استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)

النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    964
    آخر نشاط
    29-03-2012
    على الساعة
    02:06 PM

    افتراضي استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)


    كان اول معين لالشيخ احمد ديدات في دراسته لمقارنة الاديان بعد الله عز و جل كتاب اظهار الحق الذي اللفه الشيخ رحمة الله الهندي رحمه الله تعالى
    اسمه ونسبه :
    هو محمد رحمت الله (بالتاء المفتوحة)بن خليل الرحمن الكيرانوي بن خليل الله المعروف بخليل الرحمن بن الحكيم نجيب الله بن الحكيم حبيب الله بن الحكيم عبد الرحيم بن الحكيم قطب الدين بن الشيخ فضيل بن الحكيم ديوان خان عبد الرحيم بن الحكيم عبد الكريم المعروف بحكيم بينا ويلقب بشيخ الزمان بن الحكيم حسن بن عبد الصمد بن أبي علي بن محمد يوسف بن عبد القادر بن الشيخ جلال الدين بن محمود بن يعقوب بن عيسى بن إسماعيل بن محمد تقي بن أبي بكر بن علي نقي بن عثمان بن عبد الله بن شهاب الدين بن عبد الرحمن الجاذروني بن عبد العزيز السرخسي بن خالد بن الوليد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الكبير المدني بن عبد الله الثاني بن عبد العزيز الكبير بن عبد الله الكبير بن عمر بن ذي النورين أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه .ـ
    ونسبه كما ترى ينتهي إلى عثمان بن العفان رضي الله عنه عند الجد الرابع والثلاثين .
    مولده وأسرته :
    ولد الشيخ رحمت الله بحي (دربار كلان ) أي الحي الكبير في قرية كيرانه ، التابعة لمحافظة (مظفر ناجار) من توابع دلهي عاصمة الهند .ـ في غرة جمادى الأولى سنة 1233هـ ،الموافق :التاسع مارس سنة1818م . في عهد السلطنة المغولية .
    وقد أشتهر أفراد أسرته بالعلم والطب والمناصب العليا ، وكان والده خليل الرحمن عالما فاضلا ومن ذوي المناصب العالية في الحكومة ، ومن أجداده الحكيم الطبيب عبد الكريم ( المعروف بحكيم بينا ووالد الحكيمين محمد حسن وعبد الرحيم ) ولما مرض الإمبراطور جلال الدين محمد أكبر ولم يحسن الأطباء علاجه ، طلب الحكيم من ( باني بت ) فاشترك مع ابنه الحكيم محمد حسن في معالجة الإمبراطور ، ولما شفاه الله على أيديهما منحهما أرضا زراعية واسعة بمقاطة كيرانه بمرسوم سلطاني مؤرخ بشهر ذي القعدة سنة 915هـ ولَقّبَ الحكيم عبد الكريم بشيخ الزمان واتخذه طبيبا خاصا له ، فانتقلت أسرة العثمانيين من ( باني بت ) إلى ( كيرانه ) وبنت القصور والأسوار العالية والبوابات الكبيرة حسب نظام العمران في ذلك العهد ، ووسعت القرية ونظمتها وأقامت فيها دور القضاء والهيئات الحكومية .
    وكان من أطباء القصر المغولي كذلك الحكيم ديوان عبد الرحيم ( من أجداد الشيخ رحمت الله ) وشقيقه الحكيم محمد حسن والحكيم رزق الله محمد حسن ، وقد تقلبوا في حكم ولايات الهند المختلفة ، وإلى أسرتهم ينتمي الحكيم وجيه الدين مؤلف كتاب ( مخزن الحكمة ) في الطب عام 1196هـ والذي مازال مخطوطا في المكتبات الأوروبية ، وكان الحكيم علي أكبر ( شقيق الشيخ رحمت الله ) متخصصا في الطب .
