ارجو قراءة الرسالة كاملة
. اننا اذا تتبعنا حياة رسول الله صلى الله عليه نجد ان الله تبارك وتعالى اختاره أميا لا يقرأ ولا يكتب ، ومع ذلك اجرى عليه معجزات كلها تنطق بصدق رسالته صلى الله عليه وسلم .. أولها انه لم يشتهر عليه الصلاة والسلام انه نبغ فى شعر او نثر مثل قيس بن ساعدة واكثم بن صيفى..ومن هنا كان حظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاغة حظا عاديا دون نبوغ
ومع ذلك فقد جاءت رسالته عليه الصلاة والسلام تتحدى قومه فى البلاغة وفى اللغة . ولو انه صلى الله عليه وسلم كان مشهورا بالشعر او النثر او الخطابة لقالوا ان القرآن عبقرية ادائية لمواهب كانت موجودة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ الصغر .. ومواهب الناس عادة كانت تظهر قبل سن العشرين او الثلاثين اذا كانت المواهب متأخرة ، ولكنها لا تظهر فجأة على الإنسان فى سن الأربعين ، ولا توجد عبقرية تتأخر ابدا حتى الأربعين .. ولكن الناس فوجئوا بأن محمدا عليه الصلاة والسلام الذى ما خطب ولا كتب وما قال شعرا يأتى بقرآن يعجز عنه أشهر البلغاء ..
واكثرهم موهبة فى فن الكلام .. من اين اتى بهذا الكلام المعجز الذى تحدى به الإنس والجن وهو فى هذه السن ؟!
بعض الناس يدعون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده الإعجاز اللغوى ..وأخفاه عن الناس حتى سن الأربعين وبعد ذلك اظهره .. نقول ان هذا الكلام لا يتفق مع العقل .. لأننا نعيش فى عالم اغيار يموت فيه الناس قبل سن العشرين وقبل سن الثلاثين وقبل سن الأربعين ..فمن الذى اخبر محمدا عليه الصلاة والسلام انه لن يموت قبل سن الأربعين حتى يكتم هذه العبقرية الى هذه السن .. لقد مات ابوه وهو فى بطن امه .. وماتت امه وهو طفل صغير .. هذه المقدمات لا يمكن ان توحى الى محمد عليه الصلاة والسلام ان يكتم عبقريته عن الناس حتى يصل الى هذه السن ، لأن اباه وامه قد ماتا وهو طفل صغير .
ولذلك عندما جاء الكفار وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يغير القرآن كما يروى لنا القرآن الكريم فى قوله تعالى:
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15)
سورة يونس
ولو ان القرآن من عند محمد عليه الصلاة والسلام ربما بدله حتى يؤمن من كفر ، ولكن الحق سبحانه وتعالى يعلم رسوله صلى الله عليه وسلم ليرد عليهم بالحجة البالغة:
قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(16)
سورة يونس
الله سبحانه وتعالى يعلم رسوله الكريم ان يرد على الكفار انه عاش معهم اربعين سنة قبل الرسالة .. لم يشتهر بينهم بالخطابة والشعر او البلاغة .. فلو انهم فكروا بعقولهم لعرفوا ان هذا القرآن ليس من عند رسول الله ، بل من عند الله . ثم من الذى ينب اليه الكمال فيرفضه ؟.. ويقول ليس من عندى .. مع ان الناس تدعى كمالات الغير..فكم من انسان رأى اعجاب الناس بعمل من الأعمال .. لم يعرف صاحبه فنسبه الى نفسه .. بل ان الناس تتصارع على نسب الأشياء الجيدة لنفسها .. وكم رأينا نزاعا امام القضاء بين اشخاص مختلفين كل منهم يدعى ملكيته لعمل جيد.
ثم نأتى لفتة اخرى : رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لم يقرأ ولم يكتب ..هل يمكن ان تكون له ثلاثة اساليب متميزة تختلف بعضا عن بعض تماما .. وهى اسلوب القرآن الكريم واسلوب الأحاديث القدسية واسلوب الأحاديث النبوية.. لا توجد عبقرية فى الدنيا من يوم ان خلقت الى يومنا هذا لها ثلاثة اساليب لكل منها طابع مميز لا يتشابه مع الأخر...كيف يمكن ان يفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم بين القرآن الكريم والحديث القدسى والحديث النبوى .. بحيث يعطى كلا منها طابعا واسلوبا يميزه عن الأخر..
