الشيخ أحمد ديدات عبقري مؤمن، متعمّق بدراسة الأديان، ويدعو إلى الله على بصيرة، همّه الدعوة للإسلام، والدفاع عن دين الله، ومناصرة المظلومين حول العالم، لا بد أن يُغضب قوى الشر، وأصحاب المعتقدات الفاسدة، وطوابير المنافقين حول العالم. لذلك فقد كان عام 1996م عام فرح وابتهاج للكنيسة على وجه الخصوص؛ فقد هدأت حركة الداعية، واستراح المحارب العنيد، الذي أحرج الكنيسة، وسحب البساط من تحتها بمناظراته المُفحمة.
حزنت في ذلك الوقت جماهير المسلمين في كل مكان، لِما أصاب الداعية المنافح عن عقيدة الإسلام، وهمّ بعض المتحمسين أن يتهموا الموساد أو الاستخبارات الأمريكية، أو المتعاطفين مع الكنيسة، بدس مادة غريبة لديدات، سببت له الشلل التام، وألزمته الفراش.
حوادث مشابهة وقعت لعلماء ودعاة ومفكرين، تم السكوت عنها لعدم توافر الأدلة، والخوف من تهمة نظرية المؤامرة. فقد عقد قبل سنوات مؤتمر إسلامي في إحدى الدول المتقدمة، شارك فيه عدد من علماء العالم الإسلامي، وبعد رجوع ثلاثة منهم إلى بلدانهم ظهرت أعراض مرض غامض عليهم، وقيل وقتها: إن مخابرات إحدى الدول وضعت للعلماء الثلاثة مادة في الطعام، ومات العلماء الثلاثة، في أوقات متقاربة، رحمهم الله تعالى.
لا أريد أن يفهم من كلامي أني أؤكد فرضية قتل الداعية ديدات، لكني أستطيع أن أؤكد أن عدداً من العلماء والمفكرين والمعارضين قتلوا بهذه الطريقة، في بعض الدول العربية والإسلامية.
إن رجلاً عظيماً مثل ديدات رحمه الله، يستحق منا أن نقف على كل مراحل حياته، وأن نستفيد من أسلوبه في الدعوة والمناظرات؛ لأنه في الحقيقة أسس مدرسة فريدة في الدعوة إلى الله، ودراسة الأديان، وأصول المناظرات.
مما يؤسف له أن الغرب الذي أزعجه ديدات، بمناظراته الشهيرة، كان أكثر اهتماماً به من بعض الدول الإسلامية؛ لأن الغرب اعتبره ظاهرة خطيرة تستحق الدراسة، فأقامت الكنيسة قسماً خاصاً لدراسة مناظرات ديدات وكتبه، ومحاولة التشويش عليها، والتقليل من شأنها بطريقة خبيثة، بعيداً عن الأسلوب العلمي الرصين!
فلا حول ولا قوة الا بالله