تاريخ ظهور أول إنسان ( أدم عليه السلام) أبو البشر جميعا ً
يقدم سفر التكوين في التوراة من آدم إلى إبراهيم في أنسابه بالإصحاحات 4، 5، 11، 21، 25 معطيات غاية في الدقة عن كل أسلاف إبراهيم من صلب مباشر منذ آدم، ولما كان سفر التكوين يعطي مدة حياة كل منهم وعمر الأب عند ميلاد الابن، فإنه يسمح بيسر بتحديد تواريخ ميلاد ووفاة كل سلف بالنسبة إلى خلق آدم كما هو مشار إليه فيما يلي.
حيث ألف هذا الجدول حسب المعطيات من النص الكهنوتي من سفر التكوين.
وهو النص الوحيد في التوراة الذي يعطي تحديدات من هذا النوع،
ومنه يستنتج أن إبراهيم عليه السلام، كما تقول التوراة،
قد أبصر النور في عام 1948 بعد آدم عليه السلام.
1-آدم عاش 930 عاماً
2-شيث عاش 912 عاماً
3-أنوش عاش 905 عاماً
4-قينان عاش 910 عاماً
5-مهللئيل عاش 895 عاماً
6-يارد عاش 962 عاماً
7-أخنوخ عاش 365 عاماً
8-متوشالح عاش 969 عاماً
9-لامك عاش 777 عاماً
10-نوح عاش 950 عاماً
11-سام عاش 600 عاماً
12-ارفكشاد عاش 438 عاماً
13-شالح عاش 433 عاماً
14-عابر عاش 464 عاماً
15-فالج عاش 239 عاماً
16-داعو عاش 239 عاماً
17-سروج عاش 230 عاماً
18-ناحور عاش 148 عاماً
19-تارح عاش 205 عاماً
20-إبراهيم عاش 175 عاماً
ومن إبراهيم عليه السلام حتى العصر المسيحي لا تعطي التوراة عن هذه الفترة
أية معلومات حسابية من شأنها أن تقود إلى تقويمات دقيقة كتلك التي يعطيها سفر
التكوين عن أسلاف إبراهيم عليه السلام. ولكي نقدر الزمن الذي يفصل بين
إبراهيم وعيسى عليه السلام علينا أن نستعين بمصادر أخرى.
ويحدد حالياً عصر إبراهيم عليه السلام بحوالي ثمانية عشر قرناً قبل الميلاد وبهامش خطأ
صغير. وهذه المعطية المؤلفة من إشارات سفر التكوين عن الفترة الزمنية التي تفصل
إبراهيم عليه السلام وآدم تقود إلى تحديد تاريخ هذا الأخير بحوالي ثمانية وثلاثين قرناً (38)
قبل مولد عيسى عليه السلام. وهذا التقدير خاطئ بلا أي جدل، وخطؤه يعود إلى الغلط
الذي تحتويه التوراة عن المدة بين آدم وإبراهيم عليهما السلام التي يعتمد عليها التراث
اليهودي دائماً لتحديد تقويمه، ونستطيع في عصرنا أن نعارض الحماة التقليديين لحقيقة
التوراة باستحالة اتفاق المعطيات الحديثة مع هذه التقديرات الوهمية التي أعدها الكهنة
اليهود في القرن السادس قبل الميلاد لقرون طويلة استخدمت هذه التقديرات كقاعدة
لتحديد أحداث العصر القديم بالنسبة لعيسى عليه السلام.
كانت كتب التوراة المنشورة قبل العصر الحديث تقدم للقراء في مقدمة توضيحية قائمة
بتواريخ الأحداث التي وقعت منذ خلق العالم، حتى عصر نشأة هذه الكتب. وكانت
الأرقام تتنوع قليلاً بحسب العصور على سبيل المثال تعطي نسخة vulate elementin
فولاتيلمنتن مثل هذه الإشارات، واضعة مع ذلك تاريخ إبراهيم عليه السلام بشكل مبكر قليلاً
ومحددة الخلق بالقرن الأربعين قبل الميلاد تقريباً.
