106)‏ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم‏..‏ الانعام 38

بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
هذه الآية الكريمة جاءت في الربع الأول من سورة الأنعام‏,‏ وهي سورة مكية وعدد آياتها‏(165)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود ذكر الأنعام فيها‏,‏ والإشارة إلي قاعدة من أهم قواعد تصنيف صور الحياة المختلفة في احدي آياتها‏.‏
وكطبيعة القرآن المكي ركزت السورة الكريمة علي العقيدة الإسلامية‏,‏ وإن جاءت بها بعض التشريعات‏,‏ وبعض الاشارات إلي عدد من الأمم البائدة وموقف كل أمة من تلك الأمم من رسولها الذي أرسله الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهدايتها‏,‏ وعدم اعتبار كل منها بمن أهلك من الأمم السابقة عليهم جزاء عصيانهم لأوامر ربهم‏,‏ ولا بما حل بهم من عقاب تأكيدا علي غفلة الناس وقصر أنظارهم‏.‏

وفي استعراض وحدة الدين السماوي من لدن أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ إلي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ جاءت الاشارة إلي عدد من أنبياء الله ورسله الذين بعثوا جميعا بالاسلام‏.‏
كذلك استشهدت السورة الكريمة بعدد من الآيات الكونية للتدليل علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الكون‏,‏ وعلي قدرته‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ علي البعث‏,‏ وعلي وحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة ولا ولد‏,‏ لأن ذلك كله من صفات المخلوقين‏,‏ والله‏(‏ تعالي‏)‏ منزه عن صفات خلقه‏.‏ وتبقي هذه الإشارات الكونية ـ فوق رسالتها الأصلية ـ خطابا لأهل عصرنا‏,‏ الذين فتنوا بالعلم ومعطياته فتنة كبيرة‏,‏ يقيم الحجة عليهم بالدليل العلمي القاطع أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن النبي والرسول الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏

من ركائز العقيدة في سورة الأنعام
‏(1)‏ الايمان بخالق السماوات والأرض وبديعهما‏,‏ وفاطرهما‏,‏ وقيومهما‏,‏ خالق الإنسان من طين‏,‏ وخالق كل شيء‏,‏ وربه ومليكه‏,‏ ومبدعه‏,‏ وقيومه‏,‏ جاعل الظلمات والنور‏,‏ ومبدع الظل والحرور‏,‏ إلها واحدا أحدا‏,‏ فردا صمدا‏,‏ لم يلد ولم يولد‏,‏ ولم يكن له كفوا أحد‏,‏ وبأنه‏(‏ تعالي‏)‏ هو مالك الملك‏,‏ ومحصي أعمال الخلق‏,‏ محدد الآجال والأرزاق‏,‏ وجامع الناس ليوم لا ريب فيه‏,‏ كاشف الضر‏,‏ ومنزل الخير‏,‏ القاهر فوق عباده‏,‏ الذي يطعم ولا يطعم‏,‏ السميع العليم‏,‏ والغفور الرحيم‏,‏ البر الودود‏,‏ والباعث الشهيد‏,‏ الحكيم الخبير‏,‏ والغني القادر‏,‏ الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار‏,‏ العليم بالسر والعلن وبما تخفي الصدور‏,‏ عالم الغيب والشهادة‏,‏ فالق كل من الإصباح والحب والنوي‏,‏ مخرج الحي من الميت‏,‏ ومخرج الميت من الحي‏,‏ خير الفاصلين الذي لا يرد بأسه عن القوم المجرمين‏,‏ منزل الكتاب ومجري السحاب‏,‏ ومرسل الأنبياء والمرسلين لينذروا الناس بيوم الدين‏.‏

‏(2)‏ الإيمان بملائكة الله‏,‏ وكتبه ورسله‏,‏ وباليوم الآخر‏,‏ وبالقدر خيره وشره‏,‏ وتتويج كل ذلك بالإيمان بالرسالة الخاتمة التي بعث بها النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ لأنها قد تكاملت فيها كل رسالات السماء السابقة‏,‏ ولذلك تعهد ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بحفظ هذه الرسالة الخاتمة لأنه ليس من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين من نبي ولا من رسول‏,‏ وربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ تعهد بعدم عذاب أحد من خلقه المكلفين بغير إنذار مسبق من رسول مرسل ورسالة سماوية محددة‏.‏

