شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

صفحة 1 من 6 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 58

الموضوع: شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

    شوائــــب التفسيـــر
    فـي القرن الرابع عشر الهجري
    عبد الرحيم فارس أبو علبة


    مقدمة


    الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأخرجنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
    الحمد لله الذي جعل القرآن طريقة عيش لنا، ومنهجاً لحياتنا، وسراجاً منيراً لعقولنا، وهادياً لقلوبنا، ومقياساً لما يرد إلينا من أفكار ومفاهيم، الحمد لله الذي تكفل بحفظ هذا الدين من التحريف والتبديل والتزييف، ومنع الباطل من دخول حصنه المنيع  ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(1 ).
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه بإحسان إلى يوم الدين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لينسخ الشرائع السابقة كلها، وليظهره على الدين كله واقعاً وتطبيقاً ولو كره الكافرون والمنافقون جميعاً. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله جعل الأنظمة الوضعية أنظمة كفر يحاسب الداعي إليها بالخلود في النار. وجعل الولاء للمؤمنين، والبراءة من الكافرين عقيدة تلتزم بها الأمة فتعز وتعلو، وتتركها فتذل وتكبو. أما بعد:


    فإن كثيراً من المسلمين ينظرون إلى كتب التفسير نظرة تقديس لأنها تبيان لمعاني كلام رب العالمين. ويغيب عن بالهم أن القائمين عليها بشر غير معصومين. وأن الشوائب قد تدخلها من باب واسع بدافع الجهل، وبدافع الهوى، وربما بدافع الحقد الدفين على الإسلام. وسأحاول في هذا البحث – إن شاء الله تعالى- جمع كثير من الشوائب التي اختلطت بالتفسير في القرن الرابع عشر الهجري، الموافق للقرن العشرين قدر الطاقة، مبيناً إن كان لهذه الشوائب جذور قديمة أو لا، وهذا يقتضي تحديد ضوابط واضحة للتفسير لمزايلة الدخيل عن الأصيل، وتصفية التفسير وتنقيته من الشوائب التي علقت به عبر العصور بعامة، وفي القرن العشرين بخاصة.
    وللشوائب بصمات ومعالم واضحة الدلالة لا تخفى على البصير بالإسلام أهمها:


    أولاً: إعلاء شأن العقل وتحكيمه في كل شيء، حتى في نصوص الشرع مما يمكّن له السيادة المطلقة. وهو ما عرف بالعقل الحر، ويمكن إدراك هذه البصمة من الدعوة للإيمان بالحسيّات واستبعاد المغيبات. وفي جعل العقل مصدراً من مصادر التشريع على قدم المساواة بنصوص الوحي. بل وبتأويل ما يتعارض معه.
    ثانياً: مساواة القرآن بالتوراة والإنجيل وبالعقائد الوضعية. وطمس فكرة هيمنة القرآن على الأديان السماوية ونسخه لها. ويمكن إدراك هذا المَعْلَم من الاستشهاد بنصوص التوراة والإنجيل، واستبعاد السنة النبوية الشريفة، ومن الدعوة للتقريب بين الأديان.
    ثالثاً: تغيير مفهوم الدين عند المسلمين ليتساوى مع النصرانية بفصله عن شؤون الحياة واقتصاره على العلاقة بين الخالق والمخلوق فقط. ويمكن إدراك هذا المَعْلَم في الشوائب المتعلقة بالتشريعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقوبات. وسواء زعم أنها حق للبشر في اختيار طريقة عيشهم في الحياة، أو زعم أن الله – تعالى- فوّض الأمر للإنسان في هذه الشؤون.
    ولهذا فقد خلّفت الشوائب في التفسير عقبات في فهم الإسلام، وألقت بظلال مظلمة على مفاهيم الإسلام. ويمكن إجمال هذه العقبات بثلاثة أمور:
    الأول: سيطرة الأفكار والمفاهيم والمقاييس الغربية على أذهان المسلمين حتى غدا الإسلام في قفص الاتهام ويحتاج إلى مَنْ يدافع عنه، ويبطل دعوى عجزه، فينبري العلماء للدفاع عنه فيقعوا في شَرَكٍ نُصِبَ لهم وهو مهادنة أفكار الكفر، ومحاولة التوفيق بينها وبين الإسلام. وهذا يستدعي تحريف الإسلام وتزييفه لنوال رضوان الكافر المستعمر.
    الثاني: تحويل الأذهان المفتونة بالثقافة الغربية إلى عقليات إسلامية، لأن بعض الناشئة تقيس الإسلام بمقاييس غيره. وتقيّمه بقيم غيره. فكأن الأصل هو الإيمان بمذاهب خارج الإسلام، ثم ينظر إلى الإسلام من خلالها، فالإسلام يمدح إذا كان ديمقراطياً، أو إذا كان يدعو للحريات العامة، أو إذا كان يدعو للاشتراكية ونحو ذلك.
    الثالث: صار بعض المسلمين يفهمون المبادئ الوافدة الدخيلة على أنها إسلام، وصاروا بحاجة إلى حجج وبراهين لإثبات عكس ذلك. فالعقبة الكأداء هي إقناع عقول من استسلموا للواقع بأفكار الإسلام الصافية النقيّة من الشوائب.
    وهذا يقتضينا أن نبيّن كيف نزيل العقبات التي خلّفتها الشوائب.
    إن نقطة الابتداء في العمل لإزالة هذه الشوائب تتجلى في تبني المسلمين أفراداً وجماعات لهذا الأمر، وأن يجعلوه معركة في الحياة عامة. ويكون القائد لهذه المعركة الفكرية من شرح الله صدورهم من العلماء من أساتذة الجامعات في كافة الدراسات الإسلامية لهذا الأمر. كلٌ ضمن اختصاصه بنشر الوعي على الشوائب. ويكلفون الطلاب عمل أبحاث تعرّي الشوائب وتكشفها على حقيقتها، وتبيّن عظمة أفكار الإسلام. وتبرز تميّزها عن جميع المعالجات البشرية في شؤون العقيدة والأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقوبات، وفي سائر شؤون الحياة. ثم ينتقل الوعي على الشوائب إلى بقية شرائح المجتمع حتى يحدث انقلاب فكري في الأمة فتعود إلى إسلامها صافياً نقياً من أي شائبة. ونكون بذلك قد رددنا الكرَّة على أصحاب الشوائب، وحاربناهم بسلاحهم نفسه. ويكون العلماء قد استردّوا هيبتهم وفضلهم في وراثة الأنبياء، قال عبد الله بن عمرو بن العاص(2 ): (سمعت رسول الله  يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه
    من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
    ) (3 ).
    وأما حكم الشوائب فيؤخذ من قول الرسول : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ( 4). ولما كانت الشوائب دخيلة على ديننا، وهي إحداث في أمر ديننا، وهي تناقضه وتعارضه فهي مردودة، والحكم الشرعي فيها، فيه تفصيل: فمن يحملها معتقداً بها، وينشرها ابتغاء الفتنة وابتغاء تحريف الإسلام فإن صاحبها يخرج من الملة – والعياذ بالله -، ويزداد عذاباً يوم القيامة بقدر حقده وعداوته لدين الله.
    وأما تعلمها للأخذ بها فهو حرام لأنه أخذ لما هو مردود من الإسلام. وأما تعلمها لردها وبيان خطرها، والتحذير منها فهو مندوب يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه. وأما تعليمها فإن كان بقصد بيان زيفها وهدمها فهو من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه ثواب عظيم، يتضاعف ثوابه بقدر ما يهدي من الناس، وبقدر ما ينقذهم من الضلال. وأما تعليمها بقصد الترويج لها وبيان صحتها والدفاع عنها فهو كمن تولى كبره – والعياذ بالله -.
    وأما السكوت عليها فإن كان قادراً على الإنكار والتغيير وصمت فيكون قد شارك الشيطان الأخرس في مهمته. وإن كان سكوته عن ضعف أمام جائر متجبر، وأنكر بقلبه، وأبلغ إنكاره لمن يستطيع، فنسأل الله له القوة والغفران، ولعله يكون قد أصاب أضعف الإيمان، ولا نزكي على الله أحداً. والموعد الله في كل غاية، وفوق كل ذي علم عليم.
    ............................................................ ............................................................ ..............................................
    (1 ) سورة الحجر، آية 9.
    ( 2) أحد الصحابة المكثرين من الرواية، وأحد العبادلة الفقهاء، مات قبل المائة، روى له الستة. (تقريب التهذيب ترجمة 3499).
    (3 ) رواه البخاري في كتاب العلم. باب كيف يقبض العلم، 1/36، طبعة الشعب. ورواه مسلم، العلم، 13، الترمذي 2652، سنن ابن ماجه 9، مسند أحمد 2/162، 190، الدارمي 1/77، فتح الباري، 1/194، 13/284.
    ( 4) رواه البخاري، 3/421، صحيح مسلم، الأقضية 17، سنن ابن ماجه 14، سنن أبي داود، السنة ب5، مسند أحمد، 6/240، 270، فتح الباري، 5/301، 13/53. وفي رواية: (من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد).
    ............................................................ ...... يتبع إن شاء الله ............................................................ ..................
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    ................................................... تابع ما قبله ............................................................ ............


