هذه مقاله اعجبتني فأردت ان اشارك اخواني قرأتها

اصحاب الايكه في القرن الواحد والعشرين

ان الحمد لله .. نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ونصلي ونسلم على اشرف خلق الله محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه .
ثم اما بعد .,,,
ان من المصطلحات التي كان الشيوعيون والبعثيون والقوميون في العقود السابقه يرمون بها المتمسكين بشريعة الاسلام مصطلح (( الرجعيه )) ويعنون بذلك الرجوع الى الوراء مئات السنين حيث نزل القرأن على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فمن كان على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه والكرام فهو بزعمهم رجعي ., وما اكرمها واجملها من رجعيه نرفع الرأس ونفتخر بها بين الناس ! فكفانا فخرا ان يكون الله عز وجل لنا ربا لا رب سواه ..! وكفانا عزا ان نكون له عبيدا ! وما اجمل قول الشاعر

ومما زادني شرفا وتيها

وكدت بأخمصي اطأ الثريا

دخولي تحت قولك ( يا عبادي )

وأن صيرت احمد لي نبيا

ومع ان هذا المصطلح قد أكل عليه الدهر وشرب غير انه ما يزال يطرح للتنفير من المتبعين للأثر ومنهج السلف الصالح ! وقد تستبدل احيانا بمصطلحات اخرى كالاصوليه والراديكاليه وغيرها من المصطلحات الحديثه الحادثه , وتطرح اليوم ممن يسمون انفسهم بالعلمانيين او الليبراليين او الحداثيين , وهذه المصطلحات التي يفرح بها اصحابها ويسرون بإطلاقها عليهم تحمل في الفاظها معاني التحرر من كل قديم او اي شيئ يحد من حرية الانسان سواء اكان ذلك دينا وشريعة او عادة وتقليد وهي عندهم تقابل الرجعية والاصولية المكروهتين في نظرهم , وليس المقام هنا مقام نقد وهدم هذه المصطلحات والممارسات فهي تحمل في طياتها معاول هدمها وبيان ذلك له مقام اخر .
وانما المراد في هذه المقاله بيان ان هؤلاء القوم العاقين المتمردين على دينهم ونبيهم وأمتهم الذين يدعون التحرر والتقدم والانعتاق من كل قديم ..هم في الحقيقة غارقون في الرجعية الضاربة في اعماق التاريخ القديم وياليتها رجعية الى ما كان عليه الرسل الكرم من التوحيد والطريق المستقيم وانما هي رجعيه الى ما كان عليه اعداء الرسل واقوامهم المشركون , ومثال ذلك في قصة شعيب عليه السلام مع قومه وذلك عندما دعاهم الى التوحيد وعبادة الله وحده وان لا يبخسوا الناس أشياءهم وان لا ينقصوا المكيال والميزان ! فما كان جواب قومه الا ان (( قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لانت الحليم الرشيد )) ( هود : 87 )
وقوم شعيب هم أصحاب الأيكه المذكورون في سورة الشعراء : 176 : 177 فمرة ينسبون الى قبيلتهم ( مدين ) ومرة ينسبون الى ( الأيكه ) وهي شجرة كبيرة في ديارهم والمقصود ان اصحاب الايكه – قوم شعيب – استنكروا على نبي الله عز وجل شعيب عليه السلام تدخله في شؤونهم التي يرون انهم احرار في فعلها .
فقالوا مالك ولحريتنا الاعتقادية ..؟ وما دخل دينك في اقتصادنا وتصرفنا في أموالنا؟! فنحن أحرار نفعل فيها ما نشاء ! (( قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد أباؤنا أو نفعل في أموالنا ما نشاء إنكا لأنت الحليم الرشيد )) ( هود – 87 )
الله اكبر ! إنها والله المقوله ذاتها التي يقولها اليوم دعاة الليبرالية والعلمانية حذو القذة بالقذة (( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) ( الذاريات : 53 )
وانها والله لهي الرجعيه المقيته التي ينادي بها العلمانيون والليبراليون في زماننا اليوم , ومع ذلك يدعون انهم المتقدمون والمتحضرون ..! في الوقت الذي يجترؤن ويقتاتون على اقوال سلفهم أصحاب الايكه المشركين الذين سبقوهم بألاف السنين فما الفرق بين أصحاب الأيكه الأقدمين وأصحاب الأيكه المعاصرين ( في القرن الواحد والعشرون ) ؟
ان اصحاب الايكه المعاصرين في قرننا – والاقدمين لا يدركون او لا يريدون ان يدركوا ان العقيدة لا تقوم بغير توحيد الله عز وجل ونبذ ما يعبد من دون الله , كما أنها لا تقوم الا بتنفيذ شرائع الله في التجاره وفي تداول الاموال وفي كل شأن من شئون الحياة والتعامل فهي لُحمة واحدة لا يفترق الاعتقاد فيها عن الصلاة .. وعن شرائع الحياه واوضاعها .
إن اصحاب الايكه في القرن الواحد والعشرون الحاصلين على الشهادات العليا من جامعاتنا وجامعات العالم يتساءلون أولاً في استنكار وما للإسلام وسلوكنا الشخصي ؟؟ وما للإسلام والسياسة ؟؟ وما للإسلام وزيَ المرأة في الطريق ؟؟ وما للإسلام وبناء الاسرة ونظامها ؟؟ فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين ((أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد أباؤنا )) هود : 87 وهم يتساءلون ثانيا بل وينكرون بشدة وعنف أن يتدخل الدين في الادب والاقتصاد وأن تتصل المعاملات بالاعتقاد او حتى بالاخلاق من غير اعتقاد , فما للدين والمعاملات الربوية ؟! وما للدين والمهارة في الغش والسرقة وما لم يقعا تحت طائلة القانون الوضعي بل إنهم يتبجحون بأن الاخلاق اذا دخلت في الاقتصاد تفسده وينكرون حتى على بعض النظريات الغربية النظرية الاخلاقية مثلاً ويعدونها تخليطاً من عصر مضى .
فهم أصحاب الأيكة المعاصرون وهم شر خلف لشر سلف بأصحاب الأيكة الاقدمون .

نسأل الله ان يهدينا وإياهم ... والحمد لله رب العالمين .


و كتبه
هاني عفيفي الشيمي

جزى الله كاتب المقال خير الجزاء