‏(3)‏ الإيمان بعوالم الغيب التي أخبرنا بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ دون الخوض فيها بغير علم‏,‏ لأن عالم الغيب يختلف في طبيعته وسننه وقوانينه عن عالم الشهادة الذي نعيشه‏.‏

‏(4)‏ التسليم بحتمية الآخرة وبضرورتها‏,‏ وبما فيها من بعث وحساب وعرض أكبر أمام الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وبخلود في حياة قادمة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا كما أخبر بذلك خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ ومن هنا تصف سورة الأنعام الحياة الدنيا بأنها لهو ولعب‏,‏ وتصف الآخرة بأنها خير للذين يتقون‏.‏

‏(5)‏ اليقين بأن من عمل سوءا بجهالة ممن يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر‏,‏ ثم تاب من بعد ذلك وأصلح فإن الله غفور رحيم‏.‏

‏(6)‏ التصديق بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ يجازي الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف وإلي ما فوق ذلك لمن يشاء‏,‏ ولا يجازي السيئة إلا بمثلها‏.‏

‏(7)‏ الإيمان بأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ قد ختم وحيه بالقرآن الكريم‏,‏ وبسنة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وأكمل لنا ديننا‏,‏ وأتم علينا نعمه‏,‏ ورضي لنا الإسلام دينا‏,‏ وحفظه بنفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ كلمة كلمة وحرفا حرفا‏,‏ في كل آية من الآيات‏,‏ وفي كل سورة من السور وفي موضع الآية من السورة‏,‏ وبترتيب السور في المصحف الشريف‏,‏حتي يبقي الإسلام هاديا للبشرية كلها وحجة عليها إلي يوم الدين‏.‏

من التشريعات الإلهية في سورة الأنعام
‏(1)‏ تحريم كل مما يلي‏:‏
الشرك بالله‏,‏ وقتل الأولاد من إملاق‏(‏ أي من فقر‏),‏ وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق‏,‏ وأكل مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده‏,‏ وأكل ما لم يذكر اسم الله عليه‏,‏ وما أهل لغير الله به‏,‏ والميتة‏,‏ والدم‏,‏ ولحم الخنزير‏(‏ إلا من اضطر غير باغ ولا عاد‏),‏ وتحريم الاقتراب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏,‏ وافتراء الكذب علي الله‏,‏ ومن ذلك الادعاء الباطل بتلقي شيء من الوحي‏,‏ أو بالتظاهر بالقدرة علي الإتيان بشيء من مثل القرآن الكريم‏.‏

‏(2)‏ الأمر بكل مما يلي‏:‏
التزام صراط الله المستقيم‏,‏ وإقام الصلاة‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ وتقوي الله‏(‏ تعالي‏)‏ ومراقبته في كل الأحوال‏,‏ والإحسان إلي الوالدين‏,‏ ووفاء كل من الكيل والميزان بالقسط‏,‏ والعدل في القول‏,‏ والإخلاص في العمل‏,‏ والوفاء بعهود الله كلها‏.‏

من القصص القرآني في سورة الأنعام
‏(1)‏ جاء في سورة الأنعام ذكر عدد من أنبياء الله ورسله الذين بعثوا قبل بعثة خاتمهم سيدنا محمد بن عبد الله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏)‏ وهم‏:‏ نوح‏,‏ إبراهيم‏,‏ لوط‏,‏ إسماعيل‏,‏ إسحاق‏,‏ يعقوب‏,‏ داود‏,‏ سليمان‏,‏ أيوب‏,‏ يوسف‏,‏ موسي‏,‏ هارون‏,‏ زكريا‏,‏ يحيي‏,‏ عيسي‏,‏ إلياس‏,‏ اليسع‏,‏ ويونس‏(‏ علي نبينا وعليهم من الله السلام‏).‏

‏(3)‏ عرضت هذه السورة الكريمة لعدد من الأمم البائدة التي رفضت رسالات ربها‏,‏ وجحدت آياته‏,‏ وقاومت رسل الله وأنبياءه إليهم‏,‏ علي الرغم من علمهم بهلاك الأمم التي سبقتهم إلي هذه المعاصي‏.‏

‏(3)‏ أكدت سورة الأنعام ـ كما أكدت أكثر من سورة غيرها من سور القرآن الكريم ـ حقيقة انحراف اليهود عن منهج الله‏,‏ وكذبهم عليه‏(‏ جل جلاله‏),‏ فحرم الله‏(‏ تعالي‏)‏ عليهم كثيرا من أطايب الطعام‏.‏

‏(4)‏ كذلك أكدت هذه السورة المباركة تكامل جميع رسالات السماء في هذا الدين الخاتم الذي بعث به النبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لينذر به أهل مكة المكرمة‏,‏ ومن حولها أهل الأرض جميعا‏,‏ وذلك لثبوت توسط هذه المدينة المباركة لليابسة بالكامل‏.‏

من الآيات الكونية في سورة الأنعام
‏(1)‏ التأكيد علي قضية الخلق‏,‏ وعلي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء بالحق‏,‏ وأنه علي كل شيء وكيل‏,‏ وعلي أن من بديع صنع الله خلق كل من السماوات والأرض‏,‏ والظلمات والنور‏,‏ والنجوم وتوابعها‏(‏ من الكواكب والكويكبات‏,‏ والأقمار والمذنبات‏,‏ والشهب والنيازك وغيرها‏),‏ وخلق الإنسان من طين‏,‏ وخلق السلالة البشرية كلها من نفس واحدة‏,‏ وخلق ما يسكن بالليل وما يسكن بالنهار من الكائنات‏.‏

‏(2)‏ جاءت بالسورة الكريمة الاشارة الي أن كل نوع من أنواع الحياة عبارة عن خلق يشبه خلق الانسان في انبثاقه عن أصل واحد‏,‏ وترابطه في أمة واحدة‏.‏

‏(3)‏ الإشارة الي أن بالكون غيوبا مطلقة لا يعلمها إلا الله‏(‏ تعالي‏),‏ وأن النوم هو صورة مصغرة للوفاة‏,‏ وأن اليقظة من النوم تمثل البعث بعد الموت‏,‏ وأن ظلمة الكون هي الأصل وأن النور هو نعمة يمن الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها علي من يشاء من خلقه‏,‏ وأن فلق الصبح من ظلمة الليل في كل يوم وفلق الحب والنوي لإخراج كل من السويقة والجذير من البذرة النابتة عمليتان متشابهتان‏,‏ وتشهدان لله‏(‏ تعالي‏)‏ بطلاقة القدرة في إبداع الكون‏,‏ وأن الليل مخصص للسكن‏,‏ وأن النهار مخصص لعمارة الأرض وللجري وراء المعايش‏.‏

‏(4)‏ استخدام ظاهرة تبادل الليل والنهار للإشارة الي حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وأن كلا من الشمس والقمر يجري بنظام محكم دقيق يمكن الانسان من حساب الزمن والتاريخ للأحداث‏.‏

‏(5)‏ التأكيد علي أن الحب المتراكب في النبات يخرج أصلا من الصبغة النباتية الخضراء المعروفة باسم اليخضور‏,‏ وأن القنوان الدانية تخرج من طلوع النخل‏,‏ وأنه بإنزال الماء من السماء أخرج ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ جنات معروشات وغير معروشات من الأعناب‏,‏ والنخل‏,‏ والزيتون‏,‏ والرمان‏,‏ متشابها وغير متشابه‏,‏ ومن الزرع المختلف أكله‏,‏ وأن ثمره إذا أثمر وينعه لهو من أروع الآيات لقوم يؤمنون‏.‏

‏(6)‏ الإشارة الي أن التصعد في السماء‏(‏ بغير وقايات حقيقية‏)‏ يجعل صدر الصاعد ضيقا حرجا‏.‏

‏(7)‏ الإشارة الي توسط مكة المكرمة لليابسة‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج الي معالجة خاصة بها‏,‏ وكلها يدخل من العلوم الكونية في الصميم‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة الثانية فقط من القائمة السابقة والتي تشير الي خلق كل صور الحياة في تجمعات شبيهة بالتجمعات الانسانية في انبثاقها عن أب واحد وأم واحدة‏,‏ وترابطها في أمة واحدة‏,‏ كما جاء في الآية الكريمة رقم‏(38)‏ من سورة الأنعام‏,‏ ولكن قبل الوصول الي ذلك لابد لنا من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح هذه الآية الكريمة‏.‏

من أقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الي ربهم يحشرون‏.‏
‏(‏الأنعام‏:38).‏

‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله تعالي‏)‏ ما مختصره‏:...‏ قال مجاهد‏:‏ أي أصناف مصنفة تعرف بأسمائها‏,‏ وقال قتادة‏:‏ الطير أمة‏,‏ والإنس أمة‏,‏ والجن أمة‏.‏
وقال السدي‏:(‏ إلا أمم أمثالكم‏)‏ أي خلق أمثالكم‏....‏

‏*‏ وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ ما نختار منه قوله‏:‏ وهي حقيقة هائلة‏...‏ حقيقة تجمع الحيوان والطير والحشرات من حولهم في أمم‏..‏ لها سماتها وخصائصها وتنظيماتها كذلك‏..‏ وهي الحقيقة التي تتسع مساحة رؤيتها كلما تقدم علم البشر‏,‏ ولكن علمهم لا يزيد شيئا علي أصلها‏!!‏ وإلي جانبها الحقيقة الغيبية الموصولة بها‏,‏ وهي إحاطة علم الله اللدني بكل شيء‏,‏ وتدبير الله لكل شيء‏...‏ وهي الحقيقة التي تشهد بها تلك الحقيقة المشهودة‏.....‏

‏*‏ وذكر صاحب صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما نقتطف منه قوله‏:(‏ إلا أمم أمثالكم‏)‏ طوائف مختلفة أمثالكم في الخلق والموت‏,‏ والحاجة الينا في الرزق والتدبير في جميع أمورها‏,‏ والدلالة علي كمال القدرة‏,‏ وبديع الصنعة في تسخيرها وتصريفها بقدرتنا‏.....‏

‏*‏ أما أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ فقد ذكروا ما نصه‏:‏ وإن أقوي دليل علي قدرة الله وحكمته ورحمته أنه خلق كل شيء‏,‏ وليس في الأرض حيوان يدب في ظاهر الأرض وباطنها‏,‏ أو طائر يطير بجناحيه في الهواء‏,‏ إلا خلقها الله جماعات تماثلكم‏,‏ وجعل لها خصائصها ومميزاتها ونظام حياتها‏.‏ ما تركنا في الكتاب المحفوظ عندنا شيئا إلا أثبتناه‏.‏ وإن كانوا قد كذبوا‏,‏ فسيحشرون مع كل الأمم للحساب يوم القيامة‏.‏
وجاء في تعليق الخبراء بالهامش ما نصه‏:‏ تنتظم الكائنات الحية في مجموعات يختص كل منها بصفات تكوينية ووظيفية أو طبائع مميزة‏,‏ وفي الآية الكريمة تنبيه إلي تباين صور المخلوقات وطرائق معيشتها فكما أن الانسان نوع له خصائصه فكذلك سائر أنواع الأحياء‏.‏ وهذا ما يكشفه علم التصنيف كلما تعمقنا في دراسة نوع منها‏.‏

من الدلالات العلمية للآية الكريمة‏:‏
يتعرف علماء الأحياء اليوم علي أكثر من مليون ونصف مليون نوع من أنواع الأحياء التي تعمر مختلف البيئات المائية والأرضية والهوائية‏.‏ وبالإضافة إلي ذلك تعرف علماء الأحافير علي أكثر من ربع مليون نوع من أنواع الحياة البائدة وبمعدلات الاكتشافات السنوية في هذين الميدانين يقدر العلماء أن المجموع المتوقع لأنواع الأحياء علي كوكبنا الأرض قد يصل إلي نحو أربعة ملايين ونصف مليون نوع‏.‏ ولما كان كل نوع من هذه الأنواع يمثل ببلايين الأفراد المتزامنين والمتعاقبين‏,‏ حيث أن المدي الزمني لكل نوع من أنواع الحياة يتراوح بين نصف مليون سنة وخمسة ملايين من السنين‏(‏ بمتوسط مليونين وسبعمائة وخمسين ألف سنة‏),‏ وأن أقدم أثر للحياة علي الأرض يمتد إلي ثلاثة بلايين وثمانمائة مليون سنة‏,‏ فإنه يصبح من العسير تتبع كل فرد من هذه البلايين من ملايين الأنواع مهما أوتي الانسان من علم ومهما توافر له من وسائل الإحصاء‏,‏ ومن هنا كانت ضرورة التصنيف الذي أشارت إليه سورة الأنعام بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلي ربهم يحشرون
‏(‏الأنعام‏:38)‏

