السلام عليكم
ما قيمه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك ؟
هل هو رسول ارسله الله لهدايه الناس فقط ؟
هل هو رسول ارسل حتى لا يقول الناس ما اتانا من نذير فقط ؟
هل هو رسول ارسل ليحقق العداله الاجتماعيه ويحض على مكارم الاخلاق فقط ؟
هل هو رسول ارسل لينتشل ( الناس عامه ) والعرب خاصه من قمه الجهل والدنو الى قمه العلم والرفعه فقط ؟
هل هو رسول ارسل بشريعه جامعه شامله تقبل العمل بها على مر العصور الى ان تقوم الساعه فقط ؟
هل – هل – هل ....... ؟الخ
فى نفسك
ماذا تعد محمد صلى الله عليه وسلم وماذا يكون ؟
هل تعلم انك ان لم تكن تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من اى انسان آخر( نفسك – ابناؤك – والديك – الناس اجمعين ) فلن يكتمل ايمانك !
نعم وهذا بنص حديث حبيبى وقره عينى محمد صلى الله عليه وسلم :- لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 56
خلاصة الدرجة: صحيح
وقال ايضا :- - فوالذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 14
خلاصة الدرجة: [صحيح]
اما الحديث الخاص بحب الرسول اكثر من النفس فهو :-
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك ) . فقال له عمر : فإنه الآن ، والله ، لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) .
الراوي: عبدالله بن هشام بن زهرة القرشي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6632
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ماذا ترى فى هذا الحديث
محبة الله ورسوله غاية قصوى، يتوخاها المسلم في أمره كله، ويسعى لنيلها صباح مساء، ويضحي لأجلها بكل أمر من أمور الدنيا؛ إذ هي حجر الزاوية التي يقيم المسلم عليها بنيانه الإيماني، وهي المعيار والمقياس التي يعرف من خلالها المؤمن مدى علاقته بالله ورسوله، قربًا وبعدًا، وقوة وضعفًا .
والطريق الموصلة إلى هذه المحبة طاعة الله ورسوله، وقد قال تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } (آل عمران:31)، وقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } (المائدة:35) .
وقد أرشد التوجيه القرآني المسلم، أن يلحظ في سلوكه كله هذا الأساس، فلا يقدم أمرًا من أمور الدنيا على محبة الله ورسوله؛ وتوعد سبحانه من يقدم أمر الدنيا على أمر الدين بالعقاب الأليم، عاجلاً أو آجلاً .
وقد جاء في القرآن الكريم في هذا المعنى قوله تعالى: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } (التوبة:24) .
يُذكر في سبب نزول هذه الآية، أنه لما نزل قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون } (التوبة:23)، قال الذين أسلموا، ولم يهاجروا: إن نحن هاجرنا ضاعت أموالنا، وذهبت تجاراتنا، وخربت دورنا، وقطعنا أرحامنا، فنـزل قوله سبحانه: { قل إن كان آباؤكم ...} الآية .
فذكر الواحدي في أسباب النـزول، أنه لما أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، جعل الرجل يقول لأبيه، وأخيه، وامرأته: إنا قد أُمرنا بالهجرة، فمنهم من يسارع إلى ذلك، ومنهم يتباطأ عن ذلك - تعلقًا بزوجته، وولده، وأهله -، يقولون له: نشدناك الله أن تدعنا وتتركنا، فنضيع، فيشفق من فراقهم، ويرق لحالهم، فيجلس معهم، ويدع الهجرة، فنـزل في ذلك قوله تعالى يعاتبهم: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ...} الآية؛ ونزل في الذين تخلفوا بمكة، ولم يهاجروا، قوله تعالى: { قل إن كان آباؤكم ...} الآية .
وقد روى السيوطي عن عليٍّ رضي الله عنه، أنه قال لقوم: ألا تهاجروا، ألا تلحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: نقيم مع إخواننا، وعشائرنا، ومساكننا، فأنزل الله: { قل إن كان آباؤكم ...} الآية .
وما ذُكر من سبب نـزول هذه الآية، يبين مقصودها؛ وهو أن على المؤمن حق الإيمان، أن يقدم أمر الدين على أمر الدنيا عند التعارض، ولا ينبغي بحال من الأحوال أن يقدم أمر الدنيا على الآخرة .
