رؤيا العزيز والخير الوفير لعالم الأمس
هل إخلاص منه أن يطلب لها تفسير
هل ثقة في ما رأى أم فزع مما رأى؟
هل قناعة منه بما رأى أم تسليه مما رأى؟
عزيز مصر على قمة السلطة والجاه في هذا الوقت يملك الكثير وتجرى الأنهار من تحته ويطلب تفسير لرؤياه هل هو عاقل لما يفعل أم انه مفزوع لما رأى؟
اخوتى لقد كانت رؤية العزيز وتفسير الصديق يوسف لها واستجابة العزيز الفورية بالتنفيذ هي عين الصواب
وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
هذه رؤيا الملك التي رآها في منامه
لماذا طلب لها تفسيرا؟
وكيف قبل تفسير سجين في احد سجونه؟
ولماذا استجاب لهذا التفسير؟
اسئله كثيرة وعديدة لا نجد لها اجابه
اليوم نستطيع أن نقول أن العزيز كان على حق عن طلب التفسير للرؤيا وكان على حق أيضا حينما وافق على التفسير وكان على حق أيضا حينما استجاب لخروج السجين ألا وهو الصديق يوسف من السجن وكان على حق عندما استجاب لدعوة يوسف بإسناد الوزارة إليه
ألا وهى وزاره مصر كلها بل احتمال وزاره العالم باكلمها التي سيسند إليها توزيع التموين اللازم لعالم الأمس
الم ياتى أخوة يوسف إلى مصر طالبين التموين اللازم لهم ولأسرهم
ماذا كان تفسير يوسف لرؤيا العزيز
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47)
ينبه الصديق يوسف على ما سيكون وما هو آت
ويعلمهم كيفية التعامل مع خيرات الأرض للمستقبل البعيد
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)
ويحثهم على تخزين الثمار بطريقه تحفظ لها سنين قادمة سنحتاجها سبع سنين أخرى
ويزيد في تأكيد عظمه الأمر
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)
اى ستمر عليكم سنين أخرى تحتاجون فيها لهذا الخير الوفير
فلابد عليكم من التعامل بحذر مع هذا الأمر
ولقد كان العزيز حكيما فعلا في تصرفاته وكان واثقا من رؤياه
فاستجاب على الفور قائلا
وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ
لابد لي من رؤيته ومناقشته
وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)
نعم استخلصه من بين سكان المعمورة
لأنه وثق به وتفاعل مع تفسيره للرؤيا واقتنع بها
وهنا شعر الصديق بان دوره قد أتى ولا بد عليه من التنفيذ الفعلي لما هو آت
قال للعزيز
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)
وبذلك اكتملت ليوسف الصديق وزارته وأصبح المسئول عن أداره الخزانة ليس لمصر وحدها بل للعالم اجمع
من هذه القصة هل يحق لنا نحن الشعوب الاسلاميه
أن يقص علينا مسئولينا رؤياهم ويطلبون لها تفسير
ربما يكون خلاص ألامه من أزمتها في رؤيا احدهم
ولما لا؟