    وفي هذه الأسرة التي امتازت بالعلم والحكمة والأدب والوظائف الكبيرة طيلة العصور الإسلامية الزاهرة في الهند ، ولد العلامة الشيخ رحمت الله بن خليل ، وتزوج من ابنة خالته عام 1256 هـ ، لكنه لم ينجب أولادا ذكورا .
    دراسته وأساتذته :
    نشأ الشيخ رحمت الله في كنف أسرة واسعة الثراء والجاه ، وفي السادسة من عمره بدأ تعليمه في بلدته على يد والده وكبار أفراد العائلة المشهورين بالعلم والفضل والدين حسب النظام المتبع في ذلك العهد ، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره حفظ القرءان الكريم وأتقن اللغة الفارسية وقرأ كتب الشريعة الإسلامية واللغة العربية على يد آبائه ، ثم ارتحل إلى دلهي عاصمة العلم وملتقى الفطاحل لطلب التعليم العالي ، فالتحق بمدرسة الأستاذ محمد حيات ، وسكن في مبناها حتى أخذ حظا وافرا من العلوم أبانت عن ذكائه وقدمته على أقرانه ثم سافر إلى لكهنو مدينة العلم والحضارة ، فتتلمذ على المفتي سعد الله المراد آبادي ، و تخصص في آداب اللغة الفارسية على يد الشيخ إمام بخش الصهبائي الدهخلوي المقتول سنة 1857، كما درس الطب على يد الطبيب البارع محمد فيض ودرس العلوم الرياضية والهندسية ،على يد الأستاذ صاحب نظرية (لوكارثم ) وصاحب المؤلفات الرياضية الشهيرة .
    ولما ظهر نبوغه وتفوقه في العلوم الشرعية تصدر مجالس الدرس والإفتاء ولما ازداد إقبال الطلاب على دروسه أسس مدرسة شرعية في كيرانه ، تخرج منها كبار المدرسين والمؤلفين ومؤسسي المدارس في أرجاء الهند . ولكنّ ازدياد النفوذ التنصيري في الهند شغله عن مواصلة التدريس في مدرسته فتفرغ للتأليف والرد على المنصرين ، وقد ألف في ذلك مؤلفات كثيرة نترك ذكرها الآن .
    اشتراكه في الثورة وقيادته لفرق الجهاد :
    كان للعلماء في الهند دور كبير في إشعال الثورة ضد الإنجليز سنة 1857 هـ ، وكانوا يُفتون بوجوب الجهاد وأن الإنجليز يُعدون محاربين للإسلام ، وقد أصدروا في ذلك البيانات الكثيرة ، وألقوا الخطب ووزعوا المنشورات الداعية لذلك .
    وكان الشيخ رحمت الله الذي إنتصر على المنصرين في الهند أول المجاهدين بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله ، لإخراج المستعمر من أرض الهند ، فقام بإعلان الثورة على الإنجليز وحث المسلمين على بذل أرواحهم وأموالهم ، ولما ثار الجنود في حامية ( ميرت ) بسبب إجبار الضباط الإنجليز لهم على استعمال دهن الخنزير و البقر في تشحيم البنادق ( لأن المسلمين يحرمون الخنزير ، والهندوس يحرمون البقر فثاروا معا ضد الإنجليز ) إتصل بهم الشيخ رحمت الله ووضع لهم خطة الوصول إلى دلهي ، وكان يعاونه في ذلك د/محمد وزير خان ومولوي فيض أحمد بدايوني ، كما كان يعاونه العالم العلامة إمداد الله الفاروقي لتنظيم الثورة في مديرية ( شاملي وكيرانه ) .
    ولما تضايق الثوار في دلهي تحرك إليها الشيخ رحمت الله من معسكره في ( نجيب آباد ) ومعه مئتا جندي ، وكان له دور كبير في قيادة مجاهدي ( شاملي وكيرانه ) حيث نظمت فرق الجهاد ووزعت الأسلحة وأقيمت التحصينات القوية في وجه الجيش الإنجليزي ، وكان مساعده فيهما ( عظيم الدين ) لأن الحاج إمداد الله تولى قيادة المجاهدين في منطقة ( تهانة بهون ) بمساعدة الأستاذ عبد الحكيم التهانوي .