والآية الكريمة تشير إلي أن وحدة التصنيف الأساسية هي النوع الذي ينقسم إلي جماعات تضم أعدادا من هذا النوع‏,‏ تعيش في منطقة معينة من مناطق الأرض‏(‏ أمة من الأمم‏)‏ فبنو الإنسان ينقسمون إلي أعراق مختلفة‏,‏ يمثل كل عرق منها أمة من الأمم‏,‏ وتنتهي هذه الأمم كلها إلي أصل واحد‏,‏ وأب واحد هو آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ الذي وصفه ربنا‏(‏ تبارك تعالي‏)‏ بقوله العزيز‏:‏
ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
‏(‏ النساء‏:)‏

وبقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها‏..‏
‏(‏الأعراف‏:189)‏

وبقوله‏(‏ وقوله الحق‏):‏
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج‏..‏

ويصف خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ هذا الأصل الواحد لبني البشر فيقول‏:‏
كلكم لآدم‏,‏ وأدم من تراب
والآية الكريمة التي نحن بصددها تشير إلي أنه كما أن البشر ينقسمون إلي أعراق مختلفة‏,‏ يمثل كل عرق منها بأمة من الأمم‏,‏ وتنتهي أمم البشر جميعهم إلي أصل واحد‏,‏ فكذلك كل نوع من أنواع الأحياء‏,‏ ينقسم إلي عدد من الجماعات أو الأمم‏(Populations)‏ التي تنتهي إلي أصل واحد‏,‏ مما يؤكد تعدد النوع الواحد إلي جماعات أو أمم شتي‏,‏ وعلي استقلالية كل نوع من أنواع الأحياء عن غيره من الأنواع‏,‏ وإن كان هناك قدر من التشابه في البناء يشير إلي وحدانية الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ فجميع الخلق من الذرة إلي المجموعة الشمسية إلي المجرة‏,‏ ومن الخلية الحية المفردة إلي جسد الإنسان ـ كل ذلك مبني علي نسق واحد‏,‏ ونظام واحد في زوجية واضحة تشهد للخالق‏(‏ تقدست أسماؤه‏)‏ بالخالقية والألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه‏.‏

النوع في القرآن الكريم وفي علم التصنيف
في محاولة للإلمام بهذه الأعداد اللانهائية من الخلق قام علماء الأحياء بتصنيفها إلي مجموعتين رئيسيتين هما النباتات‏,‏ والحيوانات علي أساس من أن النباتات الرئيسية مثبتة في الأرض بواسطة جذورها‏,‏ وقد أعطاها الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ القدرة علي تصنيع غذائها بنفسها‏,‏ أما الحيوانات فقد أعطاها الله‏(‏ تعالي‏)‏ القدرة علي الحركة الذاتية‏,‏ وعلي جمع والتهام وهضم وتمثيل الغذاء الذي تحصل عليه من غيرها‏.‏ وقد بقي تقسيم الكائنات الحية إلي هاتين المجموعتين الكبيرتين سائدا إلي أوائل القرن العشرين‏,‏ علي الرغم من اكتشاف الكثير من الكائنات الحية التي يصعب تصنيفها مع أي من النبات أو الحيوان وذلك باستخدام المجهر الذي تم بناؤه في القرن السابع عشر الميلادي‏,‏ وقد كان من بين هذه المكتشفات العديد من الكائنات الدقيقة ذات الخلية الواحدة والتي تضم أفرادا لها شبه بالنبات‏,‏ وأخري لها شبه بالحيوان‏,‏ وثالثة تضم مميزات المجموعتين معا‏.‏ وقد وضعت هذه الكائنات وحيدة الخلية في مجموعة مستقلة عرفت باسم الطلائعيات‏(Protista)‏
وباكتشاف البكتريا اتضح افتقارها إلي التركيب الخلوي الذي يميز أفراد الممالك الثلاث الكبري وهي الطلائعيات‏,‏ النباتات‏,‏ والحيوانات فخلية البكتريا تفتقر إلي النواة المحددة التي تميز خلايا المجموعات الثلاث الكبري‏,‏ ويشبه البكتريا في ذلك كائنات بسيطة تعرف باسم الطحالب الخضراء المزرقة‏(BlueGreenAlgae)‏ وكلها كائنات وحيدة الخلية‏,‏ وليس لخليتها نواة محددة بل تنتشر حاملات الوراثة فيها في سائل الخلية دون أدني قدر من التحديد‏.‏

