في مجلة ((استيقظوا)) ! لأصحبها ((جماعة شهود يهوه)) في عددها الصادر في 8 من سبتمر ، 1957 ، نجد هذا العنوان المفزع . ((خمسون الف خطأ في الكتاب المقدس)) ؟.
في اثناء إعدادي لهذا الكتيب سمعت طرقاً على باب بيتي في صباح يوم أحد . وجدت رجل اوروربي يعرض علي مجلة ((استيقظوا)) !و (( برج المراقبة )) . نعم ، كان من شهود يهوه! وإذا كنت من الناس الذين قابلوا أحدهم من قبل ، فستجد أنك تستطيع التعرف عليهم مباشرة ، فهم من اكثر الناس عجرفة ، فدعوته للدخول .
وبعد جلوسه عرضت عليه نسخة هذه المجلة وبالتحديد تلك المقالة: ((استيقظوا إن ساعة استيقاظنا من النوم قد حانت)) (رسالة اهل رومية – 13:11) ، وسالته ((هل هذه مجلتكم))؟ فتعرف عليها مباشرة ، فقرات عليه العنوان ((خمسون الف خطأ في الكتاب المقدس)) ، فصعق وسالني عن مصدر هذه المجلة ( فقد طبعت هذه النسخة منذ ثلاثة وعشرين عاماً أي عندما كان طفلاً صغيراً) ثم اخذ المجلة يتصفحها . إن شهود يهوه مدربون على هذا الشيء فهم يحضرون فصولاً دراسية خمسة ايام في الاسبوع ، وهم من أبرع الطوائف الدينية فى العالم النصراني فيعلمونهم في هذه الفصول الدراسية بأن لا يُسْلِمَ نفسه لأي شيء إذا وضع في موقف محرج ، يجب عليه أن يبقي فمه مغلقاً ، وينتظر حتى يوحي إليه الروح القدس بما يقول .
فأخذت اراقبه وهو يتفحص الصفحة وفجأة رفع راسه ، لقد دغدغه الروح القدس ، فقال: (( المقال يقول إن معظم هذه الاخطاء قد أزيلت)) ، فسالته: ((إذا أزيلت معظم هذه الأخطاء ، فكم خطاً ما زال موجوداً من الخمسين الف ؟ خمسة الف ؟ خمسمائة ؟ خمسين ؟ وحتى لو بقيت خمسون فهل تنسبون هذه الخطاء إلى الله))؟ فصمت ولم يستطع الرد ، ثم اعتذر مستاذن بالخروج ومقترحاً فكرة الرجوع مع أحد القساوسة الكبار لإكمال المناقشة ، ولكنني لم أره بعدها طبعاً! ولو كان هذا الكتيب جاهزاً يومها لقدمته له وأخذت اسمه وعنوانه ، ولو فعلها كل واحد منكم عند مقابلة مثل هؤلاء الناس لما رايتموهم ثانية إن شاء الله!.
إن شهود يهوه الذين يرفضون ما يفعله غيرهم من اللعب ((بكلام الله)) ، يفعلون نفس ما يفعله غيرهم بالشقلبات البهلونية اللفظية ، ففي المقال الذي طبع في مجلتهم نقرا: ((خمسون الف خطا في الكتاب المقدس))؟ ... (( هناك ما يقارب خمسين الف خطأ... وهي أخطاء قد تسللت في نص الكتاب المقدس...إنها خمسون الف خطأ خطير (؟)... ولكن النص ككل ما زال صحيحاً(!).
ليس لدينا الوقت او المساحة التي نناقش فيها عشرات الآلاف هذه من الأخطاء – الخطيرة أو البسيطة – التي حاول المصححون مراجعتها وتنقيحها . ولكنني في هذا الكتيب سأحاول أن القي نظرة عابرة على درزينة من بعض هذه التحريفات والأخطاء.
1 – (( فلذلك يؤتيكم السيد نفسه آية ها إنا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل)). (نبوءة اشعيا 7:14) . في النصوص المنقحة نجد أن كلمة ((العذراء)) قد استبدلت بلفظ ((صبية)) وهي الترجمة الصحيحة للكلمة العبرية ((الأمه)) فهي الكلمة التي استخدمت دائماً في النص العبري ، وليست كلمة ((بتولة)) التي تعني عذراء . وهذا التصحيح لا يوجد إلا في الترجمة الانجليزية ، لان النصوص المنقحة لا تطبع إلا بهذه اللغة . وبالنسبة للافريقي او العربي او غيرهم من الف وخمسمائة لغة عالمية فما زالوا يقرؤونها (( العذراء)).
مولود لا مخلوق:
((عيسى هو ابن الله ومولوده الوحيد ، مولود لا مخلوق)) ، وكثيراً ما نجدها في تعاليم الكنيسة الاورثوذكسية ، وهم يتعمدون في ذلك على الآتي:
2- (( لأنه هكذا احب الله العالم حتى أنه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به لتكون له الحياة الأبدية)). (انجيل يوحنا 3: 16).