    كانت أسلحة المجاهدين بسيطة لا تقاس بأسلحة الإنجليز ، لكن أعنف المعارك وأكثرها خسارة في الجيش الإنجليزي تلك المعارك التي خاضها المجاهدون والعلماء ، باذلين أرواحهم دفاعا عن دينهم ، وقد اعترف الإنجليز بذلك في كتاباتهم وفي رسائلهم لأهليهم ، وقد كان (حنقهم شديدا على المسلمين وأهل الخطر منهم ، ومن له شأن في المجتمع الهندي ، يعلقونهم على المشانق ، ويقتلونهم بتعذيب وإهانة ، ويبحثون عن كل من كان له كلمة مسموعة أو نفوذ في المجتمع ، وكان من ضمنهم وفي مقدمتهم الشيخ رحمت الله الكيرانوي الذي انتصر عليهم في المعركة الدينية ، وأسهم في الكفاح ضدهم .
    مصادرة أمواله وهجرته إلى مكة :
    بعد أن فشلت الثورة تعرض المسلمون لسخط الإنكليز الموتورين الذين يعدون المسلمين هم أصحاب الفكر والقيادة في الثورة والمواطنون تابعون لهم ، ونصبت أعواد المشانق للعلماء والمجاهدين في قرية بنجيت ، لذلك كله اضطر الشيخ رحمت الله إلى الإختفاء مع بعض المجاهدين في قرية ( بنجيت ) وجاء الإنكليز إلى قرية كيرانه وفتشوها بيتا بيتا ، ولما فشلوا في العثور على الشيخ رحمت الله توجهوا إلى بنجيت فطلب عمدتها من الشيخ رحمت الله أن يتزي بزي الفلاحين ويخرج للعمل في الحقول فعمل الشيخ بمشورته ومرت قوات الإنكليز على الشيخ رحمت الله فسألوه وزملاءه عن الشيخ رحمت الله ولم يعرفوه ، ثم سألوا النساء والأطفال فأنكروا معرفتهم لهذا الاسم ثم قاموا بتفتيش القرية واستفزاز أهلها بالنهب والتهديد بالقتل ، وقبضوا على أربعة عشر شابا كرهائن ، فأراد الشيخ أن يسلم نفسه للإنكليز لكن العمدة أخبره بعدم مبالاة أهل القرية ولو أعدموا كلهم ، ولما يئسوا من العثور عليه أطلقوا سراح المعتقلين ، وقبضوا على العمدة بتهمة إخفاء الشيخ ، ورفعوا أمر الشيخ إلى المحكمة بتهمة قيادته للثورة وإحداث الشغب والخروج على القانون ، وأعلنوا عن جائزة مقدارها ألف روبية هندية لمن يأتي بالشيخ حيا أو ميتا ( وكان ذلك المبلغ كبيرا في ذلك الوقت ) ولكن بلا جدوى فزادت نقمتهم على المسلمين وبالذات في مقاطعة كيرانه لا لشيء إلا لأن الشيخ ينتسب إليهم ، وبثوا عيونهم للتحري عن الشيخ ، لكن الله هداه لأن يغير اسمه باسم مصلح الدين ، ويخرج مارا بالقرى والفيافي إلى سورات ، ثم إلى مومباي (بومباي سابقا) وقد رأى فتك الإنكليز بالمسلمين وذبحهم للعلماء على قارعة الطريق ، ومن مومباي ركب زورقا شراعيا إلى الميناء اليمني ( مخا ) لأن السفينة التي تبحر من ( بومباي ) إلى جدة قد فاتته ، بالإضافة إلى أن ميناء بومباي يغص بالموظفين والجنود الإنجليز .
