عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 4 5
النتائج 41 إلى 43 من 43

الموضوع: عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    28
    آخر نشاط
    04-08-2006
    على الساعة
    04:07 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف البتار
    كيف ؟
    ألم يصبح من حق المسلمين أن يبدأوا بالحرب و أن يخيرو الأمم بين الاسلام و الجزية؟

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ____عبد الله___
    ألم يصبح من حق المسلمين أن يبدأوا بالحرب و أن يخيرو الأمم بين الاسلام و الجزية؟
    ياأخي الكريم

    الموضوع مش فتونه

    الإسلام أسمى من ذلك

    لو رجعت لتاريخ الإسلام وسبب الغزوات تجد أن السبب الحقيقي هو نقض قريش واليهود للعهود التي كانت بينهم وبين المسلمين - وأن الذين لم ينقضوا عهودهم - سواء كانت مؤقتة أو مؤبدة - فقد جاءت السورة بالمحافظة عليها.وأنه حتى إذا انقضت عهودهم فإنه يجوز أن تعقد معهم يارسول الله معاهدات جديدة!!!

    وفي ذلك قوله تعالى: { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين. }

    فلو كان الأمر حروب لنقض الرسول عهوده وحاربهم

    فمع تتبع الغزوات الإسلامية تجد أن هذه الغزوات نتاج نقض المشركين للعهد مع رسول الله :salla-icon: لهذا أصبح الجميع في حالة حرب
    ولزم كل طرف أن يدافع عن نفسه .

    لذلك عندما دخل سيدنا محمد :salla-icon: مكة فاتحاً واستسلم أهل الجزيرة فعلى القائد أن يحمي معسكره .

    فلو كان الأمر قتل فقط لقتل الرسول :salla-icon: أسرها ولكنه قال اذهبوا فأنتم طلقاء .

    وليحمي الرسول :salla-icon: معسكره خير المشركين بين أمرين :
    اعتناق الإسلام وعبادة الله الواحد الأحد ودفع الزكاة للمحتاجين والفقراء أو دفع الجزية والإبقاء على كفرهم .

    وهذه الجزية أكبر دليل على أن الإسلام لا يهدف للحرب والعدوان لإعتناق الإسلام ، والجزية هي ثم الحماية .

    ياأخي الكريم

    المسلمين يسخروا أنفسهم للدفاع عن الكافر من أي معتدي ، ألا هذا كافي ؟

    فالجزية هي ثمن العتادة والسلاح الذي يحمي به الكافر ، ومثلها كمثل الزكاة التي يدفعها المسلم لأحتياجات أخيه المسلم الفقير .

    فكيف حكم الإسلام على المسلمين بالحرب دون سبب .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    103
    آخر نشاط
    03-10-2006
    على الساعة
    07:03 PM

    افتراضي

    جهاد بيان .. أم جهاد سنان .. ؟

    وأحسب أن من مصادر الخلل الأمني في بلاد المسلمين .. وكذلك من أسباب حالة الخلل في علاقة المسلمين مع غيرهم .. اختلال مفاهيم فريضة الجهاد العظيمة عند بعض المسلمين .. ولذا وجدت من الواجب أن ألمس هذه المسألة بالقدر الذي يتناسب مع موضوع هذا البحث وغايته .. والله المستعان وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل :
    من المعروف عند أهل العلم أن أول آية نزلت من القرآن الكريم تتحدث عن الجهاد هي قول الله تعالى :

    " فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا "
    52 /الفرقان - 25

    وهي من آيات سورة الفرقان .. ومن المعلوم كذلك أن سورة الفرقان عند الجمهور مكية النزول .. وعبارة الجهاد عبارة موسوعية الدلالة , فهي عبارة شاملة لكل ما يمكن بذله من جهد وطاقة , ومما يلفت النظر هنا عبارة " وجاهدهم " التي وردت في الآية هي من صيغ المفاعلة .. فهي تفيد المقابلة , والمثابرة بكل قوة وعزيمة في رد الشبهات , التي أثارها ويثيرها المتشككون بالقرآن الكريم , ويتترس بها المنكرون لبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا ما عبر عنه القرآن بعبارة " جهادًا كبيرًا " فمجادلة ومحاورة الكافرين والمتشككين , والتصدي لشبهات المتنكرين والمستهترين برسالة الهدى الرباني بالحجة والبرهان .. والتعريف بالإسلام وقيمه ومبادئه ومقاصده بالحكمة وحسن الخطاب والبيان , إنما هو الجهاد الأكبر,حيث خاطب رسول الهدى عليه الصلاة والسلام أصحابه رضوان الله عليهم في طريق عودته من إحدى المواجهات القتالية :
    " لقد عدتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟ قال : مجاهدة العبد هواه "
    رواه البيهقي بسند ضعيف

    وفي مسند الإمام أحمد عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال :

    " والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل "

    فهذا يعني بوضوح أن أصل الجهاد ( اصطلاحا وشرعًا ) هو مجاهدة المرء هواه ونزواته .. ومجاهدة غواية الشيطان وتزيناته .. ومجاهدة الآخرين من شياطين الإنس .. وذلك بمقارعة أباطيلهم وافتراءاتهم وعنادهم وصلفهم .. بما جاء في القرآن الكريم من حجج وبراهين .. وبما تميز به من إعجاز في العرض والبيان .. مما يفرق بين الحق والباطل .. ومما يقذف الباطل فيدمغه ويحيله قاعًا صفصفًا :

    " تبـارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا "
    1 / الفرقان
    "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون"
    18 / الأنبياء – 21

    والجهاد كذلك هو مواصلة التعريف بالإسلام ورسالته العالمية بين الناس عبر الزمان والمكان .. بكل الوسائل المتاحة والمهارات المتوفرة .. وذلك كله بالحكمة والموعظة الحسنة التي تناسب أحوال الناس اجتماعيًا وثقافيًا :
    " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "

    " حدثوا الناس بما يعرفون "
    البخاري

    وعندما نزلت آية الجهاد في مكة المكرمة , لم يكن المسلمون قد أوذن لهم بعد بالقتال .. ويوم بيعة العقبة الثانية .. قال عباس بن نضلة :
    " إن شئت يا رسول الله ملنا غدًا على أهل من بأسيافنا "
    فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " لم نؤمر بعد .. بل تسللوا إلى مضاجعكم تسلل القطا "
    سيرة إبن هشام
    واستمــــر المسلمــــون طيلة الفترة المكية يمارسون فريضة الجهاد بالحجة والبيان
    وبالحكمة وبالموعظة الحسنة .. وبالصبر والمصابرة :

    " اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي "

    وعندما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من الطائف , وقد واجه ما واجه من سفه أهلها وعدوانهم وأذاهم قال له إن ربك يقرئك السلام , ويقول لك : إنه قد أمر ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين إن شئت , فقال رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام:

    " لا يا رب لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحدك "

    واستمر المسلمون على ذلك فترة من المرحلة المدينة , حتى إذا مكن الله لدينه ولرســـــوله بيــــن الأنصار والمهـــاجرين في المدينة.. وبــــدأت دولة الإسلام تتكون .. ورسالته بالانتشار .. اشتد غيض الكفر والمشركين واشتد غضب سادة قريش .. الذين رأوا في الإسلام منافسًا قويًا لسلطانهم ومجدهم وما يعبدون من دين الله .. بدأت المكائد تحاك والتحالفات تتكون من أجل اجتثاث هذا الدين وإزالة وجوده .. قبل أن يستفحل خطره على الزعامات القبلية والدينة المتجذرة في جزيرة العرب .. وبدأت الحروب والمكائد تشن من قريش واليهود وباقي قبائل العرب .. وأمام هذا الإصرار في معـــادة الإسـلام وأهله .. وأمام حالات العدوان المسلح .. إذن الله لرسوله وللمؤمنين بمقاتلة هؤلاء المعتدين الظالمين :

    " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"
    39 / الحج - 22
    " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
    216 / البقرة - 2
    وهكذا جاء الإذن بالقتال من رب العزة والجلال , مع التنويه بأنه وسيلة مكروهة بمنهج الإسلام .. وإنه رد على عــدوان الآخرين ومعاملةً لهم بالمثل :

    " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين "
    194 / البقرة
    " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "
    190 / البقرة
    ومن بدائع لطف الله تعالى بخلقه .. ومن أبرز معاني مقت الله تعالى للظلم والظالمين
    والبغي والباغين وكرهه سبحانه للعدوان والمعتدين فيسمي جلّ شـــأنه ما يأمر المسلمين به من رد.. للعــــدوان ( عـــدوانًا ) .. " فاعتدوا عليه " .. ثم يزيد في التأكيد على مقته للقتال قائلاً جل جلاله وموصيًا للمسلمين بأن يتقوا الله وهم يردون العدوان , فلا يبالغوا ولا يسرفوا في القتل :

    " واتقوا الله "

    ويزيد في الحرص على تقوى المسلمين في أعمالهم ومقاتلتهم لمن اعتدى عليم .. فيبشرهم ويطمئنهم بأنه مع المتقين :

    " واعلموا أن الله مع المتقين "

    إن هذا التأكيد على كره القتل والقتال .. ومقت العدوان والاعتداء من حيث المبدأ .. والتأكيد على تقوى الله أثناء ممارسة رخصة القتال , باعتباره وسيلة استثنائية أملتها ضرورات رد العدوان والبغي .. إنما هو تأكيد على مبدأ أساس في منهج الإسلام .. وهو أن الإسلام جاء لإحياء الناس وليس لقتلهم وإفنائهم :

    " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم "

    وجاء رحمة للعالمين وليس نقمة وغضبًا وكراهية :

    " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "

    وجاءت رسالة الإسلام لتعلي من قيمة حياة الإنسان وحرمتها:

    " من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا "

    وكانت رسالة الإسلام من أجل إجلال كرامة الإنسان :

    " ولقد كرمنا بني آدم "

    " أليست نفسًا "

    بل جاءت رسالة الإسلام لصون الأرض وحماية البيئة من الفساد والمفسدين باعتبارها سكن الجميع ومخزون رزقهم :
    " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها "

    " ويا قومي أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين "
    85 / هود

    وهذا ما تؤكده آداب وأخلاقيات الإسلام في ميادين القتال , والتي توصي الجند وتؤكد عليهم وتأمرهم :

    • بأن لا يقتلوا شيخًا مسنًا .. ولا امرأة .. ولا طفلاً .. ولا عابدًا متعبدًا في صومعته,
    • وألا يقطعوا شجرًا مثمرًا إلا لضرورة ,
    • وألا يغّور ماءً ,
    • وألا يجهزوا على جريح ,
    • وألا يمثلوا بجسد ميت,
    • وألا يتابعوا هاربًا من ساحة القتال .. مما يؤكد أن القتال في الإسلام ليس غاية لذاته , إنما هو صد لعدوان أو بغي ,
    • بل عليهم أن يدفنوا موتى أعدائهم .. لأن النفس البشرية في الإسلام مكرمة لذاتها " أليست نفسًا "
    • وعليهم إكرام أسرى الحرب وعدم الإساءة إليهم ,
    • كما عليهم احترام رسل أعدائهم وعدم احتجازهم أو أسرهم أو الإساءة إليهم.

    وهذا ما تؤكده تعاليم منهج الإسلام من آداب ومثل مع من لم يقاتل المسلمين .. ومع من لم يخرج المسلمين من ديارهم .. ومع من لم يظاهر على إخراجهم .. حيث أوجبت لمثل هؤلاء البر والإقساط :
    " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
    8 / الممتحنة
    إن ما سـبق يؤكد على أن الأصل في الجهاد .. هو جهاد بيان وحجة وبرهان,ودعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتعريف بدين الله ومقاصد رسالته وشريعته بالجدال والحوار مع الناس بالتي هي أحسن .. وأن القتال وسيلة استثنائية من وسائل الجهاد .. تمليها ظروف وغائلة الاعتداء والبغي والظلم على المسلمين .. وتنتهي مع انتهاء أسبابها ومبرراتها الشرعية
    " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم "
    61 / الأنفال
    " فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم "
    " فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين "

    وعرف ابن تيمية الجهاد بقوله :

    " هو شامل لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة , ومنها: محبة الله , والإخلاص له , والتوكل عليه , وتسليم النفس والمال له , والصبر والزهد , وذكر الله , ومنه ما هو باليد , ومنه ما هو بالقلب , ومنه ما هو بالدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة والمال "
    الاختيارات للبعلي

    ويقول عبد الله بن بيه في كتابه الإرهاب :

    " والحق أن مفهوم الجهاد في الإسلام ليس مرادفًا دائمًا للقتال , فالجهاد مفهوم واسع فهو دفاع عن الحق ودعوة إليه باللسان وهذا هو المعنى الأول قال الله تعالى : ( وجاهدهم به جهادًا كبيرًا ) أي بالقرآن أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان ومعلوم أن تلاوة القرآن لا تتضمن أعمالاً حربية فليس كل جهاد قتالاً وليس كل قتال جهاد والجهاد دعوة إلى الحرية "

    فالحرب الإسلامية إنما هي حرب دفاعية , لأن أصل العلاقة مع غير المسلمين هي المسالمة وأن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ترجع إلى هذا المعنى عند التـأمل , ويقول ابن تيمية في رسالة القتال :

    " حروب النبي صلى الله عليه وسلم التي خاضها ضد المشركين – 27 غزوة – كان المشركون فيها هم المعتدين أو المتسببين بأسباب مباشرة أو غير مباشرة , وهذا يؤكد أن الأصل مع الكفار السلم لا الحرب ولو كان الأصل معهم الحرب لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبدؤهم بذلك والمتواتر من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه لم يبدأ أحداً بالقتال "

    فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاتل إلا دفاعًا أو لرد بغي وليس لإكراه الناس على اعتناق دين الإسلام " لا إكراه في الدين " ويقول ابن تيمية في كتابه ( السياسة الشرعية ) تعليقًا على من يقول بنسخ هذه الآية :

    " جمهور السلف أنها ليست منسوخة ولا مخصوصة وإنا النص عام , فلا نكره أحداً على الدين , والقتال لمن حاربنا فإن أسلم عصم ماله ودينه , وإذا لم يكن من أهل القتال لا نقتله و ولا يقدر أحد قط أن ينقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكره أحداً على الإسلام لا ممتنعاً ولا مقدوراً عليه و ولا فائدة في إسلام مثل هذا لكن من أسلم قبل إسلامه "

    وقال ابن تيمة كذلك في السياسة الشرعية :
    " لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله فلا يباح قتلهم لمجرد الكفر "
    وهذا لا يعني التقليل من شأن القتال وعظمة أجره .. وسمو مراتب الشهداء عند الله تعالى .. فهذا أمر من المعروف في الدين بالضرورة .. لا يجحده أو ينتقص منه أو ينكره إلا مارق من دين الله .. فالقتال هو أسمى مراتب الجهاد عندما تتعين شروطه ومبرراته .. وهو أقرب القربات إلى الله يوم يؤدى وفق مراد الله وشرعة الله .. إلا أنه يبقى وسيلة استثنائية مرهونة ومحكومة بشروطها وأسبابها .. التي تقررها الأمة من خلال أهل الحل والعقد وولاة الأمر فيها .. وأن الأمة بلا شك إن ألغت من منهجها جهاد القتال .. وهجرت فريضة الاستعداد والإعداد لمواجهة عدوان المعتدين .. ولكبح وردع طمع الطامعين .. ولسحق حقد الحاقدين ومكر الماكرين .. ستنزل نفسها طواعية منازل الذل والهوان والمهانة .. وستقدم وجودها وسيادتها وأوطانها وشعوبها لقمة سائغة لكل طامع وحاقد .. وسترشح نفسها للتبعية والاسترقاق أو المحق والزوال :

    " وأعـــدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عـــدو الله وعدوكم وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شـــئ في سبيل اللـــه يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون "
    60 / الأنفال


    وذات مرة سألني سائل في إحدى مؤتمرات الحوار مع الآخر قائلاً : ألا ترى أن القرآن عندكم يؤصل لثقافة الإرهاب .. ؟

    قلت كيف .. ؟ وما هو دليلك ..؟

    فقرأ علي هذه الآية " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم . "
    60 / الأنفال - 8

    قلت له : وهل أنت عدو لله ..؟ قال : لا

    قلت وهل أنت عدو للمسلمين ..؟ قال : لا

    قلت : ما الذي يخيفك إذاً من هذا الاستعداد ..؟
    ومن ثمّ أليس من حق كل أمة أن تتخذ من الأسباب ما يحول بينها وبين المعتدين..؟
    أو ليس لها أن تستعد لحماية سيادتها ومصالحها من ظلم الظالمين ومن بغي الباغين ؟
    ومن جهة أخرى من فضلك أجبني .. لمن هذا الترسانات النووية التي أنتجتموها في بلاد الغرب ولا زلتم تنتجون وما ينتجه غيركم في مشارق الأرض ..؟

    ولمن هذه الأســـلحة البيــولوجية الفتاكة التي حشــوتم وغيركم بها بطون السهول , وأحشاء الجبال , ولجج البحار, وآفاق السماء.. ؟

    ولمن أعددتم هذه الجيوش الجرارة المسلحة بأحدث وأعتى أسلحة الدمار الشامل .. وبأحدث وأفتك الطائرات وقاذفات حمم الموت ومبيدات الحياة واسعة الانتشار .. ؟

    هل بعد هذا تستكثرون علينا مجرد التفكير بالاستعداد لردع الظالمين وكبح الطامعين والباغين .. ؟

    أبعد هذا تستكثرون علينا رباط الخيل وما هو بحكمه , من الأسلحة الرحيمة قياسًا علي أسلحة الدمار الشامل , التي أسرفتم بإنتاجها وتخزينها .. على حساب خصوصيات مصالح شعوبكم مثل الطعام والغذاء والدواء وغيرها .. ؟

    ومن ثمّ لماذا هذا الجنون في صناعة الموت للناس ..؟

    ألم تنتجوا أنتم والاتحاد السوفيتي من المخزون النووي ما يكفي لتدمير الأرض عشر مرات أو ربما مائة مرة كما يقول الرئيس السوفيتي الأسبق جورباتشوف ..؟

    " إن الجانب الأكبر من الأسلحة النووية يتركز لدى الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة , وفي الوقت نفسه فإن عشرة في المائة أو حتى واحد في المائة من إمكاناتها كاف لإنزال أضرار لا يمكن إصلاحها بكوكبنا وبكل الحضارة البشرية "
    البيروستريكا- ص272

    وهــل نحـــن بحـــاجة لأن تدمر الأرض أكثر من مـــرة إن اتفقنا على هـــذه الحماقة النكراء .. ؟

    أجبني من فضلك إن كان لديك جواب .. فأخذ يحك شحمة أذنه ويقلّب بصره ولاذ بالصمت .

    ثم قلت له عليك أن تعلم أن عبارة " ترهبون " التي وردت في النص القرآني الذي ذكرته , لا تعني الإرهاب بالصيغة المضطربة المعاني على ألسن الناس اليوم .. إنها عبارة تحذيرية تعني الردع والتخويف من مغبة الدخول في الحروب والقتال .. لأن الحرب في الإسلام مكروهة :

    " كتب عليكم القتال وهو كره لكم ".
    ومـــن جهـــة أخرى عليك أن تدرك بإن الاستـــعداد لامتلاك وسائل القوة المشروعة , إنما هو إجـــراء احترازي دفـــاعي موجـــه لأعداء الله وأعداء المسلمين , وأعداء الإنسانية , وليس كما يضن البعض أن هذا الاستعداد موجه ضد غير المسلمين من أتباع الأديان والثقافات والحضارات على الإطلاق .
    فالاستعداد والتسلح بمنهج الإسلام موجه حصراً للمعتدين , موجه لأعداء الله وأعداء خلقه من المسلمين وغيرهم , لأن أعداء الله ليسوا فقط أعداء المسلمين , بل هم أعداء كل الناس , لأنهم أعداء رب الناس , وهذا يعني بوضوح أن الآية تتحدث منذ تاريخ مبكر, وبالتحديد منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرناً ونيف , عن ظاهر عدوانية عالمية ضد الله وخلقه وعباده , وقد عانة البشرية طوال تاريخا من مثل هذه الحالة العدوانية العامة على لله وخلقه , وها هو العالم اليوم يعاني من حالة عدوانية عامة سماها – الإرهاب - لا تخلو منه بشكل أو بآخر بلد من بلدان العالم , ولم ينجو من لوثته أهل ثقافة من الثقافات , أو أتباع ديانة من الديانات , فهو بحق ظاهرة عالمية لا جنسية لها ولا ديانة ولا وطن , فهي حالة تمرد على مراد الله ورضوانه , واعتداء على الله وعلى عباده وكل الخلائق :

    " ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم "

    فهذا الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله الذي يواجهه ويقاسي منه العالم اليوم , يدخل تحت العنوان الكبير " عدو الله " ومن ثم هو إرهاب ضد الكون والخلائق , لأنه عدو ضد ربها وخالقها ومدبر أمرها جلّ جلاله , وعلى أساس من ذلك أستطيع أن أعرف الإرهاب فأقول :

    " هو كل ممارسة عدوانية , فكرية , أو دينية , أو اجتماعية , أو سياسية , أو اقتصادية , أو عسكرية , أو أمنية , أو غيــــرها ,من قبل فرد , أو مجمـــوعة أفــراد , أو جماعة , أو دولة , أو مجمـــــوعة دوليــــة , تتناقض مــــع مرضاة الله , وينتهك بها العدل , ويعتدى بها على حياة الإنسان وكرامته ,وتفسد بها الأرض والبيئة , وتضر بمصالح الناس وأمنهم واستقرارهم وبكل مقوماتهم الحيوية "

    وبعبارة موجزة :

    " الإرهاب هو كل اعتداء على حق الله وحقوق خلقه "

    إذاً الآية لا تتحدث عن حالة إرهاب المسلمين لغير المسلمين , بل تتحدث عن دعوة عامة لمواجهة كل إرهاب واعتداء عل الله رب الناس جميعاً , وتأمل معي كيف أن الآية بدأت بعبارة " ترهبون به عدو الله " تأكيداً على أن الاستعداد ليس للدفاع عن حالة قومية أو دينية أو وطنية فحسب , بل هي قبل ذلك دفاع عن مبدأ أعلى وأجل , إنه دفاع عن حق الله وقيمه ومثله , الذي هو دفاع عن حقوق عباده وحقوق كل ما أبدع من خلائق , ودفاع عن سلامة وطنهم الكبير الأرض والحيلولة دون إفسادها .

    أجـــل نحـــن مع الاستعــــداد والإعداد لمواجهة المعتدين..ولكبح وردع بغي الباغين.. ولحماية وعزة الإسلام والمسلمين .. ولحماية كرامة الإنسان وتبجيل حياته.. ولصون سيادة الأوطان وحرمة بلاد المسلمين ومصالحهم وأمنهم واستقرارهم .. وصون صلاح الأرض وسلامة البيئة ومصالح الناس وأمنهم المشترك .. ونحن مع إعداد الجيوش والمهارات والصناعات , التي تؤهلنا لأداء مسؤولياتنا في ميادين الحرب والسلم وفق قيمنا ومعايير ديننا وإسلامنا .. بعيدًا عن ردود الأفعال الغاضبة غير المرشدة .. نعم نحن أمة تغضب لانتهاك حرمة دينها .. والنيل من عزتها وسيادتها .. والمساس بأمن أوطانها .. ومصالح شعوبها ولكن غضبها مرشد بقيم ربها ومبادئ دينها ومعايير شرعتها :

    " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ,

    " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إن الله لا يحب الظالمين "

    " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل "

    " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم "

    " ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور "
    39 – 43 / الشورى - 42

    هذا ما نريد أن نوضحه ونؤكدها لأجيالنا وللناس من حولنا .. من أجل أن نفهم أنفسنا فهـــمًا صـــحيحًا , ومن أجل أن يفهمنا الناس على نحو سليم وصحيح .. وليتعامل معـــنا الناس من بعد تعامــلاً يليق بهويتنا الدينية والثقافية .. ويليق بسيادتنا واستقلالية سيرنا الحضاري .. في إطار من التكامل والتعاون مع الآخر .. في كل ما يحقق كرامة الإنسان .. ويجل حياة الإنسان .. ويصون سلامة البيئة ويحقق التعايش العادل والآمن بين المجتمعات .

    ومـــن أجــل المـــزيد فـــــي تجلية أمـــر وأصــل معنى الجهــــاد في منهج الإســـلام .. ومن أجل بيان خطأ البعض وهم يختزلون الجهاد ويحصرونه بإحدى وسائله الاستثنائية ( القتال ) .. والترويج إلى هذا المفهوم عبر الترويج لمقولة آيات السيف .. التي بنظرهم نسخت لما سواها من معاني الجهاد .. فقد قمت بمراجعة كل آيات القتال وتأملتها وتدبرتها .. فلفت نظري أنها جـــاءت جميعها بصيغة المشـــاركة والمفاعـلة ( يقاتلون , فقاتلوا ) , ولم تأتي بصيغة الأمر ( اقتلوا ) إلا فــــي ثلاثـــة مواضع , ومـــع ذلك جــاءت فــــي هــذه المواضع بمناسبة رد العدوان , وللمعاملة بالمثل , أو في مناسبة معاقبة المنافقين :

    " واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيــه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الظالمين "
    191 / البقرة
    " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونا سواءً فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهو وليًا ولا نصيرًا "
    89 / النساء
    وهــــذا يؤكد بشـــكل قاطــع ..أن القتال عملية مفاعلة مع فعل بدأ به طرف آخر وأنه رد لحالة عدوانية مـــن ذلك الآخــر.. وأن القتال وسيــلة استثنائية مـــن وسائل الجهاد .. وليس كما يظن البعض أو يدعي .. بأنه الوسيلة الدائمة على الإطــلاق بناءًا على فهم خاطئ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " الجهاد ماض إلى يوم القيامة "

    أجل هو ماض ولا شك .. من حيث هو جهاد بيان وحجة وبرهان تعريفًا وتبليغًا لدين الله للناس أجمعين على مر الأزمنة والدهور .. وهو ماض ولاشك من حيث هو جهاد قتال عندما تتوفر أسباب ومبررات رخصة القتال .. وعندما تقرر الأمة مصلحتها في القتال من خلال ولاة أمرها وأهل الحل واعقد فيها .
    وليس كما يضن البعض أن " القتال " هو الجهاد على الإطلاق وأن الأمة مأمورة في المضي فيه إلى يوم القيامة .. وهذا بحق لأمر غريب وعجيب .. فهل يصح ويستقيم بحال أن تبقى لأمة المسلمة أمة الرحمة والسلام وإقامة الحياة .. أمة مقاتلة مرابطة في ساحات القتال على مر الزمان والمكان .. وكيف يستقيم ذلك مع قول الله تعالى :
    " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون "
    122 / التوبة - 9
    والمتأمل في عبارة صدر الآية :
    " ما كان المؤمنون لينفروا كافة "
    يتبين له بوضوح إن واجب النفير للقتال ليس من واجب الأمة كلها , لأن هناك واجبًا آخر وهو – بفهمي - الأصل والدائم , وهو جهاد العلم والتفقه في الدين واستنباط قواعد وضوابط السير الصحيح في الحياة .. وتصريف شؤون المسلمين وتحقيق مصالحهم :

    " فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين "

    ولنتأمل معًا عبارة " نفر " من الآية الكريمة التي تؤكد بأن الفئة من المسلمين التي ستبقى للتفقه في الدين وللتعلم هم أيضاً في نفير وهم في جهاد .. وهو الجهاد الدائم والواجب على كل فرد بالأمة بحسب موقعه منها .. وبحسب ما اختصه الله به من إمكانات وهداه إليه سبحانه :

    " قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى "
    50 / طه - 20
    " كل ميسر لما خلق له "
    السيوطي
    كما تؤكد هذه العبارة على أن النفر للقتال واجب على من اختص به, مثلما أن جهاد العلم والتفقه والتمرس على إدارة شؤون الأمة والارتقاء بقدراتها الحياتية .. هو واجب على من استنفر له " ولذلك كانت هذه الآية أصلاً في وجوب طلب العلم على طائفة عظيمة من المسلمين وجوبًا على الكفاية , أي على المقدار الكافي لتحصيل المقصد من ذلك الإيجاب , وأشعر نفي وجوب النفّر على جميع المسلمين , وإثبات إيجابه على طائفة من كل فرقة منهم , وأن الذين يجــب عليهم النفّر ليسوا بأوفر عــددًا من الذين يبقون للتفقه والإنذار , وأن ليست إحدى الحالتين بأولى من الأخرى على الإطلاق , فيعلم منه أن ذلك مـــنوط بمـــقدار الحـــاجة الداعية للنفر , وأن البقية باقية على الأصل , فيعلم منه أيضًا أن النفير إلى الجهاد يكون بمقدار ما يقتضيه حال العدو , وأن الذين يبقون للتفقه يبقون بأكثر ما يستطاع , وأن ذلك سواء "
    التحرير والتنوير/ محمد الطاهر ابن عاشور

    وهذا مما ينفي مقولة ذلك البعض , بأن القتال هو الوسيلة الوحيـــدة المحققة لفريضة الجهاد .. وأنه الوسيلة الناسخة لما عداها من الوسائل الجهادية .. وبهذا ينبغي أن يستقر في الأذهان .. أن أصل الجهاد .. هو جهـاد البيان والحجة والبرهان .. وجهــــاد الدعـــــوة إلى ســــبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة .. وجهـــــاد التعريف بدين الله , وشـــريعته , ومقاصد رسالته العالمية بالمجادلة والحوار مع الآخر بالتي هي أحسن .
    والقتال يبقى رخصة , ووسيلة استثنائية , من وسائل الجهاد محكومة بأسبابها ومبرراتها الشرعية .. والمــــوت في سبيل الله ليس مقصورًا على الموت في ساحات
    القتال .. فالغريق شهيد والحريق شهيد والمبطون شهيد .. وسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام ظالم فنصحه فقتله .. تأمل معي عبارة " نصحه " إي لم يخرج على سلطانه , ولم يتمرد عليه أو يشق عصا الطاعة , أو يحدث في الأمة فتنة .. بل نصحه وبالشروط الشرعية للنصيحة .. لذا اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قتل وهو على مثل هذه الحال فهو سيد من سادة الشهداء عند الله .. لأن الحياة في سبيل الله والنصح والبيان والمحاجة من أجل ترشيدها واستقامتها وخيريتها.. من الجهاد العظيم في سبيل الله .. من مات في ميادينه فهو مع سادة الشهداء تكريمًا وتعظيمًا :

    " أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تروح في الجنة وتغدوا إلى قناديل من نور معلقة في عرش الرحمن "

    ومع ذلك يبقى القتال في منهج الإسلام محكومًا بضوابط الشرع وآدابه ومعاييره .. وليس معطلاً لها ولقواعد وقيم ومبادئ الحياة على طريقة " لا صوت فوق صوت المعركة " وما يعطل تحتها من قيم ومعايير ومبادئ .. فالقتال في الإسلام لا ينشئ ولا يفرض قوانين طوارئ .. لتساس بها ظلمًا وعدوانًا حياة الأمم وتشل وتعطل بها قيم العدل في حياتهم .. فالمسلم يبقى محكومًا بضوابط الشرع وقيمه حتى في ساحات القتال :

    " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد "
    حديث
    فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرأ من عمل أعظم قادته العسكريين ومن عمل من وصفه بسيف الله المسلول " خالد بن الوليد رضي الله عنه " لأنه قتل امرأة في ساحات القتال , مخالفًا في ذلك هدي الإسلام , ومن قبل يغضب رسول الهدى صلى الله عليه وسلم من تصرف أسامة ابن زيد رضي الله عنه لقتله محاربًا , بعد أن نطق بالشهادة , متذرعًا - أسامة رضي الله عنه - بمخادعة ذلك المحارب له , وقد تكررت منه تلك المخادعة , فقال له عليه الصلاة والسلام:

    " هل شققت على قلبه "
    ووكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يحاجج أسامة فيقول له : وما يدريك لعله في النطق الأخير كان صادقًا!؟
    أما خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق فيوصي الجند في طريقهم إلى القتال فيقول :

    " أكثر من سطوة عدوكم فاتقوا الله وأطيعوه فيما أمركم ونهاكم " إني لأخوف عليكم من ذنوبكم "

    وبعـــــد فإن مقصدنا من هذا التوضيح والبيان .. حول مسألة الجهاد ومعانيه ومقاصده .. إنما هي مساهمة متواضعة .. باتجاه إنهاء حالة الفوضى التي تعاني منها الأمـــة بشأن فقــــه الجهاد.. وقد كثر أئمة الجهاد . وتعددت رايات القتال في سبيل الله .. وتخاصم أئمة القتال في ميادين الجهاد.. وسفّه بعضهم البعض الآخر .. وتقاتلوا فيما بينهم .. وتحالف بعضهم أحيانًا – للأسف - مع الأعداء من أجل قهر خصـــوم اليوم .. ممن كانوا بالأمس معـهم أئمة جهاد وقادة فتح مبين .. كل ذلك يجري باسم الإسلام .. ويعنّون بشعارات الموت في سبيل الله .. وتوظف بين يدي هـــذه الحــالة النكدة آيات القرآن الكريم .. وأحاديث الهدي النبوي الطاهر.. ليثبت كل منهم شرعية موقفه .. وأنه على محجة بيضاء من زاغ عنها فهو هالك .. وأنا هنا لا أريــد أن أشـــكك بإخـلاص أحـــد مـــــن المسلمين .. فأنا لســت قاضيًا .. ولم اطلع على الغيب .. ولم أشق على قلوب الناس .. فكل ونيته ومقاصده .. ولكن الأمر الذي لا أتردد في قوله .. هو أن مثل هـــذا الفــهم العابث لمعاني فقه الجهاد .. وأن مثل هذه الحمـــاقات والإجرام .. الذي يمارس باسم الجهاد في سبيل الله .. إنما هو افتراء على الله .. واعتداء على قدسية فقه الجهاد ومقاصده السامية .. وأنه سبيل ضال ومنحرف تزهــق بـه أرواح المسلمين والآخـرين بغير حــق .. وتدمر على أساس منه الممتلكات , ويــــروع بــــه الآمنـــون وتفسـد به حيــــاة الناس وأمنهم واســـتقرارهم .. وتعـــطل به مصالحهم وشـــؤون حياتهم .. لاشك أنه عبث وانحراف كبير .. وإفساد خطير .. وشر مستطير .. لا مكان له في ديــن الله .. ولا في شريعته .. ولا ينسجم بحال مع مقاصد رسالة الإسلام العالمية السمحة.


    منقول من كتاب ( شركاء .... لا أوصياء ) لمعالي الاستاذ الدكتور حامد بن أحمد الرقاعي رئيس المنتدى الاسلامي العالمي للحوار الامين العام لمؤتمر العالم الاسلامي
    الاسلام دعوة ايمانية بالله خالق السموات والارض لا اكراه فيها ، والخطاب في هذه الدعوة انما هو للعقل وأن الحوار فيها انما هو بالعلم وبالتي هي أحسن متعارفين متعاونين على الخير من أجل تحقيق أطيب آمالنا ومعالجة جميع آلامنا

    http://dialogueonline.org

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 4 5

عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 28-02-2013, 05:57 AM
  2. أرجوكم ... أطلب الرد على الدكتورة وفاء
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 23-11-2009, 07:05 PM
  3. عندى مشكلة....
    بواسطة الراوى في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-06-2008, 10:06 AM
  4. ميخائيل سيرفيتوس بين العلم و اللاهوت و الثالوث!!!! لماذا قتل ؟ انة العلم
    بواسطة ابو حنيفة المصرى في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-12-2007, 07:14 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم

عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم