الاقتداء بالصحابة

الجنة أمنية كل مسلم

كلنا يتمنى أن يكون من أهل الجنة وكلنا يدعو بعد كل صلاة وفي كل وقت تستجاب فيه الدعوة أن يجعلنا الله من أهل الجنة.

لهذا ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: من سأل الله الجنة ثلاثاً قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة و من تعوذ بالله من النار ثلاثاً قالت النار: اللهم أعذه من النار.

الجنة هي أمنية كل مسلم، ونحن في الدنيا عندما نرى نخلة مثمرة نتعجب من جمالها، فكيف نحن بنخل الجنة وشجرها وثمارها التي هي أجمل من نخيل الدنيا وشجرها وثمارها.

قال عليه الصلاة والسلام من قال سبحان الله غرست له نخلة في الجنة ساقها من ذهب، ومن قال الحمد لله غرست له نخلة ساقها من ذهب، ومن قال الله أكبر غرست له نخلة في الجنة ساقها من ذهب، ومن قال قل هو الله أحد بني له بيت في الجنة.

فالمشروع من بيت وحوله نخيل في الجنة لا يأخذ منّا في الدنيا أكثر من دقائق قليلة نردد فيها شيئا من ذكر الله ونحظى بهذا البيت وبمجموعة من النخيل ساقها من ذهب.

البشرى بالجنة

وقد وردت أحاديث كثيرة بشرت كثيرا من الصحابة بالجنة. وهنيئا لمن بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. وتتعرض هذه الدورة التدريبية الإلكترونية لبيوت العشرة المبشرين بالجنة، من خلال قراءة تربوية واجتماعية وأسرية لحياتهم باعتبارهم قدوة لنا، وباعتبار بيوتهم نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه بيوتنا.


لكن من هم العشرة المبشرون بالجنة؟
منطلقنا في هذه الدورة هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه لنا سعيد بن زيد رضي الله عنه ويقول فيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرة في الجنة؛ أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وأبو عبيدة بن عامر الجراح في الجنة، ثم سكت الراوي وهو سعيد بن زيد وقالوا له من هو العاشر قال: سعيد بن زيد، يعني نفسه. ثم قال: لموقف أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمّر عمر نوح عليه السلام.


الاقتداء بالصحابة سبيل لدخول الجنة
الصحابة رضي الله عنهم هم القدوة وهم النجوم. هم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.

ويكفي الصحابة فخرا مدح الله لهم حيث قال فيهم: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم" فالله تعالى رضي عنهم، لذلك فإن حبهم والاقتداء بهم واجب.

إن فكرة القدوة لها فلسفة عظيمة كان يؤسس لها النبي صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك من قوله لقوم الأعرابي الذي جاء يريد أن يتعلم الصلاة ومكث في المدينة عشرة أيام: صلوا كما رأيتموني أصلي.

لقد أراد أن يوضح لهم ولنا أنه صلى الله عليه وسلم قدوة، وفي مدحه لجيل الصحابة يوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قدوة فيقول: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

حب الصحابة من الإيمان
يقول مسروق: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة.

والحسن البصري يقول: يقول حب أبي بكر وعمر من السنة لا بل من الفريضة.

ويقول ابن الجوزي: إن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يعلمون أبناءهم حب أبي بكر الصديق وعمر الفاروق كما كانوا يعلمونهم السورة من القرآن. وهو بعد تربوي جميل ينقله لنا ابن الجوزي.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في فضل الصحابة الذي يقول فيها: وأما الخلفاء الراشدون والصحابة رضي الله عنهم فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من إيمان وإسلام وقرآن وعلم ومعارف والنجاة من النار ودخول الجنة وانتصارهم على الكفار وعلو كلمة الله فإنما هي ببركة ما فعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.


القدوة في واقعنا المعاصر
الصحابة رضي الله عنهم هم القدوة وهم النجوم وهذا ما نحتاج إليه في زماننا اليوم وفي واقعنا المعاصر.

إن أكثر المشاكل الأسرية والتربوية تبدأ من أب ليس بقدوة أو أم ليست بقدوة. وتشير دراسات نسبة الانحراف عند الشباب وعند الأطفال ونسبة ارتفاع الجريمة إلى أن غياب القدوة الأبوية في البيت هو عامل جوهري في ارتفاع هذه النسب.

ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم ترك لنا العشرة وهم ثروة لهذه الأمة وكذلك باقي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.

إن المبشرين بالجنة مدرسة تتنوع فيها القدوات، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد منهم بصفة مميزة له، فأبو بكر هو الصديق، وعمر هو الفاروق، وعثمان هو ذو النورين، وأبو عبيدة كان أمين هذه الأمة.

إن أمتنا لا تعاني من الفقر في القدوات، لكنها تعاني من اتباع غيرها، كما قال صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه.

دمتم في حفظ الله ورعايته
منقول للفائدة