كذلك مع اكتشاف الفيروسات‏(Viruses)‏ اتضح أن لها ما يميزها أيضا فهي تعيش متطفلة علي غيرها من الكائنات‏,‏ وتتكاثر بإدخال مادتها الوراثية البسيطة إلي الخلايا النباتية أو الحيوانية أو الطلائعية‏,‏ ولما كانت المادة الوراثية في هذه الكائنات البدائية غير مترابطة بشكل محدد فإن الفيروسات تسمي أحيانا باسم المورثات‏(‏ الجينات‏)‏ العارية‏.‏
وعلي ذلك قسمت الأحياء في أربعة ممالك هي‏:‏ البدائيات‏(Monera)‏ والطلائعيات‏(Prortista)‏ والنباتات‏(Plantae)‏ والحيوانات‏(Animalia)‏ ثم ثبت بالدراسة أن الفطريات تختلف عن الأوليات في أنها تمتص غذاءها من خلال جدرها الخلوية كالنباتات‏,‏ ولكنها لاتقوم بتصنيع غذائها بنفسها كالنباتات‏,‏ كما أنها لاتقوم بالتهام غذائها كالحيوانات‏,‏ ولذلك كان لابد من فصلها في مملكة مستقلة‏,‏ وبفصلها أصبحت ممالك الحياة المعروفة لنا خمسا كما يلي‏:‏
‏(1)‏ مملكة البدائيات‏(KingdomMonera)‏ وتشمل كلا من الفيروسات والبكتريا والطحالب الخضراء المزرقة‏,‏ وهي غالبا وحيدة الخلية‏,‏ والخلية منها ليست لها نواة محددة

‏(2)‏ مملكة الطلائعيات‏KingdomProtista‏ وتشمل الأوليات وبقية الطحالب وهي وحيدة الخلية وخليتها لها نواة محددة‏.‏

‏(3)‏ مملكة الفطريات أوالفطور‏(KINGDOMFUNGI)‏
وتشمل كلا من الفطريات الغروية‏,‏ والفطريات الحقيقية‏,‏ والفطريات الطحلبية والأشنات‏,‏ وقد تكون وحيدة الخلية أو عبارة عن تجمعات خلوية‏,‏ ولكل خلية من خلاياها نواة محددة‏.‏ وتختلف الفطريات عن النباتات في خلوها من الصبغة الخضراء ولذلك تعتمد في غذائها علي غيرها من الكائنات الحية والمواد العضوية المتحللة‏,‏ ولذلك فمنها الفطريات الرمية التي تعيش علي الجيف الميتة وبقايا النباتات المتحللة‏,‏ والفطريات الطفيلية التي تعيش علي حساب غيرها من الكائنات الحية‏.‏

‏(4)‏ مملكة النبات‏(KingdomPlantae)‏ وتشمل كائنات عديدة الخلايا‏,‏ ولكل خلية منها نواة محددة‏,‏ والخلايا متخصصة في أنسجة وأعضاء‏,‏ وتحمل الصبغات النباتية التي تمكنها من القيام بعملية التمثيل الكربوني لإعداد غذائها‏,‏ والخلية جدارها غير حي‏,‏ والنبات غالبا مثبت بالتربة

‏(5)‏ المملكة الحيوانية‏(KingdomAnimalia)‏ وتشمل كائنات حية‏,‏ عديدة الخلايا‏,‏ ولكل خلية نواة محددة‏,‏ وجدار حي‏,‏ وهي كائنات قادرة علي الحركة الذاتية والتغذي علي غيرها من النباتات أو الحيوانات‏.‏
وهذا التقسيم الوضعي هو وسيلة من وسائل الحصر التي تعين دارسي الأحياء علي الإلمام ولو بصورة تقريبية ـ بهذا الكم الذي لايكاد إنسان أن يحصيه من المخلوقات الحية‏,‏ ولذلك يصفه أحد علماء الحياة البارزين في زماننا هذا بقوله‏:‏