    مسوغات البحث



    تعالت صيحات في نهاية القرن الثالث عشر، وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري تنادي بالتوفيق بين الحضارة الغربية والإسلام، ومنها ما دعا إلى تجديد الفكر الإسلامي، ولاقت هذه الصيحات ترحيباً حاراً من الجهات الرسمية، وآذاناً صاغية من الغافلين والمضبوعين بالثقافة الغربية، فلوى بعض أصحاب هذه الصيحات عنق نصوص القرآن لتوافق ما يصبون إليه. فجاءت آراؤهم وأفكارهم متعارضة متناقضة مع التفكير الإسلامي فدخلت الشوائب إلى التفسير من هذا الباب الواسع.
    وولع عدد لا بأس به ممن انخرطوا في سلك التفسير في القرن العشرين بكل غريب من الأفكار والأحكام والآراء، وتلقفوا جميع الروايات الصحيح منها والسقيم دون أن يعنّوا أنفسهم بالتحقيق. وربما اكتفى بعضهم بإسناد الرأي إلى مؤسسيه لينجو من العهدة، ويتخلص من التبعة، دون أن يصدر حكمه على كثير من نقوله فيقع في روع القارئ أن المفسر استملحها وارتضاها لأنها جاءت في سياق التقرير. فدخلت شوائب جمة في كتب التفسير.
    واعتمد نفر ممن خاض غمار التفسير في القرن العشرين، من ذوي الأهواء، على اقتناص شوارد الآراء الشاذة السابقة، وضمنوها في كتبهم فجمعت الشوائب القديمة وجددتها فكانت ضغثاً على إبّالة.
    ثم إن ضعف الخلافة، وتكالب الاستعمار عليها ساهم في إيجاد حركات وجمعيات وأحزاب هرعت إلى تفسير القرآن لتضفي على وجودها صبغة شرعية لتحقق ما تسعى إليه بإسناد آرائها وأفكارها ومشاريعها إلى الشرع الشريف فلجأت إلى تفسير القرآن كله أو بعضه لإحداث انقلاب فكري. وهذا دعاني لدراسة هذه التفاسير للوقوف على حقيقة هذه الحركات والجمعيات والأحزاب. ولمعرفة مدى تقيّدها بالإسلام بالوقوف على الشوائب التي أدخلوها للتفسير.
    وكان اتصال الأمة الإسلامية في شتى أنحاء العالم بدول الغرب المتقدم مادياً أوجد إحساساً بالعجز، وشوقاً إلى نهضة جديدة مما دفع العلماء، وبخاصة المفسرين، إلى تلقف الثقافة الغربية، والطرق الغربية للنهضة فهرعوا إلى تفسير القرآن لعلهم يجدون ضالتهم المنشودة.
    وغالى بعض من انبهر بالتقدم العلمي الذي توصل إليه الغرب فتبنى النظريات العلمية والاختراعات والصناعات. وأخذ يبحث لها عن دليل في القرآن الكريم، فأوّل النصوص حتى أظهر القرآن بأنه كتاب علوم دنيوية لا كتاب تشريع سماوي. وهذا استدعاني للتنقيب في هذه التفاسير للوقوف على الأفكار التي حوتها.
    وقد ساهم انتشار المطابع في إيجاد كمٍّ هائل من التفاسير لتأييد كل فريق رأيه، كما ساهمت في إظهار التراث التفسيري السابق. فكان هذا مدعاة للموازنة بين التفاسير القديمة والمعاصرة، وإظهار وجه الحق فيها. وبيان مدى ارتباط الشوائب الراهنة بالقديمة.
    ولقد نحا المفسرون منذ نهاية القرن الثالث عشر الهجري مناحي جديدة في تفسير القرآن، وسلكوا طرقاً لم تكن مألوفة سابقاً منها: الطريقة العصرية، والطريقة الأدبية، والطريقة العلمية، وطريقة التفسير الموضوعي، وتفسير القرآن حسب نزوله ، فظهرت تفاسير متعددة الاتجاهات والمناهج تطبيقاً لهذه الطرق. وكثر حولها اللغط، ولم تحظ هذه التفاسير بالدراسة الواعية الكافية مما حفزني لإلقاء الضوء فيها، وتحديد ما أدخلته على تراثنا التفسيري مما ليس من جنسه.
    كما لوحظ أن هناك من تربع على أريكة التفسير وهو لا يملك عدته، ونادى بالاجتهاد بلا ضوابط ولا حدود. فتجرأ على تفسير كلام الله – تعالى – بما لا تحتمله نصوص الآيات من لا يرجون لدين الله وقاراً. وحرّفت بذلك المفاهيم الإسلامية، وتشوهت صورة الإسلام مما دعاني للبحث لمزايلة هذه الشوائب الدخيلة عن تفسير كلام رب العالمين.