ثم إن الآية الكريمة - وعلى ضوء سبب نزولها - أفادت أمورًا مهمة، ينبغي على المسلم أن لا يغفل عنها، وهي:
أولاً: أن المقصود من محبة العبد لله ورسوله، العمل بما أمرا به، وترك ما نهيا عنه؛ فإن ذلك مدعاة لمحبة الله للعبد، والرضا عنه، وقد قيل: إن المحب لمن يحب مطيع. فليست المحبة إذن شعورًا عاطفيًا فحسب، وإنما هي قبل هذا وبعده، سلوك عملي، يمارسه المسلم على أرض الواقع، ويجسده في كل حركة من حركاته، فهي أولاً طاعة لله ورسوله، وهي ثانيًا حُسن تخلُّق مع الناس. وقد زعم قوم - كما قال بعض السلف - أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }، وهذه الآية تسمى ( آية المحنة )؛ لأن اتباع ما أمر الله به ورسوله، هو الذي يصدق تلك المحبة أو يكذبها .
ثانيًا: دلت الآية على أن محبة الله ورسوله، يتعين تقديمهما على محبة كل شيء، وجعل جميع الأشياء تابعة لها؛ فإذا وقع تعارض بين أمر ديني، وأمر دنيوي، وجب على المسلم ترجيح أمر الدين على أمر الدنيا؛ لأن الدين هو الأساس، والدنيا تبع له؛ ولأن الدين هو الغاية، والدنيا وسيلة إليه .
وكذلك، فإن محبة الله ورسوله هي المعيار والميزان الذي يختبر به المؤمن حقيقة إيمانه، وقوة يقينه؛ وبيان ذلك - كما قال السعدي -: أنه إذا عرض على المؤمن أمران؛ أحدهما: يحبه الله ورسوله، وليس لنفسه فيه هوى؛ والآخر: تحبه نفسه وتشتهيه، ولكنه يفوت عليه ما يحبه الله ورسوله، أو ينقصه، فإنه إن قدم ما تهواه نفسه، على ما يحبه الله، دل ذلك على أنه ظالم لنفسه، تارك لما يجب عليه. فكلما كان المؤمن أكثر محبة لله ولرسوله، كان أكثر تحققًا بوصف الإيمان، وأشد يقينًا بهما، ولا ريب أن الناس يتفاوتون في منازل الإيمان، بقدر تفاوتهم في محبة الله ورسوله؛ فأنت واجد من الناس من عنده من التصلب في حب الله، والثبات على دينه، ما يدفعه إلى تقديم دينه على الآباء، والأبناء، والإخوان، والأموال، والمساكن، وجميع حظوظ الدنيا، ويتجرد منها لأجله؛ وبالمقابل، فإنك واجد من الناس من يقدم حظوظه الشخصية على محبة الله ورسوله، وبين هذا شوذاك درجات متفاوتة تقترب من هذا الطرف أو ذاك .
قال بعض أهل العلم: علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة؛ وعلامة حب الله، وحب القرآن، وحب النبي صلى الله عليه وسلم، وحب السنة، حب الآخرة؛ وعلامة حب الآخرة، أن يحب نفسه، وعلامة حب نفسه، أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا، ألا يأخذ منها إلا الزاد

الرسول صلى الله عليه وسلم آية من آيات الله جل وعلا، وعجيبة من عجائب الكون، ولا ينبغي على الإطلاق أن نجهل أو نتجاهل هذا التاريخ المشرق المضيء؛ لأننا نعيش الآن زماناً قد انحرفت فيه الموازين، وتغيرت فيه الحقائق وتبدلت. فنسمع الآن من يزعم أن الغرب هو أول من أصَّل وأسس جمعيات الرفق بالحيوان، ونحن لا ننكر أن الغرب يفعل ذلك الآن، لكن لا يجوز البتة أن يدعي أحد أن الغرب أسبق منا في هذا الأمر، فإن أول من أصَّل وأسس الرفق بالحيوان هو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد صلى الله عليه وسلم. تدبروا جميعاً هذه الكلمات النبوية الرقراقة، روى مسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم ، فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة . و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته
الراوي: شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1795
