رفضت حركة حماس الفلسطينية ومتمردو اقليم دارفور السوداني خطاب زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي سعى من خلاله الى توظيف قضيتيهم لتأكيد وجود "صراع حضارات" و"حرب صليبية صهيونية" ضد الاسلام.

وقال زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي جديد بثته قناة "الجزيرة" الاحد ان حصار حكومة حركة حماس يؤكد ان هناك "حربا صليبية صهيونية" ضد المسلمين.

واوضح ان رفض المجتمع الدولي لحماس بعد ان فازت في الانتخابات الفلسطينية "اكد انها حرب صهيونية صليبية ضد المسلمين".

واضاف ان "رفضهم لحركة حماس بعد ان فازت في الانتخابات مع تأكيدنا على ما نبه اليه الشيخ ايمن الظواهري (الرجل الثاني في القاعدة) من حرمة الدخول في المجالس الشركية (..) اكد انها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين".

ورأت حماس ان تصريحات بن لادن حول حصار حكومتها "تعكس اجتهاده الخاص" مؤكدة ان الحركة "لها اجتهادها الذى لا يخفى انه يخالف" اجتهاد بن لادن.

وقال الناطق باسم حماس سامي ابو زهري ان تصريحات اسامة بن لادن "تعكس اجتهاده الخاص والحركة لها اجتهادها الذى لا يخفى انه يخالف اجتهاد بن لادن". واضاف ان حركة حماس "تجمع بين العمل الجهادي والعمل السياسي والساحة الفلسطينية لها خصوصيتها التى تفرض على الحركة المشاركة في الحكومة".

وذكر القيادي في حماس بان الحركة "حذرت كثيرا من ان استمرار الحصار الغربي لحركة حماس الاسلامية وممارسته سياسة التجويع على الشعب الفلسطيني باكمله سيخلق حالة احتقان كبير في الشارع العربي والاسلامي وهو ماعبر عنه بن لادن بالحرب الصليبية".

واوضح "لا زلنا عند موقفنا بالحرص على علاقة جيدة مع الغرب لكننا نؤكد ان امعان المجتمع الغربي في استمرار موقفه المحاصر لشعبنا سيخلق ردة فعل كبيرة في الشارع العربي والاسلامي وسيولد انطباعا بان ما يجري هو حرب غربية ضد الشعب الفلسطيني وهو ما وصفه بن لادن بالحرب الصليبية".

ودعا مجددا الى "اعادة تقييم موقفه الذي يشجع الاحتلال ويحاصر الشعب الفلسطيني".

ويشير التسجيل الجديد الى ان زعيم القاعدة حي ويتابع الاحداث الجارية في المنطقة. فقد تحدث فيه بن لادن ايضا عن "الانتهاكات الصارخة على ملتنا وعلى اخواننا وبلداننا" مشيرا الى اقتحام سجن اريحا في 14 اذار/مارس الماضي.

وقال "يكفيكم مثالا على الانتهاكات الصارخة على ملتنا وعلى اخواننا وبلداننا ما قامت به حليفتكم اسرائيل من اقتحام وهدم لسجن اريحا بتواطىء من اميركا وبريطانيا".

وكانت اسرائيل شنت في 14 اذار/مارس غارة على سجن اريحا بعد انسحاب المراقبين البريطانيين جرت خلالها اشتباكات مسلحة وادت الى اعتقال عدد من السجناء على رأسهم الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات.

ازمة دارفور

من جهة ثانية، اتهم بن لادن بريطانيا والولايات المتحدة باثارة "فتن اخرى من اكبرها فتنة غرب السودان" باستغلال "بعض الخلافات بين ابناء القبائل واثارتها حربا شعواء فيما بينهم تأكل الاخضر واليابس تمهيدا لارسال قوات صليبية لاحتلال المنطقة وسرقة نفطها تحت غطاء حفظ الامن هناك".

ودعا الى الاعداد "لحرب طويلة المدى" في اقليم دارفور ضد "اللصوص الصليبيين"، مؤكدا ان الازمة في السودان تندرج في اطار "حرب صليبية صهيونية مستمرة ضد المسلمين".

وقال "اني اعزم على المجاهدين وانصارهم عموما في السودان وما حولها بما في ذلك جزيرة العرب ان يعدوا ما يلزم لادارة حرب طويلة المدى ضد اللصوص الصليبيين في غرب السودان" والى "ان يتعرفوا على ارض وقبائل ولاية دارفور وما حولها" في اطار الاعداد لهذه الحرب.

