قال اهل الصليب ان الكلمة حلت في السيد المسيح ، والمراد من الكلمة العِلم.

فنقول:

العِلم لما حل في عيسى ففي تلك الحالة إما أن يقال إنه بقي في ذات الله تعالى أو ما بقي فيها

فإن كان الأول لزم حصول الصفة الواحدة في محلين.

وذلك غير معقول ولأنه لو جاز أن يقال العِلم الحاصل في ذات عيسى عليه السلام هو العلم الحاصل في ذات الله تعالى بعينه، فلم لا يجوز في حق كل واحد ذلك حتى يكون العلم الحاصل لكل واحد هو العلم الحاصل لذات الله تعالى

وإن كان الثاني لزم أن يقال: إن الله تعالى لم يبق عالماً بعد حلول علمه في عيسى عليه السلام وذلك مما لا يقوله عاقل.

الإمام الرازي