ولا يستطيع اي قسيس أن يخطب إلى رواد الكنيسة بدون أن يقولها . ولكنَّ مراجعي الكتاب المقدس استاصلوا هذه الكلمة (بيقوتن) وتعني ((مولود)) بدون أن يقدموا عذراً واحداً . وهذه الكلمة الكافرة هي واحدة من عدة كلمات محرفة في ((الكتاب المقدس)) ، والله بحكمته عارض هذه الأفكار بعد اختراعها ولم ينتظر أَلفيْ عامٍ حتى يكشف العلماء زيفها: (( وقالوا اتخذ الله ولدا . لقد جئتم شيئاً إدا . تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ، أن دعوا للرحمن ولدا . وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا)) . (مريم 88 – 92).
وعلى العالم الاسلامي ان يهنىء الاثنين والثلاثين عالماً بالإضافة إلى الخمسين طائفة الدينية لتقريبهم الكتاب المقدس لحقيقة القرآن الكريم : ((لم يلد ولم يولد)). (الاخلاص3).
رياضيات النصارى الجديدة:
3 – (( لأن الشهود في السماء ثلاثة ، الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة واحد)). (رسالة يوحنا الأولى 5 : 7) .
وهذه الجملة هي اقرب إلى ما يسميه النصارى بالثالوث المقدس وهو أحد دعائم النصرانية ، ولكنّ مراجعو النصوص المنقحة حذفوا هذه الجملة ايضاً بدون تفسير لتصرفهم هذا . لقد كانت هذه الجملة زيفاً عقائدياً طوال هذه المدة ، وقد ازيلت من النصوص المنقحة المترجمة للغة الانجليزية ، واما عن ال 1499 لغة المتبقية في العالم التي يكتب بها الكتاب المقدس ، فما زال هذا الاعتقاد المزيف موجود بها ، ولن يعرف أصحاب هذه اللغات بالحقيقة حتى يوم الحساب. وعلينا نحن – المسلمين – أن نهنىء هؤلاء المراجعين ثانية لإعترافهم بالحقيقة وتخلصهم من كذبة أخرى في الكتاب المقدس ، مقربين بذلك كتابهم غلى تعاليم الدين الإسلامي فالقرآن الكريم يقول: ((ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد)). (النساء 171) .
صعود المسيح إلى السماء:
إن احد اخطر التحريفات والأخطاء في النصوص المنقحة الذي حاول المراجعون تصحيحه هو صعود المسيح إلى السماء . يوجد إشارتان فقط في بشارات متىّ ومرقس ولوقا ويوحنا القانونية لأهم حدث في التاريخ النصراني ، (صعود المسيح إلى السماء) ، وهاتان الإشارتان كانتا موجودتين في كل كتاب مقدس في كل لغة قبل عام 1952 عند طبع النصوص المنقحة لإول مرة : أ – ((ومن بعد ما كلمهم الرب يسوع إرتفع إلى السماء وجلس على يمين الله)) . (مرقس 16: 19).
ب – ((وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وصعد الى السماء)). (لوقا 24: 51).
والآن انظروا غلى ص 28 وهي صورة من صفحة من النصوص المنقحة حيث نجد الجملة (أ) وستندهش حين تعلم أن إنجيل مرقس ، الفصل السادس عشر ينتهي عند السطر الثامن ، وبعد فراغ واسع محرج تظهر السطور المفقودة بحروف صغيرة كهامش في نهاية الصفحة . واذا استطعت الحصول على النصوص المنقحة ، طبعة 1952 فستجد أن السطور الثمانية الأخيرة الموجودة فيها الجملة (ب) ، ((وصعد إلى السماء)) قد استبدلت بإشارة (اه) للهامش في نهاية الصفحة لتجد الكلمات المفقودة ، واي نصراني مستقيم لا يمكن أن يعتبر أي هامش في كتابه المقدس من كلام الله ، فلماذا يضع خدم النصرانية أعظم معجزة في دينهم في هامش متواضع؟ في اللوحة التوضيحية لأصل الكتاب المقدس باللغة الانجليزية ستلاحظ أن كل النصوص المقدسة المطبوعة قبل 1881 كانت تعتمد على المخطوطات القديمة والتي ترجع إلى خمسمائة أو ستمائة سنة بعد عيسى ، ومراجعو النصوص المنقحة كانوا أول علماء رجعوا إلى ((اقدم)) المخطوطات ، والتي ترجع إلى ثلاث أو اربعمائة سنة بعد المسيح . ونحن جميعاً نتفق على انه كلما كانت الوثيقة اقرب إلى المصدر كلما كانت اكثر صحة وبالطبع ((فالأقدم)) تستحق التصديق والاعتماد اكثر من ((القديمة)). وعندما لم يجد المراجعون كلمة واحدة عن ((ارتفع)) أو ((صعد)) إلى السماء ، قاموا بتطهير النصوص من هذه الكلمات عام 1952.
