بدء القطار في التحرك ، وبدأنا نتمايل طربا عندما بدأ بدق قادومه على سندان القضبان الحديدية
بدأت الخواطر تتقاذفني يمنة ويسرى
:ها تطلبها من مين يا ناصح ؟
:أبويا ؟
:هو أبوك بيحبك آه بس مش أكتر من نفسه
و بعدين الضغط و السكر ،ده ممكن يموت فيها
:لا ،لا ، ما فيش غير أخويا عابد
:الواد عابد جدع ما يتأخرش علي في حاجه ،
أني لسه واقف معاه هو و مرته في خناقهم مع أمي
:مش عارف الدكتور ليه كان مصمم على رأيه،ده قالي بعظمة لسانه ما فيش حد ها يرضى غير أمك
:أمي ؟ ده أنا لسه لاعن سلسا فيل اللي جابوها
:دي وليه أذية ،
المرة تقعد طول النهار تناهد في مراتي وأول ما تشوفني تقعد تولول زي اللي ماتت لها جاموسة
:دي النذالة لو سابتها ما تلاقيش صدر حنين
:نفس اللي عملته مع مرات عابد أخويا من يومين
:دي لو آخر واحدة في الدنيا مش ممكن أطلب منها أبدا طلب زي ده
وبعدين جحا أولى بلحم طوره ،
:ما فيش غير كريمة مراتي،هي ستر و غطا علي واللي يعكرني يعكرها ،ده أنا لسه كاتب لها فدانين ،يعني عمري ما استخسر فيها حاجه ،وهي كمان الشهادة لله عمرها ما تتأخر علي

توقف القطار ، برغم ذلك لم تتوقف هواجسه ، مين يا ترى اللي أكلمه الأول ؟

:عابد و إلا كريمة ؟

:كريمة و إلا عابد ؟

:اللي يقابلني فيهم الأول آخذه على مشا مه

*********

وجدتني أطرق باب غرفتها على استحياء
فتحت لي الباب ،فوجئت بي مطأطأ الرأس
:تعالى ادخل يا نور عيني
( قفز على رأسها يقبلها )
(أبعدت رأسها عنوة من بين يديه)
استغفر الله ،استغفر الله العظيم ،ليه كده بس ؟عاوز تحملني ذنوب و إلا إيه ؟
:يعني مسمحاني يا أمه ؟
:بص بقى شغل التلات ورقات ده مش عليه
أكيد عاوز حاجة ؟ عاجناك و خابزاك ،
تعالى ادخل و إلا لسه بتخاف من مرتك؟ الله الله على رجالة آخر زمن
: الصراحة يا أمه ، من غير لف و دوران ،الدكتور هو اللي قال لي ، والله العظيم هو اللي قال لي، أنا ما ليش دعوة
:قال لك إيه يا روح أمك ؟
:قال لي ما حدش ها يرضى يعطيك كليته غيرك
:كلية إيه يا أهبل؟
:يا أمه أني لسه راجع من عند الدكتور ،وقال لي كليتيك خسرانه و لازم تشوف حد يعطيك كلية من كلا ويه
عاوزة الحق يا أمه؟ أني قلت ما حدش ها يدهاني غير مراتي أو الواد عابد
:أمال جايني ليه يا نور عيني ؟
(انهمرت دموعه رغما عنه رغم محاولاته)
:الدكتور قال لي كلمة ما عرفتش معناها غير دلوقتي
:كلمة إيه يا عبيط يا ابن العبيطة؟
:قال لي ما حدش في الدنيا ها يرضى بالموضوع ده غير أمك
( تناولت سبحتها و انهالت بها ضربا على ظهره )
: هو أنت فكرك إيه غير كده ؟ هو أنت فاكر إني أستخسر حتى لو عيني فيك ؟
و هو أنا أطول لما يبقى حتة مني جواك ؟
ده يوم المنى

********

رأيتها تتمدد بجواري في غرفة العمليات
اقترب منها الدكتور ،همست في أذنه
توجست منها خيفة
:يا ترى بتقول إيه للدكتور؟
لتكون غيرت رأيها وعاوزة تخلع ؟
يا دي المصيبة
يا دي الشورى الطين
( ناديت الدكتور)
:و النبي اضحك عليها و قول لها إنكم ها تعملوا شويه تحاليل بس ،
أوعى تخليها تمشي و تسيبنا يا دكتور ،
أبوس أيدك ، ده أنا قعدت أقنع فيها شهرين ،
( صرخ في وجهي )
: لا إله إلا الله ، لا إلــــــــــــه إلا اللـــــــــــــــــــــــــه
عارف بتقول لي إيــــــــــــــه ؟
بتقول لي
: ما ينفعش يا عينيه تعطي له الكليتيـــــــــــــــــن ؟
و لما قلت لها: و الله ما ينفع يا حاجة
قالت لي
: والنبي حبيبك تنقي له السليــــــــــــــــمة