أما توراة (والتون) متعددة اللغات، المنشورة في القرن السابع عشر، فهي تعطي القارئ، خارج
نصوص التوراة في لغات عدة، جداول مماثلة لذلك الذي تحدد هنا بالنسبة لأسلاف إبراهيم عليه
السلام، إن كل التقديرات متفقة، فيما عدا اختلافات طفيفة، مع الأرقام المقدمة هنا.
وعندما جاء العصر الحديث لم يعد في استطاعة الناشر الاحتفاظ بهذه القوائم الوهمية دون التعارض مع المكتشفات العلمية التي حددت تاريخ الخلق بعصر سابق بكثير، اكتفي إذن بحذف هذه الجداول والمقدمات، وحاذر الناشرون من إعلام القارئ بخطأ نصوص التوراة هذه التي اعتمد عليها من قبل لتحرير هذه القوائم التاريخية والتي لم يعد في الإمكان اعتبارها بأنها تعبر عن الحقيقة. وفضلوا أن يلقوا عليها غلالة من الحياة وأن يجدوا صيغاً ديالكتيكية عالمة حتى يقبل النص كما كان من قبل دون أي حذف وهكذا تجد قوائم الأنساب للنص الكهنوتي للتوراة مكان الصدارة دائماً، على حين أنه لم يعد معقولاً في القرن العشرين حساب الزمن بالاعتماد على مثل هذا الوهم. أما فيما يخص تاريخ ظهور الإنسان على الأرض فالمعطيات العلمية الحديثة تسمح بتعريفه بأبعد من حد غير دقيق فقط. نستطيع أن نقتنع بأن الإنسان كان يوجد على الأرض بطاقة ذكائه وعمله التي تجعله يختلف عن كائنات حية تبدو مقاربة له تشريحياً، في فترة لاحقة على تاريخ يمكن تقديره، ولكن لا أحد يستطيع أن يحدد بشكل دقيق تاريخ ظهوره، ومع ذلك يمكن أن نؤكد اليوم وجود أطلال لإنسانية مفكرة وعاملة، وبحسب قدمها بوحدات تتكون من عشرات من ألوف السنين.
يعود هذا التاريخ التقريبي على نموذج إنسان ما قبل التاريخ الذي عُدَّ أكثر النماذج قرباً لنموذج إنسان كرومانيون ولا شك أن هناك اكتشافات أخرى لبقايا يبدو أنها إنسانية قد تمت في نقاط عديدة على الأرض، وهي تخفي أنماطاً أقل تطوراً ويقدر حجم قدمها بوحدات من مئات ألوف السنين ولكن هل هم حقاً بشر حقيقيون..؟
على أية حال فالمعطيات دقيقة بشكل كافٍ فيما يخص إنسان كرومانيون وذلك يسمح بوضعهم أبعد بكثير من العصر الذي يحدده سفر التكوين لأوائل البشر وهناك إذن استحالة اتفاق واضحة بين ما يمكن استنتاجه من المعطيات الحسابية للتكوين- سفر التكوين- الخاصة بظهور الإنسان على الأرض وبين أكثر المعارف تأسساً في عصرنا.
وأخيراً فإن المجمع السكسوني الثاني للفاتيكان (1962-1965) قد خفف بشدة من هذا التصلب وذلك بإدخال تحفظ على أسفار (العهد القديم) التي تحتوي على الشوائب وشيء من البطلان. ولا نعلم هل يبقى هذا التحفّظ مجرد تعبير عن نية طيبة أو سيئة. تغير في الموقف إزاء ما لم يعد القرن العشرون يقبله في نصوص كانت تهدف أن تكون مجرّد شهادات عن تعليم إلهي حقيقي وذلك خارج أي تعديل بشري؟
زوروا موقع الإعجاز العليمي الإسلامي http://55a.net/firas/arabic/index.php?
بقلم MATABOY