بسم الله الرحمن الرحيم
**********************
ما هي الحكمة من تحريم الربا مع العلم بأن كلا الفريقين (الرابي والمرابي) راضيان بالصفقة رضًا تامًا؟


رضا المتعاقدين لا يحول الحرام حلالاً ، كما لو تراضى الزانيان على الفاحشة ، ورضا المتبايعين على المخدرات لا يجعل هذه الأمور حلالاً.

إن الذين ينظرون إلى هذه الأمور من خلال نظرهم القصير يبتغون منفعة عاجلة أو منفعة خاصة دون اكتراث بما تجره مثل هذه المعاملات على الأمة من ويلات التخريب والدمار لاقتصاد الأمة ، والذي يلجأ إلى الاستدانة إما أن يكون شديد الحاجة إلى هذا القرض الربوي - سواء كان فردًا أو أمة - وهو الفقير المحتاج فأي إنسانية هذه التي تستغل حاجة هذا الإنسان وعوزه.

وإما أن يكون القرض الربوي للإنتاج ، فلو حدثت الخسارة ، من الطرف الذي يتحمل المسئولية فإن تحملها صاحب القرض فتكون الخسارة التي تلحق به وحده ، وهذا إجحاف بحقه ، وإذا تحملها المقترض ، كذلك تكون الكارثة إذ لم يكن ليمد يده إلى القرض لو أنه يستطيع تمويل مشروعه بنفسه ، ولكن يجب أن يتعاملا منذ البداية على الربح والخسارة فإذا ربحا فالربح بينهما وإذا خسرا كانت الخسارة من المال وخسر العامل جهده وتعبه ، وقد أعلن الله الحرب على المرابين ، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين! فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون! وإن كان ذو عسرة فنَظِرَةٌ إلى ميسرة ...).