خلاصة الدرجة: صحيح

إلى هذا الحد! (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) ليس من الرحمة أبداً أن تأتي بشاةٍ لتذبحها على مرأى ومسمع من مجموعةٍ أخرى من الأغنام، فهذا ليس من الرحمة، ونرى هذا المشهد في كل عيد من أعياد الأضحى في الشوارع والطرقات. ترى الرجل من إخواننا يقدم الشاة ليذبحها على مرأى ومسمعٍ من بقية الأغنام، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء) وأود أن أنبه بأنكم إذا وجدتم مخالفةً؛ فلا ينبغي أن ننسب المخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا لدينه، وإنما المخالفة تنسب لنا؛ لأننا نحن الذين انحرفنا عن منهج رسول الله وعن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم ينتهى حث حبيبنا على الرحمه بهذا الحديث فقط بل قال قره عينى الحبيب صلى الله عليه وسلم أن بغياً -زانية من زواني بني إسرائيل- دخلت الجنة في كلب، وأن امرأة دخلت النار في هرة والحديثان في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش . إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل . فنزعت مزقها ، فاستقت له به ، فسقته إياه ، فغفر لها به
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2245
خلاصة الدرجة: صحيح
كلب عطشان، وهي امرأة زانية، لكنها رحمته فغفر الله لها. يقول المصطفى الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صاحب الخلق العظيم: (فغفر الله لها) الله أكبر! ديننا هو دين الرحمة، والرحمة في ديننا ليست بالإنسان فحسب، بل حتى بالحيوان.. بالكلاب.. بالقطط.. بالعصافير؛ قارن هذه بالقسوة، والغلظة، والفظاظة التي نراها الآن في زماننا، وفي عالمنا المادي الوحشي القاسي، قارن بين هذه المعاني الرقراقة؛ تشعر أننا نعيش في زمانٍ آخر، وفي عالم آخر. أنت ترى الآن عالماً دمغ بالقسوة، عالم قاسٍ، عالم منّ الله عز وجل عليه بهذه التكنولوجيا، وبهذا العلم، وبهذه المخترعات؛ ليحولها هذا العالم إلى وسائل إبادة للجنس البشري، فما من يوم يمر علينا إلا وترى الدماء تسفك، وترى الأشلاء تمزق في كل مكان على وجه الأرض، عالم مجنونٌ بالفعل؛ يصنع القنبلة، والصاروخ، والطائرة؛ ليدمر المصانع.. ليحرق المزارع.. ليهلك الحرث والنسل. يبيد الجنس البشري، ثم بعد ذلك تراه يدعو أهل الفضل وأهل الخير هنا وهنالك لجمع التبرعات؛ لإعادة التشييد والتعمير، عالم غريب عجيب!! النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن زانية من زواني بني إسرائيل دخلت الجنة لأنها رحمت كلباً؛ فغفر الله عز وجل لها بذلك. أقول: إذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا، فكيف تصنع الرحمة بمن وحد رب البرايا؟ أعيدها مرة ثانية وثالثة: إذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا، فكيف تصنع الرحمة بمن وحد رب البرايا؟ كيف يكون فضل الله عليك أيها الطبيب إن رحمت مريضاً؟ كيف يكون فضل الله عليكِ أيتها الطبيبة والممرضة إن رحمت مريضاً أو مريضة؟ كيف يكون فضل الله عليك إن رحمت فقيراً، أو أرملةً، أو يتيماً، أو مسكيناً، أو طفلاً؟ هذه رحمة الله بالبغي التي رحمت كلباً، فكيف تكون رحمةُ الله جل وعلا لمن رحم مسلماً، مؤمناً، موحداً، فقيراً، مستضعفاً، يتيماً؟ انظر إلى فضل الله، حبذا لو أطلنا النفَس مع هذه المعاني الرقراقة؛ لتفيء أمتنا والعالم إلى هذه اللمحات واللمسات الرقيقة المحمدية النبوية.
