هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    1,017
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-10-2014
    على الساعة
    09:16 AM

    افتراضي هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟

    ثانياً: العهد الجديد- الأناجيل وملحقاتها:

    بين سنة 1861 - 1870 م عقد الفاتيكان مجمعاً أقر فيه أن الكتب القانونية للعهد القديم والجديد قد كتبت بإلهام من الروح القدس!!!.
    ولكن بعد أن طال النقد الكتاب المقدس كما رأينا من النقاد المسيحيين الغربيين أنفسهم، واشتد ذلك في السنوات الأخيرة، عقد الفاتيكان مجمعاً آخر في أواسط الستينات 1962 / 1965 م وخرج بوثيقة جديدة، تراجع فيها عن قَرَاره السابق بالنسبة للعهد القديم، واعترف فيها صراحة أن العهد القديم يحتوي على شوائب وشيء من البطلان!! ولكن عندما جاء للعهد الجديد نفى عنه ذلك، وكرر أنه كتب بإلهام من الروح القدس!!.

    قالت الوثيقة:
    " لا يغفل أي إنسان أن من بين الكتب المقدسة، بل حتى كتب العهد الجديد كان هناك ما يتمتع عن حق بالامتياز مثل الأناجيل باعتبار أنها تكون شهادة حقيقة عن حياة وتعاليم الكلمة المجسدة أي منقذنا. فدائماَ وفي كل مكان حفظت الكنيسة وما زالت الأصل الرسولي للأناجيل الأربعة. والواقع أن ذلك هو الذي دعا إليه الرسل بأمر المسيح وقد نقلوا إلينا والناس الذين كانوا يحيطون بهم وبتأثير من الوحي الإلهي للروح كتابات هي أساس الإيمان ونعني بذلك الإنجيل المربع حسب متَّى ومرقص ولوقا ويوحنا. إن كنيستنا الأم المقدسة قالت وتقول بحزم وثبات دائمين إن هذه الأناجيل الأربعة التي تؤكد تاريخيتها دون أي تردد تنقل بشكل أمين فعلاً أقوال وأفعال المسيح طيلة حياته بين البشر لخلاصهم الأبدي الى أن رفع إلى السماء".
    والآن دعونا نناقش هذه الوثيقة بهدوء:

    ا- الامتياز الذي تتمتع به الأناجيل:

    للأسف نرى أن الكتب التي تنتقد العهد الجديد، إن لم تساوِ الكتب التي تنتقد العهد القديم فهي حتماً تزيد عليها. ووثيقة الفاتيكان هذه، جاءت متأخرة جداً جداً عن الشارع الذي تطور عن مفهوم الفاتيكان نفسه، فبدت وكأن الزمن قد تجاوزها منذ سنين لا بل منذ قرون. ولربما كانت وثيقته هذه تجد لها تجاوباً عند الناس السذج والبسطاء من العامة الذين كانوا يعيشون في القرون الغابرة، قبل أن يظهر فن النقد الذي تناول جميع الكتب حتى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بالنقد والتجريح. مما يؤكد أن محرري هذه الوثيقة حرروها وهم قابعون في بروج كنائسهم وأديرتهم العالية، فلم يحتكوا بالأغلبية الساحقة من عامة الشعب ليقرأوا كتبهم، ولم ينزلوا قط إلى الشارع ليروا المكتبات والأرصفة قد امتلأت بالكتب التي تنتقد العهد الجديد الذي قالوا إنه يتمتع بالامتياز. إذ ثبت بعد ضعف الكنيسة وظهور فن النقد، وامتلاك الناس للكتاب المقدس بعد أن كان حكراً على الكنيسة... أن العهد الجديد ليس حصيناً كما يدعي الفاتيكان في وثيقته، بل ظهر أنه ممتلىء بالثغرات التي يمكن الهجوم عليه منها من كل جانب. لذا هاجمه النقاد الغربيون المسيحيون أنفسهم وأثخنوه بالجراح، وأزاحوا عنه غطاء الوحي والقداسة وذهب عنه الامتياز المزعوم. لا بل ثبت أن الأمر أخطر بكثير من أن يعالج بتصريح من الفاتيكان، أو مجرد وثيقة تخرج منه موقعة باسم القساوسة الذين حضروا الاجتماع لأن القضية لم تعد قضية العهد الجديد وحده، إنما قضية العقيدة المسماة اليوم زوراً "بالمسيحية" وما هي في حقيقتها إلا العقيدة "الشاؤولية (البولسية) الكنسية الوثنية" برمتها (أي الأب والابن والروح القدس، وابن اللّه وأم اللّه والتجسد وخطيئة آدم والكفارة وصلب اللّه ودفن اللّه وقيامه من الأموات، وعصمة البابا... الخ)
    تلك العقيدة التي شوهت مسيحية المسيح الحقة، هل تكون هذه بمجملها أو لا تكون أمام تحديات العصر!؟ تمامآَ كما قال الكونت الفرنسي "دو" مصور البابا بولس السادس مفاجئاً ضيوفه "المسيح ابن الله!! ومريم أم اللّه!! هذا كلام ما عاد محتملاً، هيا دعونا من هذا فاللّه ليست له أم وليس له ولد. وفوق ذلك فهو ليس الكائن الذي أخبرونا عنه بأنه ظهر في القدس يصنع المعجزات منذ ألفي عام. اللّه ليس هذا الإنسان ".
    وكما قال " ماكينون وفيدلر وويليامز وبيزنط " في كتابهم اعتراضات على العقيدة المسيحية
    (إن هذا عصر أصبحت فيه أساسيات العقيدة المسيحية موضع ارتياب، وإن الدعاوى التي تقوم ضد المسيحية لم يعد ممكنأ مواجهتها بتكرار الحجج القديمة أو تلك التبريرات الواهية (.
    والنقاد الغربيون يعترفون صراحة بأن "المسيحية الحقة انتهت بعد رفع المسيح بقليل ودشن انتهاؤها سنة 325 في مجمع نيقية على يد الإمبراطور الوثني قسطنطين، وهذا شيء أصبح معروفاً للغالبية العظمى من المثقفين المسيحيين، وأن ما هو موجود اليوم ويحمل اسم المسيحية فالمسيح بريء من معظمه. إذ فيه القليل القليل من أقوال المسيح والباقي ما هو إلا "أفكارأ شاؤول (بولس) اليهودي الفريسي ممزوجة بالوثنية ومضافاً إليها أفكار المجمعات الكنسية القديمة المنغلقة على نفسها، صاحبة بدعة الثالوث التي كانت تعيش في ظلام الجهل وعدم المعرفة. وهي التي أنكرت دوران الأرض حول الشمس وحكمت بالإعدام على"برونو" و "كوبرنكس" وهددت "جاليليو" وأعدمت العديد من المصلحين الدينيين الثائرين، تلك الأفكار التي عفا عليها الزمن، لذا فأساسيات العقيدة (الشاؤولية- البولسية- الكنسية الوثنية) الموجودة اليوم والتي تحمل اسم "المسيحية" زوراً، أصبحت في عصرنا الحاضر عصر النور والاكتشافات العلمية والصعود إلى القمر، تهتز تحت ضربات النقاد المسيحيين أنفسهم وثبت أنها أساسيات بالية عفا عليها الزمن وتحتاج إلى بريسترويكا وجلاسنوست، أي إلى الانفتاح والمكاشفة العلنية والاعترف بأن ما كان ينطلىِ على الناس في العصور المظلمة من قبل الكنيسة، يوم كانت هي الحاكمة بأمرها والسيف بيدها، لم يعد ينطلي عليهم اليوم في القرن العشرين عصر الديمقراطية والحريات، ولا بد للرجوع إلى رسالة عيسى الحقة في الوحدانية، لا سيما بعد اكتشاف مخطوطات البحر الميت، التي صدمت قساوسة النصارى وكهنة اليهود على حد سواء وبينت كذب تعاليمهم.

