السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ{4}
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ {5}
سورة الفجر
قوله تعالى:والفجر وهو الصبح، وعن مسروق:
المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر، وقيل:
المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده، والليالي
العشر المراد بها عشر ذي الحجة
وهو قول ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف
وقد ثبت في صحيح البخاري:"ما من أيام العمل الصالح أحب إلى اللّه فيهن
من هذه الأيام"
يعني عشر ذي الحجة، قالوا:ولا الجهاد في سبيل اللّه؟ قال:
"ولا الجهاد في سبيل اللّه، إلا رجُلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء"0
روي عن جابر يرفعه:"إن العشر عشر الأضحى،
والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر"
(أخرجه أحمد والنسائي وابن أبي حاتم، قال ابن كثير:
إسناد رجاله لا بأس بهم والمتن في رفعه نكارة).
وقوله تعالى:{والشفع والوتر}
الوتر يوم عرفة لكونه التاسع، والشفع يوم النحر لكونه العاشر، قاله ابن عباس .
وقوله تعالى:{والليل إذا يسر} قال ابن عباس:
أي إذا ذهب، وقال مجاهد وأبو العالية {والليل إذا يسر}:
إذا سار أي ذهب، ويحتمل إذا سار:
أي أقبل، وهذا أنسب لأنه في مقابلة قوله:{والفجر}
فإن الفجر هو إقبال النهار، وإدبار الليل، فإذا حمل قوله:
{والليل إذا يسر}على إقباله كان قسماً بإقبال الليل وإدبار النهار وبالعكس، كقوله:
{والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس}
سورة التكوير 17-18
وقال الضحّاك:{والليل إذا يسر}أي يجري، وقال عكرمة:
{والليل إذا يسر}يعني ليلة جمع المزدلفة،
وقوله تعالى:{هل في ذلك قسم لذي حجر}
أي لذي عقل ولب وحجه، وإنما سمي العقل (حجراً)
لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال،
وحجَر الحاكم على فلان إذا منعه التصرف، وهذا القسم هو بأوقات العبادة.
ولا بد من توضيح بعض العبادات وفضلها في هذه الأيام العشر:
والعبادة من حج وصلاة وغير ذلك من أنواع القرب،
التي يتقرب إليه عباده المتقون المطيعون له، الخائفون منه،
المتواضعون لديه، الخاشعون لوجهه الكريم0
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين
أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال:
"صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده" رواه مسلم.
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها.
وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال:
صيامها مستحب استحباباً شديداً.
والصلاة هي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً،
ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة،
وعليه أن يكثر من النوافل في أيام عشر ذي الحجة،
فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم فيما يرويه عن ربه: "وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"رواه البخاري.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه
الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "
أخرجه احمد وصحّح إسناده أحمد شاكر .
وصفة التكبير :الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ،
والله أكبر ولله الحمد ، وهناك صفات أخرى .
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى
بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل
الله تعالى روى مسلم وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكـم أن يضحّي فليمسك
عــن شعره وأظفاره "،
وفي راوية «فلا يأخذ من شعره ولا من أظفـاره حتى يضحّي »،
وهذا النهي ظاهره أنه يخصّ صاحب الأضحية ولا يعمّ
الزوجة ولا الأولاد، إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصّه.
والنهي هنا مختلف فيه فمن قال حرام ومن قال مكروه
ولكل منهم دليل.
قال تعالى:بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى
كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} لِيَشْهَدُوا
مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا
الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {27} ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا
نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {29}سورة الحج
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
اللهم أمنا في أوطاننا وأمن روعاتنا وأستر عوراتنا
اللهم إني أسألك وللمؤمنين جنة الفردوس 0