    وفي خريف عام 1986م شرعت في تحصيل ما يعرف بشهادة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، فكان التعليم مثيراً لحفيظة المسلم الواعي وبخاصة في مادة اتجاهات التفسير في العصر الحديث، عندما طالعتنا تعابير حُرِّف الإسلام تحتها منها:
    الاتجاهات المنحرفة في التفسير، التفسيرات المريضة، التفاسير الخاطئة، بدع التفاسير، الاتجاه التغريبي في تفسير كذا، الدخيل في التفسير الفلاني.. الخ، فكانت شوائب لا صلة لها بالإسلام. ومع ذلك عُدَّ أصحابها مؤسسين لنهضة تفسيرية. وقد تهيأ لي أسباب الاطلاع على تفسير المنار لمحمد عبده ومحمد رشيد رضا، وتفسير الجواهر لطنطاوي جوهري، والتفسير الحديث لمحمد عزت دروزة، والتفسير القرآني للقرآن لعبد الكريم محمود الخطيب، وتفسير القرآن الكريم كما أفهمه لعلي نصوح الطاهر، وغيرها فراعني وهالني ما وقفت عليه، ففي العقيدة أظهروا الإيمان بالمحسوس وأوّلوا المغيبات، فقالوا عن الملائكة إنها قوى طبيعية، أو هي نزعات الخير في الإنسان، وقالوا عن الشياطين هي نزعات الشر في الإنسان، وقال بعضهم عن الجنة والنار بأنهما حالتان لا مكانان. وعن البعث بأنه استقلال الأمم والشعوب ونهضتها. وعن شجرة الخلد بأنها شجرة الجنس. وتأولوا معجزات الأنبياء المادية فراراً من الإيمان بالغيب. فقالوا عن عصا سيدنا موسى – عليه السلام – بأنها الحجج والبراهين.. الخ ومدح بعضهم عقيدة المجوس فقال إنها حلّت عقدة إله الخير وإله الشر. وقالوا دون حرج في القرآن أساطير الأولين، وأن القصص قد وردت على زعامات العرب وتخيلات السابقين لا على سبيل الحق والواقع. وجعل بعضهم سبب انحطاط المسلمين هو تمسكهم بالتوحيد والفقه ونصحهم إذا أرادوا الوحدة أن يتخلوا عنهما ويلتفوا حول العلوم التجريبية ليضموا غيرهم إليهم كذلك.
    ومنهم من جعل الفطر في رمضان حلالاً مطلقاً مقابل إخراج الفدية. ومنهم من أحل القمار تحت اسم اليانصيب الخيري. ومنهم من أحل الميتة والخنزير إذا بولغ في طهيه وزال ضرره. ومنهم من أباح زواج المسلمة من الكتابي، ومنهم من نفى حكم رجم الزاني المحصن وقال بالجلد على من تعوّد الزنا لا على من زنا مرة أو مرتين. وكذلك عقوبة قطع يد السارق فجعلوها تعزيرية قد تصل إلى القطع في أعلى درجاتها لمن تعود السرقة لا من سرق مرة أو مرتين.. إلى غير ذلك مما تقشعر منه جلود الذين تسري في دمائهم حرارة الإيمان. فكان هذا حافزاً قوياً للدراسة والبحث والاستقصاء.
    وخلاصة القول إن التفسير صار تكئة لبث أفكار التغريب وإدخال الدخيل، فكانت شوائب معتمة تحجب رؤية الإسلام صافياً نقياً. لو جمعناها لشكلت ديناً جديداً لا يمت إلى الإسلام بسبب ولا نسب.
    وكثر اللغط حول أعلام التفسير في هذا القرن وتعارضت فيهم الآراء لحد التناقض فمنهم من عدّهم أئمة للتفسير والإصلاح. ومنهم من عدّهم عكس ذلك. فكان هذا حافزاً لي للوقوف على حقيقة الأمر لعلّي أستطيع أن أساهم في إسداء نصيحة تطبيقاً لقوله : (الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (1 ).

    ولما كان التفسير أشرف العلوم على الإطلاق لأن موضوعه نصوص الوحي ومضامينه، ولأن الحاجة إليه متجددة، فهو عماد دنيانا وآخرتنا، لما كان التفسير كذلك، وقد دخله وابل من الشوائب في القرن العشرين لذا فإنني أطمح إلى أن أضم للتفسير دراسة تساهم في تحريره وتنخيله من الدخيل، وتنقيه وتصفيه من الشوائب لعلها تحسب عند الله – تعالى – نصيحة لكتابه العزيز.
    إن هذه الأمور مجتمعة أوجدت في نفسي الرغبة الملحة في إعداد هذا البحث والله المعين على هذه المهمة، وهو بحث شاق وشائك ولكنّه شيّق ورائق لأنه يرمي إلى استئصال ما وقر في بعض القلوب، بل ران عليها، واستقر في الأسماع، واستهوته بعض النفوس، واستعذبته بعض الألسن منذ قرن، وتناقلته الأجيال على أنه من الإسلام، وما هو من الإسلام في شيء.

