إبتعدنا عن الله...فماذا بعد هذا ؟
ألقبح ألدنيىء فى النكران للنعم ، ولذة ألعصيان فى ألتمرغ بين أحضان ألدنيا وبراثن الشياطين ، جعلت من ألإنسان وحشا كاسرا وعنيفا يحطم كل شىء حوله ، حتى نفسه ، فلم يعد أمامه فارق ، فما مَيَّزَه الله به عن طوائف المخلوقات وهو نعمة ( العقل ) أطاح به ولم يستعمله ،فقد أتى بالمعاصى والذنوب ليغلق على نفسه باب الرحمة ويتلذذ وهو يصطلى بسعير الدنيا وغضب الرحمن ونهش الامراض والاوجاع وقلة الرزق والفقر المدقع واهوال الاحداث التى تتكاثر حوله ، وتكاد ان تنهش بعضها بعضا وتدور حول عنقه ، تكاد ان تنتزع روحه ، وقد ثقلت عليه حتى غارت بثقلها الشديد فوق رأسه حتى غاصت فى التراب والطين ، ولاتستطيع الدنيا كلها حمل ثقلها ، ويغلق أمامه طريق الصواب وألتعقل والرحمة،فقد إختار ألإنسان لنفسه طريق الذنوب ، فأتت على ماتبقى من سمو روحه وآدميته،بل وعلى ماتبقى من فكر وإبداع ،فصار كالأعمى الذى يتخبط فى ظلام دامس ، ولن يرى النور مادام هكذا ،فقد قتل بذلك الأمل على نفسه واصبح عابدا مخلصا لشهوات الدنيا وألشياطين ،حتى مصيره المحتوم وشدة مافيه من التنكيل لم يعد يشغل باله وكأنه قابع ومستكين فوق ارجوحة من تحتها فوهة بركان ثائر ،والله سبحانه وتعالى خلق كل شىء بمقدار محسوب بدقه غاية فى الروعه وقد أحصى كل شىء عددا وأنزل رزقه من السماء ولن ينسى الله أحدا أبدا ولو توكلنا عليه حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير ،ولكننا تركنا التوكل على الله ،وتمسكنا بالتواكل والفرق بين الاثنين شاسع جدا وكبير،فالمتواكل هو الكسول الذى لايأخذ بالأسباب ويجتهد ويعمل إنما يريد أن تأتيه حاجته وهو يغط فى كسله ونومه وغفلته وذنوبه ،ومن هنا تأتى فجيعة ماتشتكى منه البشرية كلها،وهى الفقر والجهل والمرض والمعيشة التى تفر من زهمها الحيوانات والحشرات،فقد قل نتاج الارض وقل الحرث والزرع وكثرت الناس على الارض وذاد عدد سكانها ولم يعد يكفيهم أويسد جوعهم ماتزرعه ألأرض أو حتى ماتزرعه ألسماء ،ولا يكلف الانسان نفسه عناء سؤال نفسه لماذا كل هذا وقد تكفل الله بالرزق ؟؟؟ اقول :لأنك تركت ألحل وقد أخبرك الله به فى كتابه ولم تتدبر معانيه فلو كانت المخلوقات على الارض مثل عددها الحالى ملايين المرات فسوف تجد الرزق لايجد من يأخذه من شدة كثرته وتواجده ولكن هذاحدث من اطماع انفسنا ونا وليس من الله كما يزعم المبطلون والداء فينا نحن ، فقد قال تعالى (ولَوْ أَهْل َالقُرى ءامَنُواْ وَاْتَّقُوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَات مِنَ اْلسَّمَاء واْلأَرض وَلَكِن كَذَّبُوا فأخَذنَاهم بِمَا كَانواْ يَكْسِبون ) سورة الاعراف ايه 96 فالمطلوب منا وليس من الله فالله أدى وأسبغ فى عطائه حتى على الكافرين والعاصين والمنافقين ورغم انهم عصوا ولم يتقوا أما نحن فتركنا النعمة والدين وأشتغلنا بالكيد لإخواننا وأستمتعنا بالحقد والنميمه ونوازع الشر وحب الدنيا وتركنا عبادة الاصنام وعبدنا الدنيا والشهوات ونسينا ساعة الموت والرحيل أوالعمل بالتنزيل وأصبح صغيرنا لايوقر كبيرنا وأصبحت الدعوة للتباهى والتكابر وحب المظهرة وليست لحب التقرب لله وحده ،ولم نستحى ونحن نعلم إنه ناظر إلينا ، فقد أثبت العلم أننا نراقب من مجال الكون وأن كل حركة أو كلمه أو اقل أو