وقد رفض احد ابرز فصيلين في حركة التمرد في دارفور تصريحات زعيم تنظيم القاعدة.

وقال احمد حسين المتحدث باسم حركة العدل والمساواة "القول بان هذه مؤامرة ليس صحيحا وليس مقبولا لدينا باي صورة" مضيفا "نرفض هذه التصريحات جملة وتفصيلا".

واضاف حسين "هذه التصريحات لا تنسجم مع الواقع اطلاقا. ولا يزال بن لادن مستمرا في نظرية المؤامرة وتابع "القول بانها مؤامرة صليبية صهيونية ليس صحيحا وليس مقبولا لدينا باي صورة".

يشار الى ان النزاع في دارفور بين المتمردين والمليشيات المدعومة من الحكومة السودانية اوقع ما بين 180 الى 300 الف قتيل واكثر من مليوني مهجر منذ شباط/فبراير 2003.

وقال بن لادن في التسجيل الذي يتحدث فيه لاول مرة عن السودان ان "هدفنا واضح وهو الدفاع عن الاسلام وارضه واهله لا الدفاع عن حكومة الخرطوم وان تقاطعت المصالح".

وتطرق زعيم القاعدة الى الوضع في جنوب السودان.

وقال ان بريطانيا كانت قامت بفصل السودان عن مصر "ثم عطفت مرة اخرى على السودان تسعى لفصل جنوبه وكونت فيه جيشا من اهل الجنوب ودعمتهم بالمال والسلاح والخبرة واوعزت لهم بالمطالبة بالانفصال عن السودان".

واضاف ان الولايات المتحدة تبنت بعد ذلك هذا الجيش وامنت له "الدعم المادي والمعنوي وسخرت له بعض ادواتها الدولية كالامم المتحدة التي ضغطت على حكومة الخرطوم للتوقيع على اتفاقية ظالمة تسمح للجنوب بالانفصال بعد ست سنوات من توقيع الاتفاق".

واعلن رفضه لهذه الاتفاقية التي قال انها لا تساوي "قيمة الحبر الذي كتبت به".

واوضح "وليعلم (الرئيس السوداني عمر حسن) البشير و(الرئيس الاميركي جورج) بوش ان هذا الاتفاق لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به ولا يلزمنا بمثقال ذرة".

وهو يشير بذلك الى توقيع اتفاقية السلام الخاصة بجنوب السودان في كانون الثاني/يناير 2005 انهت 21 عاما من القتال بين حكومة السودان ومقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان.

صدام حضارات

الى ذلك، فقد انتقد بن لادن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يعارض هذه النظرية كما انتقد المفكرين العرب وحذر من "الغزو الثقافي الذي يجتاح العالم الاسلامي".

وقالت القناة القطرية الفضائية نقلا عن رسالة بن لادن انه انتقد العاهل السعودي بسبب ادانته لنظرية صدام الحضارات معتبرا ان هذا الصدام "قائم بالفعل من جانب الحضارة الغربية ضد الحضارة الاسلامية".

واضافت القناة ان بن لادن حذر من "الاستماع (الى) او متابعة" افكار "المفكرين العرب" الليبراليين الذي وصفهم بانهم "المستهزئين بالدين".

كما حذر بن لادن من "الغزو الثقافي الذي يجتاح العالم الاسلامي عبر محطات التلفزة والاذاعة" وحذر من الاستجابة "للضغوط التي تهدف الى تغيير المناهج الدراسية وخطورة ذلك على اجيال الامة".

وفي حديثه عن الهدنة التي كان عرضها على الغرب قال بن لادن بحسب الجزيرة ان "ساسة الغرب لا يريدون الحوار الا من اجل الحوار (..) لاستغفارنا وتخديرنا ومن اجل كسب الوقت". واضاف في هذا السياق "رفضوا كل ذلك وهم مصرون على الاستمرار بحملاتهم الصليبية ضد امتنا ونهب خيراتنا واستعبادنا".

وعرض زعيم القاعدة على الشعب الاميركي في تسجيل بث في كانون الثاني/ينايرالماضي "هدنة طويلة الامد" ينعم فيها الطرفان بالامن وللتمكن من اعادة اعمار العراق وافغانستان.

هذا، وقد رفض مسؤول في قناة الجزيرة الكشف عن كيفية حصول القناة على هذا الشريط. وقال مسؤول بالمخابرات الاميركية ان تحليلا فنيا اثبت صحة الشريط
المصدر
http://www.albawaba.com/ar/countries/Tunisia/245794