ومن اجمل ما يذكر فى رحمه النبى صلى الله عليه وسلم بأعدائه قبل اصحابه الحديث :- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد . فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال . سيد أهل اليمامة . فربطوه بسارية من سواري المسجد . فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ماذا عندك ؟ يا ثمامة ! ) فقال : عندي ، يا محمد ! خير . إن تقتل تقتل ذا دم . وإن تنعم تنعم على شاكر . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم . حتى كان بعد الغد . فقال ( ما عندك ؟ يا ثمامة ! ) قال : ما قلت لك . إن تنعم تنعم على شاكر . وإن تقتل تقتل ذا دم . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد . فقال ( ما عندك ؟ يا ثمامة ! ) فقال : عندي ما قلت لك . إن تنعم تنعم على شاكر . وإن تقتل تقتل ذا دم . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أطلقوا ثمامة ) فانطلق إلى نخل قريب من المسجد . فاغتسل . ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . يا محمد ! والله ! ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي . والله ! ما كان من دين أبغض إلي من دينك . فأصبح دينك أحب الدين كله إلي . والله ! ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك . فأصبح يبدك أحب البلاد كلها إلي . وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة . فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأمره أن يعتمر . فلما قدم مكة قال له قائل : أصبوت ؟ فقال : لا . ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا ، والله ! لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا له نحو أرض نجد . فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي . سيد أهل اليمامة . وساق الحديث بمثل حديث الليث . إلا أنه قال : إن تقتلني تقتل ذا دم .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1764
خلاصة الدرجة: صحيح

ما رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (بعث خيلاً قبل نجد -بعث سرية من أصحابه- فجاءت هذه السرية برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، وكان من أعدى أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتفنن في إيذائه، ويتفنن في تأليب القوم على النبي وعلى الإسلام، فلما أسره أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام انطلقوا به إلى المسجد النبوي، فربطوه في سارية من سواري المسجد حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل النبي عليه الصلاة والسلام المسجد، فوجد ثمامة بن أثال مربوطاً في عمود من أعمدة المسجد النبوي؛ فاقترب الحبيب المصطفى من عدوه برحمة وود، وقال: (ماذا عندك يا ثمامة ؟ قال: عندي خير يا محمد؛ إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال؛ فسل تعطَ من المال ما شئت)، وهذا رد فيه قوة. الرسول عليه الصلاة والسلام قال له: (ماذا عندك يا ثمامة؟) قال: عندي خير: (إن تقتل تقتل ذا دم) يعني: إن قتلتني اعلم بأنك ستقتل رجلاً له قوة وقبيلة وعشيرة، ولن تدع دمه يضيع هدراً على الإطلاق، (وإن تنعم تنعم على شاكر) يعني: إن أحسنت إليّ وأنعمت علي، وأطلقت سراحي فلن أنسى لك هذا الجميل أبداً ما حييت. (سل تعطَ من المال ما شئت) أي: إن كنت تريد مالاً فسل تعط، فتركه الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولم يأمر بقتله، وهو عدوه!. وفي غير رواية الصحيحين: (أمر النبي الصحابة أن يحسنوا إليه) ؛ لكن لحكمة نبوية أبقى النبي ثمامة في المسجد؛ ليطلع بنفسه على حال النبي مع أصحابه، وليسمع القرآن غضاً طرياً من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعايش الإسلام؛ لأن المسجد كان بيئةً حيةً للدين كله: (فدخل عليه في اليوم الثاني فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ قال: عندي ما قلت لك يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دمٍ، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد مالاً؛ فسل تعطَ من المال ما شئت. فتركه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دخل عليه في اليوم الثالث وقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟ قال: عندي ما قلت لك، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال؛ فسل تعطَ من المال ما شئت؛ فقال صاحب الخلق الكريم: أطلقوا ثمامة). أطلقوه، لا نريد مالاً ولا شكوراً ولا ثناءً. إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا ثمامة سيد أهل اليمامة، سيد قومه، رجل عربي أصيل، لما أطلق النبي سراحه؛ انطلق إلى بستان نخل قريب من المسجد النبوي فيه بئر، فاغتسل ثم عاد مرة أخرى إلى المسجد النبوي، فوقف بين يدي الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله. اسمع وأصغ للحوار الجميل الذي دار بين ثمامة وبين النبي عليه الصلاة والسلام، نظر ثمامة إلى النبي فقال له: (والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغض إلي من وجهك -مصارحة شديدة- فأصبح وجهك الآن أحب الوجوه كلها إلي -صلى الله عليه وسلم- ، والله ما كان دين على وجه الأرض أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك الآن أحب الدين كله إلي، والله ما كان على وجه الأرض بلدٌ أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك الآن أحب البلاد كلها إليّ. يا رسول الله! لقد أخذتني خيلك وأنا في طريقي إلى العمرة..). ذهب يعتمر على شركه، وكانوا يلبون، ويحجون، ويعتمرون، ويقولون: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك)، سبحان الله قال له: (لقد أخذتني خيلك وأنا في طريقي إلى العمرة، فبماذا تأمرني؟) فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ ابن حجر : (فبشره) أي: بالجنة، أو بمحو السيئات؛ لأن الإسلام يجب ما قبله، ولأن التوبة تجب ما قبلها؛ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر. وفي رواية مسلم: (أنه أول ما وصل إلى مكة لبى، وجهر بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك). ففزع القوم! من هذا الذي يتحدانا ويعلن التوحيد بهذه الصورة؟! أول من جهر بالتلبية في مكة هو ثمامة بن أثال. فتساءلوا: من الذي لبى بمكة معلناً للتوحيد برغم أبي سفيان في الأشهر الحرم؟ اقترب منه المشركون وقالوا: أصبأت -يعني: أكفرت؟- قال: لا، بل تبعت محمداً صلى الله عليه وسلم على دينه، ثم قال: والله لا تصل إليكم بعد اليوم حبة حنطة -يعني: حبة قمح- إلا أن يأذن فيها رسول الله. وانظر إلى هذا الرجل حين أسلم؛ بدأ يُسخِّر كل طاقاته، وقدراته، وإمكاناته لدين ربه جل وعلا، يوم أن خلع على عتبة الإيمان رداء الشرك والكفر؛ وظَّف كل ما يملك لدين الله سبحانه وتعالى، ففرض حصاراً اقتصادياً -على سبيل التحقيق لا على سبيل المجاز- على مكة وأهلها. وفي رواية ابن إسحاق: (حتى اشتدت المجاعة بهم بالفعل)؛ لأن القمح كان يصل إليهم من اليمامة، وهو سيد أهل اليمامة؛ فمنع كل حبة قمح تصل إلى مكة وأهلها، إلا بعد أن يأذن رسول الله. يقول ابن هشام في روايته: (حتى أكل أهل مكة العلهز) ما هو العلهز؟ العلهز صوف يشوى، ويضاف إليه بعض الأشياء، يؤكل في وقت المجاعات حين لا يوجد شيء، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنك تدعو إلى صلة الرحم، وتأمر بصلة الرحم، وأنت قد قطعت أرحامنا حينما أمرت ثمامة بن أثال ؛ فاؤمر ثمامة بن أثال ألا يحول بيننا وبين الميرة؛ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة بن أثال وقال: خلِّ بينهم وبين الميرة. انظر كيف حول إحسان النبي صلى الله عليه وسلم البغض الكامن الدفين في قلب ثمامة إلى حب مشرق، فبالإحسان تأسر القلوب، وبالرفق وباللين تحول البغض إلى حب، وتحول الكراهية إلى قرب. فالعنف يهدم ولا يبني، والشدة إذا استخدمت في غير موضعها تفسد ولا تصلح، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه). انظر إلى إحسانه وأخلاقه الكريمة مع ثمامة ، ما قال: اذبحوه، اقتلوه، اصلبوه، عذبوه، فهو هو، وإنما أمر الصحابة رضوان الله عليهم أن يحسنوا إليه؛ وتأثر هذا الرجل بالإحسان، وهذا هو شأن أهل الكرم في كل زمان.
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقياس البشر لم يكن له مثيل قط
والا ما اجتمع حبه فى نفوس كل من حوله سواء المسلمين او غيرهم ممن اسعدهم قدر الله بالفوز برؤيته والعيش بجواره وفى زمنه
وان ما اقصه عليكم ليست قصصا خياليه بل واقع جسد فى شخصيه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأبى هو وامى
ولن يسعنا الوقت ولا المكان لنستفيض فى حياه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وشخصه
فللموضوع بقيه بإذن الله تعالى
والسلام عليكم