- إن من أهم الصفات التي يتصف بها المجتمع المسلم أن أموره الصغيرة والكبيرة و التي تصب وتتعلق بمصالحه و تؤثر في اتجاهاته تعتمد على قرار جماعي وتعتمد على ما سماه القرآن الكريم الشورى ، قال تعالى " و شاورهم في الأمر " و قال : " و أمرهم شورى بينهم " ، و كانت هذه هي صفة المجتمع المسلم في العصور الأولى فكان النبي لا يفعل أمراً يهم المجتمع إلا و يشاور فيه صحابته الكرام فقد شاورهم في الخروج إلى بدر أو عدم الخروج ( مقاتلة الأعداء ) و شاورهم في غزوة أحد .

- و كذلك شاورهم في قصة و حادثة الإفك فوقف خطيباً على المنبر ثم قال " من يعذرني في رجل ذكر أهلي بسوء " و قد جاء في الترمذي:" ما رأيت أحداً أشد مشورة لأصحابه من محمد " و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يؤكدون هذا الأمر بتصرفاتهم .

- لقد أنقذت امرأة واحدة الإسلام في لحظة كان الصحابة متجهون فيها نحو الكعبة المشرفة فمنعتهم قريش ووقع النبي صلح الحديبية ، أمرهم أن يتحللوا فلم يتحرك واحد منهم لتنفيذ هذا الأمر ، فدخل النبي على أم سلمة فقال لها هلك الناس ، فأشارت عليه أن أخرج و لا تكلم أحداً ثم أدع حلاقك ففعل عليه الصلاة والسلام ذلك فتهافت الصحابة لتنفيذ أوامره و الاقتداء به عليه السلام .

- إن هذا المثال الحي يعطينا كيف كان النبي عليه السلام يستشير نساءه في كثير من الأمور حتى لو كانت أموراً متعلقة بأمة و ليست أسرة فقط .

- إن اختبار ثقافة الشورى في الأسرة ليجعل الأسرة أقرب للحق و أبعد عن الخطأ كما قال الحسن بن علي : ما تشاور قوم قط إلا هدوا إلى أرشد أمورهم .

- و كما قلنا سابقا ليس المهم أن يكون الحق على لساني المهم أن أتبعه و لو أتى على أي لسان من أهلي أو غيرهم .

- إن كثيراً من الآباء ليتصرفون تصرفاً غير إسلامي في هذا الموضوع مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم الأسرة كلها دون أن يعلم أحد بهذا الأمر فتارة يبيع البيت أو يبيع المحل أو يزوج بنته أو ما شابه ذلك والأسرة آخر من يعلم ، و بالتالي فإن كثيراً من الأسر تفشل في علاقاتها بسبب عدم التحاور أو التناقش في هذه الأمور

- إن دكتاتورية الأب لا تولد إلا إنساناً مشوهاً و فتاة مهتزة ، و تصبح اهتمامات هذا الشاب و هذه الفتاة التخلص من هذا الواقع ، لذلك نرى مثلاً أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتاتورية والدها .

- إن الشورى الأسرية لا تنقص من مكانة الرجل بل بالعكس ترفعه في أعين أولاده و تزيد هيبته و تهديه معهم إلى سواء الصراط .

- إن الفوائد التي نجنيها من هذه الشورى الأسرية كثيرة ومتنوعة نجمل بعضها فيما يلي :
1- الالتزام بمنهج الله في كل حياته .
2- القدرة على الحوار وتقبل الآخرين : فكثير من الأولاد و النساء إذا جلسوا مجلساً لا يستطيعون إبداء آراءهم لأنهم لم يتعودوا هذا في بيوتهم ، وكثير منهم لا يتقبلون الآخرين لأنهم لم يتعودوا هذا في بيوتهم أيضاً ... و هذا خطير على نشأة الأولاد .
3- تفتق المواهب : إن عملية التفكير صعبة ولكن عندما يسأل الإنسان يبدأ بجمع الخيوط تماماً لينسج حلاً و ربما يكون حلاً متميزاً .
4- الابتعاد عن الخطأ .
5- إذا وقع الخطأ بعد المشورة يتحمل الجميع الخطأ ولا يتهم أحد بالتقصير .
منقول



منقول