    ولما وصل إلى مدينة مخا اليمنية المطلة على البحر الأحمر سافر برا إلى مكة المكرمة فوصلها بعد سنتين من السفر المضني بين البر والبحر ، سنة 1278 هـ مهاجرا إلى الله ، تاركا ممتلكاته الثابتة والمنقولة التي قام الإنكليز بإحصائها وإعلانها للبيع بالمزاد العلني ، فبيعت بألف وأربع مئة وعشرين روبية وقيمتها الحقيقية عشرات الألوف لما فيها من القصور والمزارع .
    تدريسه في المسجد الحرام :
    بينما كان الشيخ رحمت الله في طواف العمرة التقى بالحاج إمداد الله الذي وصل إلى مكة قبله فأكملا السعي معا ، ثم اصطحبه إلى سكنه في رباط داود قرب باب العمرة وأقام معه .
    وكانا يترددان على الحرم للعبادة ولسماع دروس العلم ، وكان الشيخ رحمت الله يفتي على المذهب الحنفي ، فسمع الشيخ رحمت الله الشيخَ أحمد بن زيني دحلان (إمام وخطيب المسجد الحرام آنذاك) ينتصر لمذهب الشافعي ويضعِّف أدلة غيره ، فسأله بتواضع طلاب العلم عن سبب إنتصاره لمذهب الشافعي وطال النقاش بينهما فأدرك الشيخ دحلان أن السائل من كبار العلماء ، فأخذ بيده وطلب منه التعرف عليه ، فاختصر له ظروفه وسبب مجيئه إلى مكة ، ثم اصطحبه إلى بيته وعمل وليمة كبيرة دعا إليها العلماء وطلب من الشيخ رحمت الله الحديث عن المناظرة وما يلاقيه المسلمون في الهند من جور الإنكليز ، ثم أعطاه إجازة التدريس في المسجد الحرام وسجل اسمه في السجل الرسمي لعلماء الحرم .
    وفي مكة طلب الأستاذ العلامة السيد أحمد بن زيني دحلان من الشيخ رحمت الله أن يترجم للعربية مسائل المباحث الخمسة السابقة جامعا إياها من الكتب والرسائل التي ألفها في هذا الباب .
    ولما رأى الشيخ أن الدراسة في المسجد الحرام ليس لها منهاج ثابت وأنها تقتصر على العلوم الدينية واللغة العربية ، أراد إدخال علوم جديدة كالهندسة والرياضيات وعلم المناظرة والعلوم الفكية ، وأحضر الكتب اللازمة من الهند ، وكان يوما مشهورا في تاريخ التدريس في المسجد الحرام عندما أخذ الشيخ رحمت الله يدرس كتاب حجة الله البالغة في حكمة التشريع ، وشرح الجغميني في علم الفلك ، ومقدمة ابن خلدون ، وقد فصل في تدريسه بين علمي النحو والصرف بعد أن كانا يدرسان معا ، وكان يقوم بتدريس هذه العلوم في داره حتى تخرج على يديه كثير من العلماء والقضاة وكبار الموظفين الذين كان لهم دور كبير فيما بعد تاريخ مكة والجزيرة .
    رحلاته الثلاث إلى القسطنطينية :
    الرحلة الأولى سنة 1280 هـ : أصيب السلطان عبد العزيز خان بغم شديد لسماعه أكاذيب فندر عن المناظرة ، فكتب رسالة عاجلة إلى شريف مكة عبد الله بن عون للاستفسار من الحجاج الهنود عن قصة المناظرة والثورة سنة 1857م وإعلام الباب العالي بحقيقة الأمر ، فأخبره الشريف بأن الشيخ رحمت الله موجود في مكة ، فطلبه السلطان كضيف خاص ، وودعه والي مكة كضيف ملكي . وعند وصوله إلى الآستانة في رجب سنة 1280هـ الموافق ديسمبر لعام 1863م استقبله السلطان عبد العزيز خان في موكب رسمي ، وأنزله بالقصر الهمايوني ، وأقام له حفلة كبيرة حضرها الوزراء والعلماء وكبار رجال الدولة ، وثم طلب من الشيخ أن يحدثهم عن المناظرة والثورة ودور العلماء فيها والمذابح الوحشية على يد الإنجليز .