كرنفال الجحش:
إن الحقائق السابقة هي اعترافات مذهلة للنصرانية بأن مؤلفي البشارات القانونية ((الملهمين)) لم يسجلوا كلمة واحدة عن صعود عيسى . ولكنَّ هؤلاء المؤلفين اتفقوا جميعاً في تسجيلهم لواقعة دخول الرب المسيح بيت المقدس على ظهر جحش .
أ – (( واتيا بالأتان والجحش ووضعا ثيابهما عليهما واركباه)) . (متى 21: 7)
ب – ((فاتيا بالجحش الى يسوع وطرح ثيابهما عليه فركب عليه)) . (مرقس 11 : 7).
ج- ((ثم أتيا به إلى يسوع والقيا ثيابهما على الجحش واركبا يسوع)). (لوقا19 : 35).
د – ((وإن يسوع وجد جحشاً فركبه كما هو مكتوب)). (يوحنا 12: 14).
فهل يُعقل أن الله القدير مؤلف هذه الأحداث المتباينة – أن يكلف نفسه لتأكيد عدم نسيان مؤلفي البشارة تسجيل دخول ابنه المدينة المقدسة على ظهر جحش وإلهامهم بعدم تسجيل صعود ابنه إلى السماء على اجنحة الملائكة .
لن يستمر هذا طويلاً:
ولكن إلى ان تأكد المراجعون من زيف هذه المعلومات ، كان ناشرو الكتاب المقدس قد كسبوا ما يقارب 15,000,000 ( خمسة عشر مليون دولار) . وعندما اكتشف بعض المبشرين غياب هذه الأجزاء من طبعة 1952 قلبوا الدنيا ولم يقعدوها إلى أن استطاعوا إقناع طائفتين من الخمسين طائفة بالضغط على دار النشر لإعادة تلك الأجزاء إلى ((كلام الله)) مرة أخرى ، ولذلك ستجد أن كل الطبعات التي نشرت بعد طبعة 1952 قد اعيد إليها ما أزيل من النص .

إنها لعبة قديمة جداً ، واليهود والنصارى كانوا يغيرون ((كتاب الرب)) منذ البداية . والفرق بين محرفي هذا العصر والمحرفين القدامى ، هو ان القدامى لم يعرفوا فن المقدمات والهوامش وإلا لأخبرونا أيضاً وبوضوح بما فعلوه مثلما يفعل ابطال العصر الحديث الذين يضعون الأعذار الواهية لتغييرهم النقود المزيفة إلى قطع ذهبية لامعة .
((لقد عُرضت أمام اللجنة طلبات عديدة قدمها اثنان من الافراد وطائفتان دينيتان ،وقد اهتمت هذه اللجنة بهذه الطلبات)). ((... ولقد أعيد جزءان إلى النص الأصلي وهما نهاية إنجيل مرقس الفصل السادس عشر (9-20) ... وإنجيل لوقا (24-51)..)) – مقدمة طبعة كولنز ص 6-7).
ولماذا أعيدت ؟ لأنها كانت قد ازيلت من قبل ! ولماذا أزيلت من الاصل ؟ لأن ((أقدم)) المخطوطات لم يكن بها ذكر صعود المسيح إطلاقاً ، فقد كان زيفاً مشابهاً لما نقرأه عن الثالوث المقدس في رسالة يوحنا الأولى (5-7) والسؤال المطروح هنا هو: لماذا نتخلص من واحدة ونرجع الأخرى ؟ لا تندهشوا فربما تكون ((اللجنة)) قد قررت أن تتخلص من ((المقدمة)) كلها حتى إذا اشتريت النصوص المنقحة الآن لا تجدها فيها . فلقد فعلها قبلهم شهود يهوه الذين قاموا بالتخلص من سبع وعشرين صفحة من مقدمة عهدهم الجديد .
قام القسيس سكوفيلد (بروفيسور علم اللاهوت) بمساعدة ثمانية استشاريين (جميعهم من أساتذة علم اللاهوت) بتهجئة كلمة (إله) العبرية والتي تعني الرب إلى(آله) في مرجع سكوفيلد للكتاب المقدس . ويبدو أن النصارى قد اعترفوا أخيراً بأن اسم الرب الصحيح هو الله ولكنهم – لصعوبة هذه الحقيقة عليهم – قاموا بكتابتها بـ ل واحدة . ولقد قمت بذكر ذلك في العديد من محاضراتي العامة وصدقوني بأن الطبعة التي تليها من مرجع سكوفيلد للكتاب المقدس حين أعيد طبعها كانت مطابقة تماماً للطبعة السابقة ولكنهم ((بشطارة)) وخفة يد استطاعوا أن يتخلصوا من كلمة (آله) فلم يبق لها اثر{ وما اصعب متابعة احتيالهم وخفة ايديهم}.
(Ancient Copies) – المخطوطات القديمة (Most ancient copies) أقدم المخطوطات
(ELAH) in Hebrew is (ALLAH), the word ALLAH in the Bible was (ALAH), in the latest SCOFIELD VERSION the word ALAH is now omitted…
ALMAH is the word in Hebrew which always used in their version and not the word ((bethulah)) which means the virgin