أكثر إلا وهى تكتب لنا أو علينا،فأراد الله أن يعاقبنا فنزع من بيننا البركه ،ونزع من قلوب بعض أغنيائنا ألرحمه فأصبح ألغنى لاينفق يبتغى الثواب ولكن ينفق ليكسب الشهرة والجد الزائف والغائر فى وادى الخسران المبين وإنه ليشد عجبى ودهشتى وأستصغر نفسى فأذوب فى حسرتى ونحيبى حتى ارى نفسى كأنما سويت بالأرض حينما اسمع أن غنيا ما قد تبرع للعيبة الكره ب7 مليون جنيه أو أكثر او أقل ويحدث ذلك فعلا وكلنا نرى مظاهر البذخ والترف على من عمل حفله وجمع فيها الممثلين والاغنياء واصحاب الاعمال وكلف تلك الحفله ملايين من الولارات او اى عمله لاى دولة فقد بكيت حينما سمعت من إحدى ألنساء أن إنسانه تعالج منذ أربعة عشرة عاما ولا تأكل طوال هذه المده إلا من خلال خرطوم يضعه الاطباء فى انفها وهى الان عمرها تسعة عشرة سنه ومن يراها يظن أنها لم تبلغ سن الرابعة من العمر لوكانت قلوب الاغنياء عامره لما انفقوا على المهازل هذه الملايين وانفقوا للفقراء فيمن حولهم فالأرض مملوءة فى كل مكان بمن هم اقسى من تلك ألإنسانه والطبيب الذى يتعالى فى فيزته وكشفه ويدور بينه وبين ضميره حرب يكون فى أكثريتها موت الضمير ، وإنى رأيت بعضا من ألأطباء من إستطاع أن يهزم مغريات الدنيا ويقوم بعلاج الناس الفقراء على حسابه الخاص ، فكم عددمن يعمل هذا فى وسط ملايين ممن نزعت من قلوبهم الرحمة ؟؟ ،فالله يعاقبنا لأننا لم نرحم ، ولم نكن من المتقين ولم نعمل بإخلاص لله ، فعلى الارض رجال قليلون ولكن يحملون قلوبا من نور تراهم يزينون الارض بأفعالهم وسرائرهم ،هم قلة نعم ، ولكن شجاعتهم ونخوتهم ، جعلو لهم مكانا عند الله وفى ضمائر أنفسهم فى كل مجال تجد فيه من حارب الدنيا وأستظل تحت راية رحمة الرحمن ، وهم فى كل مجال سواء كانوا فى الطب او فى الدعوة او فى العلم او او او..ولكنهم عددهم قليل ، وهم خلفاء الله فى الارض وعلى رؤسهم تاج الكرامة والعفة والإخلاص ، أما من نزع من على رأسه تاج شرف ألخلافه على الأرض فليتمتع قليلا ثم مصيره إلى جهنم وساءت مصيرا، لقد قرأت أخبارا وإكتشافات علميه يبحث فيها العلماء عن بدائل للغذاء فمنهم من إخترع أشكالا عديدة من اللحوم ألتى يأتون بها من ( العظام ) وقالوا أن نسبة العظام فى الجسم مابين 16 -20 فى المائه للذبيحه فلماذا لانستغلها وهى غنية بالكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم وفيها كثير من الالياف ( الكو لا جينيه) وغير المزيج العضوى والاملاح المعدنيه وبعض العلماء قد إخترع من ( الدماء ) غذاء مثل الكبده والسجق وغيره وهذه حاليا بعض من الدول الاوربيه يشتهونه ويأكلونه الفقراء وبعض الناس من الاسر المتوسطه ،بل الادهى من ذلك أن إخترع بعض العلماء غذاءا جيدا ومفضلا من (نفايا البترول الخام) وكان من نصيب أيضا الفقراء والذين ليس لهم حيلة او مخرج إلا أن ينتظروا ماسيتوصل له علماء ألأغذيه فى إستباحة ماحرم الله اكله مثل الدم وإلعظام فإنها طعام إخواننا من الجن والبترول الذى هو فى الاصل من بقايا حيوانيه وإنسانيه وغيرها وبفعل الحراره الشديه فى باطن الارض والضغط تحولت إلى بترول وهذا شىء مقزز ويجلب الامراض التى لم نعهدها والتى لم تترك شيئا إلا وقد إنتشرت فيه وحولت ألغذاء جحيما فإنفلونزا الطيور إلى جنون ألبقر إلى ألايدز إلى تسمم الاسماك إلى أنفلونزا ألخنازير ولقد سمعنا عن داء جديد نجانا الله وإياكم من إسمه وهو إنفلونزاألمعيز وغدا وبعدغد ستصل العدوى للكلاب والقطط الفئران حتىتصل إلى الصراصير وهلما جره ،وهنا نقف لنتأمل لماذا وصلنا إلى هذا الحد من المهانه ؟ ولماذا آل حالنا إلى هذا ؟ اقول لقد نزع الله من بيننا البركة لما نحن فيه من الذنوب والتشاحن والحقد والرياء ونحن من بيننا قله لم تلتفت للدنيا ولم تلتفت إلى حطامها ،نزعوا من قلوبهم الشهوات واستجاروا بالله فأهداهم القناعة والعفه لما فى ايدى الناس ،كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا فى المسجد فقال للصحابه:سيدخل عليكم رجل من اهل الجنة وفعلا دخل عليهم رجل ليس من الصحابه ولكنه من رجال الاعراب فألقى عليهم السلام ثم صلى والقى عليهم السلام ثم خرج من المسجد ،وتكرر هذا المشهد فى اليوم الثانى والثالث والرسول صلى الله عليه وسلم يقول نفس المقولة سيدخل عليكم رجل من اهل الجنة فيدخل نفس الرجل فتملكت الغيره من قلب احد الصحابه وأوداه فضوله ان يتبع هذا الرجل ويقيم عنده ليرى ويشاهد لماذا قال عنه الرسول إنه من أهل الجنه وفعلا اقيم ضيفا لمدة ثلاثة ايام فلم يرى شيئا يزيد عن اعمالهم إلا أن الرجل كان يؤدى الفرائض ولايزيد فقال للرجل وحكى ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم عنه فقال له الرجل إلاإنى أبيت وليس فى قلبى غلا لأحد (اللهم لاتجعل فى قلوبنا غلا للذين ءامنوا) فلو نظرنا لأى دولة فى العالم وموقعها ونسبة المناطق المأهولة بالسكان ونسبة المناطق الغير مأهوله ونسبة المناطق ألصحراويه وتوزيع ألثروات ألطبيعيه من مياه جوفيه ومعادن وغيرها لعلمنا أن ألله يسبغ علينا رزقه وقد أعَّد لنا رزقنا على ظهر الارض وتحت الثرى ولكننا أشحنا بوجوهنا عن طريق الله فنزع من قلوبنا بركته ونزع رحمة قلوب الاغنياء ،وذلك لزلتنا لانفسنا فقد قال الله تعالى (ظَهَر اْلْفَسَاد فى اْلْبر وَاْلْبَحْر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى اْلْنَاس ليذِيقهم بَعْضَ اْ لّْذِى عَمِلوا لََعَلَهُم يَرجِعُون )ايه 41 من سورة الروم فالاسلام هو الطريق الوحيد ألذى ينقذنا من ويلات ماتتعرض له البشريه ففيه ألشفاء والحل لكل قضيه معضلة تجتاح العالم وانفسنا وهذه دعوة لكل من أراد أن يتخلص من هجوم الفساد ويسعى بدعوة لله متحررة من قيود الرياء والنفاق وحب المناصب والتظاهر بالعلم ،فالعلم الحقيقى هو الذى يؤدى إلى الخشية وألسكون فى جوف دماثة عقيدة الاسلام مخلصا لله وحده ولن يجند قلمه فيما لايرضى الله ولن يبطن لأحد شرا أوحقدا فإن من يسعى بقلمه لدعو ة مخلصة لله وحدة لن يستطيع العالم كله ان يقصف له قلما مادام يبتغى فضل الله وحده ورحمته فمن روعة الاسلام انه لايحابى احدا فى غير الحق وان يوقر الصغير الكبير وان يعلم المسلم ان الحق شديد على من لايريد الحق،فهيا بنا جميعا وبمحبة صادقه وقلوب تتجه مخلصة إلى ألله أن يرفع مقته وغضبه عنا ويرحمنا فليس لنا إلارحمته ورضاه ،وأما من تملأنفسه وقلبه الاحقاد وكل ماينبذه ألإسلام فهذا ليس طريقنا وليست الدنيا هم المسلم المخلص فإن أرادها وأبتغاها فهى له كلها ولن نريد نصيبا منها غير العمل الصالح
والمحبه والشفقه بين قلوب المسلمين لنقترب كثيرامن الله
عسى ان يرحمنا فهو الرحيم والودود
إن كنا صادقين
ساديكو