    وكان فندر قد فر من تركيا عندما سمع بوصول الشيخ رحمت الله إلى الآستانة وإكرام السلطان له ، ولما اطلع السلطان على الحقيقة ، أمر بالقبض على المنصرين ومصادرة كتبهم وإغلاق مراكزهم سدا لباب الفتنة ، ثم طلب السلطان من الشيخ في هذه الزيارة تأليف كتاب في الرد على النصرانية فألف كتابه ( إظهار الحق ) .
    وكان الشيخ رحمت الله يلتقي بالسلطان بعد صلاة العشاء يتبادلان الحديث وكان يحضر اجتماعات المجلس الأعلى لشؤون الدولة مع رئيس الوزراء خير الدين باشا التونسي وشيخ الإسلام أحمد أسعد المدني وكبار رجال الدولة ، وقد عين له السلطان راتبا شهريا قدره خمسمائة مجيدي ، وعينه عضوا بمجلس الوالي بمكة ، وأنعم عليه بالخلعة السلطانية والوسام المجيدي من الدرجة الثانية ، تقديرا لجهوده في مقاومة التنصير والإستعمار ثم استأذن السلطان في العودة إلى مكة المكرمة لمواصلة تدريسه في الحرم الشريف فأذن له وودعه بنفسه .
    أما الرحلة الثانية فكانت سنة 1301هـ : وذلك أنه لما عُين عثمان نوري باشا واليا على الحجاز سنة 1299 هـ وكان رجلا عسكريا قاسيا راودته الشكوك في المدرسة الصولتية ومؤسسها ، بسبب وشايات الإنجليز وإقناعهم إياه بأنها حركة تعمل لهدم الخلافة العثمانية ، ولما سمع السلطان عبد الحميد الثاني بالتوتر الشديد بين الشيخ والوالي أرسل يطلب حضور الشيخ إلى دار الخلافة وظن عثمان نوري أن الشيخ سيلقى جزاءاً قاسيا ، لكنه قوبل بالتكريم منه ومن كبار رجال الدولة ، وأنعم عليه السلطان عبد الحميد بالخلعة الملكية الذهبية وبالوسام المجيدي قبل أن يقابله ، كما منحه شيخ الإسلام أحمد أسعد المدني ( سند رؤوس ) من المشيخة الإسلامية وهي وثيقة الشرف والإمتياز للعلماء المجاهدين . ولما قابل السلطان اعتذر له السلطان عن تأخر المقابلة بينهما ومنحه لقب ( فايا حرمين شريفين ) - أي ركن الحرمين الشريفين _ وألبسه عباءة هذا اللقب ، كما منحه سيفا من ذهب منقوش عليه العبارات التمجيدية منها ( السلاح زينة لمن يجاهد في سبيل الله ) وأهداه هدايا كثيرة وقرر له راتبا شهريا مقداره خمسة آلاف قرش .
    أقام الشيخ في دار الخلافة مدة التقى فيها بالسلطان عدة مرات تبادلا فيها الرأي في الأمور الدينية والسياسية الهامة ، وقد اقترح على السلطان أن يمنع دخول الإنجليز إلى عدن خشية تغلغلهم في البلاد الإسلامية ، ولما أراد العودة إلى مكة أراد السلطان تقرير هبة مالية سنوية للمدرسة الصولتية لإعانتها على أداء رسالتها ، لكن الشيخ اعتذر بكفاية إعانات المحسنين لنفقاتها ، فودعه السلطان وداعا رسميا واستقبله أهل مكة وعلى رأسهم أميرها عثمان نوري الذي اعتذر للشيخ عما بدر منه ، ودامت المراسلات بينه وبين السلطان عبد الحميد بالعربية والفارسية .
    أما الأوسمة والألقاب فلم يستعملها الشيخ طيلة حياته زهدا منه وورعا ، وترفعا عن الظهور بمظهر يؤثر على مكانته الدينية والعلمية .