    ............................................................ ............................................................ ....................
    ( 1) رواه مسلم في صحيحه، عن تميم الداري ، 2/37، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الإيمان باب 23، البخاري 1/22، الترمذي 1926، النسائي 7/157، مسند أحمد، 2/297، الدارمي، 2/311، فتح الباري 1/137، 138 .. وغيرها.
    ............................................ يتبع إن شاء الله .....................................................
    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 18-04-2006 الساعة 04:34 PM
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    564
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    10-08-2013
    على الساعة
    05:15 PM

    افتراضي

    الاصحاح السابع عشر الفقرة الرابعة عشر : (( وهؤلاء يُحَارِبُونَ الخروف ، وَلَكِنَّ الخروف يَهْزِمُهُمْ ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ))


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    انصحكم بدخول هده المواقع
    1:www.55a.net
    2:http://www.geocities.com/islamohm/embracingstories.htm
    3:http://arabic.islamicweb.com/

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي



    الكتابات السابقة


    اعتاد الباحثون الجامعيون أن يشيروا لبعض الكتابات السابقة لإظهار الريادة لأبحاثهم، أو لسد ثغرة خلّفها من كتب قبلهم، أو اعترافاً بجميل من حازوا قصب السبق، وها أنا منخرط في سلكهم، فأقول:
    لما كان رب العزّة قد تعهد بحفظ كتابه المبين. وحفظه يعني: حفظ معانيه، وبيانه ولغته إلى جانب حفظ رسمه وترتيبه، فكان حتماً مقضياً أن أكون مسبوقاً بالفكرة على الأقل. فقد مسّ بعضهم الموضوع في ثنايا البحث عن مناهج واتجاهات التفسير، وتناول أحدهم بدع التفاسير عند بعض المفسرين كنماذج، وتطرق البعض إلى التفسيرات المنحرفة، أو المريضة، أو الخاطئة. وجعلها بعضهم اتجاهاً منحرفاً في التفسير، وبعضهم جعلها انحرافاً فحسب يؤجر صاحبه عليه لأنه اجتهاد رغم كثرته عندهم ورغم فظاعته. ومنهم من لامس الفكرة عند بحثه أثر الواقع الثقافي على التفسير أو عند بحث التيارات الفكرية الحديثة وأثرها في التفسير. ولكن بهذا الاسم "شوائب التفسير" لا أعلم أحداً كتب فيه، كما
    لا أعلم أحداً خصص بحثه في الموضوع. وإليك أهم الدراسات الوثيقة الصلة السابقة لهذا البحث:

    1- كتاب بدع التفاسير( 1) لأبي الفضل عبد الله محمد الصديق الغماري الحسيني الإدريسي(2 ).
    يقع الكتاب في مائة وست وثمانين صفحة من القطع المتوسط. أشار فيه المؤلف إلى التفاسير الخاطئة التي يجب تجنبها في فهم كلام الله – تعالى -، والبعد به عن أن يكون من جملة معانيه لنبو لفظه عنها، أو مخالفتها لما تقتضيه القواعد المأخوذة من الكتاب والسنة. وقد حصر المؤلف هذه البدع بنوعين من التفاسير:
    الأول: تفاسير المعتزلة كتفسير الجبائي(3 ) والرماني(4 ) وأبي مسلم محمد بن بحر الأصفهاني(5 ).
    الثاني: تفاسير بعض المعاصرين وحددهم:
    1- تفسير المصحف المفسر لمحمد فريد وجدي(6 ).
    2- أوضح التفاسير لمحمد عبد اللطيف الخطيب(7 ).

    3- تفسير أبي زيد الدمنهوري(8 ).
    4- تفسير القرآن للقراءة والفهم المستقيم لعبد الجليل عيسى(9 ).
    وألحق بها ما كتبه الشيخ محمود شلتوت(10 )، وعبد الوهاب النجار(11 ) في قصص الأنبياء.
    وقد استعرض بعض التفاسير الخاطئة لآيات من ثمان وأربعين سورة من سور القرآن أبرز المواضيع التي حدث فيها بدع وإثم. وقد اختار عنوان الكتاب من تعبير الزمخشري في تفسيره كما قال. والرجل من مدرسة الشيخ محمد عبده، والحق أن عنوان الكتاب معبر عن الشرور الحادثة في بعض التفاسير المعاصرة. ومأخذي على الكتاب أنه تناول الفروع دون الأصول. وكلهم من المدرسة العقلية الحديثة، مدرسة محمد عبده، فلم يتطرق إلى المؤسسين، بل شايعهم، وألقى اللوم على التلاميذ والأتباع مع أن أقوال المؤسسين في تفسير المنار أوضح طلعة في قسمات البدع والشوائب. والمؤلف معاصر لمن كتب عنهم، خبير بحالهم. ويمكن أن نعد الكتاب نموذجاً فتح عيون من جاءوا بعده على البحث ليغطوا المواضيع الرئيسية في الشوائب مما فاته شرف بحثها والتنبيه إليها.

    2- اتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا:
    رسالة أعدها فضل حسن عباس(12) من الأردن لنيل درجة الدكتوراة من الأزهر، بإشراف د. محمد سيد طنطاوي مفتي مصر حالياً. وقد نوقشت في عام 1392هـ - 1972م، وقاربت على الألف صفحة. ويبدو أن الباحث مقتنع باتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا.
    وقد دافع المؤلف عن المؤسسين للتفسير في هذا القرن وهم محمد عبده(13 ) ومحمد رشيد رضا( 14) وعدهم روّاداً للنهضة التفسيرية – حسب تعبيره – لهذه الحقبة مع أنه أبرز انحرافهم بشكل فاضح تحت اسم (مآخذ) قلل من هيبة من عدّهم رموزاً في أعين الناظرين، وأنزلهم عن مرتبتهم عند أهل التقى والحجا. وقد تعقبهم في قضايا العقيدة، والقضايا السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعلمية، والأدبية، وتطرق إلى الجانب التاريخي لإكمال حلقة الدراسة. فسجل موقف شيخ الإسلام مصطفى صبري( 15) من الشيخ محمد عبده وحركته حيث قال: "أما النهضة الإصلاحية المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده، فخلاصتها أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني(16 )، كما أنه شجع قاسم أمين( 17) على ترويج السفور في مصر"( 18).
    كما سجل الشيخ فضل ما أورده د. محمد محمد حسين(19 ) في كتابه الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر عن الشيخ محمد عبده حيث قال: "فبينما ينزله رشيد رضا ومعه كل أتباع الشيخ محمد عبده الذين ازداد عددهم على الأيام منزلة الاجتهاد في الدين، ويرفعونه إلى أعلى درجات البطولة والإخلاص الذي
    لا تشوبه شائبة كان كثير من علماء الشريعة المعاصرين له يتهمونه بالمروق من الدين والانحراف وبتسخيره لخدمة العدو"( ).
    ثم أثبت انتماء الأفغاني ومحمد عبده للإخوان الماسون، وأثبت تعاونهما مع الإنجليز، ورأى أن تأويلاتهما في تفسير المنار كانت أسوأ من الإسرائيليات، وأثبت عملهما في التوفيق بين الحضارة الغربية والإسلام. ومع هذا كله فقد اعترف بإمامتهما لقيادة نهضة تفسيرية إسلامية في العصر الحديث.
    وقد برر الشيخ فضل عمالة الشيخ محمد عبده للإنجليز بقوله: " ولكن الشيخ رأى في هذا التعاون مع الإنجليز الذي كان يظهر أنه سينقلب خيراً على الأمة ، فإن لم تكن النتائج كما ظن فإن ذلك لا يعدو أن يكون خطأ في الاجتهاد"(20 ).
    وبرر انتماءه للإخوان الماسون بعد أن أثبت نيله وسام مرتبة البلح والصدف في محفل لبنان من المندوب الأمريكي في بيروت فقال: "أما المحفل الماسوني الذي كان عضواً من أعضائه، فلا ريب أن الشيخ خدع وغرر به ذلك أن الماسونية لم تكن لها صورة واضحة في ذلك الزمن كما هي الآن. ففي وقتنا هذا لا يشك أحد في غايات الماسونية وأهدافها وبأن الانتساب إليها محاربة لله ورسوله"( ).
    كما برر عمله في التوفيق بين الإسلام والحضارة الغربية بقوله: "أما محاولاته للتوفيق بين الإسلام والحضارة الغربية فلعل وضع المسلمين في ذلك الوقت الفكري والسياسي .. الخ إذا قورن بأوضاع الأوروبيين، لعل ذلك من جهة، وثقافة الشيخ ورحلاته إلى أوروبا، وحرصه على نهوض أمته من جهة ثانية كان دافعاً لهذه المحاولات ... إن جمود المسلمين في ذلك الوقت، ورفضهم العودة حتى إلى مصادر دينهم جعل الشيخ يجتهد فيما دعا إليه، ولا محذور في تصوره مادامت مصادر هذا الدين ستحتفظ للمسلمين بشخصيتهم، ولن تذوب وتتلاشى هذه الشخصية أمام الحضارة الأخرى، وعلى كل حال، فلقد اجتهد الشيخ وللمجتهد أجر واحد إن أخطأ"( 21).
    وقال: "وسيبقى إماماً لمدرسة من مدارس الوعي الإسلامي".
    وأما عن الانحراف في التفسير فكتب الشيخ فضل تحت عنوان: "هل لمدرسة الإمام أثر في هذا الانحراف": "هذه أفكار مسمومة خرج أصحابها بهذه المطاعن ولكنها لم تأخذ شكل التفسير( 22) إذا استثنينا كتاب أبي زيد الدمنهوري. وهناك كتب أراد أصحابها أن يلبسوها صبغة التفسير. وقبل أن أتعرض لها لا بدّ من الإشارة إلى أثر مدرسة الأستاذ الإمام في هذا النمط من التفسير .. إلى أن يقول: "فلقد كانت لهذه المدرسة هفوات وكبوات، خرجت بالنص القرآني من معناه الظاهر، إلى تأويلات بعيدة، وتفسيرات غريبة وذلك كتأويل الملائكة بالقوى الطبيعية. وحتى مجرد التسمية بهذا الاسم يعد غريباً عن معنى الآية ومضمونها. وكتأويل سجود الملائكة لآدم بتسخير القوى، وكتأويل مولد عيسى عليه السلام بأنه تأثير حصل لمريم نتيجة اعتقاد خاص. ومن هذا القبيل تأويل الرجوم بالحجج عند المراغي الأكبر( 23)، وتأويل الخطفة والشهاب الثاقب، والشهاب الرصد عند المراغي الأصغر(24 ). وتأويل الدابة عند الشيخ عبد الجليل عيسى . ولا تنس تأويل قصة البقرة الذي ذهب إليه الأستاذ الإمام وصاحب المنار. وقد استند صاحب الفن القصصي فيما ذهب إليه إلى بعض عباراتهما. كل هذا يجعلني أخلص إلى النتيجة التالية: وهي أن لهذه المدرسة أثراً فيما حصل من انحراف في التفسير فيما بعد". وقال: والحق إن مدرسة الأستاذ الإمام مع ما لها من فضل إلا أنها شجعت الكثيرين ممن نشك في دوافعهم وأهدافهم على أن يذهبوا هذه المذاهب الشاذة في تفسير القرآن"(25 ).
    وقد عد الشيخ فضل هذه الانحرافات في التفسير، والمذاهب الشاذة مجرد انحرافات وليست اتجاهاً منحرفاً في التفسير. ومهما يكن من أمر فإنني أعده ممن لهم قصب السبق في بحث شوائب التفسير. وإن لم يكن عنوان رسالته يدل على ذلك، وإن لم تكن وجهته جمع المثالب والشوائب والانحرافات، بل كانت دراسته في اتجاهات التفسير في العصر الحديث. وهنا أسطر اعترافي بالجميل لهذه الرسالة ولصاحبها حيث أضاءت لي طريق البحث والدراسة. وكانت من الحوافز لي على البحث في شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري.
    ومن المآخذ على الرسالة أنها نافحت عن المؤسسين للانحراف في التفسير في هذا القرن رغم تزييفهم للإسلام، وعدتهم أصحاب نهضة تفسيرية في العصر الحديث عجز الأوائل عن تحصيلها. فكانت الدراسة متناقضة، وأحكامها متعارضة. فقد جمعت المتناقضات في الشيخ الواحد في وقت واحد. لذا فإنني أعدها دراسة سطحية غير موفقة في تبريرات أعمال رموزها. ومن المآخذ عليها أنها لم تتعرض للجانب الأسود من تاريخ الشيخ محمد رشيد رضا لأنه ربما كان لا يراه مما يعاب، أو لحاجة في نفسه كشأن دفاعه عن الأفغاني ومحمد عبده.


    ............................................................ يتبع الهامش إن شاء الله ............................................................ ...........
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    610
    آخر نشاط
    07-04-2009
    على الساعة
    10:34 PM

    افتراضي

    متابع

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    40
    آخر نشاط
    23-10-2007
    على الساعة
    04:00 PM

    افتراضي


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    ............................................................ ........... الهامش ............................................................ .......................

    (1 ) نشرته دار الرشاد الحديثة-مطبعة النجاح-الدار البيضاء، ط2، 1406هـ - 1986م.
    (2 ) هو عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المؤمن. ولد بطنجة بالمغرب نحو 1318هـ، والغماري نسبة إلى قبيلة غمارة، والحسيني يدعي الانتساب إلى الحسين بن علي، نال العالمية من الأزهر عام 1350هـ، وهو من مدرسة محمد عبده.
    (3 ) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب، ولد سنة 235هـ وتوفي سنة 303هـ، وتوفي ابنه أبو هاشم 321هـ صاحب مذهب الجبّائية من معتزلة البصرة. دافع عن المعتزلة. وهو مؤلف كتاب الأنصار والرد على ابن الراوندي. وأخذ عنه شيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري. (انظر: ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، دار صادر، دار الثقافة، بيروت، ترجمة 607، 3/267-269.
    (4 ) هو أبو الحسن علي بن عيسى الرماني، أحد الأئمة المشاهير في النحو وعلم الكلام وله تفسير للقرآن، أخذ الأدب عن ابن دريد وابن السراج، ولد ببغداد 296هـ وتوفي 384هـ. أصله من سرّ من رأى. (انظر وفيات الأعيان ترجمة 435، 3/299.
    (5 ) ولد سنة 254هـ وتوفي 322هـ. من مؤلفاته : جامع التأويل لمحكم التفسير، والناسخ والمنسوخ، وكتاب في النحو. (انظر: بغية الوعاء للحافظ السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة البابي الحلبي، 1/59، ط1، 1964، وانظر طبقات المفسرين للداودي، 2/109-110، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1403هـ - 1983م.
    (6 ) هو محمد فريد بن مصطفى وجدي، ولد بالإسكندرية عام 1292هـ وتوفي عام 1373هـ (1875-1954م) وأقام بالقاهرة وتوفي فيها، عمل في مجال الصحافة، من تصانيفه: دائرة معارف القرن العشرين، وصفوة العرفان في تفسير القرآن في مجلد واحد كبير. (عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، دار إحياء التراث، 11/126).
    (7 ) عاش في القرن العشرين، لم أعثر له على ترجمة، وتفسيره مطبوع متداول.
    (8 ) كان معاصراً للشيخ محمد رشيد رضا ومن تلاميذه النجباء وبينهما علاقة مميزة، لم أعثر على ترجمته.
    (9 ) كان معاصراً للشيخ محمد عبده، أزهرياً، على مشربه، لم أعثر له على ترجمة.
    (10 ) كان شيخاً للأزهر، له في التفسير الموضوعي، توفي في أول النصف الثاني من القرن العشرين، لم أعثر له على ترجمة.
    (11 ) هو عبد الوهاب بن أحمد النجار، ولد في القرشية من قرى الغربية بمصر (1278هـ - 1360هـ) (1862م-1941م) وتعلم بها ثم انتقل للقاهرة وتخرج من مدرسة دار العلوم، اشتغل بالمحاماة، وعمل أستاذاً للأدب في مدرسة البوليس بالقاهرة، فأستاذاً للتاريخ في الجامعة المصرية، واشترك في أكثر الجمعيات الإسلامية وفي مقدمتها جمعية الشباب المسلمين، وتوفي بالقاهرة، من مؤلفاته قصص الأنبياء وتاريخ الخلفاء الراشدين، ومنع الأزهر طباعة كتابه قصص الأنبياء لما فيه من أفكار تعارض عقيدة المسلمين، انظر مقدمة كتاب قصص الأنبياء، وانظر 6/220. (عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين).
    (12 ) ولد في حدود 1933م، نال درجة الدكتوراة من الأزهر عام 1972م، وأستاذه الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الحالي، ورسالته غير مطبوعة.
    (13 ) محمد عبده بن حسن خير الله، المصري (1850م-1905م)، تلميذ جمال الدين الأفغاني، عمل في الوظائف الرسمية بمصر تحت الهيئة الفرنسية والإنجليزية،. كانت له علاقات حميمة مع و.س.بلنت ومع كرومر مندوب بريطانيا في مصر الذي قال كلمته المشهورة: إنه ما دام لبريطانيا العظمى نفوذ في مصر فإن الشيخ محمداً عبده يكون هو المفتي حتى يموت. توفي بسرطان الكبد. وكان إماماً للمدرسة العقلية الحديثة في التفسير. انظر تاريخ الأستاذ الإمام، 1/2564، لمحمد رشيد رضا.
    (14 ) محمد رشيد بن علي رضا بن محمد القلموني، البغدادي الأصل (1865م-1935م) ولد بالقلمون بلبنان وتتلمذ في دير البلمند، ثم في طرابلس على يد حسين الجسر. وكان يتردد كثيراً على مكتبة الجامعة الأمريكية ولـه علاقة حميمة مع الأستاذ جبر ضوابط. وبعد وفاة جمال الدين الأفغاني رحل إلى مصر والتصق بمحمد عبده وأسس كثيراً من الأحزاب والحركات اللادينية منها جمعية الشورى العثمانية (فرع الاتحاد والترقي)،= = حزب الاتحاد السوري، حزب الاستقلال، جمعية الشبان المسلمين والإخوان المسلمين. أهم نتاجه الفكري مجلة المنار (35) مجلداً وتاريخ الأستاذ الإمام. (انظر المنار والأزهر، ومجلة المنار، وتاريخ الأستاذ الإمام للمؤلف نفسه).
    (15 ) مصطفى صبري عابدين، تركي ولد في توقاد (1860م-1954م) تعلم بقيصرية في الأناضول على يد الشيخ محمد أمين الدوربكي الشهير بداماد الحاج طرون أفندي ثم تزوج ابنة أستاذه في الأستانة وحصل على العالمية وصار شيخاً للإسلام زمن السلطان عبد الحميد. قاوم الحركات الكمالية، فاضطر إلى الهجرة للقاهرة بعد الحرب العالمية الأولى وتوفي بالقاهرة. (انظر كلمة المؤلف في مقدمة كتاب موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وسيد المرسلين. وانظر معجم المؤلفين 12/258).
    (16 ) جمال الدين بن صفدر بن علي (1839-1895) شيعي إيراني زعم أنه أفغاني، دخل الماسونية وأسس محافل فيها. انظر حقيقة جمال الدين الأفغاني لميرزا لطف الله – ابن أخت جمال الدين-، وانظر تاريخ الأستاذ الإمام لمحمد رشيد رضا. وخاطرات جمال الدين الأفغاني لمحمد باشا المخزومي.
    (17 ) قاسم أمين (1865م-1908م)، هو قاسم بن محمد أمين المصري، أصله كردي، ولد بضواحي القاهرة وأرسل بعثة لدراسة الحقوق في فرنسا ثم عاد لمصر، اشتهر بكتاب تحرير المرأة – وفيه شك بنسبته إليه-، وكتاب المرأة الجديدة، من تلاميذ محمد عبده. انظر: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر لمحمد محمد حسين، ص 277-293، وانظر معجم المؤلفين، 8/114.
    (18 ) عباس، فضل حسن، اتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا، 1/222، رسالة دكتوراة في الأزهر رقم 417. عن التوقادي، مصطفى صبري، شيخ الإسلام، موقف العقل والعلم والدين من رب العالمين وسيد المرسلين، 1/133، المكتبة الإسلامية لصاحبها الحاج رياض الشيخ (1369هـ-1950م).
    (19 ) د. محمد محمد حسين، عاش في القرن العشرين، وتوفي في أوائل الثمانينات في الإسكندرية، واشتهر بكتابه الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، ونال درجة الدكتوراة في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين (1954م). لم أعثر على ترجمته.
    ( 20) عباس، فضل حسن، اتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا، 1/223، رسالة دكتوراة، مكتبة الأزهر، رقم (497)، عن حسين، محمد محمد، الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، 2/307.
    ( 21) اتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا، 1/223.
    ( 22) المصدر السابق نفسه.
    ( 23) المصدر السابق، 1/225.
    ( 24) هذا الحكم بعيد عن الواقع لأن تفسير المنار، وتفسير الجواهر في تفسير القرآن، والتفسير الحديث لمحمد عزت دروزة، والتفسير القرآني للقرآن، وغيرها، أخذت شكل التفسير. والذي لم يأخذ شكل التفسير هو إنتاج مدرسة الشيخ سعيد النورسي، ولم يكتب عنه الشيخ.
    ( 24) محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي، ولد بالمراغة بالصعيد (1881م-1945م)، تعلم بالأزهر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، وعيّنه الشيخ محمد عبده قاضي قضاة في السودان. وعين شيخاً للأزهر مرتين: الأولى عام 1928م واستمر أربعة أشهر فقط وقامت ثورة في الأزهر ضده فعزل ثم عاد إلى مشيخة الأزهر عام 1935م واستمر حتى وفاته عام 1945م. أهم آثاره رسالة إلى مؤتمر الأديان العالمي المنعقد في لندن 1936م في موضوع الزمالة الإنسانية، ألقاها نيابة عنه محمد عبد الله دراز بالفرنسية حيث كان يدرس في باريس في بعثة الملك فاروق. (انظر معجم المؤلفين، رضا كحالة، 12/34. وانظر مشيخة الأزهر منذ نشأتها حتى الآن، علي عبد العظيم 2/24، طبعة الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية 1979م. وانظر مجلة الأزهر المجلد العاشر 1936م نص الرسالة لمؤتمر الأديان).
    ( 25) أحمد بن مصطفى المراغي شقيق الشيخ محمد (1883م-1952م). درس في الأزهر وتخرج عام 1909م تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده. عمل بالتدريس في كلية غوردن بالسودان أربع سنوات (1917م-1921م). من مؤلفاته تفسير للقرآن الكريم، وكتاب علوم البلاغة، وهداية الطالب، انظر رسالة ماجستير ص1-6، الشيخ أحمد مصطفى المراغي ومنهجه في التفسير، أحمد داود الشحروري، ماجستير – الجامعة الأردنية – كلية الدراسات العليا، 1411هـ-1990م.
    ( 26) عباس، فضل حسن، اتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا، 1/226، رسالة دكتوراة، مصدر سابق.

    ............................................................ ............................................................ ..............................................
    منقول من:
    شوائــــب التفسيـــر فـي القرن الرابع عشر الهجري
    عبد الرحيم فارس أبو علبة
    ............................................................ ................. يتبع إن شاء الله ............................................................ ........
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    40
    آخر نشاط
    23-10-2007
    على الساعة
    04:00 PM

    افتراضي


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    ............................. تابع لما سبق .................................

    3- دراسات د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي لمرحتلي الدراسات العليا: الماجستير والدكتوراة.
    الأولى بعنوان: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) وهي في حدود تسعمائة صفحة.
    والثانية بعنوان: (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري)، وقد وقعت في ثمان وثلاثين ومائتين وألف صفحة.
    قال في الأولى تحت عنوان: "إلى من أقدم تاريخ وتراجم هؤلاء الرجال: (المدرسة العقلية، الأفغاني، وعبده ورشيد وغيرهم). قال: كل من يقرأ كلامي هذا فلا يعدو أن يكون أحد رجلين: إما رجل جعل الحقيقة نصب عينيه، وتحصيلها مقصوده، وجعلها فوق الرجال بها يوزنون ولا توزن بهم، وحسب هذا الرجل أني بذلت جهدي ما استطعت للوصول إليها وتقديمها له مستنداً إلى الأدلة والبراهين، وموثقاً لها بالرجوع إلى أصولها ومصادرها الأولى. وإما رجل نزع الحقيقة من نصب عينيه، واستبدل بها أصناماً بشرية، وأوثاناً إنسية صار همه كل همه تقديسهم، ومراده كل مراده ذب الشبهات عنهم ونفي الخطأ منهم وجعلهم في منزلة تأبى الشبهات أن تصل إلى أقدامهم"(1 ).
    ثم ترجم لرجال هذه المدرسة وأتى بأدلة وبراهين من اعترافاتهم أنهم من رجال الماسون، وأنهم من عملاء الإنجليز. وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب إعادة النظر في عقيدة هؤلاء الرجال، وأنهم دخلوا الإسلام لمهمة غامضة. مستنداً إلى رسالة موجهة من الشيخ محمد عبده إلى أستاذه جمال الدين الأفغاني بخط يده يقول فيها: "نحن الآن على سنتك القويمة لا نقطع رأس الدين إلا بسيف الدين، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهاداً عباداً .. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". وعقب الدكتور الرومي على ذلك قائلاً: "هل هي دعوة باطنية يخفيها الرجلان ويسعيان تحت ستارة الدين و(بسيف الدين) لقطع (رأس الدين) ؟ وقيامهم بالصلاة أمام الناس هل هو سعي إلى القبض على سيف الدين؟ ثم تركهم للصلاة بعض الأحيان هل هو تنفيس (لضيق العيش) وعودتهم إليها حيناً لأجل (فسحة الأمل) (2 ). واقتطف نقولاً من رسائله ما تدل على الكفر الصراح. وعليه فالدكتور فهد الرومي لا يَعُدُّ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده من رجال الإصلاح. ويرى وجوب إعادة النظر في عقيدتهم وتقييمهم. وضرورة بيان زيفهم وضلالهم وكشفهم للناس(3 ).
    وقد غض د. الرومي الطرف عن علاقة الشيخ رشيد بمن حمل رايتهم، وكان خليفتهم، وفاته أن شبيه الشكل منجذب إليه، وأن المرء على دين خليله. وهي علاقة بلا شك توجب الريب على الأقل. ولكنه لم يجعل هذه العلاقة من أوزاره، أو محل شك فيه مع أنها من الأمور التي لا تغفل، لا سيما أن هدف د.الرومي في كتابه هو تعرية هذه المدرسة، وبيان الدخيل من الأصيل، ووضع الميزان القسط في أيدي الناس ليزنوا به ما يرد عليهم بغض النظر عن مكانة القائلين من البشر، ويحسن هنا أن نسجل للدكتور الرومي دافعه للإقدام على تأليف كتابه، وتناوله لموضوعه، حيث قال: لكونه أهم وأخطر المناهج المذكورة لكونها:
    1- تعطي العقل مرتبة تضاهي مرتبة الوحي إن لم تتجاوزه. وفي هذا خطر عظيم آثرت أن أبدأ بكشفه.
    2- ولكون رجال هذه المدرسة ممن لا تحوم حولهم الشبهات عند بعض الناس، وعند بعض العلماء أيضاً. ولا يقبلون فيهم نقداً أو عتاباً فأحببت أن أكشف حقيقتهم ما استطعت.
    3- أن نهجهم في التفسير جديد لم يشاركهم أحد في جميع قواعده وأسسه(4 ).
    وأما الدراسة الثانية فهي استكمال وتوسعة لما بدأ به في دراسته الأولى، فكانت متخصصة باتجاهات المدرسة في التفسير. وكان يكشف في كل فصل، وفي كل مبحث الانحرافات في كل اتجاه من اتجاهات التفسير العلمية والفقهية والأدبية والاتجاه المنحرف نفسه، وحمّل المدرسة العقلية مسؤولية الانحراف في التفسير في القرن الرابع عشر الهجري، وكان منسجماً في أبحاثه وأحكامه عميقاً مستنيراً في كتاباته، فجاءت لهجته صادقة. ولهذا فإنني أعدّ د. فهد الرومي ممن لهم قصب السبق في كشف شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري. وإن لم تكن عناوين أبحاثه تدل على ذلك. وإن كانت الدراسة جاءت كنتيجة لدراسة مناهج واتجاهات المدرسة العقلية الحديثة، وليس بحثاً في الشوائب نفسها.


    ............................................................ ...... الهامش ......................................................
    ( 1) الرومي، فهد بن عبد الرحمن بن سليمان، منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، 1/73، ط3، ط4.
    (2 ) المصدر السابق، 1/61. وانظر ص 812 المصدر نفسه.
    (3 ) المصدر السابق نفسه.
    ( 4) مقدمة منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، المصدر السابق، ص 9، 10.

    ............................................................ ............................................................ ..............
    منقول من:
    شوائــــب التفسيـــر فـي القرن الرابع عشر الهجري
    عبد الرحيم فارس أبو علبة
    ............................................................ .. يتبع إن شاء الله ........................................................
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    1
    آخر نشاط
    17-06-2006
    على الساعة
    01:50 AM

    افتراضي


    جزاك الله خير على مجهودك وبارك الله فيك

صفحة 1 من 6 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الفرق بين التقويم الهجري والميلادي
    بواسطة Lion_Hamza في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-08-2017, 11:18 PM
  2. معجزة القرن الواحد و العشرين
    بواسطة حارس العقيدة في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-10-2008, 06:58 PM
  3. التفسير الروحي
    بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-10-2007, 04:51 PM
  4. نص التثليث مش موجود فى المخطوطات اليونانية قبل القرن السادس عشر
    بواسطة islam_is_mercy_4_everyone في المنتدى المخطوطات والوثائق المسيحية والكتب الغير قانونية
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-09-2007, 12:28 PM
  5. بعد مذابح القرن: الروانديون يدخلون في دين الله أفواجاً
    بواسطة wela في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-08-2005, 05:06 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع