يحلو للبعض قول : ان آدم عليه السلام هو الذي أخرجنا من الجنة ، فهل قال الله تعالى قبل أن يصدر أول بيان عن آدم أنني خلقته للجنة ، ثم عصى آدم ربه وتسبب في أنْ نخرج منها ؟

لم يقل ذلك ، إنما قال : : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً .... البقرة30}
فهو - إذن - مخلوق للأرض

---------------------

وجاء بسفر تكوين :
1: 26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض

ما ذكر سفر تكوين أن آدم مخلوق ليعيش في الجنة .!! فمن أين جاءت الخطيئة الوهمية .؟ .. كان آدم مخلوق للسماء ام الأرض ؟ ...مضاف

---------------------

وما الجنة التي دخلها إلا جنة التجربة لا جنة الخلد ، والبعض يظن أن كلمة الجنة إذا أُطلقت تعني جنة الآخرة وبالأخص لأعداء الدين لجهلهم باللغة العربية فهي طلاسم بالنسبة لهم ، وهذا خطأ بدليل قول الله تعالى :

{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ..القلم17}

وقوله تعالى :

{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ ... الكهف32}

فالجنة في اللغة هي المكان المليء بالأشجار الكثيفة التي تستر من يسير فيها ، كما تستره أيضاً عن البيئة الخارجية ؛ لأنها تكفيه بما فيها عن الأحتياج إلى غيرها ، فبها كل مقومات الحياة ، ومن ذلك الجنة التي دخلها آدم ؛ لأن الله أراد أن يصنع لآدم تدريباً على مهمة الخلافة ، ولم لا ؟

فنحن نُدرب كل صاحب مهمة على مهمته قبل أن يقوم بها ، حتى لاعب الكرة .

وحين نأخذ المتدرب لندربه على أداء مهمته لا بد أن نوفر له كل مقومات حياته ، ونتكفل له بكل ما يعينه على أداء مهمته ، فنقدم له إقامة كاملة من طعام وشراب ومسكن ... إلخ وكذلك فعل الله تعالى لآدم فقال له :

{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ... البقرة35}.

وحين نقارن بين ما أباحه الله لآدم وما حظره عليه نجد أنه تعالى أباح له كل ما في الجنة ولم يحرم عليه إلا هذه الشجرة التي أوضحها وبينها له .

كما نلاحظ قوله تعالى : { وَلاَ تَقْرَبَا ... البقرة35} ولم يقل ( لا تأكلا) ؛ لأن القرب من الشيء قد يُغري بمزاولته ، فاحتط أنت لنفسك بعدم القرب منه .

وهذا التدريب لآدم فيه إشارة رمزية لكل تكليف من الله لخلقه في :

( أفعل ) و ( ولا تفعل ) .

فهل جنة الخلد تحتوي على مُحرمات أي .. لا تفعل .. ؟

والله أعلم .
.