    ولما علم السلطان بأن الشيخ أصيب بضعف في بصره حتى عجز عن القراءة والكتابة ، طلبه على عجل للعلاج ، فكانت رحلته الثالثة سنة 1304 هـ استجابة لرغبة السلطان رغم المرض وصعوبة السفر ، ورافقه في هذه الرحلة تلميذه الأستاذ ( عبد الله جي ) الذي قيد أحوال الرحلة مشيرا إلى التكريم الذي لقياه وأنهما كانا يفطران مع السلطان ويصليان معه العشاء والتراويح ، وأن السلطان دعا خمسة أطباء مع طبيبه الخاص لفحص عيني الشيخ ، فقرروا إجراء عملية جراحية بعد شهرين ريثما يخف نزول الماء في عينيه ، لكن الشيخ اعتذر عن إجراء العملية لصعوبتها في ذلك الزمان ، كما اعتذر عن طلب السلطان الإقامة بجواره ، لأنه يريد أن يموت في مكة ، فودعه السلطان ووصل الشيخ إلى مكة في ذي القعدة سنة 1305 هـ وبعد شهور من وصوله إليها عمل له أحد أطباء مكة العملية الجراحية ولم تنجح ، وكان حفيده محمد سعيد _ المدير الثاني للمدرسة الصولتية - يقرأ له الرسائل الواردة ويكتب له الردود عليها بإملائه رحمهما الله تعالى .
    تلامذته في مكة وكتبه :
    ليس من السهل حصر جميع من تلقوا العلم على يديه ، ولكن نذكر بعضا منهم :
    الأول : جلالة الملك الشريف حسين بن علي الهاشمي مؤسس الدولة الهاشمية بالحجاز .
    الثاني : حجة الأمة قاضي القضاة الشيخ عبدالله سراج مفتي الحنفية وشيخ العلماء بمكة ورئيس مجلس الوزراء بالدولة الهاشمية.
    الثالث : العلامة الشيخ أحمد الدين جكوالي مؤسس مدرسة مظهر العلوم بكراتشي .
    الرابع : العلامة الشيخ أحمد أبو الخير مرداد المدرس بالمسجد الحرام وشيخ الخطباء والعلماء .
    الخامس: أمين محمد علي مرداد المدرس والإمام والخطيب بالمسجد الحرام ونائب رئيس محكمة مكة .

    وفاته :
    توفي الشيخ رحمت الله الهندي ثم المكي العثماني في مكة المكرمة ليلة الجمعة 22 من شهر رمضان المبارك عام 1308 هـ ودفن في المعلاة مقبرة مكة المكرمة بالقرب من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها ، عن عمر يقارب خمسا وسبعين سنة،رحمه الله تعالى .
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق حماد ; 18-07-2006 الساعة 09:29 PM


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    miracle is not evidence
    but the great miracle is that without any miracle your transformation and nations are transformed one thousand million people do not drink alcohol because of instructions of one person called MOHAMAD
    المعجزات ليست الدليل على صدق العقيدة
    انما المعجزة الكبرى هي ان تتحول الامم وتتبدل احوالها من دون معجزات
    الف مليون من البشر لا يتعاطون الخمر بفضل تعاليم شخص اسمه محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. احمد ديدات في استراليا(اخر رحلاته رحمه الله) بالصور
    بواسطة طارق حماد في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 30-10-2009, 05:56 AM
  2. مناظرة بين الشيخ رحمة الله الهندي والقس بفندر صاحب ميزان الحق - قوية
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-03-2008, 01:05 AM
  3. الشيخ احمد ديدات رحمة الله فى جوجل
    بواسطة محب الدعوة الى الله في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-10-2006, 04:48 PM
  4. احمد ديدات فى ذمة الله .. ان لله وأن له راجعون
    بواسطة bahaa في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-08-2005, 01:51 PM
  5. مناظرة رحمة الله الهندي للقس بفندر
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-07-2005, 03:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)

استاذ احمد ديدات (رحمة الله الهندي)