    - الأناجيل تكون شهادة حقيقية عن حياة وتعاليم الكلمة المجسدة:
    (أ) الأناجيل:
    كنا نتمنى لو أن الفاتيكان تكلم عن "الإنجيل " وليس عن "الأناجيل"، أىِ عن "إنجيل عيسى"!. لقد اختفى هذا الإنجيل بطريقة مريبة ولا زال مخفياً عن الأنظار حتى يومنا هذا. لذا جاء الفاتيكان يتكلم عن "أربعة روايات" ظهرت بعد اختفاء إنجيل المسيح الأصلي، بعد رفعه للسماء وسميت أناجيل، ولكن للأسف حتى هذه الأناجيل الأربعة مشكوك فيها بل وفيمن نسبت إليهم. وكما يقول الكثير من النقاد أيضاً إنه اعتراها التحريف والتبديل والحذف والإضافة قبل وبعد إضفاء القداسة والشرعية عليها وتسميتها بالأناجيل القانونية!!.(علماً بأن القداسة والشرعية في الأديان السماوية تأتي من اللّه وليس بقرار من الكنيسة أو أي سلطة على وجه الأرض) لتلائم أغراض الكنيسة وتطورها.
    وبهذا الصدد يقول جون تولاند على لسان ايرانيوس: "لكي تدهش- الكنيسة- السذج الذين لا يعرفون حقيقة الإنجيل فقد أقحمت فيه حشداً من الجمل التي لا يمكن تفسيرها ونصوصاً كاذبة من ابتكارها. نحن نعرف مسبقاً إلى أي درجة سار الخداع والتصديق يداً بيد في فترة الكنيسة البولسية حيث كان التصديق يتم بسرعة بمجرد أن تزور الكتب، وهذا العمل الشرير استمر فيما بعد بشكل كبر عندما كان الرهبان هم النساخ والحفظة الوحيدون لجميع الكتب الجيدة والسيئة. وبمرور الزمن أصبح من المستحيل التمييز بين التاريخ والأسطورة وبين الصدق والكذب في المعالم المسيحية الأصلية".
    وهذا التحريف والتغيير في الأناجيل لا زال جاريأ حتى وقتنا الحاضر تحت اسم "الأناجيل المنقحة" ويشهد على ذلك أكثر من عشرين طبعة مختلفة للكتاب المقدس والأناجيل في السوق ولا تنطبق واحدة منها على الأخرى. لذا فمن حقنا أن نسأل الفاتيكان الفاضل أية أناجيل هذه التي يقول عنها إنها تكون "شهادة حقيقية عن حياة وتعاليم المسيح! وأي طبعة وأي سنة من الطبعات ، إذ فيها كثير من شهادة مرقص محرف في إنجيل متى، وكثير من شهادة مرقص ومتى يناقض شهادة لوقا (بالرغم من سرقة نصوص بعضهم البعض)، وما ورد في هذه الثلاث يناقض ما جاء في إنجيل يوحنا تناقضاً صارخاً، أي ليس فيها إنجيلاً واحداً مطابقاً للاَخر.
    "9 ولقد أشار هيردر في عام 1976 إلى ما بين ( مسيح مرقص ومتى ولوقا) وبين "المسيح في إنجيل يوحنا" من فوارق لا يمكن التوفيق بينها مما يجعل إنجيل يوحنا إنجيلاً كاذباً!.
    ولقد جاء في دائرة المعارف الأمريكية عن تناقضات هذه الأناجيل الثلاث مع إنجيل يوحنا "أن الاختلاف بينهما عظيم لدرجة أنه لو قبلت الاْناجيل المتشابهة الثلاث الأولى باعتبارها صحيحة وموثوقاً بها فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا!.
    هذا فضلاً عن أن الأناجيل الأربعة وملحقاتها في مجملها ليست سوى "أخبارأ مروية على لسان من نسبت إليهم.
    "وتعريف الخبر( في اللغة العربية هو )ما يحتمل الصدق أو الكذب !. كما لا يوجد أي إثبات عند نصارى اليوم بصدق هذه الأخبار أو عصمة مؤلفيها، الأمر الذي يجوز منهم الخطأ والسهو. ثم إن المخبر ليس كالمعاين، إضافة إلى أنها مجرد أخبار مروية عن آحاد وليست متواترهْ ومعظم أصولها ضائعة ولهذا السبب تغيرت عدة مرات، لذا يجب أن لا نستغرب لما فيها من الاْخبار التي تعتبر قذى في عين الحق والحقيقة "ولقد كان سلسوس يصيح في القرن الثاني أن المسيحيين بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع بل أزيدأ وكذا فستوس من علماء فرقة "ماني كيز" كان يصيح في القرن الرابع بأن هذا الأمر محقق وأن العهد الجديد ما صنعه المسيح ولا الحواريون بل صنعه رجل مجهول ونسبه إلى الحواريين ورفقائهم خوفاً من أن لا تعتبر الناس تحريره، ظانين أنه غير واثق من الحالات التي كتبها، وآذى بذلك المريدين لعيسى إيذاء بليغاً بأن ألف الكتب التي توجد فيها الاْغلاط والمتناقضات.
    أما عن قانونيتها وقداستها فنجد "جون لوريمر" يقول: ( لم يصلنا إلى الان معرفة وافية عن الكيفية التي اعتبرت بها الكتب المقدسة كتباً قَانُونِيَّة)
    فإذا كانت فرضت بالقوة فمن الذي فرضها ولمصلحة من!؟ وإذا لم تكن هناك معرفة عن كيفية اختيارها لتكون كتباً قانونية فكيف تكون مقدسة!؟.

