السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ..
يسرني أن أضع بين أيديكم الجزء الأول من كتاب "مصدر القرآن- دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي" للدكتور إبراهيم عوض أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس المصرية
و الكتاب أحد أروع و أمتع كتب الدكتور إبراهيم عوض و أكثرها فائدة و أهمية في أيامنا هذه التي كثر فيها اللغط و إثارة الشبهات حول النبي صلي الله عليه وسلم من الكفار
و ربما ترجع أهمية الكتاب إلي أنه يتناول الشبه حول الرسول صلي الله عليه وسلم من مصدرها ، و أعني بمصدرها هنا المستشرقين الأجانب .فكثير من الشبهات التي يثيرها مثل هذا المعتوه زكريا بطرس أو غيره من الغربان لابسي السواد ليس من بنات أفكارهم و إنما هي قراءات لكتب المستشرقين و من تأثر بهم من الملحدين العرب ثم إعادة بثها و نشرها بين المسلمين .
ويتناول الكتاب كثير من الشبهات التي أثارها المستشرقون حول ظاهرة الوحي و حول النبي صلي الله عليه وسلم
و هذه مقدمة الكتاب و يليها فهرست المواضيع
----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مقــدمــة
هذا البحث يبين بالأسلوب العلمي أن الدراسة المدققة لشخصية الرسول وشخصية القرآن لا بد أن تؤدي إلي الإيمان الجازم بأن ذلك الكتاب يستحيل أن يكون من نتاج عقل محمد ومشاعره أو أي إنسان آخر ، وإنما هو وحي إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن الرجل الذي جاء به لا يمكن أن يكون إلا نبيا رسولا .
وقد قسمته إلي بابين : الباب الأول لدراسة شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام ، والثاني لدراسة المحتوي القرآني وروحه . وقد قسمت الباب الأول بدوره إلي ثلاثة فصول درست فيها الشبهات التي يفسر بها المستشرقون والمبشّرون المصدر الذي جاء منه القرآن . وقد رتبت هذه الشبهات ترتيبا منطقيا بحيث إنه عندما يفرغ الدارس من مناقشة أولاها ويتبين أنها غير قائمة علي أساس تاريخي أو علمي يجد أنها تسلمه تلقائيا إلي الشبهة التالية ... وهكذا . وهذه الشبهات تتلخص في أن محمدا عليه السلام كان كذابا مخادعا ، أو أنه كان واهما مخدوعا ، أو أنه كان مريضا بمرض عصبي . وقد درست هذه الشبهات واحدة واحدة دراسة متأنية طرحت فيها كل لون من ألوان التحرج بغية الوصول إلي ما أعتقد أنه الحق الذي من شأنه أن يريح النفوس المتطلعة إليه والتي لا تألو في البحث عنه أي جهد ، واعتمدت في ذلك كله علي الروايات التاريخية الموثقة بعد أن أمررتها في مصفاة المنطق الإنساني العام ، وكذلك علي الدراسات النفسية والطبية ، وبخاصة تلك التي تتعلق بمكنونات اللاوعي والأمراض النفسية والعصبية . ولسوف يري القارئ كيف نظرتُ إلي الروايات التاريخية المتعلقة بعصر النبي عليه الصلاة والسلام وشخصه وأحاديثه من زاوية جديدة ، فإذا بها تفتح مغاليقها وتطلعني علي أسرار عجيبة ، مع أن هذه النصوص قلما يجهلها دارس للسيرة النبوية. أما الباب الثاني ، وقد قسمته هو أيضا إلي ثلاثة فصول ، فقد درست فيه شخصية القرآن ومحتواه ، ووجدت أنه لا يمكن أن يكون قد اسْتُقِيَ من أي مصدر بشري أو اقْتُبِسَ من أية ديانة أخري ، وذلك بعد مقارنته بغيره من أديان عصره التي اتُّهِم الرسول بأنه قد أخذ عنها أفكاره عن وعي أو عن غير وعي ، وبعد تحليل ما يتلألأ علي وجهه من لألاء العلم الشامل المحيط والنَّفَس الإلهي الذي لا يمكن أن تخطئه النفوس المحبة للحقيـقة . ولعـل القـارئ يذكـر أني أعلـنت في مـقدمة كتـابي «المستشرقون والقرآن » عن نيتي في دراسة هذا الموضوع الذي يدور عليه كتابي الحالي . وفي الحقيقة لم أكن أتخيل أن ذلك سيتم بهذه السرعة ، ولكن الألطاف الإلهية تقرب كل بعيد ، وتيسر كل صعب ، فالحمد لله حمدا كثيرا يليق بعظيم فضله وواسع رحمته .
وفي نهاية هذه الكلمة أود أن أشير إلي أن هذه الدراسة هي بمثابة تفكير من جانبي بصوت عال ، فقد قمت بها لأُرضي عقلي وروحي في المقام الأول ، ولعلها أن تشفع لي عند ربي يوم القيامة . وهو سبحانه رحيم يُقيل عثرات الضعفاء ويتجاوز عن زلاتهم .
-----------------------------
الفهرست
المقدمة
الباب الأول
( الرسول)
ـ الشبهة الأولـي : أنه عليه السلام كان مخادعا كذابـا
ـ الشبهة الثانيـة : أنه عليه السلام كان واهما مخدوعا
ـ الشبهة الثالثة : أنــه عليــه السـلام كـان مريضـا بمرض عصبي
الباب الثاني
( القرآن)
ـ مقارنة بين القرآن والأديان الأخري
ـ الثقة المطلقة والعلم المحيط
ـ الروح الإلهي
وهذا رابط الكتاب في شبكة ردود الإسلامية
http://www.rudood.com/rd/modules.php...p=getit&lid=30
وجزاكم الله خيرا