ومع أن النظام المبني علي أساس أن هناك خمس ممالك هوالمفضل في هذا الكتاب إلا أنه كغيره من الأنظمة التقسيمية الأخري لايخرج عن كونه من صنع العقل الإنساني‏,‏ ولهذا فهو محاولة لوضع حدود اعتباطية للطبيعة‏.‏ ولما كانت الطبيعة تتميز بالتنوع الكبير فإن عمل تقسيمات دقيقة ومتجانسة يعتبر أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا‏(‏ ريتشارد أ‏.‏ جولد زبي في كتابه المعنون علم الأحياء الجزء الأول ص‏394‏
‏).(RichardA.Goldzbi1980Biology.‏

التصنيف الحالي للكائنات الحية
إمعانا في تبسيط الصورة والذي أدي في الحقيقة إلي المزيد من تعقيدها‏,‏ قسمت كل مملكة من هذه الممالك الخمس للأحياء إلي عدد من القبائل‏(Phyla)‏ وقسمت كل قبيلة إلي عدد من الطوائف‏(Classes),‏ كما قسمت كل طائفة إلي عدد من الرتب‏(Orders)‏ وقسمت كل رتبة إلي عدد من العائلات‏(Families)‏ وقسمت كل عائلة إلي عدد من الأجناس‏(Genera),‏ وقسم كل جنس إلي عدد من الأنواع‏(Species)‏ وقسم كل نوع إلي عد من الأصناف‏(Varieties)‏ وقسم الصنف الواحد إلي عدد من السلالات‏(Strains)‏ وتشتمل كل سلالة علي عدد من الأفراد‏.‏
وزيادة في التعقيد فتح الباب لمضاعفة كل وحدة من هذه الوحدات التصنيفية إلي ثلاثة أضعافها وذلك بالسماح بإضافة وحدة قبلها تسبقها المقدمة‏:‏ فوق‏(‏ أو‏Super)‏ ووحدة بعدها وذلك بتوظيف الإضافة‏:‏ تحت‏(‏ أو‏Sub)‏ فيقال‏:‏ فوق المملكة‏,‏ المملكة‏,‏ وتحت المملكة وهكذا بالنسبة لجميع الوحدات التصنيفية المقترحة‏.‏

وهذا كله تم في محاولة يائسة من أدعياء التطور لإلغاء حقيقة الخلق‏,‏ وإنكار الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ ونسبة كل شيء إلي الطبيعة ولكن الكشوف العلمية المتلاحقة ـ وفي مقدمتها علم الوراثة ـ بدأت تؤكد لنا أن الوحدة التصنيفية الحقيقية للأحياء هي النوع الذي مايزه الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ إلي بلايين الأفراد التي نشرها في الأرض وجمعهـا في عـدد من الأمـــــــم أو الجمـاعات‏(Populations),‏ يعيش كل منها في منطقة محددة من الأرض‏,‏ وتحت ظروف بيئية خاصة‏,‏ وينتهي نسبها إلي أصل واحد أوجده الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بعلمه وحكمته وقدرته‏.‏ ويبقي النوع‏(Species)‏ هو الوحدة التصنيفية الوحيدة المؤكدة في جميع التصنيفات الحديثة لكل المخلوقات الحية‏,‏ وما فوق ذلك من وحدات هو محض افتراضات ظنية‏,‏ تدخل فيها اعتبارات شخصية عديدة‏,‏ فالشخص الذي يقوم بعملية التصنيف يختار صفات ويتجاهل أخري من أجل تيسير عملية حصر هذا الكم الهائل من الخلق‏.‏
وعلي ذلك فإن كل نوع من أنواع الكائنات الحية يشمل مجموعة من الأمم أو الجماعات‏(Populatioms)‏ التي تجمعها صفات خارجية‏,‏ شكلية‏,‏ وصفية‏,‏ واحدة‏,‏ وصفات تشريحية داخلية واحدة‏,‏ ووظائف أعضاء واحدة‏,‏ وبنية كيميائية حيوية واحدة‏,‏ وصفات وراثية أساسية واحدة‏,‏ وظروف بيئية متقاربة وإن باعدت بينها المسافات الأرضية‏,‏ وقدرة علي التزاوج فيما بينها وأنتاج سلالة خصبة نتيجة لهذا التلاقح‏.‏ وهذه الصفات تجمع بين أفراد كل أمة من هذه الأمم كما تجمع بين جميع أفراد كل أمم النوع الواحد وإن قامت بين تلك الأمم بعض الفروقات الناتجة عن الاختلافات البيئية‏,‏ أو العزل الجييني‏,‏ حيث أن جميع هؤلاء الأفراد قد أستلوا من شفرة وراثية واحدة‏.‏

وعلي ذلك فإن الأفراد من نوعين مختلفين من أنواع الأحياء لا يمكن أن يتم بينهما تلاقح يؤدي إلي سلالة خصبة أبدا‏,‏ وكل نوع من هذه الأنواع لايمكن أن ينسل خارج نوعه الذي ينتسب إليه أبدا‏,‏ وإنما تتباين أفراده عن بعضها البعض تباينا قليلا في الأمة الواحدة‏(‏ أو الجماعة الواحدة‏)‏ من أمم هذا النوع علي أساس من تنوع نصيب كل فرد من الأفراد من الميراث الجيني الذي وضعه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في أصل هذا النوع من أنواع الأحياء‏.‏ وقد تزيد الفروق الفردية قليلا بين الأفراد في أمتين منفصلتين نتيجة للعزل الوراثي‏(‏ الجيني‏)‏ وللاختلاف في الظروف المناخية والبيئية‏:‏
وهذه الملاحظة وحدها تكفي لنفي فكرة التصنيف الرأسي لمجموعات الأحياء المبنية علي افتراض صلات القربي بين أفراد المملكة الواحدة من النوع او السلالة إلي المملكة‏,‏ وبين الممالك كلها انتصارا لفكرة التطور العضوي التي هزمها وحسمها العلم بمعطياته المتلاحقة وأهمها قراءة الشفرة الوراثية للإنسان وللعديد غيره من الكائنات الحية‏,‏ التي بدأ الإنسان بمحاولة تصنيفها في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي حين قام الطبيب وعالم الأحياء السويدي كارولس لينيوس‏(CarolusLinnaeus)‏ بنشر كتابه المعنون‏:‏ النظم الطبيعية‏(SystemaNaturae)‏ في سنة‏1758‏ م وذلك قبل نشر كتاب أصل الأنواع لـ تشارلس داروين‏(CharlesDarwin)‏ بمائة سنة وقد نادي لينيوس في كتابه بضرورة تصنيف الأحياء وتسميتها حسب نظام وضعه باسم نظام التسمية الثنائية‏.‏

وهو نظام قائم علي افتراض تآصل كل أنواع الحياة ونسبتها إلي أصل واحد‏,‏ ولكن الآية القرآنية التي نحن بصددها والتي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم‏..‏ تشير إلي أن كل نوع من أنواع الأحياء‏,‏ بأممه وأفراده هو كيان خاص معزول عن غيره من الأفراد والأمم والأنواع‏,‏ وأن كل صلات القربي المتعلقة به محصورة في أفراده‏,‏ ولا تمتد إلي غيره من الأنواع‏,‏ وهي حقيقة بدأت أعداد من نتائج العلوم المتلاحقة من مثل علوم الوراثة‏,‏ علم الأحياء الجزيئي‏,‏ علم الكيمياء الحيوية وغيرها تتحدث عنها بوضوح‏.‏

وسبق القرآن الكريم بالاشارة الي هذه الحقيقة من قبل ألف وأربعمائة من السنين لمما يؤكد أن هذا الكتاب الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏),‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية حفظا كاملا‏:‏ كلمة كلمة‏,‏ وحرفا حرفا‏,‏ بنفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏.‏
فالحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله‏..‏
‏(‏الاعراف‏:43)‏

والصلاة والسلام علي النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقي القرآن العظيم من ربه‏(‏ تعالي‏),‏ فحمله إلينا بأمانة كاملة في صفائه الرباني وإشراقاته النورانية‏,‏ وبكل ما أنزل فيه من حق‏,‏ وهو كله حق‏,‏ والصلاة والسلام علي اله وصحبه الغر آلميامين‏,‏ وعلي أزواجه الطيبين الطاهرين‏,‏ وعلي كل من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏.‏