ان لكل شخص اسلوبه الذى يتميز به .. وانت اذا كنت مطلعا فى علوم اللغة والأدب .. فبمجرد ان تقرأ الكلام تقول هذا كلام فلان ، لأن لكل شخص منا اسلوبا يميزه .. فكيف استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم كلامه .. فيقول هذا قرآن وهذا حديث قدسى وهذا حديث نبوى؟؟؟
اذن فاختلاف القرآن الكريم والأحاديث القدسية والأحاديث النبوية .. اكبر دليل على ان القرآن والأحاديث القدسية ليست من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ..لأن الشخصية الأسلوبية لأى انسان هى شخصية مميزة .. ولا يمكن ان ينفعل احد باحداث الحياة .. فيكتب كل مرة باسلوب مختلف تماما عن الأسلوب الأخر .. او يكتب اليوم باسلوب وغدا باسلوب وبعد غد باسلوب .. ثم يعود بعد ذلك الى الأسلوب الأول .. انه اذا قرأ احدهم القرىن نقول هذا قرآن ، وان تلا احدهم حديثا قدسيا نقول هذا حديث قدسى .. واذا قال احدهم حديثا نبويا قلنا حديث نبوى .. ولكل انسان منا شخصية اسلوبية واحدة .. اذا حاول ان يخرج منها فانها تغلبه .. والفروق الهائلة فى الأساليب بين القرآن والأحاديث القدسية والنبوية أكبر دليل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
واحتار الكفار ماذ1 يفعلون .. ولم يجدوا ثغرة من منطق ينفذون منها .. فماذا قالوا ؟ .. قالوا ساحر !! وكان الرد ببساطة ان المسحور ليست له ارادة مع الساحر .. بحيث يستطيع دفع السحر عن نفسه ، وان الساحر يسحر من امامه رغما عن ارادتهم...فاذا كان محمد صلى الله عليه وسلم ساحرا فلماذا لم يسحركم انتم حتى تؤمنوا به .. وباى شىء رددتم السحر عن انفسكم ؟؟
اد ادعاءكم هذا يكذب حجتكم لأن كونكم الأن جالسين تقولون ساحر فمعنى ذلك انه لم يسحركم .. ولو كان ساحرا حقيقيا لأجبركم بسحره على ان تتبعوه .
وقالوا مجنون .. نقول لهم الجنون عمل بغير رتابة .. بمعنى انك لا تستطيع ان تتنبأ بما يفعله المجنون فى اللحظة القادمة . فقد يجلس يتحدث معك وبعد دقيقة واحدة يضربك .. وتجده يبكى وبعد ثوان قليلة يضحك .. ورد تبارك وتعالى عليهم :
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ(2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ(3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4)
سورة القلم
والشهادة من الله بان رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم .. لا يتصادم مع ما يعرفه الكفار عنه قبل الرسالة .. فهو بشهادتهم كان معروفا بالصدق والأمانه والخلق الحسن وكانوا يلقبونه بالأمين .. وكانوا يأمنونه على اموالهم وكل شىء له قيمة .. ولتعرف كيف يتناقض الكفار مع انفسهم نقول لهم كيف تأتمنون انسانا مجنونا
على اغلى ما تمتلكون .. هل هذا يتمشى مع العقل .. ايذهب الإنسن بأغلى ما عنده ويضعه عند رجل مجنون ؟..طبعا مستحيل لا يمكن ان يكون المجنون على خلق عظيم .
وقالوا شاعر وكاهن.. فرد القرآن الكريم بقوله تبارك وتعالى:
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ(41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ(42)
سورة الحاقة
وقولهم شاعر مردود عليه .. بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل شعرا فى حياته .. والمواهب لا تأتى فجأة بل لابد ان تصقلها التجربة والخطأ .. تماما كالذى يقود السيارة .. عندما يبدأ لابد ان يكون معه انسان يعرف قيادة السيارة .. ويعلمه فيخطىء ويصيب .. ثم بعد ذلك يقود السيارة ..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت عنده ملكة الشعر ولا دربه احد عليه .. اما قولهم كاهن فالإنسان ينسى بمرور الوقت ، لذلك قيل اذا كنت كذوبا فكن ذكورا .
واذا اردنا ان نعرف الحقيقة فاننا نسأل الإنسان على فترات .. فان كان كاذبا فانه يتخبط فى اقواله .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو امى لا يقرا ولا يكتب .. كان ينزل عليه الوحى بالأيات فيتلوها على اصحابه .. ثم يؤذن للصلاة بعد ذلك بساعات .. فيتلو رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصلاة.. الأيات التى نزلت عليه دون ان يتغير منها حرف واحد .. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى :
"قليلا ما تذكرون " .. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان يأتى بالقرآن من عنده لنسى ولغير وبدل .. لأن الذاكرة لا يمكن ان تستوعب بنفس الألفاظ ما قالته. ولو انك جئت بانسان وطلبت منه ان يتحدث فى موضوع معين وسجلته له .. ثم طلبت منه ان يعيد بعد نصف ساعة ما قاله .. لا يمكن ان يأتى بنفس الكلام او بنفس الألفاظ او بنفس الترتيب.
من كتاب خواطر الشيخ الشعراوى
اللى عايز اكبر موسوعة للرد على الشبهات الوهمية التى يثيرها اعداء الإسلام وفى شكل سؤال وجواب وفى ايقونة واحدة يحملها من الرابط التالى
www.ebnmaryam.com/files/Books/Rodod-v2.zip
واكبر موسوعة موثقة عن الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والسنة المشرفة وفى ايقونةواحدة
http://al-mostafa.info/depot/ga.php?....com/e3gaz.zip
ثم بعد التحميل حمل الإمتداد الى zip