العرب قبل الاسلام ، ومن هذه النقطة اسال النجار : لماذا لم يشكك في شعراء المعلقات الذين كان احدهم يقف في مكة ويسرد ما يقرب من الالف بيت من قصيدة يصعب على اديب من ادباء عصرنا الحاضر ان يحفظ جزءا يسيرا منها ؟؟ . قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) ( الحجر، اية 9)
    وفي نفس الفصل يقول المؤلف ان كثرة السجع في القران اضرت بالمعاني المراد ايصالها الى فهم القاريء وأن هناك ايادِ خفية تدخلت في تحوير وتحريف بعض الايات خدمة لأغراض شخصية ويلوح بذلك قاصدا الرسول ( e) حاشاه . وللرد على ذلك نشير فقط الى جمالية السجع وسهولة حفظ عدد كبير من الكلمات والتي كانت صفة اخرى لدى العرب قبل الاسلام وحتى الان إذ نجد الكثير من الناس الاميين يحفظون مئات القصائد عن ظهر قلب لانها تنتهي بوتيرة واحدة وذلك ينطبق على القران الكريم حيث نجد ايضا انفسنا ونحن نقرأ القران اننا حفظنا العديد من السور والايات دون قصد الحفظ والفضل بذلك يعود الى جمالية السجع ووضوح الايات وسهولة جريها على اللسان ، كما ان الرسول محمد ( e) كان على احتكاك دائم مع النص القراني فكان مدركاَ بصورة صحيحة كل ماينزّل على صدره من آآي القرآن ويفرّق بينها وبين كلام الله تعالى اليه بالتخصيص ( أي الاحاديث القدسية ) 0 كما يدعي في نهاية الفصل ان الفاتحة ليست من القران وانما هي ادعية من محمد ( e) لُصِقتْ في اوله متناسياَ الاية العظيمة التي صرّح بها الله تعالى رادّا عليه ( ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران لكريم )( الحجر ، اية 87) .
    في الفصل الخامس يتعرّض المؤلف الى موقف الاسلام من العلم ويدّعي ان لا اعجاز علمي في القران كما يستغرب كيف ان الله تعالى خلق السماوات والارض وهذا الفضاء الواسع المتكون من ملايين الافلاك والكواكب في سبعة ايام وهو بذلك يتعامل مع قدرة الخالق عز وجل وكأنها قدرة بشرية ويحاول عبثا ان يجرّ قرّاءه الى الالحاد وقد تناسى حضرته ان الله تعالى مالك الملك وهو على كل شيء قدير . قال تعالى : ( وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ) ( الدخن ، اية 38) ، وحتى الناس في الجاهلية كانوا على يقين بأن هذا الكون لابد له من مدبّر عظيم ، كما سبقت التوراة القران الكريم في ذكر تفاصيل خلق السماوات والارض في سفر التكوين 1-3 .
    وفي جانب اخر لا يعترف المدعو كامل النجار بحقيقة ( مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ) ( الرحمن ، اية 19) ويعتبر ان لا جديد فيها وربما لم يعلم انها كانت سبب اسلام عدد من علماء البحار في العصر الحديث عندما اكتشفوا فعلا ان ماء البحر لا يختلط مع ماء النهر . إن موقف الإسلام من العقل والعلوم لا ترقى إليه شبهة لذلك ترى الإسلاميين الأكثر حماسة للعقل وضرورة إطلاقه واستخدامه وتحكيمه يستندون في دعم اقوالهم إلى الإسلام نفسه كما ويؤكد جميع الباحثين على احترام الإسلام للعلم وتوقير أهله وإجلالهم بكل وسائل الإجلال. وذلك أن الإسلام لم ولن تدانيه شريعة في عنايته بالعلم والمعرفة ذلك الذي جعل العلم والتأمل والبحث من أعظم المقربات إلى الله سبحانه .
    وفي الفصل السادس يعتبر منطق القران لا جدوى منه وان اسلوبه الخطابي غير مقنع ، وهو يعترض على تحريم شرب الخمر ولا ادري ان كان يعترض على تحريم الزنا وأكل الميتة ولحم الخنزير .
    هكذا نجد الكاتب قد هاجم الاساسيات والاركان التي في الاسلام وتعدَ النقاط الحمراء وما فعله ليس اجتهادا بل اجتراءَ على حدود الله .وهو يعترف صراحة ان مسألة التعصب الديني أو تقديس الحدود الدينية والالهية ليس امرا منوطا بالمسلمين وحسب فهناك مثلا آثينا التي احتضنت آلة اليونان والاغريق في القرن 4 ق. م والتي حكمت على سقراط اعظم الفلاسفة بأن يشرب السم ويموت لانه لا يؤمن بآلهتهم . وفي المسحية ينتقد المؤلف قتل رجلا طبيبا قُتل لانه لا يؤمن بالثالوث والصلب سنة 1553م .ان ما سبق يشير الى عدم تقديس المؤلف لأي تعليم من شأنه توحيد البشر انها قمة الالحاد والعلمنة .
    هو ادعى ان تاليف كتابه جاء ليس للشهرة او الثروة او النقد لغرض النقد وانما لاخراج المسلمين مما هم فيه من رجعية وتخلف وتطرف ومن دوافعه كذلك هو ما يشعر به المثقف الواعي من مسئولية إخلاقية وعلمية وتاريخية إزاء الأمة والإنسانية على حد تعبيره طبعا وما يقوله هنا انما يعبّر عن عدم فهم من المؤلف للأسلام وما يدعو الى حث على نبذ العنف وعدم الاكراه والتسامح في جوهره . وإن ما يحصل الان من تراجع في المد الاسلامي انما هو بسبب من سوء للتخطيط والتطبيق من قبل ولاة الامور في المجتمعات الاسلامية وكذلك بسبب من كثرة المؤامرات والتداعيات التي تهدد الاسلام وامنه ،وهناك الان دول عديدة في قارة اسيا تدين بالاسلام وتتمتع بنوع من الاستقرار والرفاهية ويشار اليها بالبنان بوصفها من الدول الكبرى في عالم التكنولوجيا والصناعة والتطور العلمي والعمراني وما نهظة اندونيسيا وماليزيا وغيرهما إلا مثالا على ذلك .
    ثم ان الاعمال التي تتخذها بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة كانت قد فرق المسلمين الى مذهبين : مذهب يؤيد هذه الاعمال ويباركها من مدخل ان ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وانها الرد المثالي على الاضطهاد الذي يتعرض له أخواننا المسلمون في بعض المناطق الساخنة من العالم الاسلامي من قبل الغرب . والمذهب الثاني يتحفظ على هذه الاعمال او يرفضها ويعتبرها خارجة على منطق الاسلام لانها تؤذي وتستهدف الابرياء وبالتالي ستزيد من البون الشاسع بين الاسلام والغرب وستزيد من اساءة النظرة الغربية للاسلام ثم ان الاسلام لم يكن او من اطلق مبدأ التباعد والتصارع هذا وما مقولة بعض الغربيين في السابق الا تعزيزا لذلك: East its East , West its West but Never Mit .
    وبعد كل هذا يظهر بعون الله ان نقد المدعو كامل النجار للاسلام هو نقد فاشل وغير مجدي فهو يحسسنا منذ الوهلة الاولى وكأنه مستشرق حاقد يكتب عن تاريخ الاسلام وليس كاتب مسلم عايشه منذ زمان .
    ونختم هذه السطور بكلمات للأستاذ الدكتور عماد الدين خليل والتي تبيّن النقلة النوعية والثورة الحضارية التي احدثها الاسلام في حياة الشعوب التي تبودقت وانصهرت فيه فظهر " التوحيد في مواجهة الشرك والوحدة في مواجهة التجزؤ والامة في مواجهة القبيلة والتشريع في مواجهة العرف والاصلاح والاعمار في مواجهة التخريب والفساد والمنهج في مواجهة الفوضى والخرافة والاهواء وتاكيد السببية التاريخية في مواجهة الصدفة والحركة العمياء للوقائع التاريخية وأخيرا فقد حرر الاسلام البشر من عبادة القوى الطبيعية ونقلهم الى عبادة الاله الواحد " .
    د.ياسر المشهداني
    كلية التربية - قسم التاريخ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,507
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-05-2016
    على الساعة
    01:33 AM

    افتراضي

    نورت أخينا أبن الفاروق
    لا يتم الرد على الرسائل الخاصة المرسلة على هذا الحساب.

    أسئلكم الدعاء وأرجو ان يسامحني الجميع
    وجزاكم الله خيرا


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    257
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-12-2013
    على الساعة
    11:18 PM

    افتراضي

    جزاك الله خير اخي الحبيب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    264
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    01:54 AM

    افتراضي

    عوداً حميداً أخى ابن الفاروق ... وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع ... وأود أن ألفت انتباهك إلى أن هناك ردا تفصيليا على كل كلمة فى هذا الكتاب فصلا فصلا ... لأخ فاضل اسمه نيقولا ... موجود على هذا الرابط

    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=9704

    وجزاكم الله خيرا ...
    رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ

رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-11-2008, 07:54 AM
  2. الرد على كتاب قراءة نقدية للإسلام -الشيخ ماطر الأحمري-
    بواسطة ffmpeg في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-07-2008, 06:01 PM
  3. قراءة إسلامية في الإنجيل- كتاب جديد
    بواسطة وا إسلاماه في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2008, 06:03 AM
  4. الرد على كتاب قراءة نقدية للإسلام كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-03-2008, 07:11 PM
  5. د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)
    بواسطة الأندلسى في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 17-08-2006, 09:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام

رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام