بسم الله الرحمن الرحيم
**********************
إذا كان من المعلوم أن الذهب حرام على الرجال فكيف ركب الرسول لذلك الصحابي الجليل الذي قطعت أنفه في أحد الغزوات أنفا من ذهب وكذلك سمح لرجل [ سراقة بن مالك] أن يرتدى سواري كسرى من الذهب بعد سقوط كسرى بالرغم من أن الذهب حرام على الذكور ؟؟؟؟؟


أما الذهب فقد ورد النهي عنه كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه: ونهانا عن التختم بالذهب. متفق عليه.

والنهي خاص بالرجال، لحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في الذهب والحرير: إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم. رواه ابن ماجه وصححه الألباني

ولا يجوز استعماله للرجال إلا في حالة الضرورة والعلاج، كما في قصة عرفجة بن سعد رضي الله عنه لما قطعت أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق "فضة" فأنتن عليه فأمره صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب. رواه أبو داود فهذا من باب العلاج لا من باب الحلية والزينة.



وقصة سراقة رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك يا سراقة وقد لبست سواري كسرى. لا تفيد جواز لبس الذهب للرجال، فقد كانت في طريق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودلت على معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم ألا وهي إخباره لسراقة بما سيقع والإسلام يومئذ فيما هو عليه من الضعف، فأخبر صلى الله عليه وسلم عن سقوط مملكة فارس وغنيمة المسلمين لحلي كسرى،


ولما وقع ذلك في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجيء بسواري كسرى ألبسهما سراقة بن مالك تحقيقا لمعجزته صلى الله عليه وسلم ثم ردهما إلى الغنيمة فهي إخبار عما سيقع وليست تشريعا لحكم،... ثم إن ذلك كان في بداية الإسلام، وقد كان الذهب مباحا كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتما من ذهب وكان يلبسه ويجعل فصه في باطن كفه فصنع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه فقال إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه من داخل فرمى به وقال والله لا ألبسه أبدا فنبذ الناس خواتيمهم
فنسخ حكم إباحة لبسه للرجال وحرم عليهم إلا عند الضرورة والعلاج.
والله أعلم.