    (ب) الكلمة المجسدة:سنتناولها في آخر موضوعنا هذا.

    - فدائماً وفي كل مكان حفظت الكنيسة وما زالت الأصل الرسولي للأناجيل:
    للأسف نرى أن دائرة المعارف البريطانية تكذب وثيقة الفاتيكان في هذا وتقول: "إن النسخ الأصلية الإغريقية لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة وفيما عدا بقايا في صعيد مصر فإن كل النسخ التي استخدمها المسيحيون في الفترة التي سبقت مجمع نيقية قد غشيها نفس المصير".
    كما يكذبها السير آرثر فندلاي فيقول: "يجب أن يعلم كل إنسان أنه لا توجد وثيقة واحدة أصلية متعلقة بحياة عيسى".
    ولكن يؤكد ناشر إنجيل برنابا أن البشارة بنبي الإسلام محمد واردة في الأناجيل بنصها القرآني حيث يقول في تقديمه للإنجيل المذكور "نقل الشيخ محمد بيرم عن رحالة إنكليزي أنه رأى في "دار الكتب البابوية بالفاتيكان" نسخة من الإنجيل مكتوبة بالقلم الحميري قبل بعثة النبي وفيها يقول المسيح:
    (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)
    وذلك موافق لنص القرآن بالحرف .. ثم يعلق على ذلك بقوله: (فظهر أن في مكتبة الفاتيكان من بقايا تلك الأناجيل والكتب التي كانت ممنوعة في القرون الأولى ما لو ظهر لأزال كل شبهة عن إنجيل برنابا وغيره )، فأين هذا النص القرآني في الأناجيل المتداولة اليوم؟.
    فإذا كان الفاتيكان المبجل يصر على قوله بأنه حقاً يحتفظ بالأصل الرسولي للأناجيل، فلماذا يبقى صامتاً أمام هذا السيل المتدفق من النقد اللاذع للأناجيل في العالم الغربي والشرقي على حد سواء ؟، ثم لماذا لا يحرك ساكناً أمام ملايين بل وبلايين الطبعات الجديدة للأناجيل التي تطبعها المطابع وتوزعها دور النشر خارج أسواره كل يوم حتى وقتنا الحاضر بدعوى التنقيح والتصحيح كل مرة فتحذف منها ما تشاء وتدخل فيها ما تشاء حتى جاءت مليئة بالتناقضات، وأصبح كل إنجيل فيها يناقض نفسه بل ويناقض الآخر من كثرة ما دس فيها وحذف منها!!؟.
    "ولقد اعترف نورتون حامي الإنجيل والمدافع عنه اعترافاً يعتبر متواضعاً إذ قال:
    "إن سبع مواضع في الأناجيل إلحاقية وليست من كلام الإنجيليين. فلقد صرح في كتابه أن الإصحاحين الأولين من إنجيل متى ليسا من تأليفه،)
    علماً بأن هناك نصوصاً أخرى كثيرة كاذبة وإلحاقية لم يذكرها، كما اعترف شهود يهوة بوجود50000 خطأ في الكتاب المقدس بعهديه كما أسلفنا. فلماذا إذاً يلوذ الفاتيكان بالصمت، ولا يكشف عن "الأصل الرسولي للأناجيل " لتتقيد به جميع الطوائف إن كان حقاً يحتفظ بتلك الأصول!. إذ ما فائدة الاحتفاظ بها في خزائن مغلقة وهناك أكثر من عشرين طبعة مختلفة للكتاب المقدس بعهديه في السوق ليس فيها طبعة واحدة تطابق الأخرى؟ لا سيما الطبعة اليهودية اَلإِسْرَائِيلِيَّة الأخيرة التي صدرت في القدس سنة 1970 م بعد أربع سنوات من فضيحة تبرئة اليهود من دم المسيح سنة 1966 م والتي يمكن وصفها بأنها العهد الجديد خالياَ من معاداة السامية حيث حذفت من نسخة الملك جيمس المعتمد (الذي صدر سنة1611 ) كل العبارات التي تشير إلى ما ارتكبه اليهود في حق المسيح والمسيحية فتم محو كل كلمة اليهود من أسفار العهد الجديد ليحل محلها أهل اليهودية، أو الرعاع أو المعتدلين أو العامة أو الوثنيين.
    4- الرسل نقلوا إلينا الأناجيل أنفسهم:
    وهذا أيضاً للأسف يكذبه النقاد المسيحيون الغربيون. ولا شك أن المسيحي العادي سيصدم عندما يعرف أن أيًّا من كتبة هذه الأناجيل الأربعة لم يكن تلميذاً للمسيح أو شاهد عيان للأحداث. فتعالوا نقرأ أَقْوَال النقاد المسيحيين الغربيين أنفسهم:
    (1) متَّى: يقول موريس بوكاي "انه لم يعد اليوم مقبولاً أنه أحد حواريي المسيح " أي مؤلف إنجيل متَّى الحالي ليس هو في الحقيقة متى التلميذ.
    (ب) مرقص: "كولمان " لا يعتبر مرقص تلميذاً للمسيح ويقول نينهام: لم يوجد أحد بهذا الاسم كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة بيسوع أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى ، ويقول بابياس عنه: (لم يكن قد سمع يسوع ولا كان تابعاً شخصيأ له ).
    (ج) لوقا: أديب وثني آمن ببولس بعد رفع المسيح، لم يدرك عيسى ولا رآه، ومثله مثل بولس الذي بدوره لم يدرك عيسى ولا رآه.
    (د) يوحنا: لا يتمسك غالبية المعلقين بالفرض القائل إنه هو الذي حرر الإنجيل الرابع.
    ويقول ر. هـ تشارلز، وألفرد لويزي، وروبرت ايزلر: إن رأس يوحنا (الحواري) قطعه أجربا الأول سنة 44 م أي قبل تأليف هذا الإنجيل بكثير، وأن هذا الإنجيل كتب سنة 110- 115 م من قبل كاتب مجهول وليس يوحنا بن زبدي التلميذ.
    ماذا يعني كل هذا؟!. ببساطة يعني دحضاً لوثيقة الفاتيكان المذكورة على لسان النقاد المسيحيين أنفسهم، كما يعني توضيحاً لكل غافل من نصارى اليوم أن أيًّا من مؤلفي الأناجيل لم يكن تلميذاً أو رسولاً للمسيح كما يدعي الفاتيكان. وهل يعقل أصلاً لتلاميذ المسيح الذين وصفتهم الأناجيل بأنهم كانوا صيادي سمك أن يؤلفوا أناجيل وباللغة اليونانية!!؟.


    5- الأناجيل كتبت بتأثير من الوحي الإلهي:
    الحقيقة لا ندري على ماذا اعتمد الفاتيكان في هذا. إذ أن هذا الادعاء لا يشاركه فيه أحد من النقاد، ولا حتى كتبة الأناجيل أنفسهم. والكنيسة فقط هي التي تدعيه ولا تملك الدليل عليه، والغرض من ذلك هو إضفاء هالة من القداسة المزعومة على هذه الأناجيل التي كان للكنيسة القديمة في تحريفها أو حتى في كتابتها اليد الطولى.
    وادعاء الوحي هذا ادعاء غير صحيح أيضاَ وعفى عليه الزمن. فالجميع اليوم يعلم أن الوحي لم ينزل إلا على الأنبياء الذين اختارهم اللّه. وكتبة الأناجيل هذه ليسوا بأنبياء. إضافة إلى أن الفاتيكان لم يخبرنا بأي طريقة من طرق الوحي كتبت هذه الأناجيل، ولا المدة التي استغرقها الوحي في النزول عليهم، وما الفائدة من تكرار الوحي نفسه أربع مرات أحياناً في أربعة أناجيل. كما لم يخبرنا الفاتيكان كيف يمكن للوحي أن يناقض نفسه في أناجيلها، ولو فكرت كنيسة الفاتيكان قليلاً لسحبت قولها هذا فوراً لأن التناقضات التي امتلأت بها الأناجيل تكذبها، في الوقت الذي فيه الوحي لا يكذب نفسه ولا يناقضها. ولو جاز تطرق الاختلاف في أخبار وحي السماء لبطلت جميع الشرائع. لذا لا يوجد ناقد نزيه يؤيد الفاتيكان فيما ذهب إليه بشأن الوحي الذي زعمه، بل يؤكدون أن كل كاتب كتب من نفسه حسب الطائفة أو الكنيسة التي كان ينتمي إليها بعد رفع المسيح بدون أي تأثير من الوحي، ولهذا السبب جاء التناقض والاختلاف بين الاْناجيل. ويعترف الليبراليون من البروتستانت بأن كتب العهد الجديد إنما هي وثائق تسجل بداية العقيدة المسيحية وهي مثل أي من الوثائق التاريخية القديمة معرضة للبحث العلمي والنقد اللغويا.
    ومن ناحية أخرى نجد بابياس يقول:" في الواقع إن مرقص الذي كان ترجماناً لبطرس قد كتب بالقدر الكافي الذي سمحت به ذاكرته دون مراعاة للنظام"
    أي كتب إنجيله من ذاكرته دون أخذ التسلسل الزمني بالاعتبار، وليس بالوحي.
    وهذا "شارل. جان بيير" أستاذ المسيحية ورئيس قسم الأديان بجامعة باريس وهو مسيحي المولد والثقافة ولقد مات على ذلك وهو كاثوليكي متعصب وليس فيه نزعة عرق يهودي ولا عربي حتى يتهم بالتعصب ضد المسيحية يكذب الفاتيكان فيقول: "ويجب علينا أن ننظر إلى الكتب التي تدعي سرد سيرته (أي الأناجيل- لاحظ قوله "تدعي " في الوقت الذي هو مسيحي-) على أنها مؤلفات تستند إلى كثير من التحكم والنزعات الذاتية... وتصفح الأناجيل وحده يكفي لإقناعنا بأن مؤلفيها قد توصلوا إلى تركيبات واضحة التعارض لنفس الأحداث، مما يحتم معه القول بأنهم لم يلتمسوا الحقيقة الواقعية، ولم يستلهموا تاريخاً ثابتاً يفرض تسلسل حوادئه عليهم بل على العكس من ذلك اتبع كل هواه وخطته الخاصة به في تنسيق مؤلفه ".
    كما تقول الموسوعة الفرنسية المجلد السابع عشر:إ إن الناس قد تكلموا في كون الكتب المقدسة إلهامية، وقالوا إنه يوجد في أفعال مؤلفي هذه الكتب وأقوالهم أغلاطاً واختلافات مثلاً إذا قوبلت الفقرة من متَى 10/19-20 مع مرقص 13/ 11 مع 6 أعداد من أول إصحاح 23 من كتاب أعمال الرسل يظهر ذلك. وقيل أيضاً إن الحواريين ما كان يرى بعضهم صاحب وحي كما يظهر هذا من مباحثاتهم في محفل أورشليم، ومن إلزام بولس لبطرس، وقيل أيضاً إن المسيحيين القدماء ما كانوا يعتقدون أنهم معصومون من الخطأ".
    وتقول الموسوعة البريطانية المجلد الحادي عشر: "قد وقع النزاع في أن كل قول مندرج في الكتب المقدسة هل هو إلهامي أم لا... فقال "جيروم" و " كرتيس " و "أرازس" و"بركوبيوس" وكثيرون آخرون من العلماء: إنه ليس كل قول فيها إلهامياً" ثم قالوا في المجلد التاسع عشر: "الذين قالوا إن كل قول مندرج فيها إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة".
    أما إذا كان الفاتيكان بعد كل هذا يصر على رأيه فنشير عليه بالرجوع إلى مقدمة إنجيل لوقا التي تنسف زعم الوحي هذا من أساسه. إذ يقول لوقا في مقدمة إنجيله: "إذا كان كَثَيْرُون قد أخذوا بتأليف قصة في الاْمور المستيقنة كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة رأيت أنا أيضأ إذ تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب أيها العزيز ثاوفيلس... ".
    فلوقا يعترف أن السابقين ألفوا قِصَصًا وذلك ينافي الإلهام. وهو يقرر أنهم تسلموا هدْه المعلومات من الذين كانوا منذ البدء معاينين لا من روح القدس، ثم هو يقرر عن نفسه بأنه نوى وبدأ يكتب ما تتبعه في الأول، فأين الإلهام؟ وأين الوحي؟.
    وكان الأولى بالقساوسة الذين أصدروا وثيقة الفاتيكان ووقعوا عليها أن ينزعوا مقدمة إنجيل لوقا من كل الأناجيل في العالم قبل أن يَصْدُرُوا وثيقتهم تلك وأن ينزلوا من أبراجهم العاجية إلى الشارع ليروا ماذا يقول الناس وماذا يكتب النقاد عن هذه الأناجيل.
    هذا في الوقت الذي يؤكد فيه النقاد أمثال كولمان ومعلقو الترجمة المسكونية للأناجيل المنشورة عام 1972م والتي تضافر لها أكثر من 100 متخصص من علماء الكاثوليك والبروتستانت، أن كتبة الأناجيل عندما كتبوا أناجيلهم من التراث الشفهي بعد وقوع الأحداث بعشرات السنين لم يفكروا بشيء اسمه الوحي الذي تزعمه وثيقة الفاتيكان بل كتبوا من وجهة نظرهم- أو نظر طوائفهم-. وأن السبب في كتابة هذه الأناجيل هو الصراع الذي كان دائراً بين الطائفة التي تولدت بعد خروج شاؤول (بولس) للأمم، وبين اليهود/المسيحيين الأوائل (الموحدين بالله) الذين التفوا حول يعقوب، قريب المسيح بعد رفعه، وفي هذا الصدد يقول موريس بوكاي:
    "لولا وجود الصراع بين الطوائف التي ظهرت بسبب انشقاق بولس- شاؤول- لما حصلنا على الكتابات التي بحوزتنا اليوم. إن هذه الكتابات الظرفية الخصامية- أي التي أملتها الظروف للرد على الخصوم- قد ظهرت في فترة صراع حاد بين الطائفتين وفي هذا العصر شكلت "المسيحية البولسية بعد نصرها النهائي مجموعة نصوصها الرسمية (الأناجيل الأربعة وملحقاتها) التي استبعدت كل الوثائق (الأناجيل) الأخرى التي لم تكن توافق الخط الذي اختارته الكنيسة" أي الخط الشاؤولي الكنسي الوثني ذي الأقانيم الثلاثة.
    من كل ما سبق يثبت لنا أن النقاد الغربيين أنفسهم يدحضون رأي الفاتيكان في مسألة الوحي وأن كتابة هذه الأناجيل ليست إلهامية.
    (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه بشيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللّه، ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) سورة الأنعام: الآية 93.
    - الكنيسة تؤكد أن الأناجيل تنقل بشكل أمين أقوال واْفعال المسيح طيلة حياته بين البشر:

    (1) ونحن بدورنا نسأل الكنيسة:
    أية أقوال وأية أفعال التي تنقلها الأناجيل "بشكل أمين "، أهي المذكورة في متى؟ فإن كان كذلك لماذا يناقضها لوقا، وينسفها يوحنا؟ إذ أن الأناجيل كلها متناقضة، بل أكثر من ذلك كل إنجيل يناقض نفسه. فأين أقوال المسيح وأفعاله الحقيقية في هذه الأناجيل!؟.
    فهذا متَّى على سبيل المثال يبدأ إنجيله بِتَصْوِير المسيح لنا مؤمناً بإله واحد عندما يقول للشيطان في التجربة: "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" متى: 4/0ا
    بينما في اَخر إنجيله يجعله مشركاً باللّه ومؤمناً بالثالوث عندما جعله يقول: "وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس " متى: 28/ 20 ،!!
    بينما التاريخ يخبرنا أن صفة التثليث هذه لم تعرف ولم تقر إلا في مجمع أفسس سنة 381م أي بعد رفع المسيح بمئات السنين فأين الأمانة في هذا؟!. وعليه فهل خلاص البشر يتعلق بالإيمان باللّه الواحد حسب ما جاء في أول الإنجيل أم بالإيمان بالثالوث حسب ما جاء في آخره!!!؟. وأين الأمانة في تعيين متَى لبطرس خليفة للمسيح في الوقت الذي كان المسيح قد قال:
    "كل من يعترف بي قدام الناس أنا أيضاً أعترف به قدام إلهي الذي في السموات ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره قدام إلهي الذي في السموات "متَى: 32/10،. وبطرس أنكر المسيح ثلاث مرات بل أقسم أنه لا يعرفه. وفي مكان آخر ذكرت الأناجيل أن المسيح قا ل له: "اذهب عني يا شيطان " متَى:16/32،.
    وأين الأمانة فيما ذكره متَّى أيضاً على لسان المسيح لتلاميذه "وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا" متَى. 10/5، في الوقت الذي يناقضه يوحنا فيقول: إن المسيح ذهب إلى مدينة السامريين بنفسه "فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين " يوحنا: 4/. 4،. فهل يعقل أن ينهى المسيح تلاميذه عن أمر ويأتي هو بمثله!!؟.
    وأين الأمانة فيما ذكره لوقا عن صيد السمك حتى كادت السفينتان أن تغرقا في بداية دعوة
    عيسى في الجليل لوقا:5/3-8 ، بينما يوحنا سرق نفس الرواية من إنجيل زميله وأوردها بعد قيام المسيح المزعوم من الأموات؟! يوحنا: 21/ 6،.
    وأين الأمانة في أقوال المصلوب الأخيرة قبل أن يسلم الروح؟ أهي كما ذكر مرقص:
    "ألوي ألوي لما شبقتني " أم كما ذكرها متَى: "ايلي ايلي لما شبقتني " أم كما ذكرها لوقا: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي " أم كما ذكرها يوحنا: "قد كمل ونكس رأسه وأسلم الروح ".
    وأين الأمانة التي نقلت بها الأناجيل مسألة رفع المسيح إلى السماء، هل كانت بعد القيام مباشرة كما ذكر لوقا في إنجيله، أم بعد أربعين يوماً من ذلك كما ذكر لوقا نفسه في أعمال الرسل التي هو مؤلفها أيضاً، في الوقت الذي نسي متَّى ويوحنا مسألة الرفع كليًّا!!؟.
    وأين... وأين... وأين... ثم هل المسيح هو ابن مريم، أم ابن يوسف النجار، أم
    ابن داود، أم ابن الله، أم ابن الإنسان، أم ملك اليهود، أم النبي المنتظر، أم حمل اللّه، أم اللّه نفسه؟!! وهل... وهل... وهل...؟.
    لماذا يسكت الفاتيكان عن هذه التناقضات الفاضحة وعن كثير كثير غيرها في الأناجيل التي يعتبرها مقدسة ويقول إن عنده الأصل الرسولي لها ولا يحرك ساكناً لإصلاحها ليعيد إليها الأمانة المفقودة مرة واحدة وإلى الأبد!!؟.
    ومن الطريف أن الأب روجيه فىِ كتابه المسمى "مقدمة الإنجيل" طبعة سنة 1973 م صفحة 187 يحاول أن يدافع عن مثل هذه التناقضات خصوصاً مسألة الرفع إلى السماء بقوله: "إن المشكلة هنا لا تبدو غير قابلة للحل إلا إذا أخذ المرء بحرفية دعاوى الكتاب المقدس ونسي دلالتها الدينية. فيرد عليه الدكتور موريس بوكاي قائلاً: "كيف نكتفي بمثل هذا التفسير؟. إن صيغ التملق من هذا النوع لا يمكن أن تصلح إلا للمؤمنين بلا قيد أو شرط أي إيمان العجائز ولا تصلح للمتعلمين والمثقفين وخاصة النقاد. وكذلك يحاول الأبوين بنوي وبومار في طبعة الأناجيل الأربعة الجزء الثاني صفحة 451 أن يدافعا عن مثل هذه التناقضات بعبارات مبهمة لا معنى لها إذ قالا: "إن التناقض عند لوقا في مسألة الرفع بين إنجيله وأعمال الرسل يرجع إلى "حيلة أدبية" . ويعلق بوكاي ساخراً على هذا الدفاع بقوله: "وليفهم من يفهم " !!!.
    وفي النهاية يختتم بوكاي تعليقه بقوله: "واضح تماماً أن التصريح المسكوني وهذه المواقف يضعاننا بين قضايا متناقضة إذ لا يمكن التوفيق بين تصريح الفاتيكان الذي يقول إننا نجد في الأناجيل نقلاً أمينأ لأفعال وأقوال المسيح وبين وجود تناقضات في هذه النصوص ".
    وينصح بوكاي الفاتيكان بالاعتراف بالحقيقة فيقول: "لو نظر للأناجيل على أنها تعبيرات عن وجهات النظر الخاصة بمؤلفيها- أي بدون زعم الإلهام- فإننا لن ندهش عندما نجد فيها كل هذه العيوب التي هي دلالة لصنع الإنسان " وينهي بوكاي تعليقه فيقول: "ها نحن إذاً بعيدون تماماً عن المواقف التقليدية التي كان يؤكدها مجمع الفاتيكان بالتبجيل... " ويختتمه بجملة ختامية مهمة جداً فيقول: "إن الحقيقة تخرج شيئاً فشيئأ، وليس من السهل إدراكها فثقيل حقأ وزن "التقاليد الموروثة" التي دوفع عنها بشراسة".
    ولاحظ قول الكاتب "ثقيل وزن التقاليد الموروثة". أي ما دس في الأناجيل والمعتقدات المسيحية عبر القرون من معتقدات وطقوس "شاؤولية كنسية وثنية" كالأب والابن وروح القدس، والعماد والكفارة، وخطيئة آدم- والصلب والقيام والإله المولود والإله المدفون... الخ فهذه كلها في نظر الكاتب "تقاليد موروثة، وليست الدين المسيحي الحقيقي في الوقت الذي هو فرنسي ومسيحي صميم.
    أما نحن فلا نملك إلا أن نقول، وشهد شاهد من أهلها، وأن مساندة الفاتيكان للأناجيل والعقيدة الثالوثية لم تعد تجدي اليوم أمام ضربات النقاد والمتعلمين والمثقفين من أبنائه. لأن اليوم هو غيره بالأمس. فالأناجيل اليوم في متناول الجميع، والكل يستطيع أن يقرأها وأن ينقدها وليس الأمر كما كان في السابق حكراً على قساوسة الكنيسة ورهبانها إبان الدكتاتورية الكنسية الشرسة التي حظرت قراءة الكتاب المقدس أو تفسيره خارج أسوارها بعد أن حشرت في المسيحية الحقة معميات ومستحيلات مناهضة للعقل والفطرة يستحيل على العقل استيعابها أو إدراكها وأدخلتها في جملة أسرارها الكنسية. والمعروف عند الجميع اليوم أن الدين الذي فيه أسرار ليس دين اللّه إنما دين من صنع البشر.
    (ب) طيلة حياته بين البشر:

    قول الفاتيكان هذا الذي يؤكد فيه أن الأناجيل تنقل بشكل أمين أقوال وأفعال المسيح طيلة حياته بين البشر هو للأسف زعم أيضاً. إذ هناك ثلاثين سنة في حياة المسيح لا تعرف الأناجيل عنها شيئاً. وإذا كان هناك من يلام، فهي الكنيسة نفسها التي أمرت بحرق جميع ما كتب من أناجيل أخرى عن المسيح لأنها تتحدث عن الله الواحد الذي كان يؤمن به المسيح، ولا تتفق مع المعتقد الشاؤولي الكنسي الثالوثي، وفرضت هذه الأناجيل الأربعة المتناقضة، لأنها تتمشى في معظمها مع العقيدة الشاؤولية الكنسية التي تؤمن بثلاثة آلهة وتزعم أنهم واحد، محطمين كل قواعد الرياضيات القديمة والحديثة ومزعجين أنشتاين في قبره، فمتى كان الواحد يساوي ثلاثة أو الثلاثة تساوي واحد. وها هي مخطوطات البحر الميت المكتشفة حديثأ و التي تمثل أقدم نسخة معروفة لسفر اشعيا (قبل المسيح بمئة عام) تكذب الفاتيكان وتعطينا الإجابة عن السنين المفقودة في حياة عيسى، وتكشف لنا أن المكان الذي كان عيسى يعيش فيه كان بين طائفة الأسينيين التي منها يوحنا المعمدان على ضفاف البحر الميت بل وتكذب الفكرة السائدة عن ألوهية عيسى!!!.
    فلقد ذكر القس تشارلز فرانسيس بوتر في كتابه "السنون المفقودة من عيسى تكتشف ": "لقرون عديدة كان دارسو الكتاب المقدس من المسيحيين يتساءلون عن حقيقة المكان الذي عاش فيه يسوع وماذا كان يفعل خلال تلك الفترة التي تعرف بالثماني عشر سنة الصامتة من حياته، والتي تمتد منذ بلغ الثانية عشرة إلى أن صار عمره ثلاثون عاماً. إن الوثائق التي تثير الدهشة والإشفاق التي تختص بمكتبة طائفة الأسينيين، والتي وجدت في كهف ثلو كهف قرب البحر الميت قد أعطتنا الإجابة أخيراً، لقد بدأ يتضح للعلماء أن يسوع خلال تلك السنوات المفقودة كان تلميذاً في هذه المدرسة الأسينية...
    ويقول في صفحة 15: "لقد سمى عيسى نفسه "ابن الإنسان " لكنهم سموه "ابن اللّه " الشخص الثاني من الثالوث، الرب من الرب. ولكن من المشكوك فيه أن يكون الأسينيون أو عيسى نفسه قد وافقوا على هذا"، وفي صفحة 127 يقول: "لدينا الان وثائق كافية تدل على أن المخطوطات هي حقيقة هبة اللّه إلى البشر، لأن كل ورقة تفتح تأتي بإثباتات جديدة على أن عيسى كان كما قال عن نفسه "ابن الإنسان أكثر منه ابن اللّه " كما ادعى عليه ذلك أتباعه وهو منه بريء".
    ويقول الدكتور و. ف. البرايت: "إنه لا يوجد أدنى شك في العالم حول صحة هذا المخطوط وسوف تحدث هذه الأوراق ثورة في فكرتنا عن المسيحية".
    وخطورة هذه المكتشفات ليست فقط على ما يسمى اليوم ظلماً بالمسيحية، بل إنها تعدتها لتشمل خطورتها كذلك على ما يسمى بالدين اليهودي أيضاً. فلقد نشرت جريدة النيويورك سنة 1955 م مقالاً للكاتب "ادموند ولسونأ جاء فيه: "أن الاكتشافات في ساحل البحر الميت أقضت مضجع الأكليركيين والكاثوليكيين وقساوسة البروتستانت وأحبار اليهود في آن واحد". ويقول السيد إبراهيم خليل أحمد: "والحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن بالنا هي ما قررته هذه المخطوطات أن عيسى كان "مسيا" mesiah للمسيحيين " وأن هناك "مسياً آخر "... قد يكون المقصود به النبي محمد لأنه كان يتكلم للحق منصفأ روح عيسى ومدافعأ عن العقيدة الأصلية التي جاء بها "ومتى جاء المعزي (الباراقليط) فهو يشهد لي " يوحنا: 15/26.
    كما يقول القس "أ. باول ديفز" رئيس كهنة كل القديسين في واشنطن في الصفحة الأولى من كتابه "مخطوطات البحر الميت ": إن مخطوطات البحر الميت، وهي من أعظم الاكتشافات أهمية منذ قرون عديدة قد تغير الفهم التقليدي للإنجيل لأن فيها أعظم اعتراض على صحة العقيدة المسيحية.
    والسؤال الذي يطرح نفسه...لماذا أقضت هذه المخطوطات مضجع أساقفة النصارى وأحبار اليهود على حد سواء!!؟ ولماذا تغير المفهوم التقليدي للأناجيل وما هو أعظم اعتراض ورد فيها على صحة العقيدة المسيحية!!؟ ليس هناك إلا جواب واحد وهو أن هذه المخطوطات أثبتت كذب مزاعم اليهود والنصارى في الديانتين اللتين يتبعانها في كتبهما الحالية المحرفة على حد سواء. ولكن للأسف ها قد مضى سبعة وأربعون عاماً ولم نرى أي تغيير في الديانتين- سوى في الكنيسة الإنجليكانية التي اعترف غالبية قساوستها بأن الله واحد وعيسى ليس أكثر من رسول لله- مما يؤكد أن يدأ خفية قد امتدت إلى هذه المخطوطات وأخفتها. ونحن نستغرب لماذا لا تطالب بها الحكومة الأردنية لأنها تعتبر من أموال الدولة المسروقة أثناء الحرب، ثم تقوم بترجمتها ونشرها على الملأ. لربما تظهر فيها الحقيقة المتعلقة بالمصير الأبدي لبلايين البشر المضللين اليوم.
    كما يعلن الدكتور تشارلز فرانسيس بوتر في كتابه السابق "السنين المفقودة من عيسى تكتشف" "أن إنجيلاً يدعى إنجيل برنابا استبعدته الكنيسة في عهدها الأول لكن المخطوطات التي اكتشفت حديثأ في منطقة البحر الميت جاءت مؤيدة لهذا الإنجيل ".
    وإنجيل برنابا وجد باللغة الإيطالية في مكتبة بلاط فينا وترجم بعد ذلك إلى جميع اللغات. وهذا الإنجيل يعترف صراحة بأن عيسى إنسان مثل غيره من بني البشر وينكر ألوهيته وصلبه ويعترف بوحدانية الله وبأن محمداً عبد اللّه ورسول ، وكان معترفاً به من الكنيسة حتى سنة 492 عندما حرم البابا جلاطيوس قراءته أو اقتناءه.
    ماذا يعني كل هذا؟!! ببساطة يَعّنِي دحضاً لوثيقة الفاتيكان من أولها إلى آخرها وأن الأناجيل التي بأيدينا اليوم لا تعرف شيئاً عن الـ 30 سنة الاْولى من حياة عيسى.
    ونحن الان في سنة 2003 نتساءل لماذا لا يتراجع الفاتيكان عما جاء في وثيقته بعد الانتقادات اللاذعة من أبنائه النقاد المسيحيين أنفسهم، وبعد الاكتشافات التي تمت كما سبق وتراجع بالنسبة للعهد القديم، وكما تراجعت الكنيسة الإنجليكانية كما سنرى .. وإلى متى سيبقى الفاتيكان متمسكاً بتلك المعتقدات أو "التقاليد الموروثة" - كما يصفها النقاد- التي بليت والتي أثخنها النقاد بالجروح وهرب منها المثقفون والمتعلمون، ليعلن للملأ من المؤمنين بعيسى أن اللّه ليس واحداَ في ثلاثة ولا ثلاثة في واحد، إنما هو إله واحد لا إله إلاَّ هو، وعيسى ليس إلا نبيه ورسوله. نبيه كما قال هو عن نفسه:
    "ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه... " متى: 13/57،
    ورسوله حسب ما قا ل هو عن نفسه أيضاً:
    "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا: 17/ 3،. وذلك من أجل خلاص الملايين من الأنفس البريئة المضللة وإلا فماذا "ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " متى: 16 / 26.
    7- الكلمة المجسدة:

    بقيت كلمة أخيرة استعملها فلاسفة اليونان الوثنيين في إشارتهم إلى الله وهي "العقل Logos"، ونظراَ لأن الأناجيل كلها كتبت باليونانية، وأن مسيحية اليوم مقتبسة في غالبيتها من تلك الوثنية والديانات القديمة، لذلك نرى للأسف أن الفاتيكان استعمل لفظ Logos بمعنى "الكلمة" لتنطبق على عيسى في مطلع الوثيقة التي أطلقها ولا يزال يرددها جميع نصارى اليوم، ودون "إعمال" فكر أو تدبير، وهي قوله: "الكلمة المجسدة" كيف يغيب عن ذهن الفاتيكان المبجل أن اللّه لا يتجسد لأن الجسد البشري لا يحتمل الألوهية، إذ يصعق ويتبخر قبل أن تصله أو تحل فيه ذرة منها- إن صح التعبير- لأن طبيعة الله تختلف عن طبيعة البشر. كما أن الإله المتجسد ليس بإله لسبب بسيط هو أنه إن حل في مكان يشغله ولكن يخلو منه بقية العالم. في الوقت الذي فيه الإله الحقيقي يشمل العالم كله ولا شيء يشمله. هكذا كان الفاتيكان يصر بعد ذلك على أن الله تجسد حسب اعتقاده فنسأ له أين ترك ألوهيته عندما تجسد ومن الذي ائتمنه عليها طيلة ثلاث وثلاثين عاماً!!؟ وإن سمح لنا الفاتيكان المبجل فإننا نشير عليه بقراءة كتاب "حياة الحقائق " لأحد أبنائه المعروفين بل المشهورين الدكتور "جوستاف لوبون " صفحة 163 حيث يقول: "إننا لم نجد أي شبه بين "النبي الجليلي الخاشع " وبين "الرب الأسطوري " الذي عبده الناس منذ ألفي سنة... وتم تأليف شخصه وتعاليمه من أنقاض الآلهة والمعتقدات السابقة، أي الوثنية. كما يقول في صفحة 187: "إن بولس أسس باسم يسوع ديناً لا يفقهه يسوع لو كان حياً. ولو قيل للحواريين الاثني عشر أن الله تجسد في يسوع لما أدركوا هذه الفضيحة ولرفعوا أصواتهم محتجين".
    ومرة أخرى حتى نكون منصفين يجب أن نسأل أنفسنا: هل الأناجيل الأربعة كلها حق أم كلها باطل!!؟
    والجواب على ذلك هو أن المدقق يرى فيها كلام المسيح الحق ممزوجاً بالباطل الذي دسوه فيها فجاء فيها الحق تماماً مثل العهد القديمأ ممزوجاً بالباطل.

    و فى اللقاء القادم ان شاء الله سنتحدث عن القرآن.. هل هو كلام الله أم لا..

    ((منقول))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي

    "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    41
    آخر نشاط
    24-07-2006
    على الساعة
    01:05 AM

    افتراضي

    ######
    الرجاء منك اخي الكريم عدم وضع روابط مسيحية
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق حماد ; 05-06-2006 الساعة 10:35 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    1,017
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-10-2014
    على الساعة
    09:16 AM

    افتراضي

    ارجو من مدير المنتدي
    اخي الحبيب سعد
    بالتثبيت للفائدة

هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل العهد الجديد كلمة الله؟
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-11-2007, 05:36 AM
  2. هل التوراة-العهد القديم-كلام الله ؟
    بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-05-2006, 01:40 PM
  3. أيهما كلام الله القرآن أم الإنجيل ؟مناظرة صوتية
    بواسطة طارق حماد في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2006, 12:39 PM
  4. الإنجيل أم القرآن أيهما كلام الله
    بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 07-08-2005, 05:05 PM
  5. هل العهد الجديد كلمة الله؟
    بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2005, 10:35 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟

هل الإنجيل-العهد الجديد كلام الله ؟